22‏/11‏/2016

منظومات الجيل الثاني الصاروخية والقيادة نصف آلية إلى خط البصر (SACLOS) .

أستعانت بأداة للقياس الزاوي وتحسس الإشعاع تحت الأحمر 
منظومات الجيل الثاني الصاروخية والقيادة نصف آلية إلى خط البصر (SACLOS)

لاستغلال التقدم التكنولوجي الحاصل والتغلب على مساوئ التوجيه في منظومات الجيل الأول الموجهة المضادة للدبابات ، تم استبدال وسيلة التوجيه في هذه المقذوفات بنظام آخر أكثر تقدماً ، بحيث أصبح بالإمكان قيادة الصاروخ بطريقة شبه آلية Semi-automatic ، وأطلق على النظام الجديد اختصاراً اسم SACLOS أو القيادة نصف الآلية إلى خط البصر ، التي عكست في حقيقتها الإضافة الأهم والأبرز لمقذوفات الجيل الثاني Second Generation المضادة للدبابات . الخطوة الأولى نحو هذا الجيل كانت مع تطوير قدم من قبل شركة Nord-Aviation الفرنسية (فيما بعد Aerospatiale) لنسخة الصاروخ SS-11 ، الذي أضيف لمنصة إطلاقه مستقبل أو مجس متحسس للإشعاع تحت الأحمر لتعقب الصاروخ وقياس انحرافاته الزاوية angular deviations عن خط بصر المشغل . إشارات الخطأ والانحراف تغذي تلقائياً إلى الحاسب الآلي الذي يبعث أوامر تصحيحية خلال وصلة السلك لتوجيه الصاروخ وإبقاءه ضمن دائرة أقل من متر واحد عن خط التسديد البصري . التطوير ساهم في تبسيط مهمة المشغل وقصرها على وضع خطي الشعيرات المتقاطعة cross-hairs في منظار التسديد البصري على الهدف وإبقائها عليه أثناء مرحلة طيران الصاروخ وحتى مرحلة الارتطام النهائي . استبعاد المشغل من مهمة توجيه ومتابعة الصاروخ ، بسط وسهل كثيراً من عمليات التدريب وخفض من عامل الكلفة لحدود معتبرة . النسخة المحسنة التي طورت في العام 1967 ، أطلق عليها SS-11-B1 أو "هاربون" Harpon وجرى تثبيتها أولاً على المجنزرة AMX-13 . 
الاستعانة بحاسب آلي لقيادة الصاروخ إلى هدفه ، سمح للمشغل بتكريس كامل انتباهه وجهده لمراقبة الهدف . حيث اقتصرت مهمة المشغل إلى وضع شعيرتي التقاطع cross-hairs في منظار التسديد البصري على كتلة الهدف وتثبيت خط البصر LOS بين وحدة الإطلاق والهدف طوال مرحلة طيران الصاروخ . أسلوب التوجيه الآلي هذا أسقط معظم مهارات التدريب المطلوبة سابقاً من قبل مشغلي الصاروخ ، وأصبحت مهمة التصويب أسهل بكثير قياساً بمنظومات الجيل الأول ، مما ساهم في تحسين احتمالات الإصابة hit probability من الرمية الأولى . التحسس الآلي للأخطاء بين خط البصر وموقع الصاروخ عزز أيضاً من سرعة استجابة نظام الصاروخ وجعله أكثر قدرة على مشاغلة الأهداف المتحركة ، مع تخفيض المسافة الدنيا التي يمكن منها مشاغلة الأهداف .. لقد استعان نظام التوجيه في مقذوفات الجيل الثاني بأداة للقياس الزاوي أو جونيومتر تحت الأحمر infrared goniometer (التعبير مشتق من كلمتين يونانيتين هما gonia وتعني الزاوية ، وكلمة metron وتعني قياس) ، قصد منه تبسيط عمل المشغل وتسهيل إجراءات الاشتباك .. فبمجرد انطلاق الصاروخ ، سلكان رفيعان ينسحبان للخارج من مؤخرته لتأمين الاتصال بينه وبين وحدة التوجيه (بعض الأنظمة تستعمل وصلة بيانات بصرية optical data-link بدلاً من الأسلاك للتواصل بين الصاروخ ووحدة توجيهه) . أيضاً مباشرة بعد الانطلاق ، ينير مصدر ضوء تحت الأحمر (شعلة تعقب) في النهاية المتطرفة للصاروخ ، حيث يشير مصدر الضوء تحت الأحمر infrared light إلى موقع الصاروخ أثناء الطيران الجونيومتر الذي هو حساس للضوء تحت الأحمر يقرر موقع الصاروخ خلال طيرانه نسبة إلى خط بصر المشغل . ويرسل الجونيومتر هذه البيانات إلى وحدة التوجيه guidance unit التي تعالج هذه البيانات وتولد إشارات تحكم للسيطرة على الصاروخ وتوجيهه كما هو مقرر في منظار التسديد (مرجعية الجونيومتر تكون مستندة تماماً على نقطة تسديد المشغل. إشارات التحكم control signals ترسل إلى الصاروخ خلال طيرانه عن طريق السلكان المتدليان من المؤخرة (أو عن طريق وصلة بيانات بصرية) . وفي حال كانت المشاغلة باتجاه هدف متحرك ، المشغل يستخدم عصا أو عجلات تحكم control stick/wheels للسيطرة على خط بصره في اللحظة التي يتعقب معها الهدف . وبما أن خط البصر في هذه الحالة سيتغير ، كذلك الأمر بالنسبة لمصدر الضوء تحت الأحمر فيما يتعلق بنافذة الجونيومتر (عدسة استقبال الشعاع تحت الأحمر) . وحدة التوجيه guidance unit تسيطر على الصاروخ للطيران ضمن خط البصر ، وهذا ما يطلق عليه في المجمل اسم القيادة نصف آلية إلى خط البصر (SACLOS) . عدسة الجونيومتر مثبتة بمحاذاة عدسة التعقب البصري في منظار التسديد وبشكل موازي لها . ويتضمن هذا التجهيز في تركيبه مرشح وكاشف ضوئي photo-detector مع زمن استجابة طيفية سريعة وملائمة . 

20‏/11‏/2016

إخفاق آخر للميلان ونجاح مستحق للجافلين !!

إخفـــــاق آخـــــر للميـــــلان ونجـــــاح مستحـــــق للجافليـــــن !!

من جديد يخفق الصاروخ الفرنسي الموجه المضاد للدبابات ميلان في إصابة هدف متحرك هو عبارة عن عجلة مفخخة لتنظيم الدولة الإسلامية كانت تستهدف موقعا لقوات سوريا الديمقراطية SDF (قوات كردية وعربية مدعومة من الولايات المتحدة) على أطراف مدينة "الرقة" Raqqa (معقل التنظيم في سوريا) !! العجلة التي كان يقودها الإنتحاري تعرضت لسيل وافر من الإطلاقات بشتى أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والتي عجزت على ما يبدو في إيقاف تقدمها ، ليقرر المدافعين وبمساعدة مباشرة من القوات الفرنسية الخاصة إطلاق صاروخ ميلان Milan لضرب العجلة المفخخة وتدميرها !! الصاروخ الذي تم إطلاقه مر من جانب العجلة دون أن يصيبها (تكرر هذا الأداء المخزي لمنظومة الميلان في أكثر من مناسبة) وانفجر رأسه الحربي بعيدأ عن الهدف ، الأمر الذي  تسبب بحالة من القلق والذعر لدى المدافعين مع إقتراب العجلة من مواقعهم . لذا هم قاموا بإطلاق صاروخ آخر موجه هذه المرة من نوع جافلين Javelin والذي أصاب العجلة بشكل مباشر بعد مسار هجوم عمودي ملفت للنظر !! وعلى خلاف منظومات الجيل الثاني التي ينتمي لها الميلان ، الصاروخ الأمريكي جافلين ينتمي لمنظومات الجيل الثالث العاملة وفق تقنية "أطلق وأنسى"  fire-and-forget .. يعمل الصاروخ جافلين على تتبع صورة الهدف الحرارية المخزنة في ذاكرته إثناء مرحلة الإطباق قبل عملية إطلاقه ، لذلك هو مزود بباحث أشعة تحت الحمراء لالتقاط الصور imaging infrared seeker . السلاح محمول من قبل الأفراد ومصمم خصيصاً لاستبدال الصاروخ المتقادم الموجه سلكيا نوع M47 Dragon ، وهو قادر كما يدعي مصمميه على مشاغلة الأهداف المتحركة والثابتة . بدأت أعمال تطوير هذا الصاروخ في شهر أغسطس من العام 1986 ، حيث خاضت ثلاثة شركات منافسه الفوز بإنتاجه ، وأخيراً في شهر يونيو من العام 1989 فازت كل من شركتي Raytheon وLockheed-Martin بعقد إنتاجه ، وتمت مباشرة أعمال الإنتاج في العام 1994 ، وفي العام 1996 دخل الصاروخ الخدمة مع الوحدات المقاتلة الأمريكية .

صمم هذا السلاح كما ذكر أعلاه وفق تقنية أطلق وأنسى ، بمعني قدرة الصاروخ على الإقفال lock-on على الهدف قبل الإطلاق ثم يكون التوجيه تلقائياً . ويأخذ الصاروخ مسار الهجوم السقفي top-attack على الأهداف المدرعة ، حيث يضرب المنطقة الأقل سمكاً وتدريعاً . كما يمكن استخدام الصاروخ في نمط الهجوم المباشر direct-attack تجاه المباني والتحصينات ، بالإضافة لقدرات نسبية تجاه المروحيات .. يطلق الصاروخ بزاوية 18 درجة ، بعدها يستطيع جافلين في نمط الهجوم العمودي بلوغ ارتفاع 150 م ، حيث يرتفع الصاروخ بحدة للأعلى climb sharply ، ليطير بعدها بشكل مستقيم ، ثم يغطس للأسفل ليضرب هدفه بشكل قوسي نحو قمته الضعيفة (يجب تنشيط الباحث أولاً وتحفيزه activated) مع مسافة اشتباك دنيا تبلغ 150 م . وفي نمط الهجوم المباشر ينطلق الصاروخ بارتفاع منخفض lower altitude يصل إلى 50 م (يجب أن يبرد الرأس الحربي أولاً قبل الإطباق على الهدف) ثم ينحني ويميل في اتجاه طيرانه نحو الأسفل لينقض على هدفه بشكل مباشر في مقدمته أو مؤخرته أو الجوانب ، علماً أن مسافة الاشتباك الدنيا في هذا النمط من التوجيه تبلغ 65 م .. الصاروخ جافلين مزود برأس حربي ترادفي tandem warhead من الشحنات المشكلة ، تكفل له اختراق الدروع التفاعلية المتفجرة ERA أولاً والدروع الرئيسة لاحقاً لنحو 800 ملم ، حيث جرى تطوير بطانة معدنية من طبقتين لصالح مخروط الشحنة المشكلة الابتدائية من مادة molybdenum ، وبطانة نحاسية لمخروط الشحنة الرئيسة ، تكفل أداء مميز لعملية تشكيل النفاث والاختراق . ولحماية الشحنة الرئيسة من انفجار وموجة عصف الشحنة الابتدائية ، جرى تزويد المنطقة الفاصلة بين الشحنتين بحاجز وقائي لمنع تأثيرات الصدمة . هذا الحاجز مزود بثقب في منتصفه ، للسماح بمرور النفاث ومنع تشتته واستهلاك طاقته .

فيديو للمشاهدة ..


17‏/11‏/2016

صـــــورة اليــــوم مـــن اليمـــن .

صورة دبابة من العهد السوفييتي من نوع T-34-85 لا تزال تشارك بثقلها في معارك اليمن !! أجمل ما في الصورة آلية إطلاق المدفع ، والتي تم توضيبها لكي تكون من خارج برج الدبابة بواسطة سلك طويل يمر عبر ثقب صغير في جانب البرج ، يتم سحبه يدوياً لإطلاق النار . قصة تطوير الدبابة T-34-85 تعود لإختبارات إطلاق نار أجراها السوفييت في شهر أبريل العام 1943 تجاه دبابة ألمانية ثقيلة تم أسرها من نوع Tiger I وذلك باستخدام مدفع الدبابة T-34 من عيار 76 ملم . حينها تبين أن قذائف المدفع المذكور لا تستطيع إختراق دروع مقدمة برج الدبابة الألمانية الثقيلة ، لكن فقط من الجانب عند ضربها من مسافة قريبة . المدفع السوفييتي الجديد 85 ملم كان قادراً على إنجاز ذلك . إنتاج الدبابة T-34-85 بدأ في شهر فبراير العام 1944 حيث حمل المدفع أسم S-53 ثم بعد ذلك في منتصف العام 1944 جرى استبداله بمدفع مطور من نفس العيار لكن أكثر قوة أطلق عليه ZiS-S-53 .

16‏/11‏/2016

البصمة الحرارية المميزة لعناصر وأجزاء دبابة المعركة الرئيسة والعربات الأخرى .

مدخل لفهم آلية كشف ورصد الأهداف المدرعة بأنظمة التصوير الحراري 
البصمة الحرارية المميزة لعناصر وأجزاء دبابة المعركة الرئيسة والعربات الأخرى

الطيف الكهرومغناطيسي electromagnetic spectrum يحتوي أشكال مختلفة من الطاقة بما في ذلك ذلك أطياف الإرسال الراديوي والتلفزيوني ، الأشعة السينية ، والضوء المرئي الذي تستطيع العين البشرية رؤيته ، الأشعة فوق البنفسجية ، الأشعة السينية وأشعة غاما . الضوء المرئي يشكل جزء صغير جداً من الطيف الكهرومغناطيسي العام (400-700 نانومتر) . كل نوع من أنواع الطاقة مخصص له مكان في الطيف وذلك طبقا لتردده frequency من الأدنى إلى الأعلى . وبينما التردد يتغير ، الخصائص هي الأخرى تتغير . لذا أنواع الطاقة تحزم إلى مجموعة من الترددات أو النطاقات ، التي لها خصائص متماثلة .. الإشعاع أو الموجات تحت الحمراء Infrared waves هي شكل من أشكال الطاقة التي تنتقل على هيئة كهرومغناطيسية نتيجة الحرارة والتسخين . إذ تنتج الحرارة موجات تحت الحمراء ، والموجات تحت الحمراء بدورها تولد الحرارة ، ويمكن ملاحظة هذا الأمر مع مصابيح التسخين في مطاعم الوجبات السريعة والتي تكون مباشرة فوق وجبة الطعام وتبقيه دافئاً على الرغم من أن الحرارة ترتفع للأعلى . السبب في ذلك أن المصابيح تشع موجات تحت الحمراء للأسفل باتجاه الطعام ، وعندما تضرب الأشعة تحت الحمراء هذا الطعام فإنها تبقيه ساخناً ، مع ملاحظة أن هذا الإشعاع يمكن أن يبعث في أي اتجاه .
إن كل شيء على وجه الأرض يبعث أشعة تحت الحمراء في النطاق تحت الأحمر infrared band ، والأجسام الأكثر سخونة تبعث أشعة تحت الحمراء أكثر والعكس صحيح بالنسبة للأجسام الأبرد . بعض الأجسام تصنف كمصادر تحت حمراء ، مما يعني قدرتهم على البقاء في وضع التسخين لوحدهم وذلك باستخدام شكل آخر من أشكال الطاقة ، كما هو الحال مع عمليات الاحتراق combustion أو الاحتكاك friction لتوليد الطاقة الحرارية . بالنسبة للاحتراق فإن ذلك يعني وجود حرارة مولدة من قبل عملية اشتعال بسرعة بطيئة (مثل محركات العربات التي تولد الحرارة نتيجة عملية الاحتراق الداخلي) ، أو اشتعال بسرعة عالية (كما هو الحال مع الانفجار المسيطر عليه) . أما الاحتكاك فإنه ينتج الحرارة عن طريق دعك وحك الأجسام مع بعضها البعض . على سبيل المثال ، عندما تدعك يديك سوية rubbing بسرعة عالية نسبياً ، فإن ذلك سيتسبب في تسخين اليدين ورفع حرارتهما ، الأمر الذي يجعلهم يصدرون المزيد من الإشعاع تحت الأحمر . إن نفس ردة الفعل سوف تحدث عندما تتنقل العربات والمركبات الأرضية على إطاراتها أو جنازيرها . فأنظمة التسيير والتعليق suspension تنتج عملية احتكاك تجاه بعضها البعض أو اتجاه الأرض التي يتحركون عليها ، مما يتسبب في تسخين هذه الأنظمة وبالتالي إصدار إشعاع تحت الأحمر بمقادير معينة .
جميع الأجسام من حولنا تمتلك الخصائص المميزة للإشعاع تحت الأحمر ، كما في مظاهر الانعكاس reflection (إذا الطاقة تحت الحمراء منعكسة كما في المرآة) ، والامتصاص absorption (إذا الطاقة تحت الحمراء ممتصة ومستحوذ عليها كما في الاحتكاك) ، والانبعاث emission (إذا الطاقة تحت الحمراء تجيء من مصدر تحت أحمر كما في الاحتراق) . في الحقيقة جميع الأجسام المحيطة بنا تعكس وتمتص الطاقة تحت الحمراء بنسب متغيرة ومتفاوتة . فالجسم الذي يعكس الإشعاع تحت الأحمر بشكل جيد هو ذلك الجسم الذي لا يمتصه كما يجب . مثال على ذلك عالم النباتات الذي يضم الأشجار والأزهار والأعشاب وغيرها ، حيث تعكس هذه الكائنات الحية الأشعة تحت الحمراء بشكل جيد . هذا الانعكاس يجعل النباتات تسخن فوراً heat up عندما تكون أشعة الشمس مسلطة عليها ، وتبرد فوراً cool off عندما تحجب أشعة الشمس عنها . الامتصاص في المقابل هو نقيض الانعكاس . فالأجسام التي تمتص الإشعاع تحت الأحمر بشكل جيد هي ذاتها التي لا تعكسه كما يجب . أجسام مثل هياكل العربات المدرعة والدبابات وحتى الصخور التي تتحرك عليها هذه المركبات ، تمتص الأشعة تحت الحمراء بشكل جيد . وعندما تشرق الشمس ، الامتصاص يجعل هذه الأجسام تبقى باردة أو "فاترة" cool لوقت أطول من الزمن عندما الأجسام الأخرى في المحيط تكون أكثر دافئاً . وعندما تغيب الشمس ، هذه الأجسام تبقى ساخنة لوقت أطول من الأجسام الأخرى في موضع الهدف (تماماً مثل شريط الإضاءة illumination tape الذي يمتص الضوء لفترة من الزمن قبل أن هو يتوهج ويضيء) . 
عملية تسخين بعض الأجسام مع شروق الشمس تكون أسرع من أجسام أخرى في ذات المنطقة وذلك لامتلاك هؤلاء ميزات أو خصائص تحت حمراء مختلفة . إن الخصائص تحت الحمراء لأي جسم محددة بإجمالي الملكيات الطبيعية التي يمتلكها physical-properties mass ، مثل اللون ، الكثافة ، النهاية السطحية ، الكتلة . هذه الملكيات تدمج لتحسين قدرة الجسم على عكس أو امتصاص الإشعاع تحت الأحمر المتصل  بهم . الأجسام الملونة الخفيفة ، مثل العربات المدرعة بتمويه الصحراء desert camouflage ، تعكس الإشعاع تحت الأحمر أكثر مما تمتصه ، كما أنها تسخن ببطء تحت أشعة الشمس . بالنسبة لجزئية اللون Color ، يمكن القول أن الأجسام ذات الألوان المظلمة أو المعتمة ، مثل العربات بتمويه الغابة woodland camouflage ، تمتص الإشعاع تحت الأحمر أكثر مما تعكس ، كما أنها تسخن بسرعة في الشمس . أما بالنسبة لكثافة الأجسام objects density فهذه تؤثر على كم الإشعاع تحت الأحمر الذي يمتصونه ، وبالتالي يعيدون بعثه وإطلاقه . فعندما تتعرض أجسام معينة مثل الأشجار والأعشاب لضوء الشمس ، فإن ملمسها لا يصبح ساخناً جدا وذلك لأنهم ببساطة لا يمتصون الإشعاع تحت الأحمر بالقدر الكافي ، وبالنتيجة ، هم لا يبعثون أو يصدرون الإشعاع تحت الأحمر بشكل جيد . هذا الأمر راجع في أحد أسبابه لكثافتهم وثقلهم المحدود نسبياً . في المقابل ، عندما أجسام مثل العربات المدرعة والدبابات تتعرضان لضوء الشمس ، فإنهم يصبحون على درجة عالية من التسخين عند لمسهم باليد ، وذلك لأنهم يمتصون ويبعثون الإشعاع تحت الأحمر بقدر جيد ، لأن هذه الأجسام كثيفة أو أثقل من الأشجار والأعشاب .
بالنسبة للنهاية السطحية Surface finish (تعرف أيضاً باسم البنية السطحية surface texture) فهذا التعبير يشير لهيئة وطبيعة سطح الجسم من حيث الطلاء والتموج والخشونة . على سبيل وعند تطبيق مفهوم النهاية السطحية على نسختي العربة "همفي" Humvee في نمطها العسكري والنسخة المدنية منها والمدعوة "همر" Hummer فإننا نجد أن كلا العربتين يصبح ساخناً عند التعرض لضوء الشمس ، لكن عربة الهمر لا تسخن بشكل سريع كما هو الحال مع الهمفي . إن السبب الرئيس لهذا الاختلاف يعود إلى تفاصيل النهاية السطحية لكلا العربتين . فعربة الهمر لها سطح مصقول ومشمع smooth/waxed surface ، الذي يميل إلى عكس شعاع الشمس على نحو جيد ، بينما عربة الهمفي في المقابل لديها سطح خشن rough surface نتيجة الطلاء المقاوم للعوامل الكيميائية CARC الذي يميل إلى امتصاص أشعة الشمس بشكل جيد .. أما بالنسبة لتأثير عامل الكتلة Mass ، فإنه يمكن القول أنه كلما زادت الكتلة التي يمتلكها الجسم ما كلما زاد مقدار الإشعاع تحت الأحمر الذي هو يمكن أن يمتص من قبله . ووفق نفس المبدأ ، هو الجسم الذي يستغرق زمناً أطول للتسخين heat up ، والجسم الذي يستغرق زمناً أطول في بعثه وإصداره الإشعاع تحت الأحمر emit infrared ، وأخيراً الجسم الذي يستغرق زمناً أطول للتبريد والتخفيف cool off . على سبيل المثال ، عند تعريض بندقية من نوع M16 ودبابة معركة رئيسة MBT إلى أشعة الشمس ، فإننا نجد أن صفائح الدرع على دبابة المعركة سوف تستغرق زمن أطول للتسخين من سبطانة البندقية M16 وذلك نتيجة امتلاكهم كتلة أكبر . بالنتيجة ، صفائح الدرع armor plates سوف تمتص مقدار أكبر من الإشعاع تحت الأحمر ، وهم أيضاً يستغرقون زمن أطول للتسخين إلى نفس درجة حرارة سبطانة البندقية M16 . وعندما تزداد سخونتهم وتتعاظم ، تبعث صفائح الدرع إشعاع تحت أحمر لوقت أطول بكثير من سبطانة البندقية M16 وهم أيضاً يأخذون زمن أطول للتبريد . 

15‏/11‏/2016

الأبرامــز تنجــح مــرة أخــرى فــي إختبــار "طــارق بــاب الدبابــة" .

خـلال تصويـر جديـد يعـرض إشتباكهـا وتماسهـا المـادي مـع عربـة مفخخـة
الأبرامــــز تنجــــح فــــي إختبــــار "طــــارق بــــاب الدبابــــة" tank door knocker !!
سؤال كثيراً ما يطرحه الخبراء والمتابعين لمعركة الدرع والسيف sword and shield ، ألا وهو : ما حجم الضرر الذي يمكن أن يلحقه عصف الإنفجار بدروع دبابة معركة رئيسة MBT عند حدوث انفجار قريب منها ؟؟ يبدو أن القتال الدائر الآن في العراق وتحديدا في مدينة الموصل بين قوات الجيش الحكومي من جهة ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى كان فرصة جيدة للإجابة على هذا التساؤل ولو بشكل جزئي !! فقد عرض تسجيل مرئي جديد للتنظيم حمل أسم "وعد الله" promise of Allah تصوير جوي لما يمكن تسميته بالقتال التلاحمي بين دبابة أبرامز عراقية مع عربة تابعة لتنظيم الدولة مملوءة بمئات الكيلوغرامات من المواد شديدة الإنفجار ، فضل قائدها تفجيرها مباشرة على الجانب الأيمن من مقدمة الدبابة . ورغم أن سلسلة الدبابات الأمريكية "أبرامز" M1 Abrams تستخدم ستة خزانات وقود لتغذية محركها ، اثنان منها في مقدمة مقصورة الطاقم حيث فضل قائد العربة المفخخة تفجيرها (تكون على يمين وشمال موضع استلقاء السائق) إلا أن الهجوم بلا شك كان بإتجاه أقوى نقاط الدبابة وأكثرها تحصينا ، ولم يسفر سوى عن أضرار جزئية !! 

في الحقيقة مصممي الدبابات حرصوا بشكل مستمر ومتواصل على تحسين قابلياتها وقدراتها على مواجهة مقذوفات تقليدية مثل مقذوفات الطاقة الحركية KE والطاقة الكيميائية CE ، ولكن ما تواجهه دبابات المعركة الآن في حروب الشروق الأوسط هو حدث إستثنائي بكل تأكيد !! دروع الدبابات مصممة لحماية الطاقم والمكونات الداخلية من تهديدات ساحة المعركة المتقدمة التي تهاجم من اتجاهات محددة specific directions . الدبابات ونتيجة متطلباتها المتعددة ، تكون عادة مصفحة بشدة في منطقة المقدمة ، وأقل تصفيحاً من الجوانب ، ومصفحة بشكل مخفض عند المؤخرة ومناطق السقف والقاع . ولكون قابليات التهديد threat capabilities تتحسن وتتقدم بشكل مستمر وكذلك الأمر بالنسبة للسيناريوهات التكتيكية المعادية ، فإنه يمكن الافتراض أن نيران الأسلحة المباشرة المضادة للدبابات يمكن أن تكون قادرة على هزيمة ودحر دروع هذه الأهداف تقريباً من أغلب أجزائها .. تهديدات النار المباشرة direct-fire threats ستضرب العربة على الأرجح من المقدمة أو من أحد الجانبين . قمة العربة ستكون في الغالب هدفاً للتهديدات غير المباشرة أو الجوية وبعض التهديدات الموجهة . قاع العربة ، خصوصا الثلث الأمامي منها ، سيخضع لتهديدات الألغام ومتفجرات الطريق ، ومثال على ذلك المقذوفات المشكلة انفجارياً وكذلك الشحنات المشكلة . الجزء الأقل احتمالاً للهجوم والتعرض من العربة سيكون بلا شك مقطع المؤخرة .

الخبراء درسوا فيما سبق ولسنوات تأثير الذخيرة الثقيلة على هيكل وجسم دبابات المعركة الرئيسة ، وقدر هؤلاء أن انفجار قذيفة مدفع قوس شديدة الانفجار HE من عيار 155 ملم ، يمكن لها توليد ضغوط غازية مرتفعة جداً ولأكثر من 200-300 كيلو بار حسب نوع المادة المتفجرة وحجمها ، بالإضافة لحرارة شديدة تتجاوز حدودها 3000 درجة مئوية ، زائداً موجات صدمية shock waves (يطلق عليها أيضاً الموجات المتفجرة detonation waveعلى درجة عالية من السرعة ، بحيث تتجاوز هذه معه سرعة الصوت . إذ تعمل الغازات المتوسعة والمتمددة سريعاً على الضغط باتجاه الهواء المحيط ، وتخلق موجات صدمية تتكاثر وتنتشر للخارج بسرعة تقارب سرعة الصوت أو نحو 340 م/ث . إن الموجات الصدمية المتولدة والناتجة عن الانفجار هي عبارة عن موجات ضاغطة ، والتي يرتفع فيها الضغط عن الضغط الجوي ليتجاوزه إلى الضغط الأقصى المفرط peak over-pressure خلال جزء من المليون من الثانية .. معايير الضرر المتحققة في الهدف بتأثير العصف Blast Effect الناتج عن انفجار قذيفة شديدة الانفجار يمكن تحصيلها وتحقيقها عن طريق آليتين رئيستين كما تظهر الاختبارات التجريبية تحميل الانحراف والانعطاف diffraction loading ، وتحميل الإعاقة والمقاومة drag loading . التعبير الأول يشير للطاقة الكلية الممارسة والمبذولة على جوانب وأطراف التركيب/الهدف من قبل الموجات الصدمية المتقدمة للانفجار . فالتعبير يعكس التطبيق والانتقال السريع للضغط على الهدف من جميع جوانبه أثناء مرور موجات الاهتزاز فوقه . هو مرتبط بمفهوم الانحراف لأن مقدمة الموجة التصادمية ستنحني وتنعطف حوله bend around وستغمر الهدف خلال عبورها . إن الضغوط العالية لموجات الصدمة في تحميل الانحراف ستتقدم تقريبا بشكل آني وفي نفس الوقت simultaneously من خلال عدة جوانب لجسم الهدف . الأهداف المرنة (على سبيل المثال المصنوعة من معادن) ستسحق وتهرس . الأهداف الهشة والقابلة للتكسر (على سبيل المثال المبنية من الخرسانة أو الطوب) ستتحطم وتتهشم وذلك بالاعتماد على حجم ضغوط التحميل الناتجة عن الانفجار .. المصطلح الآخر أو تعبير "تحميل الإعاقة والمقاومة" يشير إلى مقدار وحجم الطاقة المسلطة على جسم أو تركيب نتيجة الرياح العابرة التي ترافق مرور موجة عصف الانفجار . هذه الطاقة تجيء وتنتج عن الضغط الديناميكي dynamic pressure ، ومعامل الإعاقة وقابليته في هذه الحالة يعتمد على شكل التركيب أو الجسم (في الغالب السلوك يكون موجه نحو السطوح العمودية المعرضة لمقدمة الموجات الصدمية) . فأثناء جميع مراحل زيادة الضغط الإيجابية (ولفترة قصيرة من الزمن فيما بعد) التركيب أو هيكل الهدف سيخضع إلى تحميل الضغط الديناميكي الناتج عن الرياح العابرة المؤقتة transient winds التي تتبع مقدمة موجة عصف الانفجار .. بعض الأهداف المرنة نسبياً والقابلة للانثناء لا تتضرر بتأثير تحميل الانحراف . هذه الأهداف نفسها قد تكون عرضة لضرر تحميل الإعاقة . الأهداف التي لم تثبت بشكل متصلب ومحكم rigidly affixed ستقذف بقوة وقد تزاح بعيداً لبضعة أمتار . الأفراد عرضة بشكل أكبر لهذا النوع من الأضرار بالإضافة إلى التهديد الثانوي المتمثل باحتمالية الإصابة بالأجسام والحطام الآخر المقذوف والمزاح بتأثير عصف الانفجار . 

رابط فيديو للمشاهدة ..
https://youtu.be/rwLobT5dM2U

11‏/11‏/2016

منظومة تصوير حراري إيرانية الصنع في سوريا !!

منظومة تصوير حراري إيرانية الصنع في سوريا !!

يبدو أن الإيرانيين كأصدقائهم الروس ، يسعون لتجربة منظوماتهم العسكرية محلية التصنيع وإختبار قدراتها في ساحة الصراع السوري !! الإيرانيين جهزوا أصدقائهم من مقاتلي حزب الله بمنظومات تصوير حراري Thermal imaging sight من نوع خاص من أجل تجهيز منصات إطلاق الصاروخ الروسي الموجه المضاد للدروع "كورنيت" Kornet-E . كاميرا التصوير الحراري الإيرانية قدمت أولاً خلال معرض IPAS 2016 وهي مماثلة في مواصفاتها التقنية للمنظومة الروسية 1PN79 ، حيث تتولى شركة "رايان روشد" Rayan Roshd عمليات الإنتاج . 

9‏/11‏/2016

تسلسل عملية إطلاق الصاروخ كونكورس Konkurs .

تسلســـل عمليــــة إطـــلاق الصـــاروخ الروسي الموجـــه المضـــاد للـــدروع كونكـــورس Konkurs

بعد الضغط على زناد الإطلاق بنحو 0.2 ثانية ، ينفتح غطاء حاوية الإطلاق الأمامي بتأثير شحنة فرقعة squib . في هذه اللحظة ، جميع أنظمة الأمان الكهربائية يتم نزعها واستبعادها ، ليتولى بعد ذلك مصدر الطاقة الخارجي المثبت أسفل هيكل حاوية الإطلاق وخلال زمن مقدر بنحو 0.3-0.8 ثانية تنشيط وتحفيز الشاعل الكهربائي electric-igniter الخاص بإيقاد شحنة الطرد في مولد الغاز . مصدر الطاقة الخارجي power supply يتألف من بطاريتان متماثلتان في الحجم والنوع تحملان التعيين T-307B (عبارة عن اسطوانات معدنية محكمة الغلق وضعت فيها خلايا كهروكيميائية electrochemical cells) . هذه البطاريات التي يبلغ وزن كل منها 180 غرام ، يوفر كل منها فولطية لنحو 15-18 V ، وهي قابلة للعمل حتى زمن أقصى يبلغ 17,5 ثانية ، مع قابلية تخزين ممتدة لنحو 12.5 سنة . البطاريات موجودة ضمن محفظة خاصة متصلة مع فيش وصل حاوية الصاروخ بالقاعدة ، ومهمتها تأمين الفولطية الكهربائية المناسبة لإطلاق الصاروخ وتغذية قاعدة الإطلاق (صندوق التحكم وإنارة شبكة المنظار) وكذلك مستقبل الأشعة تحت الحمراء بالطاقة اللازمة . البطاريات T-307B أيضاً تنشط عمل الجايرسكوب ليبدأ بعملية تسريع عجلته الدوارة driven wheel في ركيزته أو دعامته الخاصة ، بحيث يمكن خلال 0,3 ثانية تحقيق وانجاز سرعة الدوران القصوى للعجلة وحتى 10,000 دورة/دقيقة وذلك في مرحلة تسبق خروج الصاروخ من حاويته الخاصة (تحدث جميع هذه العمليات في أقل من ثانية واحدة) .

يعمل مولد الغاز بعد اشتعال شحنة الدافع (شحنة الدفع أو الطرد تحمل التعيين 9X180) على إصدار الغازات باتجاهين متعارضين ، الأول من خلال 6 فوهات في قمة الوعاء الخارجي vessel outward (مقابلة لقاعدة الصاروخ ومهمتها دفع هذا الأخير وقذفه خارج حاوية الإطلاق) ، والآخر من خلال عدد 12 فوهة في القاع (مقابلة لغطاء الحاوية الخلفي ومهمتها معادلة قوى الدفع ومنع ارتداد النظام أثناء إطلاق الصاروخ) ، مع ملاحظة أن هذا المولد يدخل ضمن تجهيز حاوية الإطلاق ويبقى ثابت في داخلها بعد قذف الصاروخ . إن مولد الغاز موصول إلى الطرف الخارجي لموضع تثبيت بكرة السلك في المؤخرة المتطرفة لجسم الصاروخ بواسطة ثلاثة مسامير معدنية قابلة للقطع أو الفصل break pins . لذلك الضغط يجب أن يعزز ويصعد قبل عمل هذه الدبابيس وتحرير الصاروخ . الغطاء الخلفي لحاوية الإطلاق يوضع أيضاً تحت الضغط المفرط حتى لحظة نفخه ونسفه بتأثير دفع غازات مولد الغاز .

يقذف الصاروخ للخارج بسرعة 64-68 م/ث وبطريقة مماثلة لفكرة عمل الأسلحة عديمة الارتداد recoilless gun . هذه السرعة الابتدائية العالية تخفض المنطقة الميتة dead-zone  للصاروخ نتيجة قابلية إطلاقه مباشرة باتجاه الهدف بدلا من الإطلاق القوسي الصاعد .. زعانف الذيل  الموصولة نقطوياً spot-welded تكون مقحمة ومرصوصة في الحاوية وهي في وضع الالتفاف والإحاطة حول جسم الصاروخ وذلك بواسطة رباط خاص ، لكن هذه الزعانف بعد الإطلاق وخروج الصاروخ من حاويته الخاصة ، تتحرر وتبقى ثابتة ومستقرة طوال فترة الطيران . إذ تحافظ هذه الزعانف المعدنية الكبيرة (من الفولاذ المقاوم للصدأ بإضافة لبعض السبائك التي يدخل على الأرجح في تركيبها التيتانيوم titanium) على وضع الطي وهي في طور التخزين داخل الحاوية بواسطة رباط أو حلقة شد وتثبيت خاصة clamping band ، ليتم بعد ذلك إطلاقها ونزعها بشكل مفاجئ عندما الصاروخ يترك حاوية الإطلاق نتيجة قوى التعجيل . زعانف الذيل موصولة إلى جسم القذيفة مع ميلان لنحو 4 درجات عن المحور الطولي Longitudinal axis لجعل الصاروخ يدور بشكل مغزلي بمعدل 4-7 دورات بالثانية ، كما تتوافر أربعة جنيحات كانارد canard متحركة في المقدمة لتأمين قابلية الصاروخ على المناورة maneuverable .. وعندما يغادر الصاروخ حاويته الخاصة بأمان ، فإن محركه الصاروخي الرئيس ذو الوقود الصلب يشتعل بعد تجاوز مسافة 10-15 م من منصة الإطلاق (شحنة دافع محرك التسيير تحمل التعيين 9X179) وذلك لمتابعة مسار الطيران flight path وإرسال القذيفة نحو هدفها المعين في عدسة التصويب البصرية . مصدر الطاقة الكهربائية الخاص بالصاروخ هو عبارة عن بطاريتان متماثلتان في النوع ، موصولتان بنمط تسلسلي في مقطع المؤخرة ، تحملان التعيين T-417 ، وهما كسابقاتهما المثبتتين أسفل هيكل حاوية الإطلاق ، من النوع الكهروكيميائي . حيث يبلغ وزن كل منهما 925 غرام ، مع قابلية توفير فولطية تشغيل لكل منها حتى 15-22.5 V . زمن التشغيل الذي توفره البطارية يبلغ في أقصاه 26 ثانية ، الأمر الذي يعكس وقت أكثر من كافي لبلوغ الصاروخ وجهته النهائية ومداه الأقصى (قابلية تخزين ممتدة لنحو 12.5 سنة) . بقى أن نشير أخيراً أن الصاروخ يسجل سرعته القصوى البالغة 250 م/ث وذلك بعد تجاوز مسافة 70 م من منصة الإطلاق ، ثم تنخفض هذه السرعة تدريجياً خلال مرحلة الطيران نحو الهدف لتبلغ في متوسطها 208-210 م/ث .

فيديو للصاروخ فاغوت الذي يتبنى نفس خطوات الإطلاق ..

6‏/11‏/2016

الجيل الجديد من منظومة سراب - 1 السورية !!

صورة حديثة تظهر ما يمكن تسميته بالجيل الجديد أو التطوير الأحدث لمنظومة التشويش الكهروبصري السورية المعروفة بإسم "سراب" Sarab-1 والتي جرى تطويرها قبل بضعة أشهر لمواجهة خطر الأسلحة الصاروخية الموجهة سلكياً من أمثال الأمريكي TOW 2 ، والتي أستخدمت بكثافة من قبل مقاتلي المعارضة وحققت نصيب الأسد في خسائر الدروع التابعة لقوات النظام . التجهيز الجديد الذي لم يعرف تعيينه الرسمي بعد ، شوهد على سقف دبابة T-71M1 خلال القتال الضاري في مدينة حلب السورية . في الحقيقة التجهيز كان مميزاً بمظهرة الحلقي مع كثرة شمعات الزينون المحيطه به ، واتباع نظام توزيع من طبقتين لهذه الشمعات بدل آلية التوزيع المبسطة كما في النظام السابق (يبدو أن السوريين أدركوا أخيراً أهمية توفير آلية تحوير للترددات FM مقاربة لما تصدره شمعة الصاروخ TOW 2) .
لمزيد من الفائدة مراجعة هذا الرابط :
http://anwaralsharrad-mbt.blogspot.com/2016/11/t-90.html

1‏/11‏/2016

مشوشات الشتورا تظهر في المعركة من جديد على دبابات T-90 !!

خلال مواجهة مع مقاتلي المعارضة السورية في حلب
مشوشـــات الشتـــورا تظهـــر فـــي المعركـــة مـــن جديـــد علـــى دبابـــات T-90 !!
فيديو حديث بتاريخ 31 أكتوبر 2016 يعرض دبابة T-90 تابعة لقوات النظام السوري وهي في وضع التسديد لأهداف عشوائية تتبع المعارضة السورية وتحديدا في مدينة "حلب" Aleppo .. عملية التصوير كانت خلال عملية صد هجوم لجبهة فتح الشام Fateh al-Sham (جبهة النصرة سابقاً) في الجزء الغربي من حلب كما ذكر مصدر الفيديو !! الملفت للنظر كان في ظهور مشوشات المنظومة الكهروبصرية المدعوة "شتورا" Shtora-1 بمظهر بدت فيه وكأن واجهتها الزجاجية محطمة لكن تم تشغيلها على أية حال !! إن فكرة عمل هذه المشوشات قائمة على إرسال شعاع نبضي مشفر coded pulsed بشكل مستمر تجاه قطاع التهديد المحتمل الذي تم تعيينه من قبل مجس التحذير الليزري LWR ، أو من خلال العمل التلقائي بتغطية القوس الأمامي للعربة حاملة النظام . المدى الأقصى المؤثر لشعاع التشويش أو الإخماد في هذه الوحدات يتراوح ما بين 2.0-2.5 كلم ، مع قطاع تغطية أمامي ممتد لنحو 680-840 م . وللتوضيح ، هذه الوحدات تعمل على إرسال شعاع في النطاق تحت الأحمر مقارب في خصائصه من حيث المدى الطيفي spectral range وكذلك التحوير أو التضمين الترددي frequency modulation مع ذلك الخاص بمقتفي أثر الصاروخ الموجه سلكياً . هذا الشعاع تلتقطه كما هو مفترض عدسة القياس الزاوي للإشعاع تحت الأحمر IR Goniometer في منصة إطلاق الصاروخ المعادي والتي بدورها سترسل عن طريق أسلاك القيادة معلومات توجيه خاطئة للصاروخ . أو بمعنى آخر ، إرباك جهاز استقبال الأشعة تحت الحمراء في هذه المنصة وتضليله بمعلومات خاطئة عن موقع الصاروخ الفعلي .. ففي نمط التوجيه السلكي لمنظومات الجيل الثاني الصاروخية ، يعمل الرامي على المحافظة على الهدف في مركز تقاطع الشعيرات crosshairs في منظار التصويب ويضغط زناد الإطلاق . الصاروخ خلال طيرانه باتجاه الهدف ، يصدر عنه من خلال منارة أو شعلة في مؤخرته إشارات تحت الحمراء على شكل شعاع ضيق وبأسلوب نبضي متقطع (بقصد المحافظة على موقعه في مركز منظار التصويب) . هذه الإشارات تلتقط من قبل عدسة القياس الزاوي في وحدة التعقب البصرية لمنصة الإطلاق . العدسة تقيس زاوية ورود الإشارات تحت الأحمر إليها من ناحية بيانات الارتفاع وزاوية السمت azimuth/elevation data ، وتحدد فارق الانحراف بين مسار الصاروخ وخط التسديد ، ومن ثم تزود وحدة توجيه الصاروخ بالبيانات المحصلة عن موقع الصاروخ لتجري التصحيحات اللازمة وترسل للصاروخ على شكل إشارات كهربائية عن طريق الأسلاك الممتدة بين مؤخرة الصاروخ ووحدة الإطلاق . دور المشوشات OTSHU-1-7 يتركز هنا على إصدار إشارات تحت الحمراء زائفة ومضللة false signals في ذات النطاق لخداع عدسة القياس الزاوي ، وبالتالي وحدة السيطرة والتحكم في منصة الإطلاق ستقوم بإرسال تعليمات توجيهيه خاطئة للصاروخ عن طريق أسلاك التوجيه ، مما يجعل هذا الأخير ينحرف عن هدفه المحدد في منظار التصويب لحظة الإطلاق ، إما صعوداً للسماء أو هبوطاً للأرض . 
هل تستطيع مشوشات الشتورا خداع صواريخ TOW 2 ؟؟
الصاروخ الأمريكي الموجه المضاد للدروع TOW 2 الذي يتصدر المشهد الآن كأكبر قاتل للدبابات والعربات المدرعة الأخرى في ساحة الصراع السوري ، يستعمل منارة أو مشعل زينون Xenon beacon مدمج ضمن المقطع الخلفي لذيل القذيفة بغرض تتبع موقع الصاروخ . هذا المشعل يرسل إشعاع تحت الأحمر في نطاق معين ، يتم التقاطه لاحقاً من قبل مستقبل الإشعاع تحت الأحمر في منظار التعقب النهاري day-sight tracker والمتصل بدوره بمنصة الإطلاق . أيضاً الصاروخ TOW 2 يستعين بمشعل حراري Thermal beacon مساعد لنفس الغرض ، حيث تتم عملية التعقب بواسطة المنظار الليلي AN/TSA-4A . فخلال ظروف معينة في ساحة المعركة مثل الدخان الثقيل والغبار أو الضباب ، مشعل الزينون الذي يشتغل في النهاية الدنيا للطيف تحت الأحمر لا يستطيع اختراق الحواجب أو الأغشية obscuration سابقة الذكر . لذا ، جرى تزويد سلسلة الصاروخ ابتداء من النسخة TOW 2 بمشعل حراري عالي الكثافة high-intensity لتصحيح هذا النقص . المشعل الحراري يوفر مصدر تتبع جيد للموجة تحت الحمراء الطويلة وذلك على النقيض تماماً من مشعل الزينون بقابلية تعقبه المختصرة والمقيدة بالموجة القصيرة short-wave tracking . نظام التتبع الثنائي هذا يوفر مقاومة متزايدة إلى الإجراءات المضادة الكهروبصرية وتحت الحمراء من على شاكلة المشوشات OTSHU-1-7 أيضاً مشعل التعقب في مؤخرة الصاروخ TOW 2 ، يعمل أثناء طيران الصاروخ وفق آلية معينة تقوم على تحوير وتغيير تردد شعاعه بإستمرار . فما نتحدث عنه هو تعديل تردد الإشارات الصادرة عن شعلة تعقب الصاروخ . هذه العملية منجزة بواسطة تنظيم تردد التيار frequency modulation لمصباح الشعلة ، بحيث يتم التحكم في الترددات التي تصدرها شعلات التعقب وجعلها بنمط عشوائي ومتقلب وذلك عن طريق تعجيل هذه الترددات تارة للأعلى وتارة أخرى للأدنى بنمط غير ظاهر أو واضح non-apparent pattern .



قوى الارتداد لمدافع دبابات المعركة الرئيسة .

قــــــــــوى الارتــــــــداد لمدافـــــــــع دبابـــــــــات المعركــــــــة الرئيســـــــة

من الأمور القياسية الأخرى التي يتم مراعاتها وحسابها عند تصميم مدفع الدبابة ، هي قوي الارتداد recoil forces . فهذه القوى الناتجة عن الرمي بسلاح الدبابة وهروب غازات الدافع وانفلاتها بسرعة عالية ، تكون شديدة جداً ، بحيث يتلقى الطاقم جزء من تأثير طاقتها . المدفع البريطاني L7 على سبيل المثال ، يرتد للخلف عند الرمي مسافة 29 سم تقريباً . في هذه الحالة هو يقوم بقذف حاوية خرطوشته الفارغة آلياً عند الوصول للارتداد الكامل ، في حين يبلغ هذا الطول في المدفع الألماني L44 عيار 120 ملم نحو 37 سم ، والروسي 2A46M عيار 125 ملم نحو 31 سم ، حيث يرتكز تأثير الارتداد بالضرورة على منطقة حلقة برج الدبابة ، وكذلك على موضع مرتكز الدوران trunnion أو مركز الرفع والخفض للمدفع .. هناك عاملان يقرران حجم أو قوى الارتداد ، هما المواصفات البالستية للقذيفة من حيث خصائص احتراق الدافع وكتلة المقذوف من جهة ، وخصائص سبطانة المدفع من حيث طولها ووزنها من جهة أخرى . فإذا افترضنا مدفعين يطلقان نفس القذيفة ، أحدهما من سبطانة طويلة والآخر من سبطانة أقصر بكثير ، فإن المقذوف المطلق من سبطانة طويلة سينتج سرعة فوهة muzzle velocity أكبر ، وبالنتيجة طاقة ارتداد عظيمة من خلال زخم المقذوف (الزخم momentum أو كمية الحركة ، ويتم تحصيلها بضرب كتلة الجسم كلغم بسرعته م/ث. لكن في المقابل مع المدفع ذو السبطانة الأقصر ، فإن ضغط الغاز سيكون مرتفع جداً عندما يغادر المقذوف فوهة السلاح ، وسيتوسع بشدة أكبر وبذلك ستتولد قوة ارتداد أكبر بفعل تمدد الغازات expanding gas منها عن المدفع ذو السبطانة الأطول . ويتم احتساب معدل قوى الارتداد التي يرمز لها بالرمز (Fبالمعادلة التالية :
 
حيث أن : wp = وزن القذيفة (رطل) ، wc = وزن الدافع (رطل) ، wg = وزن كتلة ارتداد المدفع (رطل) ، vp = سرعة الفوهة للقذيفة (قدم/ثانية) ، vc = سرعة تحرر الغازات الدافعة (قدم/ثانية) ، L = طول الارتداد (قدم) ، g = عجلة الجاذبية الأرضية (32 قدم/ثانية 2) .   

ولو أخذنا القيم التقريبية التالية كمثال لحساب قوى الارتداد لمدفع نموذجي من عيار 120 ملم ، يطلق قذيفة M830A1 MPAT ، فإن النتيجة ستكون كالتالي :
حيث أن wp = 50 رطل (22.68 كلغم) ، vp = 3.500 قدم/ثانية (1.067 م/ث) ، wc = 29.5 رطل (13.38 كلغم) ، vc = 4.700 قدم/ثانية (1.433 م/ث) ، wg = 6.400 رطل (2.903 كلغم) ، L = قدم (0.30 م) . 

من خلال هذه المعادلة ، يمكن ملاحظة أن قوى الارتداد recoil force تتناسب عكسياً مع كلاً من كتلة المدفع وطول الارتداد ، وهكذا يمكن تخفيض قوة الارتداد إما بزيادة وزن المدفع ، أو بزيادة طول ومسافة الارتداد recoil length (مع ملاحظة أن الحل الأول يزيد من وزن الدبابة ، في حين أن الحل الثاني يصطدم بعقبة الفسحة المحدودة داخل حيز البرج) . على سبيل المثال ، المدفعين الإسرائيليين MG251 و MG253 اللذان يجهزان نماذج الدبابات ميركافا الأحدث ، كلاهما من العيار 120 ويحملان نفس القياسات البعدية والكتلية (طول إجمالي للسبطانة 5300 ملم ، كتلة السبطانة 1200 كلغم ، الوزن الإجمالي للسلاح 2900 كلغم) إلا أن النوع الأول يحمل مسافة ارتداد اعتبارية حتى 300 ملم ومسافة ارتداد قصوى حتى 345 ملم . بالنتيجة طاقة الارتداد في هذا المدفع مع مسافة الارتداد الاعتبارية تعادل 500 كيلو نيوتن عند ارتفاع صفر درجة . في حين المدفع الآخر مصمم بحيث يستحوذ على مسافة ارتداد اعتبارية حتى 430 ملم ومسافة ارتداد قصوى حتى 530 ملم . بالنتيجة طاقة الارتداد في هذا المدفع مع مسافة الارتداد الاعتبارية تعادل 350 كيلو نيوتن عند ارتفاع السبطانة صفر درجة . جدير بالذكر أن قوة الارتداد ، يجب أن لا تزيد عن مرة ونصف من وزن العربة الحاملة للمدفع ، وإلا فإن الأخيرة ستصبح منصة إطلاق غير ثابتة unstable platform . لقد عانت بعض تصاميم دبابات المعركة الرئيسة في بدايتها من هذه المشكلة ، وتجاوزت هذا الحد من الوزن بكثير ، خصوصاً وأن هذه الأسلحة ليس لها كابحات فوهة muzzle-brakes لتخفيض الارتداد ، مما استلزم معه تطوير نظام ارتداد ناعم وسلس soft recoil لصالح أسلحتها الرئيسة ، ارتداد ينتشر ويتمدد خلال فترة زمنية أطول ، قلل بشكل كبير من شدة السحب على مرتكز دوران المدفع trunnion (نتوء اسطواني على جانبي المدفع ، يستخدم لارتكاز المدفع ، والسماح له بالحركة للأعلى والأسفل) ، ووفر إمكانية تثبيت مدافع ثقيلة ، على هياكل كانت معدة سابقاً لغرض حمل مدافع أقل وزنا . لقد أمكن مع أنظمة الارتداد الناعم هذه ، تحصيل خفض مبدئي في سحب مرتكز الدوران وإطالة ارتداد الضربة . ويمكن ملاحظة ذلك من خلال المعادلة السابقة للارتداد ، والتي ببساطة ستضاعف من طول الارتداد (L) ، من 1 قدم (0.31 م) إلى 2 قدم (0.62 م) ، وتخفض شد مرتكز الدوران إلى ما يقارب النصف تقريباً ، ولنحو 53.6 طن (54.461 كلغم) . لقد أتاحت التحسينات في أنظمة الارتداد ، المجال لتخفيض قوى ارتداد المدفع L7/M68 من عيار 105 ملم ، من 37 طن لنحو 9 طن فقط ، وهذا ما وفر إمكانية إطلاق قذائف APFSDS بسرعة فوهة تبلغ 1.500 م/ث بسهولة نسبية .