29‏/4‏/2013

نظام تطهير حقول الألغام في المملكة العربية السعودية والأردن .


نظـام تطهير حقول الألغام في المملكة العربية السعودية والأردن
"آردفــــــــــــــــارك" Aardvark


يعتبر نظام "آردفارك" Aardvark (آكل النمل) المطور من قبل شركة Aardvark Clear Mine Limited في بريطانيا أحدث أنظمة تطهير حقول الألغام العاملة بالسلاسل الدقاقة ، وقد ظهر لأول مرة عام 1986 في معرض معدات الجيش البريطاني ، إلا أن النموذج الأحدث Mark 4 دخل حيز الإنتاج العام 1999 . العربة الحاملة للنظام التي يبلغ وزنها 12 طن ذات هيكل مدرع بالكامل ، وحجرة قيادتها وتوجيهها أيضاً مصفحة ومثبتة بعيداً إلي خلف الهيكل ، كما الزجاج الخاص بحجرة القيادة بسماكة 56 ملم . هي مصممة لتطهير حقول الألغام المضادة للأفراد والمضادة للدبابات مع وزن متفجر أقصى من 10 كلغم . فقد زود عمود الدوران بعدد 72 سلسلة طويلة مع رؤوس ضاربة striker tips في أطرافها . كل سلسلة يمكن أن تجهز بضاربة مختلفة لملائمة متطلبات العملية (هناك الرأس القرصي ، الكرة ، الحرف T) حيث يمكن للألغام الأرضية مع الضربات العنيفة أن تتعرض للتمزق أو الانفجار ، مع ملاحظة أن السلاسل أو المطارق المتضررة Damaged يمكن أن تستبدل بسهولة . عمود الدوران يدور بسرعة مقدرة تقريباً بنحو 300 دورة/دقيقة ، وكل سنتمتر مربع واحد من الأرض أمام العربة يضرب بمعدل مرتين على الأقل struck twice بقوة تكفي لتفجير أي نوع من الألغام المعروفة .


العربة تجهز أيضاً في مقدمتها بدرع واقي فولاذي ، يعمل على حماية العربة من شظايا الألغام المتفجرة والضغط الناتج ، كما أن مقصورة الطاقم crew compartment التي تضم فردين (السائق والمشغل) مصفحة بالكامل وتزود حماية ضد نيران الأسلحة الخفيفة وحطام شظايا الألغام . لقد تم وضع هذه المقصورة بعيداً عن عمود السلاسل الدقاقة لمسافة ثمانية أمتار لضمان الأمان الأقصى ، علماً أن العربة لها هيكل ثنائي التدريع على هيئة الحرف V لحرف موجات الانفجار . نظام آردفارك قادر على تطهير ممر بعرض ثلاثة أمتار ، ويمكن استخدامه لمهام أخري من بينها ردم خنادق الدبابات وعمليات الاستعادة وذلك بالاستعانة برافعته القوية ، بالإضافة إلى تنظيف المدارج والممرات من العوائق وقطع الأسلاك أو وضع أوتاد لدعم الجدران . نسب التطهير Clearance rates ترجع إلى نوع التربة والتضاريس القائمة مع حد أقصى عملياتي من 3000 متر مربع في الساعة (مع ذلك معدل أكثر واقعية في الميدان يبلغ 1500 متر مربع بالساعة يبدو أكثر قبولا لدى الخبراء) . نظام آردفارك ذو السلاسل الدقاقة مستخدم حالياً من قبل 24 بلد حول العالم ، بما في ذلك دول عربية مثل المملكة العربية السعودية والأردن . هي باختصار طريقة عملية وفعالة لإزالة الألغام لكن يعاب عليه أنه كثير الضجة والصخب أثناء التشغيل .

27‏/4‏/2013

الأتراك يعرضون تطويراً جديداً للدبابة M60 .


الأتــــــــراك يعرضـــــون تطويــــراً جديـــــداً للدبابـــــة M60


عرضت إحدى الشركات التركية تطويراً جديداً للدبابة الأمريكية المتقادمة M60 والتي تستخدمها الكثير من الجيوش العالمية ، بما في ذلك العديد من الدول شرق أوسطية . التحديث شمل البيانات التالية :

- إستبدال المدفع القديم من عيار 105 ملم بآخر من نوع M256 عيار 120 ملم .
- تحسين الأسلحة الثانوية (رشاشة محورية ، مدفع رشاش للقائد) .
- مدفع رشاش مدمج من عيار 25 ملم مثبت للأعلى ، يتم التحكم به من أسفل كوة البرج مع مخزون ذخيرة جاهز يتكون من 300 طلقة .
- نظام حديث للسيطرة على النيران .


- رفوف تخزين جديدة للذخيرة من عيار 120 ملم ، علماً أن قابلية تحميل الدبابة تبلغ 40 قذيفة .
- تحسين قابلية الحركة بتزويد الدبابة بمحرك جديد  بقوة 1200 حصان .
- نظام تعليق جديد يساهم في توفير مرونة حركة خلال الطرق المعبدة أو الريفية والمتعرجة .
- تعزيز الحماية بتزويد برج الدبابة بتدريع قفصي يشمل معظم أجزاء البرج .


- أنظمة تصويب نهارية ليلية مع مستوى تغطية حتى 360 درجة لصالح أسلحة الدبابة .   
- وحدة كهربائية مساعدة تستخدم عند إطفاء المحرك الرئيس .
- نظام مدمج لتكييف الهواء ، خاص بالطاقم والإلكترونيات الداخلية .
- نظام إخماد نار محسن لمقصورات المحرك والطاقم  .
- تحديث نظام الإتصالات الداخلي .

                                                                                     

26‏/4‏/2013

المدافع عديمة الارتداد خلال الصراع السوري .


رواج استخدام المدافـع عديمة الارتداد خلال الصــراع الســوري


أستمر العسكريون ولمدة طويلة في انجذابهم لفكرة إلغاء الارتداد ، وقد جاء النجاح الأول مع القائد البحري الأمريكي Cleland Davis الذي قام العام 1912 بعمل سلاح يتكون من غرفة نار واحدة مرتبطة بسبطانتين متعاكستين ، حملت السبطانة الأولى القذيفة ، في حين يتم تعبئة السبطانة الثانية بوزن مكافئ من الشحم والقطن . وعند انفجار القذيفة المركزية ، يتم لفظ ejected كلتا الأحمال . ولكون الارتداد عنده نفس الكتلة والسرعة ، فقد ألغى أحدهم الآخر وسبطانة السلاح بقت ثابتة . المبدأ هو البساطة بحد ذاتها ، فلكل فعل ردة فعل مساوية لها في القوة ومضادة لها في الاتجاه (قانون نيوتن الثالث) ، وفي مدفع تقليدي يعبر هذا المبدأ عن نفسه بالارتداد ، ولكن ماذا لو كانت السبطانة مفتوحة النهايتين ، وأن قوة دفع القذيفة ، تطلق من إحدى النهايتين في حين تطلق القذيفة من الأخرى ، فلن يحدث ارتداد .


فكرة Davis تم تبنيها العام 1915 من قبل القوة الجوية الملكية البريطانية لتسليح الطائرات ، ضد المناطيد والغواصات ، ولكن هذه الأسلحة لم تسجل نجاح يذكر . وخلال حقبة العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي ، جرت محاولات لاستبدال الكتلة الصلبة التعويضية ، بهروب الغازات الدافعة من خلال صمام التنفيس ventilator وذلك لمنع الارتداد وتحقيق التوازن عند الرمي . وتم تحقيق نجاحات باهرة في مجال التخلص من آلية الارتداد الثقيلة والتي تتطلبها المدافع التقليدية . هكذا فإن القذيفة عندما تطرد من فوهة السبطانة ، وبدلاً أن يتبعها عصف مادة الدافع والغازات الساخنة الخارجة خلفها ، فإن جزء كبير من هذا العصف يخرج من الجهة الخلفية للسلاح ، وذلك لتحقيق زخم توجيه خلفي مساو ومعادل لزخم الاندفاع الأمامي للقذيفة . لقد كان العائق الأكبر الذي واجه المصممين كان وجوب إدخال شحنة دافعة أكبر بكثير مما هو مطلوب لسلاح تقليدي آخر مماثل ، وذلك بسبب توزيع ضغط الانفجار في اتجاهين متعارضين ، وبسبب الحاجة للسماح بخروج نحو أربعة أخماس الغاز الدافع من الجهة الخلفية للسلاح (أو ما يسمى بالعصف الخلفي black blast) لموازنة الارتداد وتحقيق كتلة المعادلة .


يبلغ وزن المدافع عديمة الارتداد نصف وزن المدافع التقليدية الأخرى ، بحيث جرى اعتمادها كأسلحة خفيفة مضادة للدروع محمولة على الأكتاف ، أو مثبتة على سيارات الجيب الخفيفة ، إلا أنه يعاب عليها إصدارها لصوت مرتفع جداً نتيجة الاندفاع السريع للغازات الخلفية (ينصح معها بارتداء سدادات إذن) مما يقلل اعتمادها كسلاح رئيس في بعض التضاريس ، كالحضرية على سبيل المثال . وعلى خلاف القاذفات الكتفية ، التي تطلق صواريخ مستقرة بزعانف من سبطانات ملساء smooth bore ، فإن الأسلحة أو المدافع عديمة الارتداد تشتمل على سبطانات محلزنة rifled ، وذخيرتها مشابهة لذخيرة المدفعية التقليدية ، من حيث طريقة العمل في جوف السبطانة (تكتسب القذيفة استقرارها من الدوران المغزلي في قلب السبطانة) ، فهي لا تواصل الاحتراق بعد خروجها من سبطانة السلاح كما هو الحال مع المقذوفات الصاروخية .

24‏/4‏/2013

عربات BMP .. في سوريا كما من قبل في الشيشان .


عربــات BMP .. في سوريـــا كمـــا من قبـــل فـــي الشيشـــان


خلال الصراع الشيشاني في منتصف التسعينات ، الأداء القتالي الأسوأ جسدته عربات الدعم الروسية المسلحة بكافة أنماطها ، مثل BMP-1 ، BMP-2 ، BMD-1 وBMD-2 .. هذا النوع من العربات حقق أعلى نسبة خسائر في الأطقم vehicles crews وبلغت هذه نحو 70% من مجمل أطقم العربات المقاتلة . ما نسبته 95% من هذه العربات سقطت بالمقذوفات الكتفية المضادة للدروع RPG-7 التي لم تجد أي صعوبة في ثقب دروعها الرقيقة نسبياً . إن ضربة مباشرة بشظايا لغم أرضي كانت كافية في أحيان كثيرة لاختراق وثقب مسافة قصيرة من الدرع ، ليتحقق الضرر بعد ذلك إلى خزانات الوقود fuel tanks ، وبالتالي إيقاد العربة وانفجار الذخيرة . على سبيل المثال ، في تاريخ 2 يناير 1994 عندما عربة BRM-1K (عربة استطلاع/قيادة مقاتلة ، مطورة عن BMP-1) وأخرى من نوع BTR-80 كانت تتحرك على إحدى الطرق في شمال غروزني ، تمت مهاجمتها ودمرت نتيجة ضربة مباشرة من قذيفة RPG في الجانب الأيمن جهة فتحة الإنزال landing hatch . سيل نفاث الشحنة الخارقة مر داخل جسم العربة وصولاً حتى مقصورة المحرك ، وأصيب الأفراد في البرج بإصابات خطيرة واشتعلت النيران في العربة (لاحقاً الذخيرة انفجرت) .


العربة المرافقة BTR-80 كذلك أصيبت بمقذوف واشتعلت فيها النيران ، ودمرت بعد ذلك بالكامل . مدفع العربة BMP-1 من نوع 2A28 Grom (عيار 73 ملم) لم يكن قادراً على تغطية الأدوار العليا للمباني وإيصال نيران فعالة تجاهها ، بالإضافة إلى ضعف أداء ذخيرته شديدة الانفجار ، مما خفض عملياً من قابلية العربة على الدعم الناري في المعركة الحضرية . الهدف الرئيس من استخدام العربات BMP-1 كان زيادة نقاط وحواجز التفتيش checkpoints وتجهيز القوات الروسية بالذخيرة ، وكذلك دعم فرق الهجوم . وبسبب إدراك مستخدمي هذه العربات لضعف دروعها ، فقد كانوا يعززون حمايتها أثناء الوقوف في حواجز التفتيش ، بالوقوف خلف الكتل والدشم الخرسانية concrete slabs .. المشهد يتكرر الآن في الصراع السوري (كما تعرض الصور المرفقة) ، وبالفعل عشرات العربات BMP دمرت وسحقت بأضعف انواع الأسلحة المضادة للدروع ، وذلك بسبب ضعف دروعها وقدراتها القتالية .

 

20‏/4‏/2013

كاشف الألغام اليدوي الروسي IMP .


كاشــــــــــــــف الألغــــــــام اليـــــــــدوي الروســــــــــي IMP


يستخدم الجيش الروسي عدة أنواع من كواشف الألغام اليدوية ، ربما أشهرها النوع IMP الذي قدم من قبل الإتحاد السوفيتي في أوائل السبعينات ، ليستبدل جهاز كشف الألغام السابق UMIV-1 الذي طور بعد فترة قليلة من الحرب العالمية الثانية . الكاشف IMP يشتمل في تركيبه العام على (1) رأس كاشف (2) مقبض بحث (3) صندوق ضبط وموالفة (4) مجموعة بطاريات (5) وسماعات رأس . وعند ظهوره لأول مره ، مثل نقله نوعية كبيره في زمنه ، حتى أن النسخ التي تم الاستحواذ عليها من قبل الجيش الأمريكي أثناء حرب فيتنام كانت محل اندهاش وذهول . هو معد لكشف الألغام المعدنية والألغام غير المعدنية بشرط احتوائها على نسبة ولو قليلة من الأجزاء المعدنية . لقد جهز الكاشف IMP بدوائر إلكترونية متكاملة معززة بالترانزستورات fully transistorized (أداة شبه موصلة تستعمل لتضخيم ونقل الإشارات الإلكترونية والطاقة الكهربائية) ، وبلغ إجمالي وزنه 6.2 كلغم ، في حين بلغ وزن أداة البحث والكشف لوحدها 2.5 كلغم . وفي الحقيقة كان يتفوق على جهاز كشف الألغام الأمريكي قيد الاستعمال في ذلك الوقت . نسخة من النظام تمت ملائمتها إلى العربة BRM-1K ، وهي نسخة الاستطلاع من عربة القتال المدرعة BMP .


النظام IMP يستطيع اكتشاف الألغام المدفونة في الأرض حتى عمق أقصى من 45 سم ، لكنه يحتاج إلى مشغل ممتاز التدريب لملاحظة الألغام المدفونة في ذلك العمق ، كما أن قادر على كشف الأجزاء المعدنية في المياه الضحلة حتى عمق 1.2-1.5 م . ويتوفر في رأس باحثه البلاستيكي الأنبوبي search head ثلاثة ملفات حلزونية ، واحد للإرسال بينما الآخران مخصصان للاستلام . وعندما رأس الباحث يمر فوق جسم معدني فإن مجال الحث المغناطيسي يصبح غير مستقر وينتج إشارات صوتية audible signals في سماعة الرأس المحمولة (يوجد زري موالفة وضبط للتحكم في رأس الباحث مثبتين على صندوق السيطرة) . يوجد مقبض حمل carry handle لكاشف اللغم يتكون من أربعة أقسام التي يمكن أن تفكك بسهولة عند التخزين . هناك أيضاً أربعة بطاريات بطاقة 1.5 فولط واقعة في قاعدة صندوق السيطرة تستعمل لتشغيل الكاشف . هذه البطاريات يمكن أن توفر نحو 18-20 ساعة عمل مستمرة . خلال الثمانينات ، الكاشف IMP أستبدل بالنسخة المحسنة IMP-1 الذي أمكن تمييزه بسهولة عن سابقه بتوافر أزار الموالفة والضبط وهم مثبتين في مقبض أنبوب الكاشف بدلاً من تعيينهما على صندوق السيطرة .

18‏/4‏/2013

كاشفات الألغام .. المعوقات وصعوبة الرصد .


كاشفــــات الألغــــــام .. المعوقــــــات وصعوبــــــة الرصـــــــد


الألغام الأرضية يمكن تدفن تحت الرمال أو تطرح على سطح الأرض ، ويمكن وضعهم ونشرهم عند الحاجة من قبل تشكيلة من التقنيات ، بما في ذلك منظومات البعثرة من على سطح العربات أو المروحيات أو حتى المقذوفات التكتيكية . هكذا ، الألغام الأرضية يمكن أن تتواجد في الأنماط المنتظمة والمتناسقة regular patterns ، أو في التوزيعات الشاذة وغير النظامية irregular distributions . الظروف والشروط البيئية تؤدي دورها أيضاً ، فنتيجة تآكل التربة وتحركها بسبب الأمطار والرياح خلال عدة فصول ، الألغام الأرضية يمكن أن تنبش وتنقل إلى مواضع جديدة ، فكما هي عرضة للإخفاء فإنها أيضاً عرضة للانكشاف . وبشكل عام ، معظم الألغام الأرضية الحساسة للضغط لم تصمم للاشتغال والعمل عندما تكون مدفونة بشكل عميق buried deeply . في هذه الظروف ، ثقل وتحميل المادة الأرضية (رمل أو طين أو غيرها) تعمل كجسر ميكانيكي فوق قمة اللغم ، بحيث تمنع وتعيق تحفيز آلية التفجير detonator mechanism كما أنها تعمل على تخفيض طاقة الانفجار . هذه الحقيقة في أغلب الأحيان تؤخذ بالحسبان عند إعداد مواصفات الأداء الخاصة بنظام كشف الألغام .


أثناء الحرب العالمية الثانية ، كاشفات الألغام كانت الوسيلة الرئيسة المستخدمة من قبل جميع الجيوش المتحاربة لاكتشاف حقول الألغام . هذه الكاشفات تتكون في شكلها البسيط من قضيب طويل مع مقبض يدوي في أحد أطرافه وفي الطرف الآخر يوجد ملف حلزوني في حاوية حلقية أو مسطحة ، حيث تحرك هذه الأخيرة من قبل المستخدم للأمام وللخلف فوق سطح الأرض بارتفاع يبلغ نحو 5-10 سم . هي في أنواعها الحديثة قادرة على اكتشاف وجود حتى غرام واحد من الحديد أو الفولاذ المطمور على عمق 10 سم تحت سطح التربة ، أو نحو 100 غرام علي عمق 45سم . فكرة عمل هذه الكاشفات قائمة على أساس إنشاء حقل أو مجال كهرومغناطيسي electromagnetic field من خلال تيار متدفق الذي يشوش ويقاطع من قبل جسم اللغم المعدني . هذا التقاطع يصل إلى الفرد الذي يشغل الأداة ، في أكثر الحالات من خلال صوت صفير في سماعاته الموصولة بالأداة أو وميض مرئي (قابلية الكشف تجاه الألغام المطمورة تحت الرمال يمكن أن تبلغ نحو 50 سم أو أكثر من ذلك ، أو في المياه الضحلة حتى عمق متر واحد) . ولمزيد من التوضيح نقول أن الشكل الأسهل لكاشف المعادن يشتمل على مولد ذبذبة إلكتروني electronic oscillator ينتج تيار متردد الذي يمر من خلال ملف حلزوني الذي بدوره يحدث حقل مغناطيسي متعاقب . إذا قطعة معدن قابلة للتوصيل الكهربائي كانت قريبه من الملف الحلزوني ، فإن تيارات دوامية Eddy currents ستكون مستحثة في المعدن (تيار كهربائي ينشأ عن تغير التدفق المغناطيسي الذي يخترق جسم موصل) وهذه تنتج حقل أو مجال مغناطيسي خاص بها . إن الملف الحلزوني يستخدم لقياس الحقل المغناطيسي (يعمل كجهاز قياس كثافة الفيض المغناطيسي magnetometer) فإن التغيير والتبدل في الحقل المغناطيسي بسبب الجسم المعدني يمكن أن يكتشف ويرصد .


كاشفات المعادن فعالة في أداءها ، لكن يؤخذ عليها أنها خلال العمل تكتشف أي جسم معدني في الأرض . إن ساحة المعركة السابقة عادة ما تكون مشتملة على كم هائل من جميع أنواع الحطام المعدني metallic debris ، مثل الشظايا ، حاويات الخراطيش ، الرصاص ، مخازن الذخيرة المنبوذة ، التي تؤدي إلى تقديم ما بين 300 إلى 1000 إنذار كاذب لكل لغم معدني مكتشف . مع ملاحظة أن كل إنذار يجب أن يخضع للتقصي والتثبت لتقرير سواء هو لغم حقيقي أم إنذار كاذب false alarm . المعضلة الأخرى تتعلق بعامل الوقت والزمن ، فشخص واحد يمكن أن يطهر فقط من 20 إلى 50 متر مربع باليوم ، اعتماداً على عدد الإنذارات الكاذبة . في ظل هذا المعدل ومع اعتماد نفس آلية الكشف والتطهير ، الخبراء يعتقدون أننا سنحتاج لنحو 4000 سنة لإزالة جميع الألغام في أراضي أفغانستان والتي زرعت أثناء النزاع مع الإتحاد السوفيتي .

15‏/4‏/2013

نقيصة جديدة للدبابة T-72 يظهرها الصراع السوري .


نقيصـة جديـــدة للدبابـــة T-72 يظهـــرها الصـــراع الســـوري


قضية أخرى تخص استخدام الأسلحة الرئيسة للدبابات ، تؤثر بلا شك على تشغيلهما في البيئات والتضاريس الحضرية ، وهي تلك المتعلقة بزوايا الرفع والخفض لسبطانة المدفع الرئيس . مدفع الدبابة الأمريكية M1A1 على سبيل المثال لا الحصر ، يمكن أن يتحرك خلال الزوايا +20 و-10 درجات ، في حين أن مدفع الدبابة الأقدم M60 يستطيع تغطية الزوايا +19 و-10 درجات ، أما الروسية T-72 فمستوى تغطية السلاح الرئيس الأقصى تبلغ +15 و-6 درجات .. هكذا يمكن للقارئ ملاحظة محدودية الحركة والتحكم الرأسي بمدفع الدبابة الروسية T-72 التي صورت وعرفت كسمة منطقية لتخفيض مظهر الدبابة العام . في الحقيقة مظهر هذه الدبابة وشكلها المنخفض low profile تطلب سقف برج منخفض تماثليا ، الذي قيد بالنتيجة من حركة صعود وارتقاء عقب السلاح . هذا النمط من التصميم يمنع ويعرقل خفض السلاح الرئيس ، وحدد زاوية النزول فقط لبضعة درجات ، مما جعل الأمر صعباً للتوقف بشكل محمي جيد في وضع الهيكل المخفي hull-down position (حيث تكون الدبابة متوقفة خلف حافة مرتفع طبيعي أو صناعي ، وفقط فوهة مدفعها وجزء من برجها مرئي إلى الهدف المتوقع) . مدافع الدبابات الغربية في المقابل لها قابلية ارتفاع أكثر إلى حد كبير elevation range (نتيجة تصميم ابراجها المرتفع نسبياً) ويمكن أن تستثمر وضع الهيكل المخفي مع فقط المدفع ومقطع صغيرة جداً للبرج ظاهر للعيان ، بينما التصاميم السوفيتية في ظل العديد من الظروف لا تستطيع مواءمة وإتباع وضع الهيكل المخفي ، وذلك لأنهم لا يستطيعون ضغط وتخفيض أسلحتهم بعيداً بما فيه الكفاية للوقوف خلف حافة تل وإطلاق النار . مع ذلك نقول للإنصاف والتوضيح ، أن أصل هذا العيب والنقيصة يرجع في أحد أسبابه لكون المذهب التكتيكي السوفيتي doctrine's tactical كان فيما سبق يؤكد على أولويات الهجوم والمبادرة أكثر منه على مهام الدفاع ، فلم يكن من المهم جداً لدى المصممين السوفيت أن تكون دباباتهم قادرة على المقاتلة من موقع دفاعي لفترات طويلة .

لذا مصممي الدبابة T-72 على الأرجح كانوا مدركين لقضية الانخفاض المحدود لسلاح دبابتهم الرئيس ، ويبدوا أنها لم تكن قضية مقلقه بالنسبة لهم . فمنذ البداية ، مبدأ التصميم كان يفضل الإنتاج الشامل والموسع mass production على المناعة والحصانة النسبية comparative invincibility . ولو ألقينا نظرة قريبة على الدبابة T-72 فإننا سنكتشف وجود شفرة أو نصل حراثة هيدروليكي hydraulic dozer blade متكامل على الجانب السفلي من الحافة الأمامية للهيكل ، والذي يتيح للدبابة فرصة حفر وتشييد موقع دفاعي ، الذي يقلل الحاجة الفعلية (كوجهة نظر سوفييتية) لتخفيض السلاح الرئيس .

بنفس الطريقة ، هناك منطقة أو نقطة فوقية سقفية لا يستطيع مدفع الدبابة T-72 الوصول لها والرمي عليها . هذا الفضاء الميت يوفر مواقع مثالية من أجل استخدام الأسلحة المضادة للدروع قصيرة المدى من الأدوار العليا للمباني المرتفعة ، ويسمح لرماة العدو المتخفين بإطلاق النار على الدبابات عندما تكون هذه الأخيرة لا تستطيع الرد . الدبابات الغربية تواجه هذه المشكلة ولكن بشكل مقنن ومخفض مقارنة بالدبابات الروسية ، فعند تصويب السلاح الرئيس للدبابة الأمريكية M1A1 على سبيل المثال تجاه مبنى مرتفع متعدد الأدوار ، فإن على هذه الابتعاد لمسافة 2.5 م لإصابة هدف في الدور الأرضي ، والتراجع لمسافة 23 م لإصابة هدف في الدور الثالث ، ومسافة 132 م لإصابة هدف في الدور الثامن عشر . وبصيغة أخرى ، تحتاج الدبابة M1A1 لرفع سبطانة مدفعها الرئيس لحد 20 درجة ، لكي تبلغ قذائفها ارتفاع 10 م عند الإطلاق من مسافة 30 م ، وارتفاع 20 م عند إطلاق قذائفها من مسافة 60 م ، وارتفاع 30 م عند إطلاقها من مسافة 90 م بعيداً عن الهدف ، وهكذا .


بينما دخلت دبابتين سوريتين نظاميتين من طراز T-72 في أحد ساحات المدينة ، كان هناك مصور في أحد المباني المجاورة المرتفعة يرقبهما ويصور ردات الفعل . قائد إحدى الدبابتين رصد المصور وظنه على الأرجح من المهاجمين .  


قائد الدبابة قرر التعامل مع الموقف ورفع سبطانة سلاحه الرئيس لأقصى درجة ممكنة ، أو +15 درجة ليتمكن من إصابة المصور الذي يقبع في الدور الثالث على الأرجح ، ويراقب من شباك مطل على الساحة .


قائد الدبابة أطلق النار على أمل إصابة الهدف .. المبنى إهتز من قوة الضربة ، لكن !!!


القذيفة لم تستطيع بلوغ المصور الذي إستمر في المراقبه بعد أن أدرك محدودية مدفع الدبابة على الإرتفاع !!! القذيفة التي أطلقت أرتطمت على الأرجح بالدور الثاني وأثارت الكثير من الغبار والحطام المتطاير .


محاولة ثانية باءت بالفشل ، وأمام تحدي المصور على المتابعة قررت الدبابتين أخيراً الإنسحاب .. والسؤال ماذا لو كان المصور عبار عن عنصر مدرب يحمل قاذفة كتفية ويواجه أهداف "عاجزة" لا تبعد عنه سوى 90-100 م ؟؟؟

14‏/4‏/2013

مفهوم الحماية .. والقتال في المدن .


دبابـــــة المعركـــــة الرئيســـــة
القتـــــــال فـــــــي المــــــــــدن .. ومفهــــــــــوم الحمايــــــــــة



أظهرت الدراسات الحديثة عن طبيعة القتال والمعارك في التضاريس الحضرية ، تأثيرها على النتائج وتوظيف الأسلحة ، فقادة فرق قتل الدبابات على جميع المستويات يجب أن يدرسوا العديد من العوامل عند اختيار أسلحة أفراد مجموعاتهم . من هذه النتائج التي أكدتها الدراسات أن :

# مديات الاشتباك engagement في هذه التضاريس عادة ما تكون قريبة ، وإن ما نسبته 5% فقط من الأهداف المنشودة تكون على مسافة تتجاوز 100 م . في حين تكون نسبة 90% من الأهداف على مسافة منظورة ومباشرة تقل عن 50 م ، ويمكن أن تصل هذه لنحو 35 م فقط . لهذا يجب الأخذ بنظر الاعتبار موضوع اللفح الخلفي وتأثير التشظية للقذائف المطلقة .

# زمن الاشتباك في الغالب يكون محدود وسريع ، بحيث يجب تبديل وتغيير موضع الرمي بسرعة كبيرة ، فالعدو سيعمل على توجيه نيرانه نحو المباني والتراكيب الإنشائية المعينة كنقطة إطلاق أو حتى تلك المشتبه بأمرها ، وهم مدربون على ذلك .

# حدود ارتفاع وانخفاض بعض أسلحة العدو الرئيسة كمدافع الدبابات ، تخلق لها مجالاً ميتا dead space ، إذ تشكل العمارات العالية والوديان العميقة إن توفرت ، مناطق مثالية للمشاغلة وبعيدة عن مرمى الأسلحة المعادية ، خصوصاً غير المباشرة منها . مع ملاحظة أن من تكتيكات العدو المتبعة ، توجيه رشقات من نيران مدافعه الرشاشة خلف غطاء الحماية أو النوافذ المفتوحة ، على أمل ارتداد رصاصاته عن أي عائق باتجاه أفراد الكمين وإيقاع إصابات بين صفوفهم . إن مشاغلة الأهداف من الزوايا المائلة oblique angles ، سواء كانت الأفقية أو العمودية ، تتطلب قدرات ومهارات رمي متفوقة .


# الدخان الناتج عن احتراق المباني ، غبار الإنفجارات ، ظلال المباني المرتفعة ، قلة الضوء النافذ لداخل الغرف .. كل هذه الأمور تؤدي لتخفيض الرؤية reduce visibility وزيادة الإحساس بالعزلة بالنسبة للقوات المعادية ، للحد الذي تكون مع الأهداف الصغيرة المتحركة ، حتى القريبة منها ، أهداف غامضة وغير واضحة المعالم ، ناهيك عن تلك التي تخفيها التراكيب والإنشاءات الصناعية .

# القتال في التضاريس الحضرية يميل لكونه مشوشاً في أحيان كثيرة ، خصوصاً مع هجمات الوحدات الصغيرة وفرق قتل الدروع من عدة محاور متقاربة ومتلاقية . هنا يكون العدو في حالة إرباك من إصابات النيران الصديقة ، ويحرص في أغلب الأحيان على الاهتمام بمراحل تخطيط العمليات ، وتعديل إجراءات المراقبة بشكل مستمر لتخفيض هذه الأخطار . كما يتم التأكيد على الجنود والقادة ، ضرورة المحافظة على الوعي والإحساس الموقعي لتجنب القتل الصديق .

# تحرص القوات المعادية عند دخولها المدن على مهاجمة المباني والإنشاءات الصناعية التي قد يختبئ ويكمن بها أفراد الفرق الخاصة ، قبل أن يبادره هؤلاء لإطلاق أسلحتهم . لذلك عادة ما تتسلح قوات العدو بذخائر للدك والتهديم ، مستندين في ذلك على تأثير هذه الأسلحة على المباني والتراكيب الخرسانية concrete ، بدل التأثير المقتصر على أفراد المشاة .



توفر دروع الدبابة بشكل عام توفر حماية ووقاية Protection بشكل ممتاز إلى طاقم الدبابة ، خصوصاً عبر القوس الأمامي عند 60 درجة . فالدبابة منيعة في هذا الموضع تجاه معظم الأسلحة (ماعدا الثقيل منها) ، مثل المقذوفات المضادة للدروع مخفضة العيار أو شظايا مدافع الميدان ، ولحد كبير تجاه مقذوفات المدافع الرئيسة لدبابات العدو المحتمل .. وعند القتال بفتحات الدبابة المغلقة closed hatches ، فإن الطاقم منيع ومحصن تجاه جميع أنماط نيران الأسلحة الخفيفة ، وقذائف المدفعية (ماعدا الضربات المباشرة direct hit) والألغام المضادة للأفراد . كما تزود قذائف قنابل الدخان الموجودة على جانبي برج الدبابة ، وكذلك مولدات الدخان الخاصة بعادم المحرك ، تزود إخفاء سريع وفعال عن الرصد الحراري والتعيين الليزري أيضا .. مع ذلك تبقى دبابة المعركة الرئيسة عرضة جداً للأسلحة الخفيفة التي تطلق من الأجنحة ، القمة ، وبشكل خاص من المؤخرة . إن قمة وسقف الدبابة عرضة للذخيرة الموجهة بدقة ، أو الذخيرة الفرعية المسلمة بواسطة مقذوفات المدفعية وقنابل الطائرات ، أو حتى من المقذوفات الكتفية الموجهه من الأدوار العليا . وعندما تغلق الدبابات كواتها وفتحاتها القتالية نتيجة هذه الظروف ، فإن قدرة طاقم الدبابة على الرؤية واكتساب الأهداف ومشاغلتها أيضاً تنخفض كثيراً . هذا الوضع يصطدم برغبة الطاقم الطبيعية في متابعة ما يدور حول عربتهم أو ما يسمى بحالة الإدراك الموقعي Situational awareness وتمييز التهديدات المحيطة ، مما يجعلهم أكثر عرضة للاستهداف عند محاولة الظهور ورؤية الخارج . دبابات الحرب العالمية الثانية المبكرة كان لديها شقوق مفتوحة للرؤية ، التي كان يمكن إطلاق النار من خلالها لقَتل الطاقم .



الدبابات الحديثة تستخدم كتل الزجاج السميك المضاد للرصاص لكل من منظومات الرؤية والمناظير الأفقية periscopes ، لكن هذه لا تزال عرضة للضرر بنيران الأسلحة الثقيلة ، مثل شظايا المدفعية عالية السرعة وطلقات الرشاشات الثقيلة ، مما يعيق قدرة الطاقم على العمل ومواصلة التقدم .. الدبابة يمكن أن تهاجم من الأسفل بواسطة الألغام ، التي هي قادرة في معظمها على تحطيم أو تعطيل حركة الدبابات وجنازيرها ، مما يوقع الدبابة ضمن مفهوم قتل الحركة mobility kill . الدبابة ضعيفة في منطقة الأجنحة ، خصوصاً منطقة عجلات الطريق والجنازير والتي تضم أيضاً منظومة التعليق ، وفي بعض الدبابات خزين الوقود الاحتياطي . ذات الأمر ينطبق على المقطع الخلفي من الهيكل الذي يضم المحرك وخزانات الوقود الإضافي .. ومع أن التصميم العام للدبابة يحرص على تكييفها لمواجهة اشتباكات الدبابات تجاه الدبابات tank-on-tank ، حيث الدروع مصممة لتوفير أقصى قابليات الحماية والوقاية من أسلحة النيران المباشرة (الحركية منها والكيميائية عبر القوس الأمامي على الأقل) ، إلا أنه في بيئة تهديد معادية تغطي نحو 360 درجة من عملياتها في التضاريس المعقدة ، فإن الهجمات يمكن أن تجيء من أي اتجاه ، خصوصاً مع انتشار تشكيلات وكتائب فرق الكمائن المتمرسة والمدربة على نمط القتال هذا .

8‏/4‏/2013

أول الغيث قطره .. محرك الأرماتا يظهر للعلن .


أول الغيـــث قطـــره .. محـــرك الأرماتــــا يظهـــر للعلـــن


دبابة المعركة الرئيسة الروسية "أرماتا" Armata التي طال الحديث عنها والتي يتأمل ظهورها نهاية هذه السنة أو بداية السنة القادمة على أقصى تقدير !!! عرض الروس محركها الجديد نسبياً الذي حمل التعيين 12N360 . محرك الديزل ذو الأربعة أشواط والإثنا عشر إسطوانه بقوة 1500 حصان ، وهو من النوع المجهز بمعزز شحن نفاث turbo-supercharger يدور بسرعة 2000 دورة/دقيقة . الشاحن التوربيني (أو النفاث كما في اللهجة العامية) ، هو عبارة عن أداة تستخدم الحث الجبري لضغط الهواء إلى محرك الاحتراق الداخلي لينتج عنه بعد ذلك قدره حصانيه أعظم لحجم محرك معطى . فأثناء عمل محركات الاحتراق الداخلي التقليدية ، يتم سحب الهواء خلال أحد الأشواط عن طريق خفض المكبس وتوسيع الحجم المتاح داخل الأسطوانة مما يخلق منطقه ضغط منخفض low-pressure area . مقدار الهواء المستنشق والداخل في الأسطوانة حقيقة لا يكتمل ضغطه إلى مستوى مرتفع لقصر الوقت ، مما يخفض عملياً من الكفاءة الحجمية volumetric efficiency للماكينة التي تعمل بدورة مكونة من أربعة مراحل أو أشواط ، وهنا يأتي دور الشاحن التوربيني في تحسين كفاءة المحرك الحجمية بزيادة كثافة وضغط الهواء المستقطب إلى الاسطوانة في كل شوط سحب .. عموماً المحرك 12N360 مزود بوحدة تبريد بالماء ووزنه 1550 كلغم ، وهو بطول  81.3 سم ، وعرض 130 سم ، وإرتفاع 82 سم . المحرك الذي طور من قبل مصنع الجرارات Chelyabinsk ، كان معد في الأساس لتجهيز مشروع الدبابة project 195 أو T-95 لاكن بسبب تعذر وإلغاء المشروع ، تم إقرار إستخدامه على الدبابة الجديدة أرماتا .

محددات المدى الليزرية .


محـــــــــــــــــــددات المــــــــــــــــــدى الليزريــــــــــــــــــــــة
Laser rangefinder


للعديد من التطبيقات العسكرية military applications ، مثل توصيل وتسليم قذائف الرماة الموجهة وغير الموجهة ، فإنه من الضروري أن تتوافر القدرة والقابلية على قياس المدى بدقة . هناك عدة طرق التي يمكن فيها إنجاز هذه المهمة ، فالطريقة التقليدية تتركز على استخدام محدد مدى بصري optical range-finder . هذا إما يقيس الزاوية المقابلة أو الممتدة عبر نقطة بعيدة من قبل الخط الأساس البصري المثبت (بمعنى زاوية رؤية الهدف بالنسبة لعين المراقب وتفاوتها أو تبدلها مع عامل المدى) ، أو يقيس الزاوية المقابلة للمشغل من قبل هدف معروف الحجم . في المقابل ، اختيار الليزر ووحدة نظام التحديد بشكل عام ، يعتمد بدرجة كبيرة على التطبيق والتوظيف المطلوب . عموماً العامل الأكثر أهمية لمحددات المدى يتركز على  المدى العملياتي الأقصى . حيث تعمل محددات المدى الليزرية عادة في المديات ما بين 7 و10 كلم ، وبعضها يمتلك مدى أعظم من ذلك . إن قوة خرج وإنتاج كبيرة جداً output power أمر مطلوب للاشتغال والعمل إلى ما بعد هذا المدى ، حيث يعمد النظام إلى إرسال شعاع كثيف عالي التوازي من النبضات القصيرة (بطيء التفرق والانتشار خلال انتقاله عبر المسافة) . استخدمت الأنظمة المبكرة لتحديد المدى ليزر الياقوت ruby laser لكن الآن أوقف استخدام هذا النوع من الليزرات لمصلحة الأنواع النبضية ذات الكفاءة الأعلى ، مثل ليزر النيوديوم- ياغ Nd-YAG الذي يعمل في الطول الموجي 1.064 مايكرو (طاقة الخرج القصوى لكل نبضة هي التي تقرر وتحدد المدى الأقصى الذي سيتم بلوغه) . ويتميز شعاع هذا الليزر بأنه من النوع المخفي invisible ، لذا لا يمكن أن يرى من قبل العدو ، وأقل خطر إلى العين البشرية . 


تقسم منظومة محدد المدى الليزري عملياً إلى أربعة أقسام (i) مرسلة transmitter (ii) مستقبلة (receiver (iii أداة عرض وقارئة (display/readout (iv منظار تلسكوبي sighting telescope . عمل المحددة الليزرية يضاهي ويماثل مبدأ عمل الرادار ، مع الاستفادة من الملكيات المميزة لشعاع الليزر . في النظام ، يتم تسديد نبضة من شعاع الليزر موجهه نحو هدف ، والضوء المنعكس reflected light عن ذلك الهدف مستلم ومستقبل من قبل نظام بصري الذي يتولى عملية الكشف . الزمن المستغرق لانتقال شعاع الليزر ذهاباً وإياباً من المرسلة إلى الهدف يتم قياسه . وهكذا عندما نصف الوقت المسجل تتم مضاعفته بسرعة الضوء ، فإن الناتج يعرض المدى ، وبمعنى آخر المسافة إلى الهدف (إن سرعة توليد وانتشار الموجات الكهرومغناطيسية في الفراغ ، تساوي سرعة ثابتة طبيعية تبلغ 299,792.458 كلم/ث ، والتي هي سرعة الضوء بالضبط) ..


وللمزيد من التوضيح العلمي نقول ، أن المرسلة تستخدم لإطلاق الليزر محول كيو Q-switched (أداة لجعل وتشكيل شعاع الليزر ليصدر على هيئة نبضات ضوئية light pulses عالية الطاقة ، وأكثر بكثير من قابليات نفس الليزر لو أنه مرسل في نمط الموجة المستمرة والخرج الثابت constant output) ، الذي يرسل نبضة قصيرة مفردة ومتوازية من الإشعاع الليزري إلى الهدف . شبكة بعثرة سلكية توجه مقطع صغير من الضوء من نبض المرسلة إلى الكاشف الفوتوغرافي photo-detector ، الذي بعد التكبير والتضخيم يغذيها إلى المقياس حيث يبدأ هذا المقطع من الضوء في العد . النبضة المرتدة والمستلمة من قبل المنظار التلسكوبي ، تمرر من خلال مرشح أو فلتر تداخل interference filter (مرشح ضوئي يقوم بعكس نطاق أو أكثر من خطوط الطيف ، ويسمح بمرور الخطوط الأخرى من دون إضعاف خطوط الضوء المطلوبة) لإزالة أي إشعاع غريب أو غير مرغوب فيه ، بعد ذلك هو مسلط ومركز إلى الكاشف الفوتوغرافيِ الآخر . إن الإشارة الناتجة تغذى إلى العداد/المقياس counter ، ويتولى نظام رقمي تحويل الفاصل الزمني إلى مسافة . هكذا ، المدى المقرر بالمقياس معروض في القارئة . النسخ الأحدث من محددات المدى الليزرية تستخدم إما ليزر النيوديوم ياغ Nd:YAG laser ذو النبض التكراري العالي ، أو ليزر ثاني أكسيد الكربون ، وهذا الأخير هو الأفضل لتحديد مدى الأهداف البعيدة حتى 10 كلم ، مع عامل دقة ضمن حدود 5 م يمكن تحصيله بسهولة .


ولحساب المسافة أو المدى إلى الهدف (من خلال حساب الزمن المستغرق لنبضة مفردة single pulse تنتقل إلى الهدف وتعود لمصدر إطلاقها) فإننا نستخدم المعادلة التالية : D = ct / 2 ، حيث أن (c) هي سرعة الضوء ، (t) هي مقدار الزمن لرحلة الذهاب والإياب بين الهدف والمرسلة . ولو أخذنا مثال عددي لتقدير الزمن المستغرق لنبضة ليزر وحيدة لتضرب هدف معين عند مسافة 1.5 كلم ، فإن المعادلة تكون كالتالي :
 

ويلاحظ أن الزمن المسجل (10 مايكرو/ثانية) أو عشرة من المليون من الثانية هو أكثر من جيد من حيث ردة فعل الأجهزة الإلكترونية القياسية .

6‏/4‏/2013

خراطيش شحنات الدافع الروسية .


خراطيــــــــــش شحنـــــــــــات الدافــــــــــع الروسيــــــــــة


على مدى سنوات ، طور الروس أنواع متعددة من خراطيش شحنات الدافع propelling charge لصالح سلسلة المدافع 2A46M عيار 125 ملم ، مثل 4Zh40 و4Zh52 ومعززة الطاقة 4Zh63 . هذه الخراطيش التي طورها معهد تصنيع الآلات والبحث NIMI من النوع النصف قابل للاحتراق semi-combustible ، حيث يستثنى العقب المعدني/الفولاذي الذي يلفظ للخارج عن طريق فتحه في مؤخرة برج الدبابة . وتستخدم خرطوشة الدافع الرئيسة 4Zh40 لجميع مقذوفات السلاح 2A46M كحمولة قياسية ، حيث يبلغ وزن الخرطوشة بالكامل 9.4 كلغم ، منها 3.4 كلغم هي وزن قاعدة العقب الفولاذي و5 كلغم هي وزن مسحوق شحنة الدافع (طول كامل الشحنة 408 ملم ، منها 140 ملم هي طول العقب الفولاذي) . إن شحنة الدافع قادرة بشكل عام في المدافع الروسية على توفير سرعة فوهة لعموم مقذوفات APFSDS عند حدود 1700-1800 م/ث . النمط الأول من الخراطيش 4Zh40 طور في العام 1962 بالتزامن مع تطوير مدفع الدبابات D-81 ، ويشتمل إجمالا على مسحوق حبيبات دافعة من نوع 15/1TR V/A. هذه تكون على هيئة حزمة أنابيب أو قصبات بقطر 1.5 ملم وحيدة الثقب ، قادرة على توفير ضغوط أكثر ثباتاً . حيث يحدث التفسخ بشكل متعادل ومحايد بين السطحين الخارجي والداخلي للحبيبة ، لذلك هي تعرف باسم الحبيبات "المحايدة" neutral .


الخرطوشة تشمل أيضاً حبيبات دافعة أصغر حجماً سباعية الثقوب وبقطر 1.2 ملم ، من نوع 12/7 V/A ، وهذا النوع من الحبيبات يحترق بمعدل تصاعدي ، لذلك تعرف حبيباته باسم "التقدمية" progressive . فمن المعروف أن اشتمال المسحوق الحبيبي على ثقوب متعددة يساعد على احتراقهم بشكل تدريجي ، بمعنى أنهم يحترقون بشكل أسرع بينما هم مستهلكون ومستنفذون .هذا يسمح للمسحوق بتطوير المزيد من غازات الدفع بعد بدء المقذوف الحركة في تجويف سبطانة المدفع .كما يشتمل تكوين خرطوشة الدافع الرئيسة 4Zh40 أيضاً على حبيبات من نوع VTKh-20 مخمدة للهب ، وبادئ إشعال كهربائي/طرقي من نوع GUV-7 .

2‏/4‏/2013

دبابات T-72 السورية .. وحلول ساحة المعركة .


دبابـــــات T-72 السوريـــــة .. وحلـــــول ساحـــــة المعركــــة


يتحدث قائد إحدى الدبابات السورية من طراز T-72 عن تعرض دبابته إلى إطلاق نار وإصابتها بمقذوف مضاد للدروع في معارك داريا . المقذوف الذي كما أفاد المتحدث ، أطلق من مسافة بعيدة نسبياً ، وأصاب مقدمة البرج ليرتطم بكيس رمل وضع على يبدو للتعويض عن نقص قراميد الدروع التفاعلية المتفجرة التي تم فقدها في المعركة . أطقم الدبابات السورية لجأوا كما هو ظاهر في الصور المرفقة إلى كل ما يمكن إستخدامه من مواد إستهلاكية وإنشائية (أسلاك وأنابيب حديدية ورمل وطوب بناء) من أجل تعزيز عنصر الحماية والوقاية لدباباتهم .


السهم يشير لموضوع الهجوم ، في ذات الوقت الذي قائد الدبابة يعرض جزء من المقذوف وتبدو أحد أنصال الإتزان الخلفية . استخدام أكياس الرمل وما شابهها هي وسائل تم اللجوء لها خلال حرب فيتنام من قبل عربات ودبابات القوات الأمريكية ، كما استخدمت فيما قبل أثناء الحرب العالمية الثانية ، والهدف الرئيس لها يتركز حول تخفيض طاقة نفاث الشحنة المشكلة .


السهم الأزرق يشير لموضع هجوم آخر على البرج ، والقوس الأمامي تحديداً . فقدان قراميد الدروع التفاعلية عوضه الطاقم بطابوق وبلاط البناء !!! حتى قاذفات الدخان الجانبية يلاحظ أنها فارغة !!!



المزيد من طابوق وبلاط البناء لتعزيز القوس الأمامي للبرج والهيكل . في الحقيقة دراسات عديدة تناولت مراتب ومواضع الهجوم المحتمل الذي من الممكن أن تتعرض لها دبابات المعركة الرئيسة MBT والعربات المدرعة الأخرى ، حيث تحدثت هذه وأكدت جميعها أن مقطع القوس الأمامي ضمن 60 درجة هو الأكثر استهدافاً وتعرضاً للتهديد مقارنة بالمواضع الجانبية والخلفية .. عموماً النسب تختلف بالتأكيد في معارك المدن عن تلك في التضاريس المفتوحة والممتدة ، حيث على الأرجح سيأتي الهجوم من أي جانب .


آثار طلقات نارية مخفضة العيار على قراميد الدروع التفاعلية من نوع Kontakt-1 .. التأثير لم يكن له دور في تحفيز قراميد على الإنفجار ، وهي مصممة حقيقتاً  لمواجهة هذا النوع من التهديدات .. تشمل قائمة الاختبارات على هذا النوع من الدروع : قابلية التفاعل مع نيران الأسلحة الصغيرة ، مواجهة درجات الحرارة القصوى والصدمات الحرارية ، مقاومة نفاذية الماء ، قابلية التفاعل مع شظايا الهاون والمدفعية ، التأثر بعمليات اللحام والقطع .



منظومات الرؤية والبصريات المثبتة فوق قمة البرج ، وكذلك التمديدات والتوصيلات الكهربائية الخاصة بها وبمنظومة إطلاق القذائف الدخانية .. جميعها عرضة لضرر المعركة .. هذا ما تعرضه الصور وما تحدث عنه بعض أطقم الدبابات السورية .


محدودية الرؤية تعكسها هذه الصورة ، خصوصاً مع تواجد قراميد الدروع التفاعلية في مواجهة مباشرة مع منظار الرامي الرامي TPD-K1 .




قذيفة RPG-7 كلاسيكية أصابت البرج لكن على ما يبدو مع خسائر محدودة .


صورة لا تحتاج تعليق .. قراميد الدروع التفاعلية تتساقط من على الصفائح المطاطية !!! ربما بتأثير حركة الدبابة ومناوراتها الحادة ، وربما نتيجة إصطدام هيكلها بجدران المباني .. والنتيجة النهائية هي تخفيض مستوى الحماية للهيكل ومنظومة الجنازير والتعليق .