30‏/3‏/2017

تدريع وحماية أفراد طاقم الدبابات والعربات المقاتلة الأخرى .

تجهيزهـم بالستـرات والصـداري الواقيـة مـن الرصـاص
تدريــع وحمايــة أفــراد طاقــم الدبابــات والعربــات المقاتلــة الأخــرى

على الرغم من أن دبابات المعركة الرئيسة MBT والعربات القتالية الأخرى تنتج الآن بشكل أفضل بكثير من مثيلاتها في الحرب العالمية الأولى والثانية ، إلا أن الإجهاد وسرعة المعركة الحديثة جعلت من قضية إصابات الطاقم وجرحهم أكثر واقعية . لقد كان لبعض الإجراءات مثل ترحيل وإعادة تخزين عناصر الوقود والذخيرة ، تركيب البطانات المانعة للتشظية ، إضافة أنظمة إطفاء آلي أو أنظمة إخماد الانفجار كما تدعى أحياناً ، وغير ذلك من الإجراءات ، أن عملت كثيراً على تحسين قابلية بقاء كلاً من الطاقم والعربة في ساحة المعركة ، إلا أنه لا يزال هناك حاجة ملحة لتزويد أفراد الطاقم بتجهيزات الحماية الشخصية المحسنة والضرورية . سترات الوقاية المدرعة الشخصية وأنظمة دعم الحياة life-support systems سيسمحان باستمرارية العمليات في بيئة قتالية محمومة ، سواء أكان ذلك في داخل أو خارج العربة . فأحد مفاهيم البقائية الخاصة بأفراد طاقم العربات يشير بوضوح إلى أن عناصر النظام الأكثر ضعفا وحرجا (وبمعنى آخر: الطاقم) يجب أن يكونوا مجهزين بالسترات أو الصداري المدرعة Protective vests لوقايتهم من الإصابة في حال نظام الحماية الرئيس (وبمعنى آخر: صفائح الدرع) أخفق في إنجاز عمله وتعرض للهزيمة والاندحار . بشكل آخر وواضح ، صفائح التدريع الرئيسة للعربات لا تستطيع إبعاد أو تجاوز جميع تهديدات ساحة المعركة ، وبعض التهديدات ضد الدروع لا يمكن أن إبعاد خطرها مهما كانت سماكة التصفيح المعروضة . 
سترات الوقاية والدروع الشخصية بالتأكيد ليست مفهوم مبتكر أو حديث . فقد ارتدى المقاتلون والفرسان هذا النوع من التجهيزات لقرون طويلة . في الحرب العالمية الأولى ، أطقم الدبابات كانوا مجهزين بالدرع الشخصي الوقائي body armor لمواجهة طلقات الرصاص وشظايا المقذوفات التي تقحم من خلال الفجوات في صفائح دروع عرباتهم . الاهتمام الرئيس كان يتركز على حماية الطاقم من جروح العين والرأس eye/head injuries . كان هناك أيضاً تهديد كيميائي هام ، والأطقم كانت بصورة عامة مجهزة بأقنعة الغاز gas masks لحمايتها من غازات الحرب وملوثات غازات المحرك التي كانت سمة شائعة في دبابات الحرب العالمية الأولى .. التوجه الذي تنتهجه الكثير من الجيوش الحديثة يسير منذ فترة ليست بالقليلة نحو تجهيز أفراد أطقم العربات القتالية بصداري وسترات واقية من الشظايا والأجزاء ، تصنع في الغالب من نسيج "الكيفلار" Kevlar . هذا النسيج الوقائي يجيء ضمن صنفين رئيسين ، هما Kevlar 29 وKevlar 49 (أصناف أخرى تصمم لتطبيقات خاصة) . وكقاعدة عامة ، طبقات أكثر من نسيج الكيفلار ملتصقة مع بعضها البعض سوف توفر حماية أكثر لمرتدي السترة . إذ تعمل هذه الطبقات على امتصاص soaking up الطاقة الحركية للشظايا وحسب التصنيف المحدد لهذا الأمر . بكلمات أخرى ، إذا أردت حماية الجنود من رصاص البنادق عالي السرعة ، فأنت ستحتاج ببساطة لدرع أثخن بكثير من إذا أردت أن تحمي ضباط الشرطة من رصاص المسدسات ، التي لديها سرعة أوطأ وطاقة حركية أقل . 
المعهد الوطني الأمريكي للعدالة NIJ الذي عمل على ترتيب وتنظيم الدروع الشخصية حسب قدراتها ، صنف الصداري المضادة للرصاص وسترات حماية الجسم الأخرى (تحديداً التي تصنع من الكيفلار والمواد الأخرى) على مقياس من 1 إلى 4 ، وذلك بقصد تقييم مستويات الحماية البالستية التي توفرها هذه الستر تجاه الرصاص المطلق من أسلحة مختلفة القوة . في أعلى مقدمة المقياس يجيء النوع Type IIA الذي يجب أن يحمي من رصاص المسدس الأصغر (نموذجيا من رصاص العيار 9 ملم مستدير الرأس ، الذي يزن 8.0 غرام ويطلق بسرعة فوهة 373 م/ث) ، حيث قدرت الحاجة لنحو 16 طبقة كيفلار على الأقل لوقف رصاصات هذا السلاح . في منتصف المقياس ، يأتي النوع Type IIIA الذي يتحتم على درعه مقاومة رصاص المسدسات الأكثر قوة (مثل رصاص .44 Magnum نصف مجوف الرأس ، الذي يزن 15.6 غرام ويطلق بسرعة فوهة 436 م/ث) . في هذه الحالة نحن نحتاج لمضاعفة طبقات الكيفلار أو على الأقل 30 طبقة منه ، وعند هذا الحد تقف قدرات الكيفلار على الوقاية !! . وللحماية من رصاص البنادق عيار 7.62 ملم (التقليدي والنوع الخارق للدروع) الذي يزن 9.6-10.8 غرام على التوالي ، ويطلق بسرعة فوهة عالية 850-900 م/ث بالطاقة الحركية الأعلى ، فإن طبقات الكيفلار لوحدها غير كافية ، وأنت ستحتاج لدرع شخصي مصنع من صفائح الفولاذ أو الخزف (وفق المقياس الثالث Type III والرابع Type IV) . 
في الحقيقة الخبرات والتجارب التاريخية الحديثة أظهرت أهمية الملابس الواقية Protective Clothing ودورها المهم في تخفيض إصابات وجروح أفراد طاقم العربات القتالية ، خصوصاً وأن جرح أحد أفراد الطاقم يمكن أن يؤثر على قابلية بقاء العربة وبقية الأفراد . الاختيار الملائم لهذه الملابس يجب أن يتضمن من ضمن أمور أخرى ، قدرتها على مواجهة النيران واللهب المباشر وحماية مواضع الجلد المكشوفة ، في أغلب الأحيان بالمواد الخفيفة نسبياً . لذا ، من المهم على مصممي العربات الذين ليس عندهم خبرة أو دراية في أنواع اللباس الواقي المتوفر ، أن يكون لديهم فهم لطبيعة ووظيفة التحميل الحراري الفسيولوجي physiological heat loads بالإضافة إلى العوامل الأخرى التي من الممكن أن تؤثر على أداء مرتدي هذه الملابس . عموماً هذه الألبسة والبزات يجب أن تتضمن بالضرورة القفازات  وخوذ الرأس ونظارات الوقاية من الضوء الحاد . كما أن تصميم العربة يجب أن يشتمل على منافذ تهوية كافية ونظام تبريد فعال لمناطق العمل الحارة ، وذلك بقصد السماح لأفراد الطاقم بارتداء هذه المجموعة الوقائية بارتياح شديد نسبياً .. الجيش الأمريكي على سبيل المثال طور على مدى عقود من الزمن تشكيلة واسعة من الألبسة والخوذ القتالية لصالح أفراد أطقم العربات المدرعة ، أحدثها حمل التعيين iCVC (اختصار رداء العربة القتالية المحسن) . هذا الرداء بالنسيج المقاوم للهب flame resistant الذي طورته شركة "مايلايكن" Milliken (شركة أنسجة ومنتجات كيميائية ، تأسست العام 1865 ولديها أكثر من 2000 براءة اختراع) جاء ليخلف الرداء السابق المقاوم أيضاً للهب CVC ذو القطعة الواحدة ، والذي خدم مع أطقم دبابات الأبرامز ومعظم العربات القتالية الأمريكية الأخرى لفترة طويلة (اشتمل في تركيبه على ما نسبته 38% من الأراميد ، 33% من النايلون ، 29% من القطن) . الرداء أو البزة الجديدة iCVC توفر حسب قول الشركة المنتجة خصائص حماية عالية تجاه النيران المباشرة ومصادر الحرارة الأخرى ، بالإضافة لمقاومة مميزة لمظاهر التمزق والتهتك tear resistance وكذلك تأثيرات الرطوبة . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق