24‏/2‏/2015

رجــــال ضـــد الدبابـــات .

"رجال ضد الدبابات" Men Against Tanks هو من أروع الكتب التي أتحفنا بها الغرب للحديث عن تاريخ الصراع بين الدبابة والأسلحة المضادة لها منذ العام 1917 . الكتاب من تأليف السيد جون ويكس John Weeks ، والكتاب يعتبر مرجعاً تاريخياً للباحثين في هذا المجال .. شخصياً أنصح الجميع بتحميله وقراءته .


رابط التنزيل ..
http://avaxhm.com/ebooks/history_military/Men_Against_Tanks_A_History_of_Anti_Tank_Warfare.html

الكفاءة الحرارية لمحركات الديزل .

الكفــــــــــــــاءة الحراريـــــــــــــة لمحركـــــــــــــات الديــــــــــــــــزل



في الديناميكا الحرارية thermodynamics ، توصف الكفاءة الحرارية بأنها مقياس لأداة لابعدية تستخدم الطاقة الحرارية كما في محرك الاحتراق الداخلي لتوليد الطاقة الكهربائية والميكانيكية . والمصطلح يشير ببساطة إلى العلاقة بين الطاقة الكلية المحتوية والكامنة في الوقود ، وحجم الطاقة المستخدمة لأداء وانجاز عمل مفيد . ولمزيد من التوضيح حول هذه الجزئية نقول إن المحركات الحرارية تحول الطاقة الحرارية إلى طاقة ميكانيكية أو عمل ، لكنهم عادة لا يستطيعون انجاز هذه المهمة بشكل مثالي ، حيث أن بعض طاقة الحرارة المدخلة سوف لن تحول إلى عمل كما هو مفترض ، لكنها سوف تبدد وتشتت كحرارة مهدرة ومهملة نحو المحيط الخارجي لبيئة التشغيل . هكذا فإن الكفاءة الحرارية لمحرك حراري هي النسبة المئوية من طاقة الحرارة heat energy التي تحول وتوجه إلى عمل منجز . وعدم الكفاءة هذه يمكن أن تنسب في بعض أسبابها إلى توفر أنواع معينة من المحركات لها حدود ومستويات منخفضة من الكفاءة بسبب عملية أو قابلية عدم الانعكاس irreversibility (لا يمكن إتمامها في الاتجاه العكسي) المتأصلة والمتلازمة لدورة المحرك المستخدم . سبب آخر يرجع للسلوك غير المتماثل للمحركات الطبيعية ، مثل الاحتكاك الميكانيكي mechanical friction والخسارة أو الفقدان خلال عمليات الاحتراق ، حيث تتسبب هذه في خسارة أكثر لعامل الكفاءة . على أية حال ودون الدخول في تفاصيل ميكانيكية ، محركات الديزل عملياً لها كفاءة أكثر لنحو 30-35% من نظيرتها محركات البنزين ، وذلك بسبب أن الوقود لا يقدم أو يقحم إلى حجرة الاحتراق حتى يكون مطلوباً لعملية الاشتعال .

19‏/2‏/2015

تاريخ استخدام أنظمة إخماد النيران في الدبابات الروسية .

تاريـــخ استخـــدام أنظمـــة إخماد النيـــران فـــي الدبابـــات الروسيـــة 


خيارات مكافحة النيران في العربات الروسية تبدلت وتغيرت على مدى الزمن . في الحرب العالمية الثانية استخدم السوفييت الماء لإخماد النيران المشتعلة . وتحدثت مصادر عن استخدامهم ثاني أكسيد الكربون في الدبابات T-34 ، الذي كان على الأرجح على شكل حامض الكربونيك carbonic acid . حامض الكربونيك هو عبارة عن محلول كيميائي ناتج عن حقن وتذويب ثاني أكسيد الكربون في الماء من خلال حاوية مغلقة . بعد ذلك وبسبب محدودية قدرات الماء على مواجهة حرائق الزيوت والوقود ، لجأ السوفييت في الدبابات T-54 لاستخدام قناني ثاني أكسيد الكربون لكبح النيران ، والذي كان أفضل أداء بكثير في مواجهة السوائل القابلة للاشتعال . في الدبابات T-55 وT-62 استخدم السوفييت في أنظمة إطفائهم مركب البروميد إيثيل ethyl bromide أو Halon 2001 الذي يتم ضغطه بواسطة ثاني أكسيد الكربون . وفي الدبابات التالية الأحدث أمثال T-64 ، T-72 ، T-80 وT-90 جرى استخدام مادة Halon 2402 ، لكن غاز الضغط لم يعرف . الدراسات السوفييتية الرسمية بعد الحرب العالمية الثانية ، أو الحرب الوطنية العظمى كما يدعونها Great Patriotic War ، تحدثت عما نسبته 70% من خسائر الدبابات الدائمة كانت نتيجة اندلاع النيران بعد هجمات أو ضربات معادية قاسية . أبعاد هذه المشكلة كانت قابلة للزيادة والمضاعفة مع جيل الدبابات القادم وأصبحت هذه الأهداف أكثر عرضة للاشتعال بسبب المقادير المتزايدة لوقود المحرك والزيوت المتطلبة لعمل الأنظمة الهيدروليكية . لذا ، حرص السوفييت جزئياً على تحسين قابلية بقاء دباباتهم ضمن جيل ما بعد الحرب وتزويدها بأنظمة إخماد نيران آلية . أولى هذه الأنظمة طور من قبل معهد البحث العلمي Scientific Research Institute وثبت على دبابة المعركة T-54 وذلك في العام 1946 (قرار الإنتاج الشامل تم تبنيه من مجلس الوزراء السوفيتي في 16 يوليو من نفس السنة) رغم أن الاختبارات بدأت حقيقتاً مع نهاية العام 1943 على نموذج الدبابة T-34-85 . استخدم نظام الإطفاء الآلي قناني تحوي ثاني أكسيد الكربون carbon dioxide ، حيث جرى توفير هذه القناني لحجرة المحرك ومقصورة القتال وكان بالإمكان التحكم بها يدوياً عند الضرورة . النظام اعتمد على كاشفات أو مجسات كهروحرارية Thermoelectric Sensors لرصد النيران والارتفاع المتطرف لدرجات الحرارة . وفي شهر نوفمبر العام 1949 هذا النظام أستبدل بآخر نصف آلي semi-automatic أكثر كفاءة بعد ظهور نقائص تقنية عديدة في النظام الأول . بشكل عام ، اشتملت منظومة إطفاء النيران في الدبابة T-54 على ثلاثة قناني إطفاء كل منها يحتوي على 1.8 إلى 2.0 كلغم من ثاني أكسيد الكربون ، واقعة في الزاوية الخلفية اليمنى من مقصورة الطاقم ومجاورة لحجرة المحرك . كل قنينة لها صمام ثنائي المنافذ dual-outlet valve مع مفرقع خاص يسيطر على كل منفذ ، الذي يمكن أن يبدأ منفصلاً أو سوية لكي يحقن ثاني أكسيد الكربون إلى حجرة المحرك أو مقصورة الطاقم أو كلاهما بشكل متزامن .



المصادر الروسية تشير إلى نظام إطفاء آلي أكثر تقدماً طور العام 1958 لصالح الدبابة T-55 . هذه الدبابة طورت للعمل والاشتغال في ساحة معركة نووية/حرارية thermonuclear battlefields ، لذا إحدى الميزات الجديدة في هذه الدبابة كانت آلية إغلاق منافذ العربة ، التي أمكن تأمينها بواسطة ضغط الهواء الداخلي الإيجابي ، والذي بدوره منع دخول الغبار النووي إلى العربة . نظام إطفاء النيران في الدبابة T-55 استخدم نفس المبادئ والأسس المتبعة في الدبابة الأسبق T-54 ، لكن معظم الأجهزة والمعدات جرى استبدالها بأخرى جديدة . وفي منتصف العام 1959 جرى استبدال مادة ثاني أكسيد الكربون المطفئة بأخرى كيميائية سائلة من مركب البروميد إيثيل ethyl bromide التي ضغطت بواسطة ثاني أكسيد الكربون (استخدام ثاني أكسيد الكربون في قناني الإطفاء السابقة تسبب في حدوث تلفيات جدية لاسطوانات محرك الدبابة T-55) . وبدلاً من أربعة خراطيم تفريغ ضمن كل مقصورة ، وضعت تسعة خراطيم في مقصورة الطاقم وستة خراطيم في مقصورة المحرك . في النهاية المصممون السوفييت أطلقوا على منظومة الإطفاء الآلي الجديدة اسم "روسا" Rosa والتي تعني "الندى" Dew واستخدمت ذاتها أيضاً في سلسلة الدبابات T-62 .

12‏/2‏/2015

دبابات الأبرامز العراقية وتهديدات النيران المباشرة .

دبابــــــات الأبرامــــــز العراقيــــــة وتهديــــــدات النيــــــران المباشـــــــرة


بشكل مستمر ومتواصل ، يحرص المصممين على تحسين قابليات وقدرات مقذوفات الطاقة الحركية KE والطاقة الكيميائية CE ، وبالتالي قدراتها على ثقب دروع الدبابات والعربات القتالية الأخرى وإلحاق الضرر الشديد بها . دروع الدبابات مصممة لحماية الطاقم والمكونات الداخلية من تهديدات ساحة المعركة المتقدمة التي تهاجم من اتجاهات محددة specific directions . الدبابات ونتيجة متطلباتها المتعددة ، تكون عادة مصفحة بشدة في منطقة المقدمة ، وأقل تصفيحاً من الجوانب ، ومصفحة بشكل مخفض عند المؤخرة ومناطق السقف والقاع . ولكون قابليات التهديد threat capabilities تتحسن وتتقدم بشكل مستمر وكذلك الأمر بالنسبة للسيناريوهات التكتيكية المعادية ، فإنه يمكن الافتراض أن نيران الأسلحة المباشرة المضادة للدبابات يمكن أن تكون قادرة على هزيمة ودحر دروع هذه الأهداف تقريباً من أغلب أجزائها .. تهديدات النار المباشرة Direct-fire threats ستضرب العربة على الأرجح من المقدمة أو من أحد الجانبين . قمة العربة ستكون في الغالب هدفاً للتهديدات غير المباشرة أو الجوية وبعض التهديدات الموجهة . قاع العربة ، خصوصا الثلث الأمامي منها ، سيخضع لتهديدات الألغام ومتفجرات الطريق ، ومثال على ذلك المقذوفات المشكلة انفجارياً وكذلك الشحنات المشكلة . الجزء الأقل احتمالاً للهجوم والتعرض من العربة سيكون بلا شك مقطع المؤخرة .. حالياً ، حتى المقذوفات الصغيرة المطلقة من الكتف shoulder-fired من أمثال الروسي RPG-7 وغيره الكثير ، يمكن أن تخترق مؤخرات وقمم وحتى جوانب دبابات المعركة الرئيسة . مثل هذه الاحتمالات تتضاعف وتتزايد خلال القتال في التضاريس الحضرية urban terrain والبيئات المغلقة . ويمكن للأسلحة الصاروخية الأثقل المضادة للدبابات من أمثال الأمريكي TOW والروسية Konkurs وKornet وغيرها ، أن تنجز تلفيات أكثر بكثير مما تستطيع القاذفات الكتفية عمله . نفاث الشحنة المشكلة لهذه الأسلحة يمكن أن يلحق أضرار جدية وخطيرة ضمن العربة القتالية ، كما يمكنه إشعال رذاذ وقود الديزل . بالنسبة للعربات خفيفة التدريع ، نفاث الشحنة المشكلة shaped-charge jet يمكن أن يعبر بالكامل خلال كلا جانبي الهيكل ويقذف الشظايا وأجزاء الدرع المائعة إلى العربة (الشظايا ستكون ناتجة عن كل من جانب الخروج عن الحائط الأولي حيث موضع ارتطام الرأس الحربي ، وجانب الدخول في الحائط البعيد لدى الجهة المقابلة) . هذه الشظايا والأجزاء الناتجة ، يمكن أن تكون مصدر الإيقاد الرئيس ignition source لرذاذ الوقود وشحنات الذخيرة . إن نفاث الشحنة المشكلة عندما يعبر شحنة الدافع الصلبة أو المقذوفات شديدة الانفجار فإنه في الغالب سيتسبب في إيقادها وانفجارها . وكذلك الأمر عند مرور النفاث عبر مخزون الوقود ، حيث سيتسبب هذا الأمر في توليد ضغوط هيدروليكية عالية high-pressure hydraulic على جدران خلية الوقود ، مما ينتج عنه حدوث تصدع وتمزق لجدران الخلية ، والوقود سوف ينتشر على هيئة رذاذ أو رشوش في المقصورة المجاورة . النفاث سوف لن يشعل الوقود السائل داخل الخلية المثقوبة ، لكنه سيجذب خلف أثره السريع بعض الوقود على هيئة سحابه أو غمامة fuel mist ، التي يمكن بسهولة أن تشعل (سحابة الوقود) بالشظايا والأجزاء الساخنة الناتجة عن ثقب جدران الخلية . سحابة الوقود هذه عادة سوف تنتشر بشكل شعاعي وسوف تشتعل على شكل كرة نارية fireball على طول مسار النفاث . وحالما يبدأ الوقود في الاشتعال ، فإنه يحرر ويطلق حرارة شديدة التي تبخر الوقود السائل الآخر ، الذي بدوره سوف يشتعل . إن عملية إيقاد نيران الوقود هذه تستغرق فقط أجزاء من الألف من الثانية لإتمامها .

الصور للأسفل تظهر دبابة عراقية من نوع M1A1 تعرضت لهجوم مباغت بمقذوف صاروخي مضاد للدبابات !! الرأس الحربي المجهز بشحنة مشكلة عمل على ثقب صفيحة الوقاية الجانبية أو ما يسمى بالحاشية الجانبية side skirt التي تحمي الجنازير ومنظومة التعليق (
على الدبابات أبرامز ، فقط الأجزاء الأمامية للحواشي الجانبية مصفحة بشكل مقسى ، في حين بقية الأجزاء تصنع من تركيب أقل قوة) وتسبب في إحداث ثقب كبير في الجانب الأيسر من هيكل الدبابة . نتائج الهجوم غير واضحة ، لكن يلاحظ وجود بريق أو وميض ضوئي أعلى قمة البرج لحظة إرتطام المقذوف ، صادر على الأرجح عن شظية من شظايا الانفجار .




11‏/2‏/2015

الدبابة الأمريكية التي حملت الإسم الساخر "قداحة رونسون" .

الدبابــــــــــة الأمريكيــــــــة التــــــي حملـــــــت الإســـــــم الساخــــــر
" قداحـــــــــــــــة رونســـــــــــــــــون " 


على الرغم من أن مواقع تخزين الذخيرة ammunition stowage تختلف بين عربة وعربة أخرى ، إلا أنه بشكل عام ، مخازن الذخيرة من العيار الصغير والكبير يمكن أن توجد تقريبا في كل موضع أو حيز متوفر لدى عربة القتال ، بما في ذلك الرفوف الجاهزة وعنق البرج turret bustle . أيضاً مخزون إضافي متوفر في مقصورات الطاقم أو من خلال الصناديق المربوطة والمثبتة على الأسطح الخارجية . ويحرص المصممون على تفعيل إجراءات السلامة والنجاة قدر المستطاع ، وذلك من خلال ترك فراغات بين الذخيرة مع وضع صفائح معدنية واقية بين مواضع التخزين بقصد تخفيض احتمالات الانفجار أو التشظي blast/fragment probability وبالتالي تحفيز وإيقاد الدوافع في القذائف المجاورة . إن الخطر الحقيقي الذي تعرضه عموم أنواع الذخيرة يتركز على مستوى حساسيتهم المرتفع جداً تجاه الارتطامات الباليستية أو النيران الملتهبة . إذ تحتوي الذخيرة عادة على مكونات وتراكيب عالية الطاقة ، التي أما أن تنفجر أو تحترق عندما تتعرض للصدم أو الغمر . فإذا تعرضت خراطيش القذائف للثقب  وشحنات الدافع باشرت اشتعالها ، فإن التصميم الصحيح والمرغوب فيه هو الذي يبقي خطر الانفجار والغازات الساخنة والحطام بعيداً عن أفراد الطاقم .. جدير بالذكر أن معظم التصاميم الغربية الحديثة تؤمن هذا الهدف ، فتجد أن ترتيبات مخازن الذخيرة في دبابات المعركة الرئيسة تمتلك قابلية توجيه النيران وطاقة الانفجار وكذلك الحطام المتطاير بعيداً ، ليس فقط عن الطاقم لكن أيضاً عن الذخيرة المجاورة adjacent ammunition .



خلال الحرب العالمية الثانية ، الدبابة الأمريكية المتوسطة من نوع "شيرمان" M4 Sherman كسبت سمعة لا تحسد عليها في سرعة الاشتعال عندما كانت تضرب بنيران مضادة للدبابات . في الحقيقة هي دعيت بأسلوب ساخر "قداحة رونسون" Ronson lighter ، لأن هذه الأخيرة كانت قابلة لإيقاد الشعلة من أول استخدام !! وتشير الإحصاءات الأمريكية إلى أن ما يقارب 95% من الدبابات المتعذر إصلاحها كانت بسبب إيقاد شحنة خراطيش الذخيرة الرئيسة في الدبابة . لتخفيض احتمالات الاشتعال هذه ، تمت إضافة صفيحة تدريع خارجية عند موضع تخزين الذخيرة في الدبابة شيرمان . هذا الحل كان مؤقتاً لحين توفير تعديل أفضل يمكن أن يدمج في تصميم الدبابة . مفهوم "التعديل الأفضل" better modification كان يشير في أحد معانيه لوجوب إبعاد وإزالة الذخيرة المخزنة على جوانب الهيكل ونقل رفوف التخزين إلى مستوى منخفض من جسم الدبابة ، مع دمج أغلفة أو ستر مائية water jackets إلى رفوف التخزين . فمن أجل المدفع عيار 75 ملم الذي يجهز الدبابة المتوسطة M4A3 ، جرى وضع عدد 10 صناديق تخزين على أرضية الهيكل ، كل منها مزود بعدد 10 قذائف من عيار 75 ملم (الصناديق أو الحاويات موجهة بشكل عمودي) وتطلب الترتيب الجديد ما مجموعه 37.1 غالون من الماء وضع في ثلاثة حاويات خاصة محكمة الغلق . أربعة قذائف أخرى خزنت في رف جاهز على أرضية البرج turret floor ، وحميت بغالون واحد من الماء . أما بالنسبة للسلاح عيار 76 ملم الذي جهز سلسلة الدبابات M4A1/A2/A3 ، فقد تم وضع رف خاص لعدد 30 قذيفة من جهة عمود التدوير . ورف آخر لعدد 35 قذيفة على الجانب الآخر من أرضية الهيكل ، حيث استعمل ما مجموعه 34.5 غالون من الماء لوقاية الذخيرة . رف جاهز على أرضية البرج حمل ستة قذائف واستعمل 2.1 غالون من الماء . لقد احتوى الماء المستخدم على مقدار من سائل غليكول الإيثيلين ethylene glycol لمنع التجمد ، بالإضافة لمركب كيميائي لمنع التآكل والصدأ .. ورغم أن حاويات الماء هذه عملت على تأخير إيقاد شحنات الدافع وخفضت كثافة النيران بشكل نسبي ، إلا أن الاختبارات أظهرت أن عملية تأخير أو إعاقة الإيقاد ignition delay لم تكن طويلة بما فيه الكفاية للسماح لأفراد الطاقم بالهروب من العربة (الفارق كان بضعة ثوان فقط) وكذلك الأمر بالنسبة لكثافة النار التي على الرغم من أنها خفضت وقللت ، إلا أنها كانت لا تزال غير كافية لمنع الضرر البالغ إلى العربة وجرح طاقمها .





8‏/2‏/2015

تاريخ البحث السوفييتي في مجال منظومات الحماية النشيطة .

تاريــخ البحــث السوفييتــي فـي مجــال منظومــات الحمايــة النشيطــة


البحث السوفييتي في مجال منظومات الحماية النشيطة APS قديم جداً ويعود لأواخر الحرب العالمية الثانية ، حين بحث العلماء السوفييت في مصادر الطاقة القوية بقصد تدمير أو حرف مصادر التهديد التي من الممكن أن تتعرض لها دباباتهم في ساحة المعركة . الوسائل الأكثر مثالية لإنجاز هذا الغرض كان باستخدام المتفجرات explosives ، وأولى هذه الأفكار التقنية جرى اختباره بتاريخ 24 يونيو العام 1944 من قبل معهد البحث العلمي المركزي TsNII-48 (تأسس في العام 1936) وذلك بواسطة تأثير نفاث الشحنات التراكمية cumulative charges effect (التسمية السوفييتية الرسمية للشحنة المشكلة Shaped charge) . حيث اختُبرت آلية التحفيز التلقائي لمجموعة من الشحنات التراكمية الموزعة على الحافة الأمامية لهيكل دبابة معركة بواسطة مصدر كهربائي وذلك أثناء عبور القذيفة المعادية لصفيحة معدنية رقيقة نسبياً موضوعة بشكل أفقي واكتمال الدائرة الكهربائية electric circuit . استمرت الاختبارات خلال السنوات 1948 و1949 وكان لا يزال هناك العديد من المعوقات والمصاعب التقنية .



استمرت الأبحاث والاختبارات السوفييتية خلال الحرب الباردة مع الغرب ، وجرى تجربة أشكال أخرى من الشحنات خصوصاً المتشظية منها ، وتم تطوير آليات جديدة للتحفيز والمشاغلة ليكون النظام أكثر آلية . بين السنوات 1964-1962 جرى تطوير نظام حماية نشيط للتثبيت على الدبابات مع ذخيرة متشظية قابلة للإطلاق من قاذفات خاصة لمواجهة تهديدات المقذوفات المعادية . لقد تم تطوير واختبار تشكيلة من صمامات التحفيز fuses ، بما في ذلك الرادارية والبصرية والتصادمية والتقاربية للبحث عن حالة اعتراض مثالية للتهديد . لاختبار عناصر الحماية النشيطة جرى تجهيز دبابة متوسطة من نوع T-55 لهذا الغرض . فعلى الصفيحة الأمامية العليا لهيكل الدبابة جرى تركيب عدد ثمانية مقذوفات وقائية من النوع المتشظي ، كل منها اشتمل على صمام تقاربي proximity fuze بالإضافة لشحنة متفجرة وعنصر التجزؤ . مبدئياً نمط الحماية الرئيس في هذا النظام كان من النوع الآلي ، لكنه أيضاً زود بنمط سيطرة يدوي Manual control لتفجير الذخيرة الوقائية في أفراد العدو الذين هم على مقربة من الدبابة . وعندما قذيفة معادية تقترب من دروع الدبابة ، فإن مجس الذخيرة الوقائية يكتشفها ويعمل تدفق الشظايا الناتج عن انفجار الذخيرة على اعتراض وعرقلة مسار التهديد وتحطيمه . لقد أظهرت الاختبارات إمكانية رصد القذائف القادمة بواسطة الكاشفات البصرية optical detection ، لكنها في المقابل عرضت بعض العوائق والنقائص . إذ أظهرت الكاشفات أو المجسات البصرية مدى تأثرها عند العمل تحت ظروف الغبار والرمال ، ناهيك عن العمل تحت شروط سطوع الإشعاع الشمسي solar radiation .



قدم العلماء السوفييت أفكار جديدة لصالح منظومات الحماية النشيطة ، منها استخدام نيران المدافع الرشاشة لتدمير المقذوفات المعادية قبل وصولها لدروع الدبابة . هذه الفكرة عرضت نظرياً العام 1959 من قبل معهد البحث المركزي للهندسة الدقيقة NII-61 واقترحت استخدام مدفع رشاش ثقيل من عيار 12.7 ملم لغرض اعتراض وتدمير المقذوفات المضادة . المشاكل التقنية عند تطوير هكذا منظومات تركزت حول كيفية كشف ورصد الصاروخ المعادي detecting threat وآلية التصويب باتجاهه . الدراسة افترضت الحاجة لمدفع رشاش بمعدل نيران مرتفع وحتى 10,000 طلقة في الدقيقة لتأمين اعتراض الصواريخ المضاد للدروع ، كما هو الحال مع الفرنسي SS-10 الذي تبلغ سرعة طيرانه 80 م/ث . نظرياً ، قدر المصممين السوفييت الحاجة لإنفاق نحو 1100 طلقة من هذا السلاح لمواجهة هجمات من أربعة صواريخ من نوع SS-10 ، مع نسبة نجاح لنحو 70% قبل أن تبلغ المقذوفات هدفها المدرع . على أية حال ، استخدام مدفع رشاش لتدمير الصواريخ الموجهة المضادة للدروع ATGM كان يتطلب زيادة الذخيرة المخصصة في وحدة التغذية ، التي هي بالأساس مقيدة بالحجم والحيز الداخلي المحدودة أصلاً للدبابة limited volumes ، مما أدى إلى تخفيض مخزون الذخيرة لنحو 25% (ناهيك عن حجم أجهزة الكشف والتصويب الملحقة بالنظام) . علاوة على ذلك , أعتقد المصممين السوفييت أن زيادة في سرعة طيران الصواريخ الغربية الموجهة المضادة للدروع ستكون محتملة ومتوقعه ، وبالتالي سيكون من الضروري تحقيق زيادة أخرى مماثلة في معدل نيران السلاح ، ومن ثم في مخزون الذخيرة الداخلي .



جهود البحث السوفييتية في مجال منظومات الحماية النشيطة استأنفت في السبعينات وأثمرت عن نظام آخر أطلق عليه "Rain" أو المطر . هذا النظام الذي طور في معهد البحث العلمي VNIITM في لينغراد العام 1970 ، كان من أوائل الأنظمة التي حملت مجسات ووحدة سيطرة إلكترونية آلية وذخيرة وقائية من النوع الدفاعي . البناء العام اشتمل على وحدات فردية منفصلة ، كل منها يشتمل على أداتين أنبوبيتين قابلتين للانزلاق خارجياً مع اشتمال كل منها على شحنة متفجرة وعنصر تشظي sliding charges . هناك أيضاً مجس راداري ينصف موضع الأنبوبين الإنزلاقيين وتجهيزات كهربائية أخرى للسيطرة على مجمل النظام . واحدة من هذه الوحدات وضعت في مقدمة الهيكل وأخرى ثبتت في المؤخرة . هناك أيضاً وحدتين وضعت على جانبي الهيكل من ناحية المقدمة .. خلال الوضع أو الموقف القتالي combat situation ، أحد الأنابيب الإنزلاقية التي تحمل الذخيرة الدفاعية ستكون ممتدة للخارج ، في حين يعمل المجس الراداري على بث إشاراته باستمرار حتى مسافة 2.2 م من حافة الهيكل لكشف التهديدات القادمة على العربة المدرعة . بعد ذلك عملية الاعتراض والاشتباك مع المقذوف في مساره تتم خلال فترة زمنية مقدرة بنحو 0.001 ثانية . إن انفجار الشحنة الدفاعية سيتسبب في تطاير وتناثر الشظايا بشكل شعاعي radially dispersion مما ينتج عنه حرف أو تحطيم المقذوف المعادي حتى لو بلغت سرعته القصوى 1200 م/ث . في سنوات التسعينات وعلى أساس هذا النظام ، طورت أوكرانيا نظامها الدفاعي الخاص المدعو Zaslon (بالأوكرانية تعني المانع أو المعرقل Barrier) وذلك بعد أن حسنت من أداء الشحنات الإنزلاقية والتجهيزات الإلكترونية ونظام التعقب لتمييز الأهداف الصغيرة مثل الرصاص وشظايا القذائف التي لا تشكل تهديد حقيقي للعربة المدرعة ، عن المقذوفات الصاروخية وقذائف المدفعية ذات الخطر الجدي (نظام Zaslon عرض لأول مرة على الملأ في معرض IDEX-2003 في أبو ظبي) .