21‏/2‏/2014

نظام التعليق بقضبان الالتواء .

نظـــــــــــــــام التعليــــــــــــــق بقضبـــــــــــــان الالتــــــــــــــــواء 


نظام التعليق بقضيب الالتواء أو اللّي torsion bar ، والمسمى كذلك بالنابض الإلتوائي torsion spring أو الذراع الإلتوائي torsion beam ، هو شكل عام من أشكال أنظمة التعليق التي تعتمد على شد وتثبيت قضيب فولاذي إلى هيكل العربة من جهة ، وفي النهاية الأخرى يكون له عتلة أو رافعة أوصلت إلى العجلة . حركة العجلة تتسبب في التفاف وإلتواء القضيب ، ومقاومته إلى هذا الإلتواء يزود قابلية النبض أو الوثب . إن النابض الحلزوني في حقيقته ليس أكثر من قضيب إلتواء حلزوني . وحيث أن نوابض الشرائح المعدنية leaf springs استعملت ووظفت لهذا الغرض ، فإن الترتيب نصف الإهليليجي semi-elliptic الطولي كان الأكثر تفضيلاً للاستخدام . فمثل هذه النوابض كان تتحصل على صفائح معدنية مقوسة ، وعادة إحدى نهايتها تكون مصعدة ومثبتة بشكل محوري أو مركزي pivot-mounted إلى هيكل العربة ، في حين أن الطرف الآخر موصول بواسطة أداة ربط خاصة يطلق عليها مسمى "القيد" shackle ، بهدف ملائمة تغير الطول (بمعنى التكيف معه) كلما تغيرت تقوسات النابض نتيجة تفاوت ضغط الأحمال .


السبب الرئيس لتبني نظام التعليق بقضيب الإلتواء بشكل واسع النطاق كان وزنهم الخفيف ومستويات الأداء العالية التي يمكن انجازها معهم . الوزن الخفيف light weight كان قضية مستحقة نتيجة البساطة التي تمتع بها هذا النوع من أنظمة التعليق ، بالإضافة إلى قدرته على تخزين المزيد من الطاقة فيما يتعلق بوزنهم مقارنة بالنوابض الأخرى .. مع ذلك ، فوائد ومزايا أنظمة التعليق بالقضبان الإلتوائيه كانت على أية حال مصحوبة بعدد من المساوئ والعيوب . فبينما عملية تنصيب قضبان النظام تتم عبر قاع هيكل الدبابة tank bottom بنمط بسيط ومحمي بشكل جيد ، إلا أن هذه الحقيقة تواجه عقبة زيادة ارتفاعهم أيضاً . إن هذا الأمر غير مرغوب فيه (زيادة ارتفاع الدبابة وبالتالي زيادة فرص كشفها ، ناهيك عن صعوبة قيادتها والسيطرة عليها في الطرق الوعرة) ، وهو أيضاً يمكن أن يزيد الوزن العام للدبابة بشكل ملحوظ ، خصوصا إذا كانوا من النوع شديد التصفيح . قضبان الإلتواء المتضررة والتالفة أيضاً صعبة الاستبدال عندما يكون الهيكل مشوه بانفجار لغم أرضي على سبيل المثال . ومقابل حقيقة أن قضبان الإلتواء قادرة على تخزين وحفظ مقدار كبير من الطاقة فيما يتعلق بوزنهم ، فإن ذلك عني ببساطة أن مقطعهم الخارجي سيكون مجهد بشدة ، الأمر الذي جعلهم أكثر عرضة للضرر والأذى السطحي surface damage . إن تركيب وتنصيب التعليق بقضبان الإلتواء على هيكل العربة ، جعله إلى حد ما غير مناسب أو غير ملائم في بعض النواحي بالمقارنة إلى تعليق هورستمان . ففي حالة النظام الأخير ، نجد أن النوابض الحلزونية مثبته خارج الهيكل ، حيث تنصب هذه سوية مع الأزواج المتضمنة العجلات وأذرع التعليق على هيكل سفلي (أو قاعدي) لكي يكونوا أو يشكلوا ترتيب كامل ومستقل self-contained ، الذي يمكن أن يستبدل كوحدة متكاملة في حالة الضرر أو التلف (هذا الأمر ينطبق إلى التعليق المصعد خارجياً على الدبابات الإسرائيلية Merkava في نماذجها الأسبق) . على أية حال ، تعليق القضبان الملتوية أفضل كثيراً من نظام تعليق هورستمان الذي جهز الدبابات البريطانية Centurions و Chieftains ، وذلك لأن قوس عجلات الطريق يقفز ويثب بشكل مستقل بتأثير النوابض الحلزونية العمودية ، كما أنهم يتيحون قابلية الحركة والانتقال العمودي بشكل أفضل . دبابة معركة أخرى وربما الأولى التي أنتجت بتعليق مستقل مصعد خارجياً ، هي السويسرية Pz.61 التي كان لديها نوع فريد من النوابض ، يشتمل على أكداس أو مجاميع من الأقراص المخروطية conical discs ، التي يطلق عليها أيضاً اسم "حلقات بيلفيل" Belleville washer (حلقات قرصية لها شكل مخروطي بحيث يوفر للحلقة خاصية النبض والارتداد) .



إن الحركة العمودية vertical travel التي توفرها أنواع أنظمة التعليق لعجلات الطريق معتبرة ومنظورة بشكل عام في خطوتين أو مرحلتين . الأولى وإلى حد بعيد هي الأكثر أهمية من الثانية وتدعى "الصدمة/الرجة" bump التي تغطي مرحلة انتقال العجلات من موقع التحميل الساكن ، عندما النوابض تتصرف فقط وفق تأثير الكتلة القافزة للعربة وصولاً إلى أقصى وأعلى حد upper limit من انتقالهم (أي العجلات) الذي يحدده عادة موضع توقف الصدمة عند هيكل العربة . ولمزيد من التوضيح نقول ، أن مفهوم "انتقال الصدمة" bump travel يعني أساساً بمقدار الانتقال العمودي الذي ينجزه نظام التعليق عندما العربة تصطدم بنتوء أو عثرة خارجية كبيرة . في هذه الحالة ، الحركة الانتقالية الأكبر ، هي الحالة المرغوبة أكثر لنظام التعليق الذي سيمتص ويستوعب الصدمات والعثرات بشكل أفضل . وفي حالة تجاوز التعليق وقف الصدمة (بمعنى حدها الأقصى) ، فإنه حقيقتاً لا يعد تعليقاً ، أو بالأحرى هو وصلة قاسية solid link . هذه المرحلة يمكن أن تكون سيئة جدا تحت أكثر الظروف لذا من الأفضل تفاديها قدر المستطاع . أما الخطوة أو المرحلة الثانية ، فإنها تسمى "الارتداد/العودة" rebound ، وتغطي هذه حركة العجلات من موقع التحميل الساكن إلى الحد الأوطأ والأدنى للانتقال ، عندما لا يكون هناك حمل على العجلة أو عندما العجلة تحجز قليلاً بتأثير وقفات التعليق suspension stops أو الجنزير .


18‏/2‏/2014

حماية الدبابات وتأثير ميلان صفائح التدريع .

حمايـــــــة الدبابـــــــات وتأثيـــــــر ميــــــلان صفائــــــح التدريــــــع


لقد بدأت الدبابات عهدها كمركبات قتالية بأشكال بدائية من الدروع الفولاذية التقليدية ، وتزايدت سماكة صفائح هذه الدروع من بضعة مليمترات خلال الحرب العالمية الأولى ، إلى أكثر من 200-300 ملم في المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الثانية . لكن زيادة كمية الدروع كانت تحد من القدرات الحركية للدبابة ، ووصلت حداً لا يمكن تجاوزه ، من هنا بدأ المهندسون بالبحث عن وسائل لتحسين فاعلية دروع الدبابة بشكل لا يزيد كثيراً في حجمها ووزنها . وهكذا شاع استخدام الدروع المائلة ، حيث أن صفائح التدريع المائلة sloping plates تزيد من المسافة العرضية الواجب على الرأس الحربية قطعها لاختراق دروع الدبابة ، بحيث أن أي قذيفة تضرب الصفيحة بزاوية ما عدا 90 درجة فإنها يجب أن تتحرك وتنتقل خلال سماكة أعظم من الدرع ، بالمقارنة إلى ضرب نفس الصفيحة ولكن بزاوية قائمة right-angle (في الحالة الأخيرة ، فقط سماكة الصفيحة أو وضعها الطبيعي إلى سطح الدرع هو الذي يجب أن يثقب) . ولمزيد من التبسيط ، فإن القاعدة الأساس للاختراق ترتبط بصلة وثيقة ، ومن ضمن أمور أخرى ، بالزاوية التي سيضرب بها المقذوف درع الهدف . فزاوية الارتطام المثالية هي الزاوية العمودية أو القائمة perpendicular angle إلى صفيحة الدرع والتي تشير إلى المسافة الأصغر والأقل التي يحتاج المقذوف لقطعها وتجاوزها لاختراق الدرع وإلحاق الضرر بالهدف . لذلك كلما زادت زاوية ميلان الدرع كلما زادت سماكته وثخانته . وعند المقارنة بين صفيحتي تدريع من نفس السماكة المقطعية ، نرى أن الصفيحة المائلة بزاوية 45 درجة على سبيل المثال تؤمن زيادة تصل لـنحو 40% في السماكة الإجمالية مقارنة مع صفيحة عمودية أخرى . هكذا وبالنسبة لسماكة صفيحة معطاة ومعلومة ، نجد أن زيادة ميلان وانحدار أسطح التدريع يحسن ويعزز من مستوى الحماية عند موضع ارتطام المقذوف وذلك عن طريق زيادة قيمة أو مقياس السماكة thickness measured في المسار الأفقي لزاوية الهجوم . إن الدروع المائلة لا تزيد فقط من السماكة الإجمالية ، ولكنها أيضا وببساطة ترفع من احتمالات حرف بعض أنواع المقذوفات المعادية وانزلاقها ricochet عن سطح الدبابة ، وخلال الحرب العالمية الثانية أصيب الجنود الألمان بالذهول لرؤية قذائفهم وهي ترتد للأعلى نحو السماء من على سطح الدبابات السوفيتية طراز T-34 . على أية حال ، هذه التأثيرات ليست على الإطلاق ، وتعتمد بقوة على مواد التدريع المستخدمة ونوعية القذيفة المعنية بالإصابة وكذلك سرعتها لحظة الارتطام . 



إن التأثير النهائي لوضع الإمالة غالباً ما ينتج عنه تشويه وارتداد المقذوف projectile ricochet . فعندما هو يضرب صفيحة التدريع في زاوية حادة steep angle ، فإن مسار تقدمه قد يتقوس أو ينحرف ، مما يسبب تحركه خلال سماكة أكبر من الدرع ، وقد يثب في حالات أخرى كلياً عن سطح التصفيح . على أية حال ، هذه التأثيرات تعتمد بشكل رئيس على ملكيات مواد التدريع المستخدمة ونوعية المقذوفات التي سوف تضربه وكذلك على سرعة الارتطام بالهدف . ويمكن مشاهدة زوايا الإمالة الأكثر حدة عادة على الصفائح المنحدرة الأمامية glacis plates لأبراج وهياكل دبابات المعركة الرئيسة وكذلك العربات القتالية الأخرى ، في حين جانبي الهيكل تترك كما هي لكي تضرب لأن هناك مجال أكبر للانحدار في الاتجاه الطولي للعربة .. فالفكرة الرئيسة من وراء الإمالة تكمن في وضع مقاطع أو صفائح الحماية في الحواف الأمامية لهيكل وبرج الدبابة بزوايا حادة sharpest angles قدر الإمكان ، بحيث يترتب عند إصابة هذا المنطقة بمقذوف مضاد للدروع (إذا لم يرتد أو ينحرف) أن يقطع مسافة أكبر من سماكة التصفيح الفعلية .. إن لوحاً سماكته 100 ملم وزاوية انحداره 50 درجة ، تكون سماكته الأفقية 155 ملم . أي أنه يعطي حماية بالستية مساوية لسماكة 155 ملم بالنسبة لصفيحة في الوضع العمودي . لذلك يأخذ موضوع إعطاء صفائح التدريع زوايا ميل أكثر حدة ، أهمية كبرى في زيادة السماكة المكافئة للتصفيح (فوائد إمالة الدرع تكون قليلة إذا كانت هذه منحدرة لأقل من 20 درجة عن الوضع العمودي) لاسيما وان زيادة زاوية الميلان يساعد بشكل مباشر كما ذكرنا على انزلاق الشظايا الزائغة أو القذائف السهمية مخفضة العيار APDS .

15‏/2‏/2014

النظير الأمريكي لنظام شتورا الروسي .

النظيــــر الأمريكـــــــي لنظـــــــــام شتــــــــــورا الروســــــــــي 
منظومـــة القتـــل السهـــل VLQ-6


في الجيوش الغربية ، يعتمد الإجراء المضاد للدبابات والعربات المدرعة الأخرى بشكل رئيس على نشر ستارة الدخان smoke screen ، وإلى حد ما ، على الإجراءات تحت الحمراء المضادة . فالدخان كما ثبت من الاستخدام ، يمكن الدبابة من أداء مناورات التملص والمراوغة ومواجهة التهديد . منذ العام 1991 ونتيجة الدروس المكتسبة من عاصفة الصحراء ، بعض المنصات استلمت مشوشات كهروبصرية electro-optical jammers تعمل في النطاق تحت الأحمر . الجيش الأمريكي على سبيل المثال قرر استخدام نظام الإجراءات المضادة تجاه الصواريخ الذي حمل التعيين AN/VLQ-6 والمعروف كذلك بالقبعة الصلبة Hard Hat على دباباته من طراز M1A1 وكذلك عرباته المدرعة من نوع Bradley والبرمائية LVTP-7 (خلال حرب الخليج 1990-1991 ، الجيش الأمريكي اشترى المئات من مشوشات الصواريخ وأرسلها إلى منطقة الخليج ، لكنها على الأرجح لم تستخدم خلال العمليات) . تطوير هذا النظام جاء بمغامرة خاصة من شركة Loral التي أصبح أسمها بعد ذلك Lockheed Martin ، وهو قابل للتثبيت على تشكيلة من العربات ذات الجنازير أو العجلات لتحسين قابلية بقاءها في ساحة المعركة . 


عمل هذا النظام يقوم على أساس التحذير الشامل والاستجابة للتهديدات المعادية ، وتحديدا أنظمة القيادة نصف الآلية الموجهة إلى خط البصر SACLOS ، حيث يتولى مجسه الخاص القادر على تغطية حقل أو مجال رؤية أفقي من 40 درجة و12 درجة عمودي خلال القوس الأمامي frontal arc لبرج الدبابة ، اكتشاف إشارات الليزر التي تشير إلى هجوم وشيك ، ثم يقوم النظام بإرسال إشارات تحت الحمراء وضمن طول موجي معين باتجاه مصدر التهديد ووحدة تعقب الصاروخ وذلك بقصد التشويش وعرقلة الخطر (هكذا ، النظام يعمل فقط مع الهجوم المتوقع وتحفيز أداة الكشف الليزري ، فالإشارات تحت الحمراء الخاصة بالنظام لا يمكن أن تبعث وتصدر طوال الوقت) . النظام AN/VLQ-6 مصعد بشكل ثابت عند مستوى مرتفع فوق سقف برج الدبابة M1A1 (لا يمكن تثبيته على سلسلة الدبابات M1A2 بسبب كون موضع التثبيت مشغول بمنظار القائد الحراري المستقل CITV) ، وتتوافر نسخة أخرى اختيارية مع قابلية حركة محورية ، تسمح بدوران المجس أثناء المسح التحذيري warning sensor والاستجابة لعملية اكتشاف وخداع العديد من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات قيد الاستعمال . إن النظام يكامل ويدمج في عمله أيضاً مع مطلقات الدخان smoke launcher والشعلات الضوئية .



9‏/2‏/2014

نظام التعليق الغازي/السائل .

 نظـــــــــــــــــام التعليـــــــــــــق الغـــــــــــــازي/السائــــــــــــــــل



نظام التعليق الغازي/السائل Hydropneumatic أو وحدات النابض الغازية/السائلة هي نظام تعليق ابتكره الفرنسي André Citroën لصالح سيارات "سيتروين" ، وقدمه أولاً في العام 1954 لصالح التعليق الخلفي لإحدى مركبات الشركة ، في حين التطبيق الكامل بدأ العام 1955 على المركبات التجارية . التعليق الغازي/السائل هو باختصار نظام يحتوي على مقدار من الغاز (عادة من النيتروجين الذي يستخدم تحت الضغط كمادة التعليق الرئيسة) فصل وعزل من قبل مكبس عوم floating piston أو غشاء حاجز عن السائل الهيدروليكي (عادة من الزيت) ، الذي يرسل الضغط بينه وبين مكبس ثاني أوصل إلى ذراع عجلة الطريق . هكذا ، فإن إثارة وتشغيل خزان النيتروجين النبضي تتحقق من خلال سائل هيدروليكي غير قابل للانضغاط incompressible داخل اسطوانة التعليق . ومع تعديل حجم السائل المملوء ضمن الاسطوانة , فإن وظيفة الضبط والتسوية المطلوبة للعربة تكون منجزة . مع ملاحظة أن غاز النتروجين nitrogen gas ضمن دائرة أو نطاق التعليق ، منفصل عن الزيت الهيدروليكي من خلال غشاء مطاطي . أما لماذا غاز النتروجين بالذات ؟؟ فلأنه كوسيلة أو أداة نابضة يمتلك مرونة وقابلية تكيف flexible أكثر لنحو ست مرات من الفولاذ التقليدي ، لذلك قضية الضبط الذاتي جرى تطويعها وجعلها أكثر مرونة للسماح للعربة بمجاراة وتحمل شروط الطريق الاستثنائية (فرنسا كانت مشهورة بنوعية الطريق السيئة في سنوات ما بعد الحرب ، لذا الوسيلة الوحيدة لإنجاز السرعة العالية نسبيا في العربة ، هو في جعلها تمتص وتستوعب عثرات الطريق وعدم انتظامه بسهولة) . 




وعلى الرغم من أنهم قدموا أولاً في المركبات التجارية , إلا أن أنظمة التعليق الغازي/السائل لم تلفت النظر للاستخدامات العسكرية والدبابات تحديداً إلا أثناء منتصف وأواخر الخمسينات ، عندما وجد النظام طريقه إلى الدبابة الألمانية Leopard 1 والسويدية Strv 103 ، حيث كلا الدبابتين صممتا خلال السنوات 1958-1960 . في نفس المرحلة تقريباً بدأ العمل أيضاً في الولايات المتحدة على أنظمة التعليق الغازية/السائلة ، حيث جرى تركيب أحدها على الدبابة الأمريكية المتوسطة T95 ، التي صممت أصلا مع تعليق بقضبان إلتواء . نظام تعليق غازي/سائل آخر دمج منذ البداية في مشروع تصميم الدبابة الألمانية الأمريكية المشتركة MBT-70 ، إلا أن هذا المشروع لم يكتب له النجاح والاستمرار . على أية حال ، نظام تعليق واحد فقط من هذا النوع طور مبكراً إلى مرحلة الإنتاج الفعلي ، وهو ذلك التعليق الذي طورته شركة Bofors السويدية لصالح الدبابة Strv 103 (أو الدبابة S) التي دخلت الخدمة في الجيش السويدي العام 1967 .


الدبابة الأولى ذات البرج والتي وصلت مرحلة الخدمة مع نظام التعليق الغازي/السائل دخلت الخدمة بعد ثمان سنوات من ظهور السويدية Strv 103 ، وهذه كانت اليابانية Type 74 التي طورت من قبل صناعات المتسوبيشي الثقيلة MHI بين العام 1961 و1968 . وحدات تعليق هذه الدبابة وصلت أيضاً واستعملت لتغيير درجة انحدار مجمل الهيكل ، وكذلك تعديل ارتفاعه عن الأرض من 200 إلى 650 ملم (على هذه الدبابة ، كل من عجلاتها العشر الموزعة على الجانبين لها وحدتها الخاصة المصعدة داخل الهيكل للحماية) . لقد تفاوتت درجة الانحدار بين +5.5 و-6 درجات ، وتحصلت الدبابة معها على ميزة تخفيض مستوى انخفاض السلاح الرئيس لنحو -6.5 درجات وبالتالي تخفيض ارتفاع البرج . مع ذلك ، مدفع الدبابة Type 74 كان له مستوى تحكم كلي من +15 و-12.5 درجة في حال رفع مقدمة الهيكل أو خفضه ، وتعتبر هذه ميزة هامة عندما تكون الدبابة في حالة مشاغلة من خلف منحدر أو قمة (الحد الأعلى المألوف لتخفيض مدفع دبابة المعركة الرئيسة يبلغ نحو -10 درجات) . نظام التعليق الغازي/السائل شوهد أيضاً في الدبابات اليابانية الأحدث مثل Type 90 وType 10 .



الوحدات الغازية/السائلة التي شكلت قاعدة البناء لمنظومة التعليق في الدبابات السويدية Strv 103 واليابانية Type 74 كانت من النوع الخطي أو الطولي وحيد الاسطوانة single-cylinder ، وهو مصعد ضمن هيكل الدبابة . في المقابل ، وحدات تعليق غازية/سائلة أخرى صعدت خارجياً ، وبضعة وحدات تجريبية مبكرة كانت من نوع المكبسين ، مع اسطوانتين متعارضتين أو متقابلتين opposed cylinders . النموذج الأخير من الوحدات صنع في ألمانيا من قبل شركة Friesecke & Hopfner أثناء منتصف الستينات لصالح مشروع الدبابة MBT-70 ، وآخرون طوروا في أواخر السبعينات من قبل شركة Messier-Bugatti-Dowty الفرنسية (أكبر منتج في العالم لأجهزة هبوط وإقلاع الطائرات بما في ذلك العجلات والكابحات) ومن قبل شركة SAMM كجزء من برنامج الدبابة الفرنسية Leclerc ، حيث تمتلك كل دبابة من هذا النوع عدد ستة وحدات تعليق غازية/سائلة على كل من جانبي الهيكل (عربة الإنقاذ من نفس النوع لها سبعة وحدات) .. قائمة الدبابات الحديثة التي تستخدم هذا النوع من أنظمة التعليق تطول ، وتشمل مبدئياً بالإضافة إلى ما ذكر ، البريطانية Challenger 2 والهندية Arjun والبرازيلية EE-T1  وغيرهم . وللمستقبل ، قد يكون هناك تبني أوسع لأنظمة التعليق الغازية/السائلة ، على الرغم من كلفتها وتعقيدها وحساسيتها التي تتطلب المزيد من حاجات الصيانة والإدامة .

4‏/2‏/2014

أسلحة الليزر التكتيكية .. المنظومة الصينية JD-3 .

أسلحـــــــة الليـــزر التكتيكيـــــــة .. المنظومـــــــة الصينيــــــة JD-3



أسلحة الليزر التكتيكية هي منظومات عسكرية طورت من قبل عدة دول بقصد توفير سلاح غير قاتل ، قادر على شل قدرات الخصم وقابلياته الحركية .. بعض هذه الأسلحة محمول من قبل أفراد المشاة ، في حين بعضها الآخر محمول ومثبت على العربات المدرعة القتالية . أحد أبرز هذه الأنظمة ما تنتجه جمهورية الصين الشعبية التي طورت منظومة إجراءات مضادة حملت التعيين JD-3 للتشويش والإعماء البصري ، ثبتت على أسقف أبراج الدبابات من طراز Type 98 وType 99 . هذا التجهيز في الحقيقة يعتبر عملاً مميزاً وفريداً بالنسبة لدبابات المعركة الرئيسة الحالية . فعلى خلاف أنظمة الدفاع عن النفس النشيطة ، كتلك التي اختبرتها الدبابات الروسية على مدى الزمن مثل Drozd ، Drozd-2 ، Arena ، والتي تطلق ذخيرتها الفرعية لتعطيل أو إسقاط المقذوفات القادمة باتجاه الدبابات ، يستخدم النظام الصيني شعاع ليزر عالي الطاقة لمهاجمة بصريات ورماة سلاح العدو بشكل مباشر . النظام الصيني JD-3 يضم في تركيبه محدد مدى ليزري ، ومجس أو كاشف إشعاع ليزري radiation detector (أو ببساطة مستقبل تحذير ليزري LWR) ، وسلاح ليزري مع أداة تصويب تلقائية باتجاه أنظمة الإضاءة والتعيين المعادية الليزرية (بما في ذلك منصات توجيه الصواريخ المضادة للدبابات الموجهة ليزرياً) 



مجس الإشعاع الليزري المعادي هو عبارة تجهيز على هيئة قبة dome-shaped مركب على قمة سقف البرج ، تحديداً إلى الخلف من فتحة قائد الدبابة ، يتركز دوره على اكتشاف الإضاءة الليزرية المعادية وتحذير الطاقم بأن دبابتهم عرضة للهجوم أو أن صاروخ موجه ليزرياً يقترب منها ، لتفعل الإجراءات المضادة بعد ذلك . أما بالنسبة لأداة التصويب التلقائية والتي تكون على هيئة علبة أو صندوق box shaped ، مثبته إلى الخلف من فتحة الرامي ، فهذه تستعين بسلاح ليزري للدفاع الذاتي LSDW . هذا السلاح يطلق شعاع ليزري موجه عالي الطاقة (يعتقد أنه بطاقة خرج من 100 ميغاجولز) نحو مصدر الإضاءة المعادية وذلك بهدف غمر التجهيزات البصرية الخاصة بالنظام أو إعماء المشغل البشري . أثناء الاستخدام العملياتي ، النظام يلجأ لنمطي عمل رئيسين ، الأول هو نمط الطاقة المنخفضة low power الذي يستعمل في الاتجاه العام للتهديد ، في أسلوب بحث مصمم لتحديد مكان بصريات الهدف المعادي . وعند رصد الهدف والإطباق عليه ، يتحول الليزر وينتقل إلى نمط الطاقة العالي high power ، المعد لهزيمة ودحر الهدف بإعماء المشغل أو التشويش على دوائر تجهيزه الكهروبصري electro-optical circuits وفق آلية الإشباع والإغراق بالإشعاع الليزري .. المدى القتالي العملياتي للنظام يمكن أن يبلغ 3000 م ، وفي حال استخدام مضخم كهربائي power amplifier ، فإن مدى التأثير العملي يمكن أن يزداد ليبلغ 5000 م ، أو حتى مدى 10,000 م عند العمل لإعماء مشغلي تجهيزات العدو . الصور المتوافرة للنظام JD-3 ترجح أيضاً قدرات على الارتفاع إلى زاوية أعلى من زاوية ارتفاع مدفع الدبابة الرئيس ، مما يشير إلى قابلية محتملة للاشتباك مع المروحيات الهجومية المعادية .



2‏/2‏/2014

قتل الحركة .. من الصراع السوري !!

قتل الحركة M-kill هو تعبير أو مصطلح يشير لتعطيل وشل حركية الدبابة أو العربة المدرعة عن طريق تدمير الجنازير Anti-track ونظام التعليق الهيدروليكي ، لذلك يطلق عليه وفق أسلوب عمله وضمن مصطلحات الحرب المدرعة "قتل الحركة" . فبسبب الطبيعة المتحركة للحرب المدرعة فإن العربة أو الدبابة عاجزة الحركة تعتبر عملياً غير مفيدة في ساحة المعركة (تكمن الميزة هنا حسب مستويات الضرر في إمكانية استعادة العربة المصابة وتصليحها ثم عودتها للعمليات) . نوع آخر من القابليات على خلاف سابقه ، يعتمد أسلوب التدمير الهائل والكارثي للهدف ، وقتل الطاقم وشاغلي العربة ، ويطلق عليه اختصاراً K-kill أو القتل الكامل . مع نمط التدمير هذا يكون الهدف غير صالح للاستخدام ، وغير قابل للإصلاح بسبب شدة الأضرار . حيث يمكن أن يشعل الوقود الداخلي للدبابة أو يتسبب في انفجار مخزون ذخيرتها ، مما ينتج معه نفخ برج الدبابة إلى السماء إذا كانت الإصابة في الموضع الصحيح . الصور للأسفل تعرض عملية "قتل الحركة" في أحد مناطق القتال في سوريا ، حيث أصيبت عربة BMP تابعة للجيش السوري خلال العمليات القتالية وتعرض جنزيرها للقطع . العربة المتضررة وكإجراء وقائي لجأت لإصدار سحابة من الدخان الأبيض لتغطية عملية الإنسحاب .