29‏/9‏/2017

قصة دبابة الأبرامز التي أعطبتها أسد بابل العراقية خلال حرب الخليج 1991 !!

مع تلقي كل من مدفعي الدبابة وملقمها إصابات وصفت بالخطيرة 
قصة دبابة الأبرامز التي أعطبتها أسد بابل العراقية خلال حرب الخليج 1991 !!

بدأت الحرب الأرضية والهجوم البري في 24 فبراير 1991، ودامت حتى 27 فبراير من نفس السنة عندما أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش George W. Bush وقف إطلاق نار أحادي الجانب، بعد أن أخرجت وحدات الجيش العراقي الأخيرة بالقوة من الكويت. الدبابة أسد بابل شوهدت عملياتياً في الغالب مع فرقة الحرس الجمهوري المدرعة الملقبة "توكلنا على الله" Tawakalna Ala Allah في اليوم الثالث من العمليات، حيث حطمت الفرقة بعد ذلك بالهجوم المتوافق لعدة قوات مهام مدرعة أمريكية. هذه الدبابة كانت متأخرة تقنياً لنحو خمسة عشر سنة أو أكثر، لذا هي لم تكن قادرة على مواجهة آخر جيل دبابات معركة رئيسة أمريكية بدون تحمل خسائر جسيمة. في المقابل، بعض المصادر الأمريكية الرصينة رجحت احتمالية تعرض دبابة أبرامز أو أكثر لأضرار ولو جزئية بنيران الدبابات العراقية أسد بابل. فالاعتقاد الأولي تحدث عن أن دزينة دبابات M1A1 ضربت وتضررت من قبل دبابات T-72M1 عراقية، لكن بعد تحليل أكثر شمولية وواقعية حول أضرار المعركة، تبين أن سبعة منها كانت قد ضربت بلا شك بنيران صديقة Friendly fire. وطبقاً لمكتب نائب رئيس هيئة الأركان للعمليات والخطط التابع للجيش الأمريكي، كان هناك عدد 23 دبابة أبرامز دمرت أو تضررت خلال عمليات عاصفة الصحراء Operation Desert Storm. من هذه تسعة دبابات دمرت بشدة، سبعة منها كانت بسبب نيران صديقة واثنتان دمرتا عمداً لمنعهما من السقوط في الأسر بعد تعطلهما عن العمل. دبابات أبرامز الأخرى أتلفت وتضررت لأسباب عدة مثل نيران العدو، الألغام الأرضية، النيران الداخلية، أو لمنعها من الأسر بعد أن أصبحت متضررة. بيانات مركز الدروس المتعلمة التابع للجيش الأمريكي CALL أظهرت بضعة أطقم دبابات M1A1 أبلغت عن استلامها ضربات أمامية مباشرة من مقذوفات دبابات أسد بابل عراقية، مع أضرار أقل ما يمكن.. مع ذلك، الكاتب "روبرت سكيلس" Robert H. Scales وهو لواء متقاعد في الجيش الأمريكي وقائد سابق في كلية حرب الجيش الأمريكي، يتحدث في كتابه "النصر المؤكد" Certain Victory (نشر في العام 1994 وتناول سيرة حرب الخليج العام 1991) عن قصة دبابتي أبرامز، تعرضتا لأضرار مؤكدة وجدية نتيجة ضربات مباشرة من دبابات أسد بابل عراقية وذلك خلال مواجهات حصلت بتاريخ 26 فبراير 1991 قبل منتصف الليل بقليل مع إحدى وحدات فرق الحرس الجمهوري المدرعة (تتبع قوات توكلنا على الله). أحد هذه الدبابات حمل الترميز Delta 24، ومن هنا تبدأ القصة!!
الدبابة Delta 24 كانت تتبع الفرقة المدرعة الأولى/السرية D وهي بقيادة الرقيب أول "أنتوني ستيد" Anthony Steede. حادثة الهجوم على هذه الدبابة ذكرت بتقرير رسمي مفصل، عندما تحدث قائد الدبابة بداية العمليات عن اندهاشه من مشاهدة الكثير من الأهداف المعادية في المحيط خلال عملية التقدم السريع لوحدته المدرعة. لقد أطلقت دبابة ستيد عدد ستة قذائف على أهداف وصفت أنها دبابات T-72 وعربات BMP عراقية وأصابتها جميعا. بعدها بلحظات، دبابة ستيد واجهت هجمات متتالية بطلقات المدافع الرشاشة والمقذوفات العاملة بالدفع الصاروخي rocket-propelled grenades لكن دون التسبب بأضرار جدية!! خلال ساعات الظلام، العراقيون كانوا يطلقون النار بغزارة باتجاه ومضات فوهات مدافع الدبابات الأمريكية التي كانت تطلق نيرانها أثناء الحركة. توقفت الدبابة وأخذ ستيد في إدارة برج دبابته لمسح واستكشاف المنطقة المحيطة بمنظاره الحراري thermal sight. العربات العراقية المحترقة جعلت ساحة المعركة المظلمة تسطع مرة أخرى، بحيث أخفق منظار ستيد الحراري بشكل مؤقت في تمييز بعض الأهداف، مما سمح لدبابة وحيدة من نوع T-72M1 بالانسحاب خلسة والاتجاه مباشرة إلى المؤخرة اليسرى للدبابة Delta 24 وذلك من وسط الدبابات والعربات العراقية المحترقة. وما هي إلا لحظات حتى باغتت الدبابة العراقية غير المرئية هدفها وأطلقت النار على دبابة ستيد بمدفعها الرئيس من مسافة مقدرة ببضعة مئات الأمتار. المشهد المنظور بالنسبة لمدفعي الدبابة T-72M1 كان أكثر من مثالي والهدف يقف في وضع جانبي حيث البرج يمتد على طول الهيكل!! يصف ستيد ما حدث بعد ذلك بالقول "مع وميض براق وساخن استغرق نحو النصف ثانية، قذيفة الدبابة العراقية من عيار 125 ملم التي ضربت حلقة برج دبابتي استطاعت النفاذ إلى مقصور الطاقم crew compartment". الضغط المفرط وموجات الاهتزاز الناتجة عن ثقب صفائح الدرع نتج عنها قذف ستيد للخارج مثل الفلينة التي تنتزع من فوهة القنينة. جون براون John Brown وهو مدفعي الدبابة Delta 24 قذف بقوة نحو الخلف وتلقفت سيقانه ضغط الانفجار، بحيث تسببت قطع وشظايا معدنية متطايرة في انتزاع اللحم عن عظامه. سقط ستيد بقوة على صندوق التخزين stowage box الخارجي المثبت على الجانب الأيمن من سطح البرج. هو أصيب بالذهول من شدة الهجوم لكنه كان لا يزال حي، حيث بدأ في تحسس ذراعيه وسيقانه وجسمه الذي بدا أنه سليم من الإصابة رغم أحساس الألم والخدر الذي انتابه!! حمل ستيد نفسه مرة أخرى بعناء وتوجه نحو كوته السقفية أعلى البرج. 
لقد أدركت Delta 24 جيداً أنها أصيبت بقذيفة دبابة معادية، كانت على الأرجح من نوع شديد الانفجار المضاد للدبابات HEAT. نظام إخماد النيران fire-suppressant system في الدبابة نشط وأفرغ محتوياته تلقائياً، فقط خلال أجزاء من الثانية بعد الاختراق وكتم وميض الغازات الساخنة. وعلى الرغم من أن لا شيء كان يحترق حينها، إلا أنه كان على ستيد إخراج بقية أفراد طاقمه من الدبابة المتضررة. إلى يساره هو شاهد نهاية كفاح براون للخروج من كوته الخاصة، الذي أخذ يتدحرج ويتقلب بعدها باتجاه الجانب الأيسر من البرج ليختفي بعيداً عن الأنظار. داخل البرج كان الدخان ما زال يتصاعد بكثافة والخوف الحقيقي من احتمالية ايقاد النار بقي قائماً. في هذه الظروف الصعبة، جاهد ستيد للنزول إلى الدبابة من خلال كوته السقفية. وعندما لامست قدماه الأرضية، أخذ في السعال نتيجة الأدخنة الكثيفة. في الداخل كان لا يزال هناك إحدى شمعات الإنارة الداخلية الزرقاء وهي تضيء بشكل خافت خلال غشاوة وضبابية المكان. لقد لاحظ ستيد فوراً أن باب الانفجار الفولاذي blast door الذي يعزل مخزن ذخيرة السلاح الرئيس كان قد فتح بعنوة. كما أن أرضية الدبابة وكل شيء تقريباً شد أو ربط إلى الجدران الداخلية كان محطماً. هو شاهد أيضاً الشكل المسود للعريف "جيمس كوغلر" James Kugler ملقم المدفع وهو يحاول بشكل عبثي الخروج من مقعده. أمسك ستيد ببدلة كوغلر الكيميائية وسحبه بجهد كبير خارج البرج، ثم أنزله إلى الأرض ليشاهد براون وهو مستلقي بالقرب من الجنزير. ستيد وسائق الدبابة "ستيفن هورتن" Steven Howerton، حملا كوغلر وبراون إلى مسافة آمنة بعيداً عن دبابتهما المعطوبة. في الحقيقة كوغلر وبراون كانا ينزفان بشكل سيء bleeding badly، لذا جرى إحضار صندوق الإسعافات الأولية من داخل الدبابة بعد هدوء الوضع بقليل. في الحقيقة، كوغلر تلقى ومضات وهبات حارقة flash burns إلى وجهه وكلتا ساعديه (حروق في العيون والحنجرة والرئتين وضرر شرياني في ذراعه الأيسر)، بالإضافة إلى إصابات خطيرة بالشظايا في كلتا الساقين. ظروف إصابة الملقم (ما زال لديه 19 شظية في جسمه) حددت وجوب وضعه تحت الإشراف والعناية الطبية بعد إخلاءه لمستشفى الجيش الأمريكية، كما تم إعطائه إجازة نقاهة لمدة 60 يوم.. نيران الأسلحة الخفيفة بدأت تتصاعد وتتطاير من حول الناجين لتثير التراب، هذه كانت صادرة عن الجنود العراقيين المنتشرين في المنطقة، فلم يعد بإمكان طاقم الدبابة Delta 24 الشعور بالأمان. وبعد طول انتظار، شاهد ستيد دبابة أبرامز أخرى على مسافة 200 م عن موضعهم التي بادرت إلى نجدتهم وطلب عربة الإسعاف لإنقاذ الجرحى (بعد التقاطه وأفراد طاقمه، أستطاع ستيد مشاهدة دبابة أسد بابل التي تسببت بالهجوم وكانت مدمرة تماما وهي تقف عند المقدمة اليسرى وعلى مسافة 400 م عن دبابته).

25‏/9‏/2017

كيف نجحت القوات السورية في عبور نهر الفرات ؟؟

كيــف نجـحت القــــوات السوريــــة فــــي عبـــور نهـــــر الفــــرات ؟؟

من أجل فك الحصار عن مدينة دير الزور السورية Deir ez-Zor والتي تحاصرها قوات تنظيم الدولة الإسلامية منذ ثلاثة سنوات تقريبا، كان على القوات الحكومة السورية والمليشيا المتحالفة معها إنجاز عبور ناجح لنهر الفرات Euphrates River !! إبتداء، الجيش السوري ليس لديه خبرات سابقة لإنجاز هذا الأمر كما أنه قواته تفتقد للتجهيزات المناسبة لإنجاح عملية العبور، لذلك هم استعانوا بأصدقائهم الروس من أجل تجهيز قواتهم المشاركة في عملية فك الحصار بجسور عائمة لنقل القوات للضفة الأخرى (بالتأكيد مع الدعم الجوي الروسي). الروس مباشرة أرسلوا طائرات نقل من نوع An-124 محملة بجسور عبور عائمة ذاتية الدفع من نوع PMM-2M. هذا من النوع التجهيزات مخصص للتغلب وتجاوز العقبات المائية الواسعة water obstacles، حيث يبلغ وزن العربة كاملة 36 طن وهي قادرة على نقل حمولة فوق السطح المائي حتى 42.5 طن (لذا هي صالحة لنقل الدبابات والمدافع ذاتية الحركة والعربات الثقيلة الأخرى غير البرمائية). أحد ميزات نظام العبور PMM-2M الفريدة تتمثل في قدرته على التضامن والإلتحام مع قطع أخرى مشابهه. على سبيل المثال لو أقتصر الأمر على وحدات، فإنه سيكون إجمالي الحمولة المنقولة في كل مرة 127.5 طن. النظام يمتلك قابلية حركة عالية، إذ تبلغ سرعة حركته على الطرق  55 كلم/س، وعلى سطح الماء، هو يستطيع السير بسرعة 11 كلم/س (من دون الحمولة). الزمن المتطلب للإنتشار وخوض العقبة المائية لا يتجاوز 5 - 10 دقائق كحد أقصى، مع طاقم قيادة من ثلاثة أفراد. العربة تتضمن في بنائها مركبة مجنزرة قابلة للعوم مع هيكل عازل للماء waterproof hull، وجسر مطوي على الظهر بقابلية الإنقسام لمقطعين ، وأخيرا نظام دفع فوق سطح الماء يتكون من مروحيتين عاليتي الأداء بضاغط داخلي. 
 
فيديو وصول النظام لسوريا ..

21‏/9‏/2017

هل كسبت الدبابة T-90 الرهان بالفعل أم هو الزخم الإعلامي والبروباغندا الروسية ؟؟

هـل كسبت الدبابـة T-90 الرهـان بالفعـل أم هـو الزخـم الإعلامـي والبروباغنـدا الروسيـة ؟؟

كثيرا ما تتحدث المواقع الناطقة بالروسية عن عظمة إنجازات الدبابة T-90 خلال مشاركتها إلى جانب قوات النظام في الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ سنوات. المعلقين الروس يتحدثون عن مزايا الدبابة، خصوصا ما يتعلق بخاصية صمودها ومناعتها تجاه هجمات صواريخ ومقذوفات المعارضة الموجهة، وكيف أنها تجاوزت الكثير من الضربات واستطاعت على الدوام إنجاز الدور المطلوب منها (هي بالمناسبة من مخزون الجيش الروسي وليست من النسخ المخصصة للتصدير، وتحمل التعيين T-90A). بداية يجب التوضيح أن الروس حريصون على تسويق دبابتهم الأحدث T-90 وإظهارها بمظهر القوة والثقة العظيمة كما وصفوها great confidence، خصوصا وأن أعين المستخدمين والزبائن المحتملين جميعا تتجه نحو مراقبة أداء هذه الدبابة في الساحة السورية، لذا كانت دائما تبريرات وتفسيرات الخبراء الروس جاهزة للدفاع عن هذه الدبابة وإظهارها بمظهر القوة، حتى ولو كانت تبريرات عبثية وسطحية تصل لحد القول أن الدبابة نجت من ضربات صاروخين TOW أصابا نفس الدبابة وبشكل متتابع مع فاصل زمني قصير!! للأسف مشاهد الفيديوهات والصور المنقولة من ساحة المعركة تدحض هذه الادعاءات وتكشف زيف العديد منها، وتؤكد أن الدبابة نالت نصيبها من الإعطاب والتدمير، شأنها في ذلك شأن الأنواع الأخرى من الدبابات التي بحوزة قوات النظام. آخرها هذه الصورة التي تظهر دبابة T-90 محترقة بعد أن أصيبت بقذيفة APFSDS أطلقتها دبابة أخرى من نوع T-72 تتبع قوات النظام!! الدبابة المدمرة في الأساس كانت تتبع الجيش السوري قبل أن يستولي عليها أحد فصائل المعارضة بحالة سليمة (حركة نور الدين الزنكي Nuriddin az-Zinki) خلال القتال العنيف في منطقة الملاح في ريف حلب الشمالي ليبيعها لفصيل آخر متشدد (جبهة النصرة) بسعر نصف مليون دولار وذلك أوائل مايو الفائت. هي كانت قد تعرضت لنيران كثيفة من طلقات الرصاص، أتلفت كما تتحدث بعض المصادر بصريات الدبابة tank's optics وعدسات المشوشات شتورا، قبل أن يقرر طاقمها مغادرتها لأسباب مجهولة. 
الركيزة الأهم في حماية الدبابة T-90 تتمثل في دروعها التفاعلية المتفجرة من نوع Kontakt-5. هذا النوع من التدريع أشرف على تطويره معهد البحث العلمي للفولاذ NII STALI وقدم أولاً العام 1985 وتم تبنيه ودخوله الخدمة بعد ذلك العام 1986 على دبابات المعركة الرئيسة من نوع T-80U، ثم لاحقاً على الدبابات T-72B ، T-80UD ثم الدبابات T-90. وكان ملفتاً للنظر بتصميمه المميز، حيث سعى مصممو هذا التدريع إلى حرف أو تحطيم خوارق مقذوفات الطاقة الحركية الغربية التي باتت تصنع من مواد عالية الكثافة مثل سبائك التنغستن أو اليورانيوم المستنزف، بالإضافة لاستهلاك وتفريق طاقة نفاث الشحنة المشكلة قبل بلوغها سطح التدريع الرئيس.. وعلى خلاف سابقه Konkakt-1 الذي تميز بخفة وزن نسبية أتاحت تثبيت وحداته على هياكل وأبراج الدبابات في ساحة الميدان، فإن Kontakt-5 كان أثقل بكثير، بحيث كان يتحتم تثبيت وحداته وقراميده المتفجرة في مراكز الإنتاج، علماً أن هذه الوحدات غير قابلة لإعادة الاستبدال أو التعويض في حال استهلاكها non-replaceable.. الركيزة الثانية التي اعتمدت عليها الدبابة T-90 لتعزيز قابلية بقائها استندت على نظام الحماية النشط وأداة التشويش الكهروبصري optical-electronic warfare المصعدة عليها، والمدعوة "شتورا" Shtora-1. في الحقيقة مشوشات هذا النظام لم تظهر قيمة أو فائدة تذكر تجاه صواريخ المعارضة الموجهة ولم يسجل لها نجاح موثق باستثناء الادعاءات الروسية!! 
الروس يدعون أن الدبابة T-90 استطاعت في أكثر من مناسبة النجاة من ضربات مباشرة بالصاروخ الأمريكي الموجه المضاد للدروع من نوع TOW 2A، وهم يرجعون الفضل في ذلك لدروعها التفاعلية المتفجرة.. هذه التعليقات والنتائج التي توصل لها الروس عرضة للنقد والتحليل، بحيث يمكن مراجعتها فنياً لإبراز مدى صحتها وتبيان الغث من السمين منها.. واحدة من هذه الانتصارات المزعومة للدبابة تحدث عن نجاة T-90 من إصابة جانبية لصاروخ TOW 2A أطلقته إحدى فصائل المعارضة. ويمكن من خلال الصور ملاحظة الدخان الكثيف المنبثق من كوات الدبابة السقفية، وهو دليل قطعي على ثقب دروعها. مع ذلك، خرجت على وسائل الإعلام يومها إحدى الصحف الناطقة بالروسية (صحيفة vestnik) لتعنون على صدر صفحتها الإلكترونية مانشيت فرعي يقول "الدبابة T-90A في سوريا تنقذ طاقمها مرة أخرى" Tank T-90A in Syria to save her crew again!! بدوره، خبير الدروع الروسي "ألكسي هلوبوتوفا" Alexei Hlopotova خرج علينا بتبرير مضحك لأمر الدخان الأبيض الكثيف الصادر عن الدبابة المصابة ليقول أنه ناتج عن نظام كبح النيران في الدبابة!! والسؤال هنا إذا كان الدخان صادر بالفعل عن نظام كبح النيران فلماذا حفز النظام على العمل إن لم يكن هناك في الأساس نفاذ وثقب لدروع الدبابة T-90؟؟ وتأتي الملاحظة الثانية حول زمن تشغيل النظام الذي صورته طائرة مسيرة عن بعد تابعة لقوات المعارضة. إذ من المعروف أن هذا النوع من الأنظمة يحتاج لنحو 40 إلى 50 ثانية لإفراغ كامل مخزون قناني الإطفاء!! في المقابل، الطائرة التي صورت نتائج الحادث استغرقت من لحظة إعدادها وحتى وصولها ليس أقل من 10 دقائق، وحتى ذلك الوقت كان الدخان لا يزال يصدر بكثافة عن كوات البرج، مما يشير ضمنياً لحجم الضرر الداخلي!! 
 
قصة جميلة أخرى تناولتها المواقع الروسية وأسمتها "نجاة الدبابة T-90A من أضرار إصابة صاروخي TOW" وعند مراجعة فيديوهات العملية كان بالإمكان رؤية الصاروخ الأول وهو يضرب الساتر الرملي الذي يحمي هيكل الدبابة ويثير كومة من الرمال والغبار وذلك قبل وصوله لهيكل الدبابة بثانية واحدة تقريباً أو أقل (على الأرجح، زعانف الصاروخ هي من ارتطمت بالحاجز وتسببت في تغيير مساره ثم انفجاره وليس الرأس الحربي، وإلا لكنا شهدنا انفجار الصاروخ مباشرة) وذلك في الدقيقة 0.34 . الصاروخ الثاني ضرب الدبابة في مقدمة هيكلها مع ظهور كتلة لهب كبيرة، وأخذ الدخان بالتصاعد منها دليل حجم الضرر!!
من اللطائف الروسية المشهورة أيضاً والتي تحكي قدرات البقائية للدبابة T-90، هي تلك التي نجت فيها الدبابة من ضربة مباشرة بصاروخ الأمريكي موجه من نوع TOW 2A. الحادث وقع في ريف حلب الغربي / جبهة الشيخ عقيل، عندما تعرضت الدبابة لإصابة بصاروخ أطلقه فصيل سوري معارض (لواء صقور الجبل). الصاروخ أصاب مقدمة البرج وتحديدا قراميد الدرع التفاعلي المتفجر Kontakt-5، دون أن يلحق بالدبابة أذى مباشر كما تدعي المواقع الروسية!! لكن بعد قراءة متأنية للحادث ومشاهدة تصوير الفيديو يتضح أن الصاروخ ثقب دروع الدبابة بالفعل بعد أن دمر كامل القراميد في الجهة المصابة من البرج، بالإضافة لتحطيم مشوشات منظومة الشتورا على جانبي البرج!! الهجوم دفع أحد أفراد الدبابة وهو رامي المدفع لمغادرة الدبابة سريعا وهو يغطي أنفه نتيجة الإصابة على الأرجح وكان بالإمكان مشاهدة الدخان المتسلل من مقصورة القتال (ثقب دروع الدبابة متحقق هنا بلا محالة)

فيديو يظهر في بدايته إنفجار مروع للدبابة T-90 بعد إصابتها بصاروخ TOW !!


5‏/9‏/2017

صفائح اليورانيوم المستنزف لحماية القوس الأمامي لدبابات الأبرامز .

صفائــح اليورانيــوم المستنـزف لحمايــة القــوس الأمامــي لدبابــات الأبرامــز


على الرغم من أن استخدامه عرف من خلال خوارق مقذوفات الطاقة الحركية عالية السرعة ، إلا أن استخدام اليورانيوم المستنزف في مجال الدروع المركبة وجد طريقه في تاريخ 14 مارس من العام 1988 ، عندما تم تثبيت صفيحة الحماية المصنعة من هذه المادة في مقدمة مصفوفة طبقات دروع برج الدبابات الأمريكية أبرامز . فمن المعروف أن اليورانيوم المستنزف يمتلك صلادة عالية جداً ، تبلغ هذه نحو مرتين أعلى من صلادة التيتانيوم ، وثلاثة مرات أصلد من الحديد وفق مقياس فيكرز Vickers كما أنه يمتلك قابلية عالية لمقاومة التشوه اللدن plasticity deformation هي الأعلى في الحقيقة بعد التنغستن . سبيكة اليورانيوم المستنزف يتم تجهيزها على هيئة صفيحة قدرت سماكتها بنحو 101 ملم (؟؟) يتم وضعها في مقدمة مصفوفة التصفيح المركب الخاص بمقدمة البرج ، ويتم حصر صفيحة DU بين لوحي فولاذ ، ثم يتم لحميها بعد ذلك لتشكيل درع ثلاثي الطبقات . ويأخذ اليورانيوم المستنزف صلادته المعروفة من خلال مزجه بعناصر أخرى مثل التيتانيوم Titanium والموليبدنوم molybdenum مع معالجة حرارية مناسبة .

الأمريكان عمدوا ابتداء من الطراز M1A1 لاستخدام سبيكة من اليورانيوم المستنزف DU  لتقسية دروع دباباتهم . إذ رغم استخدام صيغ وأنماط مختلفة للدرع المركب على نماذج الدبابات M1 وIPM1 و M1A1 ، وفرت للدبابة درجة عالية جدا من الحماية تجاه الرؤوس الحربية ذات الشحنات المشكلة ، إلا أنها حقيقة لم تزود تحسين كافي لصفائح التدريع التقليدية الفولاذية في منطقة القوس الأمامي للدبابة عندما تضرب بمقذوفات الطاقة الحركية المستقرة بزعانف . لذا تقرر في بداية الثمانينات إضافة صفائح اليورانيوم المستنزف DU إلى مقدمة دروع برج الدبابة M1A1 ويصبح اسم الدبابة بعد ذلك M1A1HA . نفس الإجراء استمر بعد ذلك في دروع الدبابات الأحدث من أمثال M1A2 و M1A2 SEP والتي تضمنت مصفوفة أو ترتيب من صفائح المركب الخزفي ولكن من المحتمل بسماكة أكبر وأجيال أحدث .

ورغم مزاياه الوقائية ، فإن نقطة الإخفاق الوحيدة لهذا النوع من الدروع تكمن حقيقة في المخاطر الصحيحة التي سيتعرض لها طاقم الدبابة نتيجة الإشعاع وبقائهم لفترات زمنية طويلة نسبياً مع ذخيرة وصفائح DU . فعلى سبيل المثال رأس سائق الدبابة M1A1A HA يتلقى جرعة إشعاع تبلغ 0.13 ملي ريم/ساعة (الريم rem هي وحدة جرعة الإشعاع المكافئة ، التي تقيس وتحسب تأثير الإشعاع الممتص لحد إلحاق أضرار إحيائية biological damage) من صفائح التدريع DU المقابلة له ، وبعد 32 يوم متتابعة ومتواصلة ، أو 64 يوم بمعدل 12 ساعة لجلوس السائق في الدبابة ، فإن كمية أشعة غاما gamma ray التي يتلقاها رأس السائق ستتجاوز المعايير والنسب التي حددتها وكالة الطاقة النووية ، حيث أن الحد الأقصى المأمون للإشعاعات النووية التي يجب أن لا يتجاوزها الإنسان في اليوم الواحد هي 5 ريم . كما تبين أن الملقم والمدفعي وقائد الدبابة سوف يتلقون جرعه إشعاع قيمتها 0.01-0.02 ملي ريم/ساعة . إن أي جرعة أقل من 100 ريم سوف يقتصر تأثيرها على تغيير في الدم ، في حين أن جرعة من 100 إلى 200 ريم ستتسبب في حدوث أمراض ، لكن نادراً ما تكون قاتلة . أما الجرعات من 200 إلى 1000 ريم فستتسبب في حدوث أمراض جدية وخطيرة ، يظهر مفعولها على المدى البعيد . جرعة أكثر من 1000 ريم ستكون قاتلة بشكل مؤكد .