31‏/5‏/2016

مــادة هالون 1301 لإطفاء النيران فــي الدبابـات والعربـات القتاليـــة .

مــــــــادة هالون 1301 لإطفـــــــاء النيـــــــران فــــــــــي الدبابـــــــات والعربـــــــات القتاليـــــــة 

تعتبر مادة Halon-1301 وهي عنصر كيميائي طور في ستينات القرن الماضي ، من أفضل وسائل مكافحة الحرائق وأكثرها تطوراً وفاعلية . إذ تجمع مادته الغازية المضغوطة العديد من المزايا قياساً بمواد الإطفاء الأخرى كثاني أكسيد الكربون والماء ، مثل انعدام الرائحة والطعم ، رداءة التوصيل الكهربائي non-conducting ، كبت الأبخرة evaporation ، بالإضافة إلي  نسبة تسمم محدودة low-toxicity تؤمن خلاص الطاقم ونجاتهم . إن من أهم أجزاء أي منظومة إطفاء هو المادة أو العامل المستخدم لعملية كبت الحريق وإخماده . ورجوعاً إلى فترة الثلاثينات ، كان هناك اهتمام بنوعين من مواد الإطفاء المستخدمة ، أولهما رابع كلوريد الكربون (CCl4) ، والآخر هو ثاني أكسيد الكربون (CO2) . رابع كلوريد الكربون مادة إطفاء فعالة جداً ، لكنها سامه جداً أيضاً في الفراغات المغلقة (كما هو الحال مع الداخل الكتوم والمحصور لعربات القتال المدرعة) ، وقد أظهر أنه أكثر مناسبة للاستخدام مع قناني الاطفاء المتنقلة التي يمكن توجيهها مباشرة إلى مصدر النيران . لكن بسبب سميته toxicity ، فإن مادة رابع كلوريد الكربون لم تستخدم على نطاق واسع في العربات المقاتلة الأمريكية . على النقيض من ذلك ، ثاني أكسيد الكربون استمر إلى أن يكون مستعمل على نطاق واسع في جميع أنواع وحدات الإطفاء . على أية حال ، استخدام غاز ثاني أكسيد الكربون يتطلب ويستلزم تركيز عالي لإطفاء النيران التي تتولى استنزاف واستنفاذ الأوكسجين المتوافر في مقصورة الطاقم . لذا ، فقد حدد استخدام أنظمة ثاني أكسيد الكربون وأسلوب الإغراق الشامل في منطقة حجرة المحرك . في حين يستخدم لإطفاء النيران في مقصورة الطاقم ، عدد مطفأتي ثاني أكسيد الكربون نقالتين . واستمر استخدام طفايات ثاني أكسيد الكربون في العربات المدرعة من الأربعينات وحتى أواخر الستينات .
 

في العام 1960 جرى اختبار وتقييم مادة Halon 1301 مقابل أنواع أخرى من مواد إطفاء النيران وكبتها ، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون CO2 , Halons 1011/1211/2402 ، وكذلك رغوة المحاليل الكيميائية الجافة dry chemical foams . هذه المواد كانت تعاني من معضلة هامة ، أولاً سميتها ، التي تحدد استخدامها في العربات المقاتلة ، في حين أن Halon 1301 صمم لكي يكون أكثر فاعلية لنحو ثلاثة إلى أربع مرات أكثر من ثاني أكسيد الكربون وأقل سميه من الأنماط الأخرى لمادة Halon الكيميائية . على خلاف ثاني أكسيد الكربون CO2 , فإن Halon 1301 لا يزيح أو يطرد الهواء خارج المنطقة التي ينتشر بها . وحتى مع النيران الشديدة ، فإن نسبة تركيز لأقل من 8% تكون مطلوبة ، بحيث تترك الكثير من الهواء للاستخدام في عملية إخلاء وإجلاء أفراد الطاقم . أيضاً على خلاف CO2 ، ليس هناك خطر من حدوث حالة "صدمة برودة" cold shocking أو هبوط سريع لدرجات الحرارة بالنسبة للتجهيزات الكهربائية المطفأة ، أو الأجهزة الالكترونية الحساسة الأخرى . لذلك في العام 1969 , جرى التصديق والموافقة على استخدام Halon 1301 من قبل وزارة الصحة الأمريكية كمادة وحيدة مقبولة للاستخدام في منظومات إطفاء النيران الثابتة في مقصورات أطقم العربات المدرعة ، ثم لاحقاً في منظومات الإطفاء الآلية للعربات . 

30‏/5‏/2016

صـــورة تعـــادل ألـــف كلمـــة !!!!



في عالم الصحافة يقولون أن الصورة تعادل ألف كلمة !!!! رغم إصابة مخزن الذخير وإحتراقه بالكامل إلا أن قائد الدبابة أستطاع الخروج بسلامه والإبتعاد عن الدبابة المصابة ولهيبها المتصاعد !!! ماذا لو كانت T-90 ؟؟ وكيف سيكون حال الطاقم ؟؟

[​IMG]
[​IMG]
[​IMG]
[​IMG]
[​IMG]

29‏/5‏/2016

ميزان القوة العسكرية للعام 2016 .

إهداء لرواد المدونة ملف "ميزان القوة العسكرية للعام 2016" أو The Military Balance 2016 ، من إصدار المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية IISS (تأسس في العام 1958 ، ويتميز بتحليلاته ونقاشاته العميقة حول أسباب النزاعات مع خلفية مهمة حول القدرات العسكرية والدفاعية لكلا الأطراف) . الملف يتضمن عدد 504 صفحة من الحجم المتوسط ، ويتحدث بإسهاب عن التجهيزات والقدرات العسكرية لنحو 171 بلد حول العالم . بيانات الملف تتضمن تفاصيل ومعلومات كاملة حول طلبات الأسلحة arms orders والمناورات العسكرية military exercises ، بالإضافة إلى مقارنة بين النفقات الدفاعية defence expenditure وأعداد الأفراد .. ختاماً يمكن القول أن ملف التوازن العسكري هو مطبوع لا غنى عنه لأي شخص يجري تحليل جاد حول سياسة الأمن والشؤون العسكرية لأي بلد حول العالم .


رابط ..
http://www.mediafire.com/download/55j750a2ddd9x07/%D9%85%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9_2016.pdf

رابط آخر ..
http://nitroflare.com/view/26664DD136DD049/1857438353.pdf

28‏/5‏/2016

نظام الإجراءات المضادة الأمريكي AN/VLQ-7 .

أحد أسلحة الليزر الأمريكية التكتيكية الأكثر شهرة
نظـــــــــــــــام الإجــــــــــــــراءات المضـــــــــــــــادة الأمريكــــــــــــــي AN/VLQ-7

النظام AN/VLQ-7 هو أحد أسلحة الليزر الأمريكية التكتيكية الأكثر شهرة ويحمل التعيين "ستينغراي" Stingray وتعني اللاسع . هذا السلاح عبارة عن نظام كهروبصري للإجراءات المضادة (سلاح إعماء ليزري Laser Blinding Weaponry) طور في الثمانينات من قبل شركتي مارتين ماريتا ومجموعة صواريخ أورلاندو ، وتم نشر نسختين منه على عربتي Bradley في المملكة العربية السعودية خلال حرب الخليج العام 1991 ، لكنه كما يؤكد الجيش الأمريكي لم يستخدم في العمليات بسبب قصر مدة النزاع (أثناء حرب الخليج ، جلبت القوات الأمريكية اثنان من أسلحة الإعماء الليزرية هما AN/VLQ-7 وAN/PLQ-5 ، وهذا الأخير يثبت على البنادق M16A2 ويبلغ مداه الفعال باتجاه الأجهزة البصرية والمنظومات الكهروضوئية نحو 2 كلم مع قابلية من 3000 طلقة) . النظام ستينغراي ثبت ودمج على برج العربة القتالية برادلي بقصد حمايتها من أنظمة التعيين والتحديد الليزرية المباشرة وغيرها من أجهزة التعقب ، بما في ذلك الأدوات البصرية مثل المناظير المكبرة ذات العدستين Binoculars ومناظير الأفق periscopes وغيرها من أدوات الرؤية . فهو مصمم لكشف وتعقب ومواجهة التجهيزات البصرية والكهروبصرية على المنصات الأرضية وتلك المحمولة جواً على مديات مفيدة في ساحة المعركة . هذا النظام الذي يبلغ إجمالي وزنه 159 كلغم ، يستطيع اكتساب واستملاك الأهداف باستعمال خاصية يطلق عليه اصطلاحاً "تأثير عين القطط" cat's-eye effect أو تأثير الانعكاس البصري على جسم ما .

هو يستخدم في عمله ليزر نيوديوم ياغ Nd:YAG مضاعف الترددات مع طاقة خرج من 100 ميغا جولز ، قادر على تحطيم وتدمير الأجهزة الكهروضوئية العسكرية من مسافة 8 كلم ، بالإضافة إلى الإضرار وإتلاف العيون البشرية على مسافات أعظم من ذلك . إذ يقوم السلاح ستينغراي ابتداء بمسح المنطقة بنمط الرؤية الواسع والبحث عن المجسات المعادية بالاستعانة بشعاع منخفض الطاقة قريب من طيف الإشعاع تحت الأحمر infrared spectrum ، وتحديداً بواسطة ليزر حالة صلبة من النيوديوم ياغ مع تقنية العين الآمنة أو Eye-safe Laser (بمعنى استخدام تصميم آمن لتطبيق الليزر ، الذي يقلل من خطر حوادث الليزر خصوصا تلك المتعلقة بإصابات العين) . وبعد رصد الانعكاس عن هدف ما ، يبدأ الهجوم بتحرير نبضة ليزرية أكثر طاقة وقوة . إن ارتداد جزء ولو قليل من الضوء المتراجع أو الممتنع عن الدخول إلى الأداة البصرية المعادية التي تتولى التعقب ، سيحفز ويزيد بشكل آني وفوري من مستوى طاقة الليزر laser energy الصادرة عن نظام الإطلاق ، ومن ثم تحدث زيادة في التحميل أو التشويش على المجس أو الأداة المستهدفة . فمع الانتقال لمرحلة الهجوم والاعتراض ، يتولى نظام ستينغراي إنارة الهدف المرصود وإطلاق نبضة قوية stronger pulse من شعاع الليزر الضيق عالي الطاقة باتجاهه ، الذي على أقل تقدير سيعمي أي فرد ينظر خلال عدساته البصرية . 

26‏/5‏/2016

سبب انخفاض مستوى الدقة لمقذوفات السلاح الكتفي RPG-7 .

سبــــب انخفــــاض مستــــوى الدقـــــة لمقذوفــــات الســـــلاح الكتفــــي RPG-7


يجهل الكثير من القراء ، وربما المستخدمين ، السبب الحقيقي وراء انخفاض وتدني مستوى دقة تصويب السلاح الكتفي الروسي RPG-7 ، خصوصاً عند يتجاوز مدى التسديد مسافة 200 م أو أكثر وفي ظل تواجد رياح عرضية متوسطة إلى عالية السرعة (4-8 م/ث) . فتقييم مركز قيادة تدريب الجيش الأمريكي TRADOC لدقة السلاح وجد أن احتمالية الإصابة يمكن أن تبلغ 100% تجاه هدف مستطيل يبلغ حجمه 5×2.5 م ، يتحرك بسرعة 14.4 كلم/س (4 م/ث) عند مسافة تصويب تبلغ 50 م . احتمالية الإصابة hit probability تحت نفس الظروف تنخفض لنحو أكبر مع تزايد المدى ويمكن أن تبلغ 96% تجاه هدف يبعد مسافة 100 م ، ونحو 51% تجاه هدف على مسافة 200 م ، ونحو 22% تجاه هدف على مسافة 300 م ، و 9% على مدى 400 م ، و 4% على مدى 500 م . 

الذخيرة القياسية للسلاح RPG-7 تتكون من ثلاثة أجزاء رئيسة ، هي مقطع الرأس الحربي warhead section في المقدمة ، ومقطع محرك الدفع أو التسيير sustainer motor في المنتصف ، ومقطع شحنة الدافع أو المعزز booster charge في المؤخرة . هذه المقاطع الثلاث يجب أن تجمع وتضم إلى بعض لكي تصبح القذيفة جاهزة للاستعمال ، بحيث يصبح طولها الإجمالي كاملاً حينها 925 ملم وكما هو الحال مع القذيفة المضادة للدروع PG-7V . شحنة الدافع تتضمن مسحوق شريطي صغير strip powder-charge الذي يخدم مهمة دفع القذيفة خارج سبطانة السلاح بسرعة معتبرة ومسافة آمنة . محرك الدفع أو التسيير يشتعل بعد ذلك ويدفع القذيفة للثواني القليلة القادمة ، بحيث يعطيها سرعة عالية نسبياً حتى بلوغ نقطة الاصطدام بالهدف . ومن أجل استقرارها وتوازنها أثناء الطيران ، قذائف السلاح RPG-7 مزودة عند مؤخرتها المتطرفة بزعانف رباعية ، لا تزود عامل استقرار فقط stabilization ، بل إنها مصممة لتوفير ومنح دوران بطيء للقذيفة خلال طيرانها .. في الحقيقة المقذوفات بشكل عام عندما تبدأ مسيرها بعد ترك فوهة السلاح ، فإن سرعتها تتناقص بثبات بسبب مجموعة من قوى المقاومة التي يتصرف المقذوف وفق تأثيراتها ، مثل الرياح والجاذبية ومقاومة الهواء أو الإعاقة ، بحيث يتفاوت تأثير هذه المعوقات حسب نوع المقذوف وتصميمه . لذلك يحرص المصمم على تقليل تأثير المقاومة للحد الأدنى . الرياح Wind على سبيل المثال تجعل القذيفة تنحرف عن مسيرها وتبتعد بالتالي عن نقطة التصويب المقررة لها . إن تأثير الرياح على القذيفة أثناء الطيران يدعى جرف الرياح Wind Drift ، حيث يعتمد مقدار الانجراف على زمن طيران القذيفة وسرعة الرياح التي تؤثر بدورها على منطقة المقطع العرضي للقذيفة cross-sectional area (زمن الطيران يعتمد على المدى إلى الهدف والسرعة المتوسطة للقذيفة) . الجاذبية gravity تمنح تعجيل انحداري للقذيفة ، يتسبب بدوره في هبوطها عن خط البصر . وكلما زاد المدى كلما زاد معه انخفاض المقذوف نتيجة الجاذبية . بالطبع هذا الهبوط نسبي لزمن الطيران ومتناسب عكسياً إلى سرعة القذيفة . مقاومة الهواء air resistance والإعاقة drag تنتج عن احتكاك جزيئات الهواء بالمقذوف مما يتسبب في إبطاء حركته . مقدار المقاومة والإعاقة مرتبط لحد كبير بالمقطع العرضي للمقذوف cross-section وكذلك بسرعته . فالمقذوفات الأكبر حجماً والأسرع انتقالاً ، هي المقذوفات الأكثر مواجهتاً لقوى المقاومة والإعاقة . 


إن أحد أهم مساوئ استخدام نظام الإطلاق من مرحلتين وكما عرضه تصميم السلاح RPG-7 ، كان في ميله لتخفيض مستوى دقة التصويب ، خصوصاً أثناء الرمي بوجود رياح عرضية crosswind . إذ تميل قذيفة السلاح ذات المحرك الصاروخي المتواصل احتراقه أثناء الطيران إلى التحول مباشرة إلى الرياح . في حين وللمقارنة ، نظام الدفع المتكون من مرحلة واحدة والذي ينتهي ويتوقف عمله مع الخروج من فوهة السلاح ، المقذوف يكون فيه خاضع فقط لمظهر الانجراف drift أو الانحراف التدريجي والجانبي عن المسار الأصلي والناتج عن الرياح المذكورة . فعلى خلاف جميع المقذوفات حرة الطيران التي تنحرف عن مسارها بالاتجاه الذي تتحرك نحوه الرياح ، فإن مقذوفات السلاح RPG-7 تميل تحت تأثير الرياح العرضية crosswind للانحراف والتحول عكس هذا الاتجاه . إذ تميل الرياح العرضية إلى ممارسة ضغط على الزعانف في مؤخرة جسم القذيفة ، مما يسبب تحول واستدارة القذيفة نحو الرياح turn into-wind . الرياح العرضية تعرف بأنها رياح تهب بزاوية قائمة أو عمودية باتجاه خط طيران المقذوف ، مما يتسبب في تعرض هذا الأخير للانجراف والانحراف إما إلى جهة اليسار أو جهة اليمين عن مساره المقصود . ولتوضيح هذه الجزئية نقول أن الرياح عند هبوبها بسرعة متوسطة أو عالية ، تفرض بعض التأثيرات على مسار القذيفة أثناء طيرانها إلى الهدف مما قد يسبب انحرافها زيادة أو نقصان عن نقطة التصويب المقررة . إن أغلب القذائف حرة الطيران تنحرف وتميل بالاتجاه الذي تهب نحوه الرياح (كما في معظم أسلحة RPG وأسلحة LAW الكتفية الأخرى) ، إلا أن قذائف RPG-7 تشذ عن هذه القاعدة ، لتتحرك القذيفة بعكس اتجاه الرياح وبنحو متعارض لها . فنظراً لطول القذيفة والمقطع الأمامي الأثقل مقارنة بمقطع المؤخرة الأخف ، فإن تأثير الرياح على موضع انفراد زعانف الاستقرار stabilizing fins يكون أكبر بكثير من تأثيره على مقدمة القذيفة . كما وتساهم فوهات النفث الستة لمحرك التسيير في تعزيز استدارة القذيفة وسلوكها لمسار معاكس لاتجاه الرياح . لذا كان من المفيد توفير توصيات محددة لمشغلي السلاح RPG-7 عند الرمي في ظروف الرياح المتوسطة أو العالية ووجوب معرفة اتجاه الرياح أولاً . فهذه إما أن تكون عرضية Cross-wind ، أو رأسية Head-wind ، أو خلفية Tail-wind . الرياح التي تأثر بدرجة أكبر على مسار القذيفة الجانبي هي الرياح العرضية (لذا هي تتطلب تعويض أو ضبط في زاوية السمت azimuth) ، أما الرياح الرأسية والخلفية فتأثيرها ينحصر في الغالب على جزئية المدى المنجز .

22‏/5‏/2016

النظام السوري واستخدام مدافع الهاون الثقيلة من عيار 240 ملم .

النظــــــام الســــــوري واستخــــــدام مدافــــــع الهــــــاون الثقيلــــــــة مــــــن عيــــــار 240 ملم


أثناء الحرب الوطنية العظمى Great Patriotic War (الاسم الذي أطلقه السوفييت على الحرب العالمية الثانية) اختار الجيش الأحمر استخدام مدافع هاون ثقيل الحجم ، من عيار 160 ملم و240 ملم ، فكان أن أنتجت مصانع السلاح آنذاك النظام OB-29 عيار 240 ملم ، الذي كان يزن 3.500 كلغم ، ووزن قذيفته 125 كلغم ، وبلغ مداه الأقصى 7000 م . بعد الحرب طور السوفييت سلاح هاون جديد ، أطلقوا عليه M-240 ودخل الخدمة في العام 1953 ، حيث جرى تطوير ذخيرة تقليدية جديدة لهذا السلاح تزن 100 كلغم ، وبمدى إطلاق أقصى يصل إلى 9.650 م . كان الهدف من تطوير هذا المدفع مهاجمة المناطق المحصنة بشدة والمواقع الدفاعية defensive positions المعدة بعناية . لاحقاً ثبت السوفييت هذا المدفع على مؤخرة هيكل عربة ذاتية الحركة ، حيث جرى تزويده بنظام هيدروليكي يسمح برفع وخفض سبطانة الإطلاق من موقع التحميل لموقع الإطلاق ، وأطلق على النظام 2S4 Tyulpan وأدخل الخدمة في منتصف السبعينات . كان لهذا السلاح تشكيلة متنوعة من الذخيرة التقليدية (بالإضافة للقذائف النووية nuclear والكيميائية chemical والخارقة للخرسانة concrete-piercing) فهناك القذيفة شديدة الانفجار المتشظية التي تزن 130 كلغم ، مع مدى أقصى يبلغ 9.650 م . وهناك قذيفة تطلق بمساعدة دافع صاروخي rocket-assisted ، بلغ وزنها 228 كلغم ، ومداها القتالي الأقصى بلغ 18.000 م ( معدل رمي يبلغ طلقة واحدة في الدقيقة ) .

وبهدف تطوير دقة السلاح ضد الأهداف النقطوية ، جرى تطوير قذيفة موجهة ليزرياً laser-guided round سوياً مع القذيفة المماثلة كروسنبول من عيار 152 ملم . القذيفة الجديدة أطلق عليها Smel'chak من عيار 240 ملم . تزن هذه القذيفة 125 كلغم ، وطولها 1.635 م وبمدى أقصى 9.200 م . واشتمل النظام أيضاً على وحدة تعيين ليزرية مداها الأقصى 7000 م ، ونظام اتصالات مرتبط بالنظام . وعلى خلاف معظم الذخائر السوفييتية الموجهة الأخرى ، فإن Smel'chak يعتمد إطلاقاً متسلسلاً لمحركات صاروخية صغيرة small thruster rockets مثبتة حول جسم القذيفة ، تتولى توجيه القذيفة خلال مرحلة الهبوط والتوجه نحو الهدف . وعند الارتطام ، فإن الرأس الحربي الذي يشتمل على 21 كلغم متفجرات ، يسبب انفجاراً عنيفاً .




استخدم هذا السلاح أولاً في أفغانستان العام 1985 ، عندما قررت القيادة السوفييتية استخدام أنظمة 2S4 والذخيرة الموجهة Smel'chak في قصف ودك المواقع الأفغانية شديدة التحصين ، خصوصا تلك التي تموضعت في الكهوف والطرق المتعرجة وعجزت مدفعية الميدان عن معالجتها . ويروي الملازم Beletskiy كيف استخدم بطارية هاون 2S4 في مهاجمة موقع محصن للمجاهدين ، فشلت المدفعية في مشاغلته . تم تحديد موقع المعقل قرب وادي بانشير Pandshir valley حيث تحصن قائد محلي للمجاهدين الأفغان ، هو أحمد شاه مسعود Ahmed Shah Masood ، واستعان الملازم أول Beletskiy بمحددة مدى ليزرية لتحديد المسافة عن الهدف ، وكانت هذه 2.350 م ، ثم أطلق قذيفة شديدة الانفجار HE على الموقع ، ثم أتبعها بقذيفة Smel'chak أصابت هدفها بدقة ، واستطاعت بطارية الهاون 2S4 تدمير المعقل الأفغاني فقط مع 12 قذيفة .

أستخدم هذا السلاح مرة أخرى في الحملة الشيشانية الثانية عندما قرر الروس تسوية العاصمة غروزني Grozny مع الأرض وإسقاط مقاومتها (احتاج الروس كما يدعون لسلاح مدمر للحرب الحضرية urban warfare) فقد حاول الروس تلافي أخطاء الحملة الأولى في شهر ديسمبر من العام 1994 ، التي تكبدوا بها الكثير من الخسائر في سلاح الدروع ، عندما دفعت هذه بدون دعم المشاة إلى وسط المدينة ، في محاولة للاستيلاء على المواقع والأبنية الرئيسة والحساسة ، لتتلقفها بعد ذلك الكمائن الشيشانية . أما في الحملة الثانية ، فقد تعلم الروس كثيراً من أخطاءهم الأولى ، فلم يحاولوا اقتحام المدينة مباشرة ، بل سعوا إلى تطويقها surrounded بالدبابات والمدفعية ، وقصفها بجميع أنواع الأسلحة ، بما في ذلك مدافع الهاون من عيار 240 ملم ، مستخدمين قذائف Smel'chak في تدمير مباني المدينة ومواضع المقاومة والكمائن المحتملة ، ثم سمحت بعد ذلك لأفراد القوات الخاصة والمشاة الراجلين بالتحرك نحو المدينة المدمرة ، مدعومين بنيران المدفعية والمراقبين الأماميين وفرق القناصة snipers . زحفت هذه القوات ببطيء وهي تبحث عن مواقع فرق القتل ، ومواضع الكمائن التي أجادتها مجموعات المقاومة الشيشانية في الحرب الأولى . وعند العثور على أي من هذه ، تم التعامل معها من مدى بعيد بواسطة نيران المدفعية والقذائف ثقيلة العيار . باختصار .. تمت تسوية الأجزاء الأكبر من المدينة بالأرض قبل أن تتقدم القوات المدرعة نحو المدينة .

18‏/5‏/2016

قابليات الهجوم العمودي (2) .. الصاروخ السويدي RBS-56 BILL

قابليـــــات الهجــــــوم العمــــــودي (2) .. الصــــاروخ السويـــــدي RBS-56 BILL



صاروخ أخر مضاد للدروع يستخدم تقنية الهجوم السقفي هو السويدي RBS-56 BILL . إن كلمة BILL هي اختصار لكلمات "بوفورز - مشاة - خفيف - قاتل" ، حيث تتضمن مكونات هذا السلاح القابل للنقل بواسطة الأفراد كل من الصاروخ في حاوية إطلاقه محكمة الغلق ، حامل ثلاثي ، منظار تكبير نهاري ومنظار تصوير حراري .. الاختبارات على هذا الصاروخ بدأت لأول مرة في العام 1985 وذلك بعد سلسلة من أعمال التطوير والعمل الجاد بدأتها شركة "بوفورز" Bofors منذ العام 1979 ، ليدخل السلاح رسمياً في خدمة القوات المسلحة السويدية العام 1988 وتبدأ بعدها عمليات التسويق للخارج (تتولى حالياً أنتاجه شركة Saab Bofors Dynamics بعد شراء مجموعة أصول بوفورز من قبل شركة ساب Saab في العام 1999) . النسخة الأولى من الصاروخ حملت التعيين BILL 1 أو RBS-56A وكان الهدف من تطويرها استبدال الصاروخ الموجه المضادة للدروع RB-56 وهو التعيين السويدي للصاروخ الأمريكي TOW . في أواخر التسعينات ظهرت نسخة مطورة من الصاروخ حملت التعيين BILL 2 أو RBS-56B وتميزت هذه بوجود شحنتين مشكلتين بدل الشحنة الواحدة كما في النوع السابق وكذلك توفر أنماط جديدة للمشاغلة والاشتباك مع الأهداف ، بالإضافة إلى تعزيز دقة التوجيه guidance accuracy الذي جرى تأمينه بواسطة جيروسكوب خاص يتولى متابعة معدل التغيير والحركة الزاوية أثناء تعقب الصاروخ وطيرانه بالقصور الذاتي نحو الهدف (الجيش السويدي استلم الدفعة الأولى من الصاروخ BILL 2 العام 1999) . تقديم هذه النسخة جاء لمواجهة قراميد الدرع التفاعلي المتفجر ERA الذي ظهر قبل ذلك بسنوات . هذا الصاروخ كسابقه الأمريكي TOW-2B فريد في طريقة عمله . فمع أنه يعمل بنظام SACLOS أو القيادة نصف الآلية إلى خط البصر، ومسيطر عليه من قبل أسلاك توجيه تترنح خلف القذيفة من منصة الإنطاق ، إلا أنه يهاجم هدفه المدرع من الأعلى حيث أوهن التدريع . فبعد الإطلاق يطير الصاروخ على ارتفاع 1.05 م عن خط التسديد البصري ، ليرتقي بعد ذلك نحو قمة الدبابة ويهاجم سقف البرج من الأعلى بشحنتيه المشكلتين Over-fly Top Attack . فاستناداً لشروح الشركة المنتجة ، فإن المسار التسلقي يعطي العديد من المزايا ، حيث يمكن إطلاق الصاروخ من أماكن منخفضة جداً ، فيطير الصاروخ فوق العوائق والموانع التي تشكلها التضاريس ، مما يسمح له بإصابة أهداف محمية خلف السواتر أو في وضعية البدن المخفي hull down . ويعمل نظام المحافظة على توازن واستقرار الجسم المتأرجح gyrostabilizer ، على ضمان عدم دوران جسم الصاروخ حول محوره أثناء طيرانه ، مما يسمح بإبقاء توجيه الشحنات المتفجرة في الرأس الحربي دائماً نحو الأسفل .



يشتمل الرأس الحربي على نوعين من المجسات ، أحدهما بصري Optical sensor والآخر مغناطيسي Magnetic sensor ، المجس البصري هو في حقيقته مقياس مدى range-finder يقوم بتحديد المسافة بين الصاروخ وسطح الهدف السفلي ويقوم تلقائياً بتحليل الصورة الجانبية للهدف . المجس المغناطيسي يقوم باستقبال وقياس الإشارات الخاصة بالهدف المعدني metallic signatures ويستخدم هذه البيانات لتحديد موقع البرج الدوار أو مركز الهدف ، بالإضافة لتحديد أفضل موقع لإطلاق الرأس الحربي .. وأثناء انتقال الصاروخ وطيرانه في مساره الأفقي فوق البرج ، فإن الشحنات المشكلة الثنائية ذات الوضع الرأسي نسبياً ، يتم تحفيزها عن طريق صمام تقاربي proximity fuse وإشعالها لضرب الهدف بسرعة عالية جداً ، ليخترق نفاث الشحنة بعد ذلك المنطقة الضعيفة لسقف البرج . حيث تقوم الشحنة المشكلة المتقدمة للرأس الحربي التي يبلغ قطرها 40 ملم بتدمير مسبق لصفيحة الدرع التفاعلي المتفجر ERA ، في حين تتولى الشحنة التالية الرئيسة التي يبلغ قطرها 110 ملم ضرب نفس النقطة same spot واختراق الدروع الرئيسة للبرج . قابلية الاختراق الكلية لشحنات الرأس الحربي تبلغ 550-600 ملم في التدريع الفولاذي المتجانس . وتستطيع مجسات الصاروخ تمييز برج الدبابة أو مركز الهدف وتحديد الموقع الأفضل لإشعال الرأس الحربي .



يصوب الرامي على مركز الهدف وتحديدا على نقطة الاتصال بين البرج والهيكل مستخدماً منظار التسديد النهاري أو الليلي ، ثم يطلق الصاروخ محافظاً على الهدف في مركز تقاطع شعيرات التسديد cross hairs حتى يصيبه . فبعد الضغط على زناد الإطلاق بثانية واحدة فقط ، يحترق وقود الدافع الصلب في مولد الغاز gas generator عند مؤخرة حاوية الإطلاق . عملية احتراق كامل الوقود تتم والصاروخ في حاوية الإطلاق وقبل خروجه منها . هذا الأمر يتسبب في توليد مقدار كافي من الغازات التي تتولى دفع الصاروخ وإخراجه من حاويته الخاصة بسرعة مقدرة بنحو 72 م/ث . هذا الترتيب يخفض منطقة خطر بشكل جيد ويقلل من الوميض أو الإشارة البصرية للعصف الخلفي back-blast ، خصوصاً مع استخدام شحنة دافع منخفضة الدخان low-smoke propellant ، مما يساهم كثيراً في إخفاء موقع الإطلاق عن الرصد البصري المعادي . وبعد خروجه بثانيتين وتجاوزه مسافة مقدرة ببضعة أمتار ، يشتعل محرك الدفع الرئيس ويعجل الصاروخ إلى سرعته القصوى البالغة 250 م/ث ، علماً أن السرعة النهائية عند بلوغ الصاروخ مداه الأقصى تكون بحدود 135 م/ث . وعند تجاوز الصاروخ مسافة مقدرة بنحو 400 م من منصة الإطلاق ، يتوقف عمل محرك الدفع لتستمر الرحلة بشكل انزلاقي وبالقصور الذاتي flying by inertia . تتبع مسار الصاروخ يتم عن طريق استقبال منصة الإطلاق لشعاع ليزر مشفر ينبعث عن منارة في مؤخره الصاروخ coded laser beacon ، حيث تعالج هذه الإشارات بشكل ملائم وتبث إشارات التصحيح correction signals مره أخرى إلى الصاروخ من خلال السلك الواصل بينهما لتعديل اتجاه الصاروخ وإبقاءه نحو هدفه حسب نمط الاشتباك المحدد (الاختبارات الميدانية أظهرت قدرات مميزة للصاروخ على مقاومة عمليات التشويش jamming) .  



قبل الإطلاق يتعين على الرامي انتخاب شكل الإطلاق ، والذي يتحدد وفق ثلاثة أنماط رئيسة :

· نمط ضد الدبابات : وهو النمط الرئيس وفيه يحلق الصاروخ بارتفاع 1.05 م فوق خط البصر ويضرب الهدف المدرع من الأعلى ، حيث تكون جميع المجسات البصرية والمغناطيسية منشطة لتنسيق الهجوم على الهدف ، ويستخدم الصاروخ صمامه تقاربي proximity fuse لتحفيز الرأس الحربي ذو الشحنات المشكلة .

· نمط الأهداف غير المدرعة : يحلق الصاروخ هنا على مستوى خط البصر LOS حتى يصطدم بالهدف المنشود بشكل مباشر ، ويقوم الصمام التصادمي impact fuse بتفجير الرأس الحربي ، مع ملاحظة أن جميع المجسات في هذا النمط من الهجوم تكون معطلة .

· نمط الأهداف المستترة : يحلق الصاروخ كما هو في نمط الوضع الأول المضاد للدروع ، ولكن يكون المجس البصري optical sensor وحده المحفز دون المجس المغناطيسي مع استخدام الصمام التقاربي ، وتنقض الشحنات المشكلة في الرأس الحربي للصاروخ على هدفها من الأعلى OTA .




المدى العملياتي المؤثر للصاروخ تجاه الأهداف الثابتة يتراوح ما بين 150-2.200 م (الصاروخ يقطع مداه الأقصى خلال 13 ثانية) واتجاه الأهداف المتحركة يتراوح ما بين 300-2.000 م . بالإضافة للسويد ، السلاح يخدم الآن في القوات المسلحة لدى كل من البرازيل ولاتفيا والسعودية والنمسا التي تطلق عليه أسم PAL 2000 .

16‏/5‏/2016

موضع القتل الأعظم في الدبابة الروسية T-90 .

موضـــــــــــع القتــــــــــــل الأعظـــــــــــم فـــــــــــي الدبابـــــــــة الروسيـــــــــة T-90


رسم المستطيل المضلل للأعلى في منتصف الهيكل يشير لموضع القتل الأعظم في الدبابة الروسية T-90 ، وهو الموضع المعين أسفل حلقة البرج مباشرة حيث يقع الناقل الدوار (صينية التحميل) rotating conveyor الذي يضم ذخيرة المدفع الرئيس من عيار 125 ملم . فما نتحدث عنه هو هجوم جانبي Side attack ليس بغرض إعطاب للدبابة أو إخراجها من الخدمة بشكل جزئي ، بل تدميرها بشكل نهائي وكلي وقتل طاقمها بشكل مؤكد !! الروس يستخدمون معيارين لقياس الأضرار ، المعيار الأول "معطوب" damage ويطلق هذا على الوسائط غير القادرة على مواصلة القتال ، في حين يطلق على المعيار الثاني مصطلح "محطم" destroyed ويطلق على الوسائط المدمرة بالكامل . الأمريكان بدورهم يستخدمون معايير خاصة لوصف الأضرار ، ولكن تبدو هذه مختلفة بعض الشيء عن تلك التي يستخدمها الروس ، ومنها مصطلح "الوقت اللازم للإصلاح" estimated time of repair كمقياس للضرر ، فإذا أمكن إصلاح الأضرار في تجهيز معين في غضون أقل من نصف ساعة ، فهو لا يدخل ضمن هذا المعيار ، وإذا تجاوز وقت الإصلاح الساعة الواحدة ، فإن الحالة تدخل في معيار آخر ، وهكذا .



من أجل تلافي الوصول للمعيار الثاني ومصطلح التحطيم destroying ، الخبراء السوفييت ووفق بعض المصادر نصحوا أصدقائهم السوريين بناء على التجربة المريرة للدبابة T-72 ، نصحوهم بإستبعاد الذخيرة الإضافية للدبابة T-90 والإكتفاء بما هو مخزن في الملقم الآلي وناقله الدوار . الذخيرة الإضافية في الدبابة T-90 وعددها 22 قذيفة وشحنة دافع propelling charge تخزن في مقصورة الطاقم في مواضع متفرقة ووفق نمط توزيع معين . معظم هذه الذخيرة مكشوفة وعرضه للإصابة بشظايا الاختراق ، ومن ثم يتحقق الانفجار الحتمي .. هكذا ، أفضلية الهجومي تتجه الآن نحو ذخيرة الناقل الدوار الملحق في عمله بملقم الدبابة الآلي وليس لأجزاء الدبابة الأخرى . الناقل الدوار يتم تجهيزه بعدد 22 قذيفة وشحنة دافع توضب في رفوف خاصة وضمن طبقتين متراصتين . موضع تثبيت هذا الناقل يكون على أرضية هيكل الدبابة وضمن النصف الأعلى من عجلات الطريق الثلاثة الجانبية . فمما لا شك فيه أن الدبابة الروسية المتقدمة T-90 تتحصل على حماية جيدة في مقدمتها وضمن القوس الأمامي للبرج ، حيث جرى تزويدها بقراميد دروع تفاعلية متفجرة لتعزيز عنصر حماية الدبابة ، لكن الأجزاء الجانبية منها ضعيفة نسبياً ويمكن ثقبها بسهولة إذا ما أستخدم السلاح المناسب في الوقت المناسب . في الدبابات T-90 تخزن شحنات الدافع وكذلك القذائف بشكل أفقي horizontal ، شحنات الدافع للأعلى والقذائف أسفل منها ، مع ملاحظة أن عقب الخرطوش الفولاذي steel cartridge stub يكون ظاهراً للخارج وهذا ما يعزز من فرص تنشيط هذه الخراطيش وإيقادها عند استهدافها بنفاث شحنة مشكلة . 



مدفع الدبابة T-90 يستخدم خراطيش دافع عالية الطاقة من نوع 4Zh52 و4Zh63 . أغلفة هذه الخراطيش تصنع من الكرتون المقوى cardboard وتنقع وتشرب أغلفتها بمادة TNT ، وأثناء الاشتعال هي تحترق بالكامل ولا يتبقى لها أي أثر . شحنات الدافع الداخلية يتركز تصنيعها على مسحوق "البيروكسلاين" pyroxylin القابل للاحتراق بالكامل والذي يمتلك طاقة انفجار ثابتة أعلى من مسحوق البارود لنحو 2-3 مرة ، خصوصاً مع اشتماله على نسبة مرتفعة من النيتروجين تبلغ 12.5% أو نحو ذلك . البيروكسلاين في الأساس هو من مشتقات مركبات "النيتروسيليلوز" Nitrocellulose‏ وهو عبارة عن مادة سريعة الاشتعال منخفضة الدخان ، يتم الحصول عليها بغمس وتنقيع الألياف النباتية بخليط من حمضين مركزين هما حمض الكبريتيك sulphuric acid وحمض النيتريك nitric acid ، ثم تجفف بعد ذلك . جدير بالذكر أن تخزين ذخيرة الملقم الآلي على أرضية هيكل الدبابة ، وكما هو الحال في الدبابات الشرقية ، يضاعف من احتمالية حدوث انفجار كارثي نتيجة الاصطدام بلغم أرضي ذو شحنة مشكلة أو التعرض لهجوم بمتفجرات طريق مرتجلة وبالتالي إشعال خزين الذخيرة وانفجاره بشكل كارثي .

إذا أتبعنا إجراءات الإستهداف الصحيحة فإننا سنحصل على هذه النتيجة !!