21‏/4‏/2014

تأثيرات الاختراق والجروح البالستية .

إختــــــــراق الأهــــــــــداف المدرعـــــــــة والجــــــــــــــروح البالستيـــــــــة 


من الناحية التاريخية فإن النيران والشظايا fragments كانت دائما السبب الرئيس لمعظم إصابات وجروح أفراد أطقم العربات المدرعة بعد إصابتها بقذيفة خارقة للدروع . مع ذلك فإن من المفيد القول أن تحسينات التصميم للعربات المدرعة والدبابات خفضت بشكل ملحوظ قابليات التهديد وحساسية الطاقم لأي هجوم . مثل هذه الإضافات شملت (1) بطانات لخمد وكبت الشظايا (2) فصل مقصورة الطاقم وعزلها عن الوقود والذخيرة مع توزيع هذه الأخيرة على مواقع متفرقة من هيكل العربة (3) كذلك الاستخدام الشامل للمواد ذات القابلية منخفضة الاشتعال والملابس الواقية من النيران (4) وأخيراً وليس آخراً الاستعانة بأنظمة آلية لإطفاء النيران automatic-fire suppression . وللمفارقة فقد تم نسبياً تخفيض تهديدات الإصابة بالحروق والشظايا ، ولكن في المقابل برزت أخطار الانفجار والعصف والتأثيرات المصاحبة الأخرى لعملية اختراق الدروع ، وهذه أكثر أهمية وخطورة كما يصنفها المختصين .
 


خلال حرب أكتوبر 1973 كان العديد من إصابات أطقم الدروع الإسرائيلية بداخل عرباتهم المدرعة ودبابات القتال التي تم اختراقها بالصواريخ الموجهة المضادة للدروع ، والمزودة برؤوس حربية ذات شحنات مشكلة shaped-charge . معظم هؤلاء الأفراد عانوا من الفشل والقصور التنفسي (أرجعت لسبب استنشاق الدخان السام toxic-fume inhalationوالحروق السطحية الشاملة للكثير من مواضع الجسم . لذا كان الأمر محط اهتمام الكثيرين لتخفيض وتقليص معدل الإصابات البالستية في العربات المدرعة . قيادة البحث والتطوير التابعة للجيش الأمريكي USAMRDC على سبيل المثال أجرت في منتصف الثمانينات ، وبناء على طلب من الكونغرس الأمريكي دراسة معمقة عن تأثيرات الاختراق على العربات والدبابات القتالية ، وذلك بعد أن أثار بعض الأعضاء موضوع ضعف تدريع عربات القتال Bradley ، وأنه في حال اختراق دروع الألمنيوم لهذه العربة ، فإن تأثيرات الاختراق والانفجار ستتضاعف بشكل هائل (في ظل تكليف رسمي من الكونجرسِ ، جميع منظومات الأسلحة الأمريكية يجب أن تختبر ضد تهديدات الذخيرة المختلفة تحت ظروف التشغيل العملياتية والواقعية) تم وضع خراف وخنازير مخدرة داخل العربات محل الاختبار ، واستخدمت أسلحة مضادة للدروع من مختلف الأنواع والمنشأ ، مثل الأمريكية الكتفية LAW والسويدي Carl Gustav والروسي RPG، كما استخدمت صواريخ من نوع TOW وروسية من نوع Sagger ، أما الأهداف فكانت عربات مدرعة من نوع Bradley ونوع M113 ودبابات M60A3 وM1A1 Abrams . تقييم الإصابات جُعل بالنسبة للعديد من التأثيرات ، مثل الشظايا والدخان السام والنيران وموجة العصف . أما النتائج فقد طابقت نتائج دراسات واختبارات أخرى .
 


الاختراقات Perforations بشكلها العام خلف دروع الدبابة ، ترتبط بثمانية نتائج وتأثيرات متفاوتة المستوى ، هي : الشظايا ، الحرارة ، الوميض ، الأبخرة الضارة ، مادة النفاث المعدنية ، النيران الملتهبة ، الدخان ، الضغوط والعصف . وتتحدث أحدى الدراسات التي تناولت الفترة الزمنية من العام 1945-1973 ، عن 2-3 إصابات لكل طاقم دبابة تم اختراق مقصورتها compartment من قبل قذيفة ثاقبة ، 40% من هذه الإصابات كانت قاتلة . النسبة الباقية تعرضت للإصابات الأكثر شيوعاً بين أفراد الطاقم الذين بقوا على قيد الحياة ، منها 40% تعرضت للحروق ، ونسبة 50% تعرضت لكسور متفرقة . أكثر من 50% من الإصابات حدثت تحديداً لحظة الاختراق ، حيث تكون جروح هذه الإصابات ناتجة عن أجزاء التفتت والتجزؤ الخاصة بالمقذوف الخارق ، بالإضافة لشظايا صفائح التدريع الداخلية للهدف . في حين تسببت الإنفجارات الثانوية والنيران بما نسبته 20% من الإصابات (بشكل مثير للانتباه ، بيانات من الحرب العالمية الثانية تشير بأن عدد كبير من الإصابات حدث أيضاً أثناء محاولة الطاقم الهروب من الدبابة المصابة) .
 


بالنسبة للحروق ، أظهرت دراسات متأنية عن إصابات أطقم الدبابات في الحرب العالمية الثانية بالحروق بلغت نحو 40% ، وفي حرب فيتنام بلغت هذه 4.6% . أما خلال الحرب الإسرائيلية في لبنان عام 1982 فقد بلغت هذه نحو 26% من إصابات الأطقم الناجية . وفي حرب أكتوبر 1973 بلغت هذه النسبة 12.5% . وفي حرب جزر فوكلاند Falkland كانت النسبة 18% . وفي حرب الخليج وعمليات عاصفة الصحراء 1991 بلغت هذه 9% فقط . وتتفاوت حروق أفراد الأطقم من حيث مستوياتها ، بين حروق معتدلة من الدرجة الأولى وأخرى أكثر كثافة . في الحقيقة فإن دراستان كبيرتان ، واحدة بريطانية عن إصابات أفراد أطقم دبابات الحرب العالمية الثانية ، وأخرى إسرائيلية مشابهة عن حرب لبنان ، أظهرت بأن نحو ثلث إصابات هذه الأطقم عانت من حروق مختلفة المستويات . أما بالنسبة للمناطق المصابة والتشوهات الرئيسة ، فتتركز عادة ناحية الجلد المكشوف ، مثل الوجه والرقبة والسواعد واليدين . أما بالنسبة للضغوط الناتجة عن عصف وموجة الانفجار عالية الضغط  المتحققة في الفضاء المحصور confined space داخل الهدف المدرع (تختلف النتائج كثيراً لو كان الانفجار في الفضاء المفتوح) ، فقد أظهرت الدراسات الطبية أن ما نسبته 31% من أطقم الدبابات التي تعرضت للإصابة ، أصيب أفرادها بجروح في الإذن ، بما في ذلك تمزق غشاء طبلة الإذن وما نتج عن ذلك من نزيف حاد ومدمي .
 


بالنسبة لتأثير الشحنات المشكلة Shaped charges خلف الدروع المثقوبة ، فهذه على خلاف التأثيرات التي تسببها قذائف الطاقة الحركية ، يمكنها أن تسبب عدة أنواع مميزة من الإصابات والجروح . وتأثير هذا النوع من الأسلحة على أنسجة الجسم body tissues معقد ومتشابك ، كونه مزيج من التأثيرات البالستية . والأمر في وصفه العام يتركز على محورين : الأول هو نفاث الشحنة charge jet المتكون من كتلة بطانة مسحوقة ومضغوطة لداخل الهدف المدرع . فبمجرد عبور ونفاذ هذه الكتلة من خلال الدروع ، فإنها تنتج عادة العناصر التالية : شظايا ، وميض لامع ، حرارة ، دخان ، عصف عالي الضغط . ويؤدي التمدد السريع للغازات وموجة الانفجار إلى فتح كوات hatches العربة المدرعة بعنوة وعنف ، أو قذف الأفراد الواقفين عليها خارج العربة . أي فرد من أفراد الطاقم يصادف وقوفه في طريق النفاث مرتفع الضغط ، سيتعرض لإصابات هائلة وكارثية catastrophic . وقد يتسبب النفاث في إشعال وقود الدبابة وذخيرتها والسائل الهيدروليكي .. المحور الثاني يتعلق بالشظايا spalls الناتجة عن تفتت الصفيحة الداخلية  لألواح التدريع ، فليس كل إصابات الطاقم ناجمة عن النفاث شديد الضغط ، بل هناك جروح الشظايا التي يعزى مصدرها لسببين رئيسين ، أولهما حاوية المخروط الأمامي للرأس الحربي ، وثانيهما الشظايا المعدنية المتجزئة والصادرة عن ذات الهدف . بالنسبة للنوع الأول فإن شظاياه تكون عادة صغيرة الحجم منخفضة الطاقة ، وينحصر تأثيرهما على الأفراد الجالسين على جانبي العربة من الخارج ، وتقتصر الإصابات هنا على الشظايا وليس الحروق . النوع الآخر هو ما يسبب الجروح الأخطر ، فاختراق النفاث يولد أجزاء صغيرة غير منتظمة عالية الحرارة والتأثير ، بعضها على شكل زخة أو وابل من الرذاذ ، هذه تتسبب بحروق عميقة deep burns (الغبار والأجزاء الصغيرة تتعرض للاحتراق بعد تعرضها واتصالها بالهواء) ، كما أن بعضها يتسبب بجروح مباشرة للعين والوجه المكشوف . ويمكن لشظايا بحجم 2-3 مليمتر أن تتسبب بتمزيق مقلة العين eyeball ، وهذا ناتج لحقيقة أن العيون المفتوحة تتخذ ردة فعل بطيئة مقارنة بسرعة حركة الشظايا أو الانفجار (بشكل عام ، العين الإنسانية سترمش أو تطرف blink ضمن 0.25 ثانية عندما تكون مكشوفة إلى أي خطر طارئ) .


15‏/4‏/2014

الآن حصحص الحق .. إنها النسخة TOW-2A !!


صور حديثة ألتقطت لمجموعة من مقاتلي المعارضة وهم يجهزون لإطلاق الصاروخ الأمريكي المضاد للدروع TOW ، أمكن معها رصد وتحديد طراز الصاروخ ، وتبين أنه النوع 
TOW-2A . هذه النسخة ظهرت في العام 1987 وحملت التعيين BGM-71E أو TOW-2A ، واشتملت كميزة قيمة على رأس حربي ترادفي tandem warhead لدحر قراميد الدروع التفاعلية المتفجرة ، حيث بلغ وزن الشحنة الرئيسة للرأس الحربي 5.9 كلغم ، في حين الشحنة الابتدائية الممتدة للأمام لمسافة 300 ملم ، فقد بلغ وزنها 0.3 كلغم وقطرها 38 ملم . قدرت قابلية اختراق الصاروخ TOW-2A للدروع الفولاذية المتجانسة (بعد تجاوز قراميد الدرع التفاعلي المتفجر) بنحو 850-900 ملم . لقد تم وضع كتلة تعويضية في مؤخرة جسم الصاروخ لموازنة الثقل الناتج عن زيادة وزن الرأس الحربي في المقدمة . استخدم هذا الصاروخ على نطاق واسع خلال عمليات عاصفة الصحراء وأطلق أكثر من 3000 صاروخ خلال العمليات ضد القوات العراقية (طورت في منتصف العام 2001 نسخة منه حملت التعيين BGM-71H مخصصة لمهاجمة الدشم والتحصينات bunker buster ، دخلت الانتاج في العام 2006) .

10‏/4‏/2014

أول مقذوف سوفييتي بخارق من اليورانيوم المستنزف .

أول مقـــذوف سوفييتـــي بخـــارق مـــن اليورانيـــوم المستنـــزف


نتيجة ظهور دبابات معركة رئيسة غربية متطورة في منتصف السبعينات وأوائل الثمانينات ، مجهزة بدروع مركبة composite armor ، حرص التقنيين السوفييت على تطوير ذخائر طاقة حركية أكثر تقدماً ، وإدخال تعديلات جذرية على التصاميم المتوفرة لمواجهة التحديات الجديدة . فتركز الأمر على استحداث سبائك ومواد أفضل للخارق عالية القوة مع المزيد من المراعاة لمعادلة الطول/القطر . كذلك الأمر بالنسبة للقبقاب ثلاثي المقاطع من حيث خفة وزنه وسهولة انفصاله عن قضيب الخارق ، بالإضافة لاستخدام شحنة دافع أكثر قوة من نوع 4Zh52 لزيادة السرعة الأولية . من ضمن أواخر هذه السلسلة ظهر المقذوف السوفييتي الأحدث 3BM32 الذي تم تبنيه ودخل الخدمة العام 1985 ، إلا أنه لم يظهر للعالم الخارجي سوى في العام 1993 عندما عرض للتصدير . هو سوية مع المقذوف 3BM42 يبقى الأكثر انتشاراً في المخزون الروسي . خارق المقذوف جهز لأول مرة بقضيب كامل من سبيكة اليورانيوم المستنزف مع الخارصين والنيكل بطول 380 ملم . طول المقذوف بالكامل 480 ملم وقطره 30 ملم ووزنه 7.05 كلغم (وزن الخارق لوحده 4.85 كلغم) ، بالإضافة لقبقاب حلقي ثلاثي المقاطع أكبر حجماً من سابقيه التقليديين في المقذوفات 125 ملم . ومع أن سرعة الفوهة في المقذوف 3BM32 كانت جيدة جداً وبلغت 1700 م/ث عند استخدامه لشحنة الدافع عالية الطاقة 4Zh52 ، إلا أن الحجم الكبير لزعانف الاتزان خماسية الأنصال تجعله يتباطأ بشكل أسرع ، مما خفض معه من مداه الطرفي الفعال . المقذوف مجهز في مؤخرته بأداة تتبع أو خطاط من نوع T-20-1 يبلغ وزنه 0,03 كلغم . قابلية الاختراق عند مدى 2000 م مع زاوية التقاء صفر درجة تقدر بنحو 560 ملم من الفولاذ المتجانس .





6‏/4‏/2014

من جديد .. الصياد والطريدة .

من جديد .. 
الصيـــــــــــــــــــــــــــــــــاد والطريــــــــــــــــــــــــــــــــــــدة

سبق وأن تحدثنا عن الضيف الجديد الذي أقحم في ساحة الصراع السورية ونقصد بذلك الصاروخ الأمريكي المضاد للدروع TOW .. وها نحن من جديد نعرض صور حديثة للصاروخ وعملية قتل أخرى حققها هذا السلاح الموجه مع الإستخدامات الأولى له .



عملية الإستخدام هي البساطة بحد ذاتها ، فكل ما يتطلب من الرامي فعله ينحصر في المحافظة على الهدف في مركز الشعيرات المتقاطعة في منظار التصويب ثم الضغط على زر الإطلاق . فلاستغلال التقدم التكنولوجي الحاصل والتغلب على مساوئ التوجيه في صواريخ الجيل الأول ، تم أستبدل نظام التوجيه في هذه الصواريخ بنظام آخر أكثر تقدماً منه ، بحيث أصبح بالإمكان توجيه الصاروخ بطريقة شبه آلية Semi-automatic ، وأطلق على النظام الجديد اختصاراً اسم SACLOS أو القيادة نصف الآلية إلى خط البصر .. أسلوب التوجيه الآلي هذا خفض واسقط معظم مهارات التدريب المطلوبة سابقاً من قبل مشغلي الصاروخ ، وأصبحت مهمة التصويب أسهل بكثير قياساً بمنظومات الجيل الأول ، مما ساهم في تحسين احتمالات الإصابة hit probability من الرمية الأولى . فالتحسس الآلي للأخطاء بين خط البصر وموقع الصاروخ عزز أيضاً من سرعة استجابة نظام الصاروخ ، وجعله أكثر قدرة على مشاغلة الأهداف المتحركة ، مع تخفيض المسافة الدنيا التي يمكن منها مشاغلة الأهداف . إن عدسة القياس الزاوي للإشعاع تحت الأحمر أو "الجونيميتر" goniometer والمثبتة بمحاذاة عدسة منظار التعقب البصري الخاصة بالرامي وبشكل موازي لها ، تتولى قياس ومتابعة الانحراف الزاوي angular deviation في صواريخ الجيل الثاني عن طريق تتبع الشعلة الضوئية للإشعاع تحت الأحمر المثبتة في مؤخرة الصاروخ ، ومن ثم تغذية إشارات الانحراف المستقبلة إلى وحدة التوجيه مع كبت الإشارات الأخرى غير المرغوب فيها والصادرة عن الخلفية . يتضمن تجهيز الجونيميتر في تركيبه مجس أو كاشف ضوئي photo-detector مع زمن استجابة طيفية سريعة وملائمة ، يستخدم لتقرير وتحديد موقع الصاروخ بإكتشاف طاقة الإشعاع تحت الأحمر المنبعثة عن شعلته الخلفية الخاصة . فبينما يحاول المشغل إبقاء خط البصر مشيراً على الهدف ، يولد الجونيومتر إشارات إنحراف/إنحدار pitch/yaw signals نسبياً إلى مستوى الإزاحة الحاصلة للقذيفة وشرودها عن خط البصر في منظار التصويب . رداً على هذه الإشارات ، ينتج نظام التوجيه الآلي أوامر متسارعة ، التي ترسل إلى الصاروخ عن طريق وصلة السلك . يستجيب الصاروخ لهذه الأوامر ، وتعمل أسطح السيطرة على تصحيح مساره للبقاء ضمن خط البصر . خلال مجمل هذه العملية ، دور المشغل الوحيد ينحصر في المحافظة والإبقاء على الهدف ووضعه في مركز منظار التصويب .


السهم يشير لمبدأ معروف يطلق عليه "العصف الخلفي" ويحدث مع عملية إشتعال وقود محرك الدفع الإبتدائي ، أو مرحلة قذف الصاروخ خارج سبطانة الإطلاق .. تتسبب عملية إطلاق صاروخ مضاد للدبابات ATGM في حدوث حالة عصف أو لفح خلفي backblast شديدة ، تمتد لمسافة عن موضع اطلاق السلاح . هذه المنطقة عادة ما تكون خطرة على أفراد المشاة المكشوفين في موقع الاطلاق ، خصوصاً إذا تمت هذه العملية في مكان شبه مغلق . كما أن نتائجها غالباً ما تكشف وتدل عن موقع الإطلاق وتجعله عرضة للرصد المعادي والهجوم المضاد . منطقة العصف الخلفي في الصاروخ الأمريكي M47 Dragon على سبيل المثال تمتد حتى 50 م إلى الخلف ، ولنحو 30 م إلى الأجنحة من المنصة الإطلاق . هذه المنطقة تنقسم إلى منطقتين : منطقة خطر danger zone ومنطقة حذر واحتراس caution zone . منطقة الخطر تمتد حتى 30 م إلى خلف القاذفة مع مخروط من 90 درجة . ضمن هذه المنطقة ، موجة العصف واللهب والحطام الطائر يمكن أن تسبب الوفيات أو الإصابات الجدية ، لذا الأفراد يجب أن يتفادوا التواجد في هذه المنطقة . أما بالنسبة لمنطقة الحذر والاحتراس فهذه تمدد 20 م إضافية إلى الخلف و30 م إلى أجنحة منطقة الخطر . الأفراد يجب أن يحاولوا تفادي التواجد في هذه المنطقة أيضاً . ولحماية أعينهم من تطاير وتقاذف الحطام flying debris ، هم يجب أن يديروا وجوههم بعيدا عن مؤخرة منصة قذف الصاروخ . ولحماية آذانهم من الإنفجار والضغط العالي ، فإنه ينصح بارتدائهم سدادات الأذن earplugs . إن نفس الشروط يمكن مراعاتها وتطبيقها على أنواع أخرى من منظومات الصواريخ المضادة للدبابات ، كالأمريكي TOW مثلاً ، لكن منطقة العصف الخلفي هنا يمكن أن تمتد حتى 75 م . ويتحتم على الرامي أو مشغل السلاح إدراك الآثار المترتبة على إطلاق النار من الفراغات المحصورة confined spaces ، مثل المخابئ والسراديب أو الغرف . فالرامي هنا يجب أن يدرك أن ضرراً إنشائياً قد يحدث إلى محيط المكان ، والأفراد المتواجدين يمكن أن يتعرضوا للأذى أو جروح معينة بتأثير الحطام المتطاير . أيضاً الهزة والارتجاج الحاد وتركيز الغازات السامة قد ينتجان ، بالاضافة لخطر بدء واشتعال النيران . وفي الحقيقة ، يمكن للجزئية الأخيرة إثارة القلق أثناء تفاصيل المعركة في التضاريس الحضرية والمناطق المبنية built-up areas مقارنة بعمليات الإطلاق في الساحات الممتدة والمفتوحة . إن أي حطام أو أنقاض طليقة في منطقة الحذر يمكن أن تلتقط وترمى بتأثير عصف الإنفجار الخلفي ، كما تأثير موجة العصف على الجدران والشوارع الضيقة في منطقة الرمي تكون أكثر وضوحاً عن غيرها . فإذا ضربت موجة عصف الصاروخ الحائط الخلفي بزاوية معينة ، فإنها يمكن أن تلتقط وتنتشل الحطام والحتات والأجزاء الصغيرة ، أو أنها ستنحراف ثم تصيب الأفراد غير المحميين unprotected في الموقع .


الصياد في الدائرة السوداء يتقدم نحو الطريدة في الدائرة الحمراء .. تتم عملية مناورة الصواريخ الموجهه المضادة للدبابات عن طريق سطوح السيطرة الديناميكا الهوائية aerodynamic control surfaces ، وهذه تتفاوت في أنماطها وأشكالها من منظومة لأخرى . زعانف الصواريخ في الغالب تكون من النوع الذي يبرز مباشرة بعد الاطلاق من حاوية القذف الأنبوبية ، كما هو الحال مع الصاروخ الأمريكي TOW والروسي 9M113 Konkurs وغيرهما الكثير . أنواع أخرى تكون مسبقة البروز ومطلقة من منصات قضيبية كما في الصواريخ Hellfire والجنوب أفريقي Mokopa . الصاروخ TOW يمتلك زعانف سيطرة ذيلية Tail control تتيح له قدرات مناورة وهجوم ممتازة ، خصوصاً عند الزوايا الكبيرة .. من القضايا التقنية الرئيسة التي أقلقت بال المصممين في بداية العمل وتم تجاوزها ، تلك المتعلقة باحتمالية حدوث تداخل لوصلة القيادة العاملة بالأشعة تحت الحمراء مع الإشعاع الصادر عن نفاث عادم محرك الصاروخ . واختبر المصممين بعض الأفكار لصالح الشعلة الضوئية ، مثل مصباح التنغستن Tungsten Lamp في الصاروخ الأمريكي Dragon ، ومصباح الزينون Xenon في الصاروخ الأمريكي TOW والياباني KAM-9 كما أدرجت بعض الأفكار الأخرى . في الصاروخ الفرنسي MILAN على سبيل المثال (أدخل الخدمة العام 1972) ، نجد أن الشعلة الضوئية المتوهجة التي يبلغ وزنها 50 غرام وقطرها 20 ملم مع طول 65 ملم ، تصدر إشعاع ذو شدة وتركيز كافي في النطاق تحت الأحمر من الطيف الكهرومغناطيسي بالإضافة لإصدارها إشعاع في النطاق المرئي visible radiations . حيث تبعث الشعلة الضوئية المستخدمة مع هذا الصاروخ إشعاع تحت الأحمر في الطول الموجي 2-2.5 مايكرو لمتوسط زمن احتراق يبلغ 12.5 ثانية ، بحيث تساعد هذه على تتبع وتعقب الصاروخ لأكثر من 2 كلم .



المقطع الأمامي للصاروخ TOW يحتوي على الرأس الحربي والإلكترونيات . الرأس الحربي الذي يتفاوت وزنه ما بين 3.9 و5.9 كلغم حسب النموذج المستخدم ، مصمم بحيث يتم تسليحه وإعداده للانفجار بعد تجاوز الصاروخ مسافة 30-65 م من القاذفة وذلك بتأثير قوى التعجيل acceleration forces . هو مجهز كما في بعض النسخ بقضيب أو مجس ممتد extended probe لتحصيل مسافة مباعدة مثالية عند تفجير الشحنة المشكلة للرأس الحربي وبالتالي تحصيل قابلية اختراق أفضل (طول المجس يبلغ 540 ملم في النسخة TOW 2 و381 ملم للنسخة ITOW) . أغلب أنواع الصواريخ TOW لها قضيب قوسي قابل للانسحاق في مقدمة أنف الصاروخ (يطلق عليه ogive crush switch) ، يعمل هذا عند الاتصال بالهدف على تنشيط الرأس الحربي وتفجيره (يقع في مؤخرة رأس المجس على ITOW وTOW 2) . إن الرأس الحربي عبارة عن شحنة مشكلة تقليدية (باستثناء TOW 2B) مع مخروط ومبطن نحاسي copper cone ومفجر في مؤخرة الشحنة . يبلغ قطر الرأس الحربي 13.2 سم على النموذج ITOW و15.2 سم على الصواريخ TOW 2/TOW 2A ..
جميع الدوائر الإلكترونية الضرورية electronic circuitry لتشغيل معدات وتجهيزات الصاروخ الكهربائية موجودة في القسم الأمامي . هذه الدوائر تستقبل مجموعة إشارات القيادة والتسيير من مجموعة توجيه القذيفة وتصحح اتجاه طيران الصاروخ للتوافق إلى خط البصر . إذ يلقى على عاتق وحدة الإلكترونات مهمة استلام إشارات التوجيه التصحيحية corrective guidance signal من مضخم سيطرة الصاروخ خلال الوصلة السلكية المتصلة بالصاروخ والتي تتدلى من بكره خاصة في مؤخرته . بالإضافة إلى استقبال إشارات الانحراف وأخطاء الدوران من وحدة السيطرة الجيروسكوبية لتحديد وضع ووجهة الصاروخ .


فيديو إستخدام الصاروخ للمرة الثانية
http://www.youtube.com/watch?v=Gd-iUXTK9Qw

ضــيف جديد علــى ساحــة الصــراع السوريــة .


ضيف جيد حل قبل أيام على ساحة الصراع السورية ، ربما يكون ضيف ثقيل الدم بالنسبة لأطقم الدبابات السورية لكنه بالتأكيد محل ترحيب من قبال قوات المعارضة السورية .. نحن نتحدث يا سادة عن الصاروخ الأمريكي الموجه المضاد للدروع المسمى BGM-71 TOW .. ترجع بدايات تطوير هذا الصاروخ لأواخر الخمسينات ، عندما بدأ الجيش الأمريكي دراساته لاستبدال الصواريخ الفرنسية SS-10 وSS-11 التي في خدمة قواته المسلحة ، فمنحت لاحقاً عقود التصميم لثلاثة شركات كبرى لتطوير صاروخ موجه مضاد للدروع ذو تطبيقات أرضية وجوية على المروحيات ، فبدأت أعمال التطوير لهذا السلاح في العام 1962 واستمرت حتى العام 1968 عندما منحت شركة "هيوز للطيران" Hughes Aircraft عقد إنتاجه النهائي ، ودخل أول إنتاجه في خدمة الجيش الأمريكي في شهر سبتمبر العام 1970 ، ولا يزال قيد الاستخدام في الكثير من القوات المسلحة لدول العالم . أما عن أول صاروخ TOW استخدم في موقف عملياتي ، فقد كان في شهر مايو العام 1972 قرب مدينة Hue جنوب فيتنام ، حيث سجل الصاروخ نسبة نجاح من قبل المروحيات المسلحة بلغت 65 ضربة مباشرة من اجمالي 81 صاروخ تم اطلاقه (أكثر قليلاً من 80%) 



إن كلمة TOW هي اختصار لجملة "مقذوف من أنبوب ، ذو تعقب بصري ، موجه سلكياً" Tube-launched, Optically-tracked, Wire-guided . ومع دخوله الخدمة ، تم استبعاد المدافع عديمة الارتداد نوع M40 من عيار 106 ملم والصواريخ سالفة الذكر بالإضافة للصاروخ ENTAC من الخدمة . 



يستخدم الصاروخ TOW أسلوب التوجيه المسمى إختصاراً SACLOS ، وتعني "القيادة نصف الآلية إلى خط البصر" . فبعد أن يضع الرامي شعيرات التقاطع cross-hairs على الهدف ، يضغط على زر الإطلاق ، ليبدأ محرك المرحلة الأولى في قذف الصاروخ خارج حاويته خلال 0.50 ثانية . عندها تنفرج زعانف الاتزان وسط جسم الصاروخ ، وكذلك زعانف السيطرة الذيلية tail-fins الأربعة للخارج ، لتبدأ في ذات الوقت منارة أو مشعل زينون xenon beacon في مؤخرة الصاروخ بإصدار أشعة تحت الحمراء ذات موجة قصيرة short-wave ، بالإضافة لعمل منارة حرارية عالية التركيز توفر مصدر تتبع للموجة الطويلة للأشعة تحت الحمراء (يوفر هذا الثنائي مقاومة متزايدة للإجراءات المضادة الكهروبصرية EOCM) . بعد قطع مسافة سبعة أمتار من منصة الإطلاق أو زمن 1.6 ثانية ، يتوهج محرك الصاروخ الرئيس ، ليبدأ معها تعجيل الصاروخ لسرعة قصوى تبلغ 278 م/ث . ويتحسس المعقب الموجود في وحدة الإطلاق ، الإشعاع تحت الأحمر المنبعث من منارة الصاروخ الخلفية ، وبذلك يتم تحديد أي انحراف في خط سير الصاروخ ما بين الرامي والهدف ، وبعدها تجري عمليات تصحيح لطيران الصاروخ ، ووفقاً للأوامر التي يرسلها الحاسب الآلي . ويتم إرسال الأوامر التصحيحية corrective commands عبر سلكين مثبتين في مؤخرة الصاروخ (ولهذا السبب توضع عوادم المحرك على جانبي جسم الصاروخ وليس خلفه) وينحلان منه أثناء طيرانه . ويستمر الرامي في عمله والتركيز على إبقاء الشعيرات المتقاطعة على الهدف حتى إصابته ، مع ملاحظة أن الرأس الحربي يتم تسليحه بعد تجاوز مدى 30-65 م . يقطع الصاروخ TOW مداه الأقصى والبالغ 3750 م خلال نحو 22 ثانية (المدى الأدنى 65 م) .


حرصت الشركة المنتجة للصاروخ على إجراء عمليات تطوير وتحديث مستمرة لهذا الصاروخ ، فبعد الصيغة الأولية BGM-71A التي لم يكن يتجاوز مداها 3000 م ، وقدرتها على الإختراق 600 ملم ، جرى تطوير النسخة الأحدث عام 1976 ، وأطلق عليها اسم BGM-71B وتميزت بمدى أطول بلغ 3750 م . هذه النسخة طورت بالأصل للعمل مع المنصات الجوية ، وتحديداً مع المروحية UH-1B . ثم بدأ في العام 1978 برنامج تطوير النسخة الأحدث ITOW لتظهر للعلن العام 1981 . هذا الصاروخ صمم لدحر وهزيمة الدروع الجديدة واشتمل على رأس حربي أكثر قوة ، ومجس طويل بطول 381 ملم مثبت في مقدمة الصاروخ لتحسين مسافة المباعدة وتحسين قدرة الاختراق حتى 800 ملم . ظهرت بعد ذلك النسخة BGM-71D أو النسخة TOW-2 ، وباشرت شركة هيوز تطويرها في العام 1980 لتظهر في العام 1983 . اشتملت هذه النسخة على تحسين في قدرات دفع المحرك لنحو 30% ، والرأس الحربي الذي أصبح أكبر حجماً بزنة 5.9 كلغم ، ومجس أكثر بروزاً probe extended بطول 540 ملم لزيادة مسافة التحفظ التي تحتاجها الشحنة المشكلة لتكوين نفاثها الخارق ، بالإضافة لوحدة توجيه مطورة مضادة للتشويش . كما جرى تزويد وحدة الإطلاق بالمنظار الحراري الليلي thermal night sight نوع AN/TAS-4 الذي تم الانتهاء من تطويره العام 1980 . قابلية الاختراق في الصاروخ TOW-2 بلغت 850 ملم ، وتحدثت مصادر أخرى عن 900 ملم . ظهرت لاحقاً في العام 1987 النسخة BGM-71E والمدعوة TOW-2A . اشتملت هذه النسخة على رأس حربي ترادفي tandem warhead لدحر الدروع التفاعلية المتفجرة ، حيث بلغ وزن الشحنة الرئيسة 5.9 كلغم ، في حين الشحنة الابتدائية الممتدة للأمام لمسافة 300 ملم ، بلغ وزنها 0.3 كلغم وقطرها 38 ملم . قدرت قابلية اختراق الصاروخ TOW-2A للدروع الفولاذية المتجانسة (بعد تجاوز قراميد الدرع التفاعلي المتفجر) بنحو 850-900 ملم . لقد تم وضع كتلة تعويضية في مؤخرة جسم الصاروخ لموازنة الثقل الناتج عن زيادة وزن الرأس الحربي في المقدمة . 



استخدم هذا الصاروخ على نطاق واسع خلال عمليات عاصفة الصحراء وأطلق أكثر من 3000 صاروخ خلال العمليات ضد القوات العراقية (طورت في منتصف العام 2001 نسخة منه حملت التعيين BGM-71H مخصصة لمهاجمة الدشم والتحصينات bunker buster ، دخلت الانتاج في العام 2006) . النسخة BGM-71F المسماة TOW-2B ذات قدرات مميزة في الهجوم العمودي top-attack على قمة الهدف المدرع ، حيث يكون التدريع أقل سماكة . باشرت أعمال تطوير هذه النسخة في سبتمبر من العام 1987 ليبدأ الانتاج العام 1990 وتدخل الخدمة في العام 1992 . لقد زودت هذه النسخة بمنظومة من المجسات ، مثل الليزر البصري optical laser والمجس المغناطيسي magnetic sensor ليمكنها تحديد الهدف وتقدير زمن تفجير الرأس الحربي . هذه المجسات تتيح التعرف على الهدف بواسطة شكله ، والتنبؤ بأماكن الضعف في دروع البرج من خلال حساب كمية تراكم الصلب metal mass في مختلف المواقع ، ليتم الهجوم بعد ذلك من ارتفاع متر واحد تقريباً فوق جسم الهدف . الرأس الحربي في هذه النسخة يشتمل على شحنتين ثنائيتين نوع EFP بقطر 149 ملم لكل منهما موجهتين نحو الأسفل ، قادرتين على تجاوز الدروع التفاعلية وتحقيق دمار عنيف للهدف المدرع . الاستخدام العملياتي الأول للصاروخ TOW-2B كان خلال عمليات "حرية العراق" Iraqi Freedom العام 2003 ، وذلك تجاه الدبابات العراقية .



فيديو للمشاهدة ..

https://www.youtube.com/watch?v=IVuPrIuYDAI

1‏/4‏/2014

محركات الدبابات المبردة بالهواء مقابل مثيلتها المبردة بالسائل .

محركـات الدبابـات المبـردة بالهـواء مقابـل مثيلتهـا المبـردة بالسائـل


بينما تولد المحركات أثناء إدارتها قوة ميكانيكية mechanical power ، فإنها في نفس الوقت تعمل على توليد طاقة حرارية heat energy متزايدة ، لذا هي تحتاج للتبريد لحمايتها من التسخين المفرط أو التلف والتحطم حتى . هناك نوعان من المحركات عند الحديث عن هذا الجانب ، وبمعنى آخر محركات مبردة بالسائل وأخرى مبردة بالهواء . المحركات المبردة بالسائل تستعمل في الغالب خليط أو مزيج من الماء والمواد الكيميائية الأخرى مثل مضاد التجمد anti freeze ومانعوا الصدأ والإهتراء rust inhibitors بغرض تبريد المحرك والمحافظة عليه . على النقيض من ذلك ، المحركات المبردة بالهواء تستخدم الهواء لكن دون الماء أو أية مواد كيميائية أخرى لتبريد أنفسهم . إن عمل المحركات المبردة بالهواء يعتمد على فكرة دوران وتوزيع circulation الهواء مباشرة على الأجزاء الساخنة من المحرك لتبريدهم . فمعظم محركات الاحتراق الداخلي الحديثة في الحقيقة مبردة من قبل دائرة مغلقة closed circuit تحمل سائل التبريد خلال قنوات كتلة المحرك ورأس الاسطوانة ، حيث يمتص محلول التبريد الحرارة بواسطة التبادل الحراري heat exchanger (المبادل الحراري هو مكون يستخدم لتغيير درجة حرارة الموائع عن طريق تمريرها في أنابيب تتخلل وسط آخر) أو شبكة تبريد الراديتر Radiator حيث يحرر المبرد الحرارة ويطلقها إلى الهواء . هكذا ، ولأنهم يبردون في النهاية بواسطة الهواء نتيجة دائرة التبريد السائلة ، فإنهم معروفين بالمبردين بالسائل liquid-cooled . على النقيض من ذلك ، الحرارة المولدة بواسطة محرك مبرد بالهواء يتم تحريرها مباشرة إلى الهواء . نموذجياً هذه مسهلة عن طريق الزعانف أو الأجنحة المعدنية التي تغطي المنطقة الخارجية للأسطوانات ، والتي تزيد المنطقة السطحية surface area التي يعمل الهواء عليها .. في جميع محركات الاحتراق الداخلي ، نسبة مئوية عظيمة من الحرارة المتولدة (نحو 44%) تهرب وتنفذ من خلال العادم exhaust ، وليس من خلال السائل الذي يبرد النظام أو من خلال الزعانف المعدنية للمحرك مبرد بالهواء (12%) . كما أن نحو 8% من طاقة الحرارة تجد طريقَها إلى الزيت ، الذي على الرغم من أن هدف وضعه أولياً هو بغرض التشحيم lubrication ، إلا أنه يلعب دوراً مهماً أيضاً في تبديد وتشتيت الحرارة عن طريق خاصية تبريده .


محركات الدبابات في بدايتها كانت جميعها مبردة بالسائل ، لكن بديل عنهم في هذا المجال ظهر العام 1923 في بريطانيا مع إطلالة الدبابة Vickers Mark I المتوسطة ، التي جرى تشغيلها وتسييرها بواسطة محرك جوي V-8 مبرد بالهواء بقوة 90 حصان . هذا المحرك أنتج من قبل شركة "أرمسترونغ سايدلي" Armstrong Siddeley ، واستطاع دفع الدبابة بسرعة 24 كلم/س . محرك آخر أكثر قوة بكثير بلغت قوة خرجه 370 حصان ذو 12 اسطوانة V-12 مبرد بالهواء تم إنتاجه من قبل نفس الشركة البريطانية في العام 1926 للدبابة متعددة الأبراج المستقلة التجريبية والمسماة Vickers A1E1 وكان قادراً على دفع الدبابة بسرعة قصوى حتى 32 كلم/س . كما تم بناء محرك آخر V-8 بقوة 180 حصان مبرد بالهواء لصالح الدبابة A6 Sixteen-Tonners .. في الجانب الآخر ، دائرة مدفعية الجيش الأمريكي واصلت تفضيل المحركات المبردة بالهواء لدبابات الجيش الأمريكي ، وقررت العام 1943 تطوير محركات جديدة مبردة بالهواء لصالح هذه الدبابات . المتطلبات حددت أيضاً الترتيب "V" أو الترتيب الأفقي متعارض الاتجاه horizontally opposed والخاص بالاسطوانات بدلاً من الترتيب الدائري التقليدي الذي استخدم لفترة من الزمن لكنه أثبت أنه أقل من مناسب لتثبيته على الدبابات ، أساساً بسبب ارتفاعه . محركات الدبابات الأمريكية الجديدة طورت من قبل شركة Continental Motors كجزء من عائلة محركات مبردة بالهواء مستندة على حجم اسطوانة مشترك . الأكبر والأكثر أهمية من هذه المحركات كان الطراز AV-1790 ، ذو 12 اسطوانة مع حجم إزاحة للمكبس swept volume أقصى يبلغ 29.36 ديسيمتر مكعب (حجم الإزاحة هو مفهوم يشير لإزاحة المكون الهوائي المساوي أو المضاهي إلى حجم المكون الحالي المغطى من قبل المكبس ، بمعنى هو حجم إزاحة الاسطوانة بواسطة المكبس خلال الحركة من النقطة الميتة إلى واحدة أخرى) . المحرك كان قادراً على توليد قوة خرج حتى 810 حصان (2,800 دورة/دقيقة) ، حيث بدأ إنتاجه في العام 1949 ، وخصص أولياً لصالح الدبابة المتوسطة M46 . المحرك استخدم لاحقاً لدفع الدبابات الأمريكية المتوسطة M47 و M48 بعد أن جرى تحويله من محرك إيقاد بواسطة الشرارة spark-ignition العامل بالبنزين إلى محرك AVDS-1790 العامل بالديزل . حيث ثبت على سلسلة دبابات المعركة M60 التي أنتجت من العام 1960 وحتى العام 1987 . بالإضافة لذلك ، محركات AVDS-1790 استخدمت في نحو أربعة بلدان مختلفة لاستبدال محركات دباباتهم من طراز Centurion التي كانت تعمل في الأساس بمحركات مبردة بالسائل من نوع Meteor . لقد قامت شركة Continental Motors بالإضافة لمحركاتها سالفة الذكر المبردة بالهواء ، بتطوير محركات أخرى ضمن نفس السياق . بشكل خاص ، خلال منتصف الستينات عندما طورت المحرك الجبار AVCR-1100 . هذا المحرك المبرد بالهواء ذو 12 اسطوانة مع حجم إزاحة للمكبس يبلغ أقصاه 23.2 ديسيمتر مكعب وناتج خرج من 1475 حصان (معدل القوة للوزن بلغ 29,2 حصان/طن) . استخدم هذا المحرك لتشغيل النماذج الأمريكية من الدبابة المشتركة MBT-70 وتحقيق سرعة قصوى لنحو 69 كلم/س ، بينما النماذج الألمانية من الدبابة كانت مع محرك مبرد بالسائل من نوع MB 873 Ka 500 أنتج من قبل شركة MTU . المحرك AVCR-1100 طور لاحقاً أثناء السبعينات إلى النسخة الأكثر تقدماً AVCR-1360 مع قابلية خرج من 1500 حصان ، الذي شغل نموذج دبابة شركة جنرال موتورز XM-1 الأمريكية .



الاعتراضات والشكاوي المبكرة إلى المحركات المبردة بالسائل وجهت في أحد فرضياتها لخطر تجمد محلول التبريد في الشتاء ، وهذه أمكن التغلب عليها وتجاوزها مع إضافة مادة مضادة للتجمد لسائل التبريد يطلق عليها "غليكول الإثيلين" Ethylene glycol (مركب عضوي مضاد للتجمد شائع الاستخدام ، وهو عديم الرائحة واللون كما أنه سام جداً عند ابتلاعه) . هذه المادة تستطيع عند إضافتها تخفيض نقطة التجمد freezing point لمحلول التبريد إلى ما دون -54 درجة مئوية للعملية القطبية . في نفس الوقت خطر خسارة محلول التبريد أيضاً خفض وقلل باستخدام أنظمة التبريد محكمة الغلق (مانعة للتسرب) . هذه الأنظمة كانت ذات قيمة ومنفعة كبيرة إلى المحركات المبردة بالسائل أثناء التشغيل في البيئة الصحراوية أو في المناطق القاحلة ، حيث يكون من الصعب إعادة ملئهم بماء التبريد .. نظرياً ، المحركات المبردة بالهواء لها ميزة وأفضلية في كون زعانف التبريد الخاصة باسطواناتها ، قادرة على العمل في درجات حرارة أعلى من تلك الخاصة بأسطح شبكة التبريد الراديتر radiator . هذا يتضمن الاختلاف والتفاوت العظيم بين درجة حرارتهم وبين الهواء البارد ، لذلك هواء أقل يتطلب هنا لحمل وتوجيه الحرارة بعيداً . في المقابل ، منظومات التبريد بالسائل يمكن أن تحول وتنقل الحرارة إلى الهواء البارد عملياً أكثر مما تستطيع اسطوانات المحركات المبردة بالهواء .. بعض المصادر حقيقة تحدثت عن اختلاف وتفاوت بين مقادير هواء التبريد cooling air المستلزم للنظامين . إذ قدرت هذه أن المحركات المبردة بالهواء تواجه صعوبة أكبر في تحقيق التبريد الكلي أو الشامل ، وذلك بسبب عدم توفر تدفق أو غمر آني وفوري للمبرد باتجاه البقع الساخنة hot-spots . لهذا السبب المحركات المبردة بالهواء لم تعتبر على أنها الأفضل والأكثر تأهلاً من ناحية قدرة الخرج النوعية العالية عند مقارنتها بالمحركات المبردة بالسائل (مع ذلك وربما كاستثناء ، أحد المحركات الدبابات العاملة بالديزل والمعروفة بقابلية الخرج الأعلى المنتجة هو المحرك Teledyne من طراز AVCR-1360 الذي يبرد بالهواء) . نقطة أخرى تتعلق بقياسات المحركات المبردة بالهواء ، والتي هي بلا شك أكثر طولاً بعض الشيء من المحركات المبردة بالسائل ، وذلك لأن اسطواناتهم يجب أن تباعد أكثر عن بعضها البعض بسبب زعانف التبريد cooling fins . لكن عندما تضاف شبكات التبريد "الراديتر" إلى المحركات المبردة بالسائل والنوعان يضاهيان بعضهما مع أنظمة التبريد الخاصة بكل منهما ، فإن هناك اختلاف قليل نسيباً بين معظم هذه المحركات من ناحية الحجم . نفس الأمر ينطبق إلى الوزن الكلي total weight لنوعي المحركات ، على الرغم من أن المحركات المبردة بالهواء تبدو إجمالاً أخف وزنا ، إلا أنهم في المقابل يعتبرون أغلى كلفة من ناحية الإنتاج والتصنيع .