30‏/6‏/2016

تأثير إنفجار الألغام الأرضية على شاغلي العربات المدرعة .

تأثيـــــر إنفجــــــار الألغـــــام الأرضيــــــة علــــــى شاغلــــــي العربــــــات المدرعــــــة

تشكل الألغام الأرضية المضادة للدبابات Antitank landmines خطر داهم على شاغلي العربات المدرعة بكافة أصنافها . فهي تستطيع التتسبب بجروح خطيرة وقاتلة لأطقم هذه العربات عند إنفجارها أسفل منها . هذه الألغام المشتملة في الغالب على حشوات  من 4–5 كلغم من المواد شديدة الإنفجار أو أكثر ، تستطيع عند إنفلاقها ونتيجة شدة الإنفجار والضغط المفرط ، رمي الطاقم وبعثرته في الفسحة الداخلية للهيكل ، مما قد يترتب عليه كسور شديدة Closed fractures في أجزاء متفرقة من العمود الفقاري . هناك أيضاً الأدخنة والأبخرة السامة Toxic Fumes نتيجة الحرائق العرضية للمواد القابلة للإشتعال في الهدف المدرع ، مثل الوقود والزيوت واللدائن ، والسائل الهيدروليكي ، والذخيرة ، بالإضافة لإستنشاق غاز أول أكسيد الكربون carbon monoxide السام ، تتسبب هذه في معظمها حالات إختناق مؤكدة لطاقم الدبابة . وقد أكدت دراستان كبيرتان ، واحدة أعدت بعد الحرب العالمية الثانية ، والأخرى إسرائيلية بعد حرب 1982 في لبنان ، أن ما نسبته 13% من إصابات الجروح في المركبات المدرعة عانت من الحروق بدرجات متفاوتة الشدة من حروق الدرجة الأولى mild 1st degree burn ، إلى الحروق الثخينة الكاملة full thickness burns (معظمها في منطقة الوجه واليد والرقبة والسواعد) كما أكدت دراسة سوفييتية أعدت في بداية حرب أفغانستان عن تاثير إنفجار الألغام المضادة للدروع أسفل المركبات المدرعة وتوزيع مواقع الكسور fracture sites ، أن هذه تتسبب بضمن ما تتسبب لأفراد الطاقم في كسور في الحوض بنسبة 2.8% ، وكسور بنسبة 13.5% في العمود الفقري ، وكسور بنسبة 20.1% في الذراع ، وبنسبة 63.3% في الأقدام . واحد من أشهر الألغام المضادة للدروع في هذا المجال والتي عرفت بشراستها التدميرية ، اللغم السوفييتي TM-46 . هذا اللغم المعدني دائري الشكل ، ويبلغ قطره 305 ملم ، وهو مجهز بصمام إضافي على قاعه ، لمنع محاولات الرفع . أما صاعق التحفيز الأساسي ، فيعمل تحت ضغط 120 -400 كيلوغرام (أو 21 كيلوغرام بضغط ذراع الميل tilt rod) . يبلغ إرتفاع اللغم 108 مليمتر ، أما وزنه 8.6 كيلوغرام ، ويحتوي على متفجرات بزنة 5.7 كيلوغرام TNT . هذا اللغم يصنع فى كل من الصين، مصر، وكوريا الشمالية ، ودول أخرى عديدة . وإستُخدم اللغم بكثافة في حرب أفغانستان ، ويمكن تمييزه عن طريق لونه الأخضر الزيتوني .

28‏/6‏/2016

أنظــــار السعودييــــن تتجـــــه نحـــــو الفرنسيـــة لوكليــــرك !!

بعد دورها الناجح في عمليات عاصفة الحزم
أنظــــــــــــــار السعودييـــــــــن تتجــــــــــــه نحـــــــــــــو الفرنسيــــــــــة لوكليــــــــــرك !!

بعد صفقة طائرات الرافال Rafale ، تتحدث مصادر صحفية فرنسية هذه الأيام عن إهتمام سعودي كبير بإقتناء دبابة المعركة الرئيسة الفرنسية "لوكليرك" Leclerc . هذه الدبابة التي دخلت مرحلة الإنتاج الفعلي العام 1991 ومن ثم في الجيش الفرنسي 1992 ، تمتلكها حاليا كل من فرنسا (406 دبابة) والأمارات المتحدة (388 دبابة) . خطوط إنتاج الدبابة كان قد تم إغلاقها العام 2000 بسبب عدم وجود طلبيات جديدة ، لذا يضع مصنعو الدبابة الكثير من الآمال لإنعاش فرص العمل وتسويق الدبابة من جديد . الإهتمام السعودي بالسلاح الفرنسي جاء على خلفيات سياسية وعسكرية في آن واحد ، يتحدث بعضها عن حالة البرود أو الفتور التي تشوب العلاقات مع واشنطن ، والإستراتيجية الأمريكية US strategy في الشرق الأوسط التي باتت تميل ضمنياً لدعم الدور الإيراني في المنطقة وما ترتب على ذلك من ضرورة البحث عن حلفاء جدد ، وأسباب أخرى عسكرية تتحدث عن وجوب تعزيز قدرات الجيش السعودي بجميع أفرعه لمواجهة الخطر الإيراني التمددي . السعوديين سعوا فيما مضى للتزود بالتقنية الألمانية لتعزيز قواتهم البرية وتحديدا دبابات Leopard 2A7 قبل مواجهة تعنت الساسة الألمان ، فكان البديل في التوجه للفرنسيين الأكثر مرونة في مجال المبيعات الخارجية ، خصوصا بعد مراقبة أداء الدبابة خلال عمليات عاصفة الحزم والذي وصف ب "الناجح" successful (دولة الإمارات شاركت بنحو 70 دبابة لوكليرك) . وطبقا لتقارير اعلامية والتي بدورها تنقل عن مصدر مسؤول في صناعة الدفاع الفرنسية ، فإن العربية السعودية تستكشف امكانية شراء عدة مئات من هذه الدبابة "We're talking about huge quantities of vehicles (...), hundreds of tanks," .. جدير بالذكر أن آخر حديث سعودي عن إقتناء الدبابة لوكليرك كان في العام 2002 عندما قررت المملكة شراء عدد 150 دبابة بقيمة إجمالية 2.3 مليار يورو لكن الصفقة توقفت بعد ذلك لأسباب غير معلومة .
قصة الدبابة لوكليرك تعود إلى أواخر السبعينات عندما بدأ الفرنسيون يخططون لوريث يخلف دبابتهم المتقادمة AMX-30 . أعمال التصميم بوشرت في بداية الثمانينات ، ليبلغ العمل ذروته العام 1986 على مشروع الدبابة الجديدة التي حملت التعيين "لوكليرك" Leclerc . في تلك السنة اختبرت النماذج الستة الأولى ، ليبدأ الإنتاج الشامل مع بداية التسعينات وتدخل الدبابة الخدمة في الجيش الفرنسي (ثم في مرحلة لاحقة في الجيش الإماراتي) . منذ بداية العمل وتحديد قائمة المواصفات ، مصممو الدبابة الفرنسية لوكليرك أرادوا إعطائها صورة ظليه منخفضة قدر الإمكان . ومثل أي عربة معدة للحركة والسير على التضاريس الريفية ، الدبابة تحتاج لارتفاع ومسافة خلوص آمنة عن الأرض ground clearance . أضف لذلك ، معدل القوة للوزن المطلوب للدبابة وكما جرى تقديره ، يجب أن لا يقل من 25 حصان لكل طن ، مما يتطلب وجود محرك ضخم الحجم لتلبية احتياجات القوة والتعجيل . لقد أدرك مصممو الدبابة أن تأمين هذه المتطلبات لا يتوافق مع مبدأ تخفيض ارتفاع هيكل الدبابة ، فكان من الطبيعي التوجه نحو البرج ومراجعة جميع البدائل والحلول المقبولة التي ستؤمن في النهاية التخفيض المطلوب . من هذه البدائل وربما أبرزها ، كان خيار اللجوء لنظام التلقيم الآلي لصالح مدفع الدبابة الرئيس . ويدعي مصممو النظام أنه عمل على تخفيض حجم البرج في الدبابة لوكليرك قياساً بالدبابات الغربية الأخرى ، حتى أن السطح أو المقطع الأمامي للبرج front surface لم تكن تتجاوز مساحته 1.6 م2 ، وهو بذلك أقل بنحو 0.5 م2 عن مثيله على الدبابة الألمانية Leopard 2 .. في التصاميم الكلاسيكية ، طاقم الدبابة عادة يتكون من أربعة أفراد . من هؤلاء ، نجد الفرد المختص بعملية تعبئة وتلقيم مدفع الدبابة يستغل عادة معظم الفراغ أو المساحة الداخلية لمقصورة القتال . هذا الرجل كان عليه حمل مقذوفات كبيرة الحجم وثقيلة الوزن من عيار 120 ملم (يتراوح وزنها ما بين 27 و35 كلغم) . ولإنجاز مهمته بالشكل المطلوب والحاسم ، كان عليه الوقوف منتصباً upright وتناول الذخائر من مخزنها ثم إقحامها بعد ذلك في مغلاق المدفع . لذلك كان من الضروري تكييف ارتفاع البرج لتسهيل عمل هذا الملقم البشري (من المثير بالفعل أن السوفييت كانوا يختارون أطقم دباباتهم بالنظر لمقاييس الطول والحجم ، وعملياً أي رجل يزيد طوله عن 1.65 م لم يكن ليحظى بأي فرصة للعمل ضمن الطاقم) .
نظام التلقيم الآلي في الدبابة الفرنسية لوكليرك يغذي المدفع أملس الجوف نوع F1 عيار 120 ملم ، وهو يختلف تماماً في بناءه وتخطيطه عن مثيلاته في الدبابات الروسية ، وإن كان مماثلاً في مبدأ العمل لذلك الذي تستخدمه الدبابة اليابانية Type 90 من حيث استخدام نمط السلسلة وبعض العناصر المشتركة الأخرى . هذا النظام طور من قبل شركة Creusot-Loire ، في حين تتولى إنتاجه وتوزيعه شركة Giat Industries وهي المقاول الرئيس . الملقم مثبت في مؤخرة برج الدبابة حيث يمكن شحنه وتغذيته بالذخيرة من الخارج أم من داخل الدبابة ، ويتم التحكم بعمله بواسطة نظام إلكتروني متطور . لقد جرى عزل النظام عن الرامي وقائد الدبابة في مقصورة القتال بواسطة حاجز مدرع انزلاقي محكم الغلق . هو يسمح بمعدل نيران مرتفع ، يبلغ 10-12 طلقة/دقيقة اعتماداً على موقع الذخيرة المطلوبة (المعدل العام بدون تعيين أو توجيه يمكن أن يبلغ 15 طلقة/دقيقة) . مع ملاحظة أن الملقم الآلي في الدبابة لوكليرك كغيره من أنظمة التلقيم الآلية ، لا يستطيع تغيير نوع القذيفة متى ما هي حملت وعبئت في مغلاق المدفع .. المخزن الخاص بالنظام يشحن بعدد 22 قذيفة عيار 120 ملم من خلال فتحة تحميل خاصة في مؤخرة جدار البرج . الذخيرة تكون محفوظة وجاهزة للاستخدام في خلايا نقل أفقية horizontal conveyor cells ، مع القدرة على الاختيار بين خمسة أنواع من القذائف ، بما في ذلك الأنواع النابذة للكعب المثبتة بزعانف APFSDS (سرعة فوهة حتى 1750 م/ث) ، وشديدة الانفجار المضادة للدبابات HEAT (سرعة فوهة حتى 1170 م/ث) . حيث يعمل معالج دقيق على قراءة الباركود barcode أو شفرة التعريف الخاصة بالذخيرة المطلوبة .

الألغام الأرضية ومخاطر المعالجة والرفع .

الألغـــــــــــام الأرضيــــــــــــة ومخاطــــــــــــــر المعالجــــــــــــــة والرفـــــــــــــــــع

يعتبر استخدام وسائل ضد التعامل والمعالجة Anti-handling devices ، الأسلوب الأكثر شيوعاً لزيادة حساسية الألغام المضادة للدبابات . هي وسيلة أو أداة مصممة لإعاقة ومنع الخصم من العبث tampering باللغم أو محاولة تعطيله أو رفعه أو نقله . فهذه الوسيلة مصممة لتفجير اللغم عند تحريكه من مكانه ، وهي في الحقيقة وسيلة فعالة لمنع تطهير حقول الألغام (البعض يضعها في خانة مصائد المغفلين booby-trap) . بعض الألغام تأتي مع هذه الإضافات كمكمل لتصميمها ، والبعض الآخر يأتي كإضافة مرتجله ، ولهذا السبب يوصى دائماً عند التعامل مع الألغام الأرضية بوجوب اتخاذ إجراءات وقائية إضافية ، أو تدميرها في موقعها بدل محاولة إبطال مفعولها . في الحقيقة ليس كل الألغام لديها أداة ضد المعالجة والرفع لاءمت أو وافقت تركيبها ، إذ تشير التقارير المعنية أنه ربما واحد من كل عشرة ألغام مضادة للدبابات في حقل ألغام دفاعي كبير سيكون لديها مثل هذا التجهيز ، مشدود إلى صمامها الثانوي . مع ذلك ، يجب على طاقم أعمال التطهير والإزالة clearance process إدراك أن الألغام المضادة للدبابات عادة ما تنشر أو تطرح بالتزامن مع أنواع أخرى مختلفة من الألغام المضادة للأفراد ذات المحتوى الأدنى من الأجزاء المعدنية ، مثل VS-50 أو TS-50 ، وبعضها يمكن له التجهز بميزات ضد المعالجة أيضاً .أحد أبرز الألغام في هذا المجال هو اللغم الأمريكي M15 ، فهذا اللغم الذي يزن 14.27 كلغم وقطره 337 ملم ، يشتمل على آلية ضغط تقع في منتصف جسم اللغم المعدني ، وتوجد تجاويف على حاوية اللغم لوضع صمامات مانعه للرفع والمعالجة anti-handling ، أحدها على الجانب والآخر على قاع اللغم ، والتي بدورها تشعل الشحنة الرئيسة التي تزن 10.3 كلغم من المتفجرات عند محاولة تحريك اللغم . إن الأصناف المختلفة لأدوات ضد المعالجة تستحدث عادة للاستخدام مع تشكيلة من الصمامات .
قائمة أنواع الصمامات المستعملة كأدوات ضد معالجة يمكن أن تشمل :

· صمامات السحب والشد Pull fuzes : هذه تركب نموذجياً في حجيرات الصمام الثانوية المحددة في مكان على جانب أو قاع اللغم الأرضي . إن الصمام يوصل عادة إلى سلك رقيق thin wire مربوط بالأرض ، لذلك السلك سينسحب تلقائياً إذا اللغم مرفوع ، أو حاول أحدهم نقله أو إزعاجه بأية وسيلة . صمامات السحب البسيطة تتسبب عند جذبها في تحرير نابض الطارق spring striker ومن ثم تحفيز اللغم على الانفجار . نسخ إلكترونية أكثر تطوراً من صمامات السحب تم تطويرها ، هذه تمتلك ميزة مجس "سلك قطع" break wire الذي يكتشف هبوط في الفولطية . وبأي طريقة كانت ، جذب السلك المخفي سيتسبب في انفجار اللغم .
· صمامات ضد رفع والنقل Anti-lifting fuzes : هذه تشد وتثبت بعناية إلى جيب الصمام المساعد ، الذي يحدد مكانه عادة في أسفل قاع الألغام الأرضية المضادة للدبابات . أي إجراء سلوكي حيال رفع أو تحريك اللغم سوف يتسبب في تحرير الطارق المنتصب ، ومن ثم تفجير اللغم . من أشهر أدوات الإطلاق وتحرير الألغام التي طورت خلال الحرب العالمية الثانية واستمر استخدامها لعدة سنوات بعد الحرب ، الأمريكي M5 ، الذي يعتبر مثال كلاسيكي لصمامات ضد الرفع (يستخدم بشكل قياسي مسمار لولبي مثبت بسلك) .
· مفاتيح الإمالة/الاهتزاز Tilt/Vibration switches: هذه عبارة عن صمام مركب ومشدود داخل الأداة التي تتسبب في تفجير اللغم إذا ما تمت إمالة المجس لما بعد زاوية معينة certain angle أو خضع اللغم لأي اهتزاز . نموذجياً ، هو على شاكلة أو نمط من ترتيب البندول ، حيث يمكن استخدام نابض تحميل "رعاش" trembler تعمل ذبذباته على قطع الدائرة الكهربائية ، أو مفتاح زئبق (مفتاح الزئبق mercury switch المعروف كذلك بمفتاح ميل الزئبق هو أداة الغرض منها السماح بقطع تدفق التيار الكهربائي في دائرة كهربائية ، بالاعتماد على الموقع أو الاصطفاف الطبيعي للمفتاح ، نسبة إلى اتجاه سحب جاذبية الأرض ، أو القصور الذاتي) لاكتشاف الإمالة وتحفيز مفجر اللغم .
· صمامات ضد أجهزة كشف الألغام Anti-mine detector fuzes : هذه طورت أثناء الحرب العالمية الثانية لاكتشاف الحقل المغناطيسي magnetic field للكاشفات (كاشفات الألغام التي تعمل بالطاقة الكهربائية تتحصل على مجال أو حقل مغناطيسي يحيط بها نتيجة انتقال ومرور التيار الكهربائي electric current خلال أسلاكها الداخلية) .
· الصمامات إلكترونية : الصمامات الإلكترونية الحديثة يمكن أن تتضمن وتدمج ميزات ضد معالجة . نموذجياً ، هذه الصمامات يمكن أن تتألف من واحد أو أكثر من المجسات التالية : مغناطيسي seismic أو زلزالي magnetic ، أو حساس للحرارة أو الصوت thermal/acoustic . مثل هذه الصمامات يمكن تمييزها بين الأنواع المختلفة لعمليات تطهير الألغام ، وبمعنى آخر هي يمكن أن تقاوم التنشيط أو التحفيز activation بالأدوات المختلفة مثل العربات الدقاقة mine flails (أداة مصعدة على مقدمة عربة تشتمل على جنازير في أطرافها كرات معدنية ، تعمل على ضرب الأرض بضعة مرات في الثانية الواحدة بهدف تفجير الألغام الأرضية أمام العربة التي تحملها وجعل الطريق آمن خلال حقل الألغام) ، أو المحاريث ، أو المتفجرات ، في ذات الوقت الذي تكون قابله للانفجار متى ما عولجت من قبل أفراد إزالة الألغام المتخصصين .
إضافة إلى ما ذكر ، هناك صمامات إلكترونية لها قابلية التدمير الذاتي self-destruct . وبمعنى آخر هي مصممة مع نوع من عداد التوقيت التنازلي لتسبب في انفجار اللغم بعد ساعات ، أو أيام أو حتى بعد شهور من طرحها فوق أو أسفل التربة ، ومن المحتمل أن تنفجر هذه مع محاولة تحويلها لوضع السلامة بتحريك المفتاح المختص . وعلى الرغم من أن الصمامات بخاصية التدمير الذاتي ليست أدوات ضد المعالجة بحد ذاتها ، إلا أنهم يضيفون عامل تعقيد وإرباك إضافي إلى عمليات التطهير والإزالة .

دليل الجيش الأمريكي للألغام FM 20-32 ، يصنف بضعة أشكال من أدوات ضد المعالجة :

· أداة ضد الرفع : Anti-lifting devices وتعمل هذه على تحفيز اللغم وتفجيره عند محاولة رفعه أو سحبه خارج الحفرة التي هو بداخلها .
· أداة ضد القلق أو الاضطراب : Anti-disturbance device وتعمل هذه على تحفيز اللغم وتفجيره عند محاولة تحريكه أو محاولة إمالته ، كما في اللغم VS-50 الذي يحتوي على قضيب زئبقي مدمج .
· أداة ضد التعطيل : Anti-defusing device وتعمل هذه على تحفيز اللغم وتفجيره عند محاولة إزالة ورفع صمام اللغم المحمي .
. أداة ضد النزع والتجريد : Anti-disarming device وتعمل هذه على تحفيز اللغم وتفجيره عند محاولة وضع وتحويل آلية تسليح اللغم إلى الوضع الآمن .

27‏/6‏/2016

منظار التصوير الحراري الخاص بالمنظومة كونكورس .

منظــــــــــار التصويـــــــــــر الحــــــــراري الخــــــــاص بالمنظومــــــــــة كونكــــــــــورس

صور لأسلحة وتجهيزات غنمتها قوات الدولة الإسلامية من خصومها في سوريا تظهر بوضوح الإستحواذ على منصة إطلاق الصاروخ الروسي كونكورس مع صاروخين جاهزين للإستخدام ومنظار التصوير الحراري الخاص بعمل المنظومة والذي يحمل التعيين الرسمي 1PN79-2 .. منظار التصوير الحراري Thermal imaging sight لمنظومة الصاروخ كونكورس من تطوير المعهد الحكومي لتطبيقات البصريات في مدينة كازان Kazan (المجهز الوحيد في روسيا لأدوات التصوير الحراري الخاصة بأنظمة المقذوفات المضادة للدروع) . يبلغ إجمالي وزن المنظار 11.5 كلغم شاملاً قنينة غاز التبريد cooling bottle وبطارية التغذية supply battery .. التجهيز الكهربائي للمنظار الحراري يعتمد بطارية نيكل كادميوم NiCad battery قابلة للشحن لمرات عديدة .. لقد صمم هذا المنظار للبحث والكشف وتمييز الأهداف في الليل وخلال الدخان وشروط الرؤية المخفضة reduced visibility . وهو في الحقيقة مميز بعدسته الكبيرة التي يبلغ قطرها 100 ملم مع امتلاكه لحقل رؤية من 2.7 × 4.5 درجة ، كما أنه مصمم للعمل ضمن المجال الطيفي 8.0-12.0 مايكرو في حزمة الأشعة تحت الحمراء طويلة الموجة LWIR (هذه الحزمة خاصة بأنظمة التصوير الحراري thermal imaging ، وتستخدم للحصول على صورة سلبية مستندة على الإشعاعات الحرارية فقط ، ولا تتطلب ضوء خارجي أو مصدر حراري مثل الشمس أو القمر أَو الضوء تحت الأحمر . أيضاً تستخدم هذه الحزمة في منظومات الرؤية الأمامية بالأشعة تحت الحمراء FLIR كما تستخدم في عمليات التوجيه السلبي لبعض الذخيرة) . المنظار له أدوات تحكم متعددة لتأمين مستوى التباين والسطوع وتوضيح الصورة ، إذ يتوفر عدد من مفاتيح السيطرة control switch لتنظيم الرؤية الجيدة ، ويمكن للمشغل تغير لون الهدف من اللون الأبيض للأسود والعكس . بشكل عام ، الصورة في المنظار ستبدو قاتمة والأهداف الساخنة ستبدو باللون الأبيض البراق حسب مستوى التسخين (يسمح التصوير الحراري لمستخدميه برؤية الاختلافات في درجة الحرارة . وعند النظر خلال أداة التصوير الحراري ، تبرز الأجسام الدافئة warm objects بشكل أفضل مقابل الخلفيات الأبرد) . قنينة غاز التبريد تبدو منزوعة من المنظار كما تبين الصور للأسفل ، لكن هذه القنينة تثبت عادة إلى المؤخرة المتطرفة من المنظار الحراري وتشد بواسطة أسنان لولبية . ولغرض التبريد ، هي تستخدم على الأرجح غاز الفريون Freon وهو من الغازات الخاملة كيميائياً وغير القابلة للاشتعال ويتركز استخدامه على أجهزة وأدوات التبريد refrigerants . هذه القنينة قابلة للعمل حتى 2-2.5 ساعة حيث تستغرق عملية تبريد المنظار في كل مرة نحو ثلاثة ثوان فقط .

25‏/6‏/2016

صوارخ إيرانية موجهه مضادة للدروع في معركة الفلوجة .

أظهرت صور حديثة من العراق إستخدام القوات الأمنية ومليشيا الحشد الشعبي صوارخ إيرانية موجهه مضادة للدروع في معركة الفلوجة . هذه الصواريخ التي تحمل التعيين الإيراني Saeghe هي نسخة منتجة بطريقة الهندسة العكسية reverse-engineered عن الصاروخ الأمريكي الموجه "دراغون" M47 Dragon (أخرج من الخدمة رسميا في القوات المسلحة الأمريكية العام 2001) . إيران تنتج هذا السلاح بنسختين أحدهما برأس حربي تقليدي والآخر بقدرات إضافية على مواجهة قراميد الدرع التفاعلي المتفجر . الصاروخ الإيراني يستخدم تقنية التوجيه ذاتها الخاصة بالدراغون الأمريكي والتي يطلق عليها إختصارا SACLOS أو القيادة نصف الآلية إلى خط البصر . فعملية إستخدام هذا الصاروخ بسيطة جدا ولا تتطلب موارد خاصة ، فكل ما يتطلب من الرامي فعله ينحصر في المحافظة على الهدف في مركز الشعيرات المتقاطعة في منظار التصويب ثم الضغط على زر الإطلاق ليصيب الصاروخ الهدف في ظروف تسديد مثالية .

21‏/6‏/2016

نظرة على خراطيــش شحنـات الدافـع الروسيـة .

نظـــــــــــرة علــــــــــى خراطيــــــــــش شحنـــــــــــات الدافــــــــــع الروسيــــــــــة

على مدى سنوات ، طور الروس أنواع متعددة من خراطيش شحنات الدافع propelling charge لصالح سلسلة المدافع 2A46M عيار 125 ملم ، مثل 4Zh40 و4Zh52 ومعززة الطاقة 4Zh63 . هذه الخراطيش التي طورها معهد تصنيع الآلات والبحث NIMI من النوع النصف قابل للاحتراق semi-combustible ، حيث يستثنى العقب المعدني/الفولاذي الذي يلفظ للخارج عن طريق فتحه في مؤخرة برج الدبابة . وتستخدم خرطوشة الدافع الرئيسة 4Zh40 لجميع مقذوفات السلاح 2A46M كحمولة قياسية ، حيث يبلغ وزن الخرطوشة بالكامل 9.4 كلغم ، منها 3.4 كلغم هي وزن قاعدة العقب الفولاذي و5 كلغم هي وزن مسحوق شحنة الدافع (طول كامل الشحنة 408 ملم ، منها 140 ملم هي طول العقب الفولاذي) . إن شحنة الدافع قادرة بشكل عام في المدافع الروسية على توفير سرعة فوهة لعموم مقذوفات APFSDS عند حدود 1700-1800 م/ث . النمط الأول من الخراطيش 4Zh40 طور في العام 1962 بالتزامن مع تطوير مدفع الدبابات D-81 ، ويشتمل إجمالا على مسحوق حبيبات دافعة من نوع 15/1TR V/A. هذه تكون على هيئة حزمة أنابيب أو قصبات بقطر 1.5 ملم وحيدة الثقب ، قادرة على توفير ضغوط أكثر ثباتاً . حيث يحدث التفسخ بشكل متعادل ومحايد بين السطحين الخارجي والداخلي للحبيبة ، لذلك هي تعرف باسم الحبيبات "المحايدة" neutral .
الخرطوشة تشمل أيضاً حبيبات دافعة أصغر حجماً سباعية الثقوب وبقطر 1.2 ملم ، من نوع 12/7 V/A ، وهذا النوع من الحبيبات يحترق بمعدل تصاعدي ، لذلك تعرف حبيباته باسم "التقدمية" progressive . فمن المعروف أن اشتمال المسحوق الحبيبي على ثقوب متعددة يساعد على احتراقهم بشكل تدريجي ، بمعنى أنهم يحترقون بشكل أسرع بينما هم مستهلكون ومستنفذون .هذا يسمح للمسحوق بتطوير المزيد من غازات الدفع بعد بدء المقذوف الحركة في تجويف سبطانة المدفع .كما يشتمل تكوين خرطوشة الدافع الرئيسة 4Zh40 أيضاً على حبيبات من نوع VTKh-20 مخمدة للهب ، وبادئ  إشعال كهربائي/طرقي من نوع GUV-7 .

المختبر الحقيقي الأول للذخيرة الموجهة بدقة .

البدايــــــــة مــــــــن فيتنــــــام

المختبــــــــــر الحقيقــــــــــــي الأول للذخيــــــــــرة الموجهــــــــــة بدقـــــــــــــة
تعتبر حرب فيتنام المختبر الأول الحقيقي للذخيرة الموجهة بدقة guided munitions ، فالبداية الصعبة كانت مع القنابل غير الموجهة حرة السقوط ، والتي ساهمت في العديد من الانتصارات خلال الحرب . فهذه الأسلحة التي يطلق عليها اسم "القنابل الحديدية" iron bombs كانت مرعبة عند ارتطامها بالأرض ، كانت قادرة على تمزيق طبلة الأذن وإثارة الخوف والوهن في نفوس أكثر الجنود شجاعة ، واستطاعت شظاياها سحق وتدمير الكثير من المطارات الفيتنامية الشمالية وخطوط السكك الحديدية ، ومستودعات التجهيز ، وشبكة الأنفاق الأرضية ، ومجموعات مقاتلي "الفيتكونغ" Vietcong المختبئين في ظلال وأغطية الغابات . كان تأثير القنابل الصماء Dumb bombs مدمر ، كما شهدت معركة Tet العام 1968 وهجوم عيد الفصح العام 1972 ، ومع ذلك تسببت هذه الأسلحة بحوادث كارثية خلال مراحل عدة من الحرب ، فقد ضلت هذه القنابل طريقها لتضرب مستشفى Hanoi وتقتل 30 فرداً في ديسمبر العام 1972 . وتسببت قنبلة أخرى في مقتل العشرات من الجنود الأمريكان في وسط مرتفعات منطقة تقع في جنوب فيتنام ، الحادث نتج عن سوء الاتصالات الراديوية بين القوات الأرضية والجوية ، حين توجه الطيار بطائرته من الشمال للجنوب بدلاً من المنطقة الشمالية الغربية للمنطقة الجنوبية الغربية .
الإخفاق الآخر الذي واجهته القنابل الصماء يتمثل في العديد من حالات الفشل في إصابة الأهداف المعادية ، إذ بلغت مستويات الخطأ الدائري CEP للطيارين الأمريكان أكثر من 200 م عن نقطة التصويب aim point (انخفضت هذه في السنوات الأخيرة من الحرب لتصل لنحو 100 م فقط) واضطرت الطائرات المهاجمة للعودة من جديد للتصويب على ذات الأهداف المنشود (بلغت نحو 300 غارة خطرة على هدف واحد لتدميره) مع ما حمله هذا الوضع من خطورة ومجازفة . فقد تم رصد الكثير من الطائرات المغيرة بواسطة الرادارات الفيتنامية الشمالية ومن مسافات بعيدة ، فتم استدعاء الطائرات المقاتلة الاعتراضية ، كما أطلقت منظومات الدفاع الجوي الفيتنامية أسلحتها ، وبشكل أجبر الطائرات المهاجمة على إسقاط قنابلها في أماكن قريبة من أهدافها وبشكل غير مؤذي . اضطر الطيارون الأمريكان للهبوط والغطس مرة أخرى بشكل مباشر نحو أهدافهم ، لتتلقفهم النيران الأرضية . لقد تسببت المدافع المضادة للطائرات Anti-aircraft guns التي عادة ما تكون نيرانها دقيقة عند الارتفاعات ما دون 3000 م في معظم الخسائر الجوية الأمريكية . قتل أكثر من 3.200 طيار أمريكي في جنوب شرق آسيا خلال الفترة من 1961 وحتى العام 1972 . كم تم أسر بضعة مئات من الطيارين من قبل قوات فيتنام الشمالية ، وأثبتت العمليات الجوية التقليدية أن القصف الهائل لا يمكن أن يجلب نصراً مؤكداً ، و لم تستطع ثمانية ملايين طن من القنابل سوى إضافة المزيد من الدمار والخراب العشوائي ومقتل الآلاف من القرويين الأبرياء .
في ربيع العام 1972 استخدمت القوات الأمريكية لأول مره خلال عمليات الهجوم الجوية / الأرضية قنابل موجهة ليزرياً ، عندما قامت طائرات F-4D وF-4E مجهزة بأنظمة Martin AVQ-9 وFord AVQ-10 Pave Knife للتعيين الليزري ، بتدمير مجموعة من الأهداف الإستراتيجية بقنابل موجهة ليزرياً LGB من نوع Paveway . لقد كانت الأهداف الرئيسة لتلك الأسلحة هي الجسور الإستراتيجية في فيتنام الشمالية North Vietnam التي قامت بغزو الجنوب الفيتنامي . كان لهذه الجسور أهمية بالغة في إمداد المتمردين الشماليين بالسلاح والذخيرة بالإضافة لدعم هجومهم الآلي . وبعد عدة محاولات فاشلة لتدمير جسر Hoa Thanh الرئيس على النهر الأحمر باستخدام قنابل تقليدية صماء ، فإن ذلك الجهد لم يسفر سوى عن إصابته في أجزاء غير حساسة من هيكله ، ومقابل ذلك خسائر فادحة منيت بها الطائرات المهاجمة (الموقع كان بمثابة مقبرة سيئة السمعة لعشرات الطائرات المقاتلة الأمريكية للسنوات السبع التي سبقت العام 1972) ، لكن هذا الوضع تغير بعد استخدام القنابل الموجهة ليزرياً laser guided bombs للمرة الأولى في 13 مايو من العام 1972 ، فقد استطاعت طائرتان فقط مزودتان بهذا النوع من الأسلحة ، تدمير الجسر وبغارة واحدة فقط . لقد برهنت هذه الأسلحة على الأفضلية التعبوية وهي الدقة العالية في إصابة الهدف ، حيث أن مقدار الخطأ الدائري CEP لهذا القنابل لا يتجاوز 4-5 أمتار . وهكذا أطلقت القنبلة الموجهة ليزرياً Paveway من طائرة F-4 ، في حين كانت إضاءة الهدف تتم من قبل مشغل الأسلحة في المقعد الخلفي لطائرة F-4 أخرى مجهزة بحاويات نظام Pave Knife للتعيين الليزري .
بعد تدمير جسري Paul Doumer وThanhHoa في شهر مايو من العام 1972 ، أعاد سلاح الطيران الأمريكي ترتيب أولويات الهجمات النهارية ضد المناطق المُدافع عنها بعناية وشدة في فيتنام الشمالية ، مع استغلال واستثمار كامل القابليات للقنابل الموجه ليزرياً ، فتم مهاجمة طرق السكك الحديدية وشبكات الطاقة الكهربائية ومستودعات الوقود ومحطات الرادار والبث الإذاعي ومنظومات الدفاع الجوي الصاروخية وغيرها من الأهداف المشكوك بأمرها . لقد وفرت هذه الأسلحة إمكانية العمل في مستويات جيدة من السلامة ، وفي بيئة ومناطق شديدة الخطورة .
مع أن هذه الأسلحة شكلت جزء قليل من ذخيرة وأسلحة جو-أرض التي قامت الطائرات الهجومية strike aircraft لكل من سلاح الطيران والبحرية الأمريكية بإلقائها خلال حرب فيتنام ، إلا أن دقتها الشديدة التي لم يسبقها لها مثيل جعل استخدامها حلم جميع طياري تلك الحقبة ، فمن أصل أكثر من 10.500 قنبلة موجهة ليزرياً ، جرى إطلاقها في كافة أنحاء جنوب شرق آسيا Southeast Asia من تاريخ شهر فبراير العام 1972 وحتى فبراير العام 1973 ، كان هناك 5.107 قنبلة (ما نسبته48.1%) حققت إصابات مباشرة ، وعدد 4.000 قنبلة مع أخطاء دائرية محتملة CEP لنحو 7-8 أمتار . وللمقارنة ، تم تحصيل خطأ دائري خلال الأعوام 1965-1968 ، لأكثر من 150 م ، مع طائرة F-105 تقوم بالقصف وإطلاق قنبلتها غير الموجهة وهي بوضع الغطس dive-bombing ، تجاه أهداف تحت الحماية والدفاع الشديد في فيتنام الشمالية . ومع أن هذه الأسلحة تطلبت أجواء صافية حدد عملياتها حقيقتاً في ساعات النهار ، فإن دقتها في المقابل كانت تعادل 33-50 ضعف القنابل غير الموجهة .
ومع نهاية الحرب ، استطاعت الطائرات الأمريكية المجهزة بهذه القنابل تدمير نحو 104 جسر فيتنامي إستراتيجي ، بالإضافة لتدمير وقطع الطرق السريعة وخطوط السكك الحديدية ، وسمحت دقتها بمهاجمة مواضع المدفعية المضادة للطائرات والدبابات والأهداف النقطوية الأخرى ، فقط مع قنبلة أو قنبلتين من هذا النوع لكل هدف (لم تحقق قنابل Paveway نسبة نجاح 100% خلال الحرب الفيتنامية ، إلا أنه ما من شك أن هذا النوع من القنابل خفض لدرجة كبيرة عدد الطائرات المطلوبة لتدمير أهداف نقطوية شديدة الحماية والتحصين) . وأشارت دراسة مستقلة أجريت بعد الحرب ، للعمليات التي أجريت خلال السنوات 72-1973 ، بأن أكثر من ثلثي القنابل الموجه ليزرياً LGB التي أسقطت من الطائرات الأمريكية ، استطاعت ضرب أهدافها ضمن مسافة 8 أمتار من نقطة التصويب ، وإن هذا التحسين الدراماتيكي المثير في دقة التصويب ، حقق تغييرات في الحرب الجوية أشبه بالتغييرات التي أحدثتها Blitzkrieg (أو الحرب الخاطفة lightning war) في ساحة المعركة خلال الحرب العالمية الثانية .

20‏/6‏/2016

خط الدفاع الأخير عن الدبابة .. المدافع الرشاشة .

خــط الدفــاع الأخيــر عــن الدبابــة
المدافـــــــــــــع الرشاشــــــــــــــة المتوسطـــــــــــــة والثقيلـــــــــــــة


أنا يمكن أن أتذكر ثلاثة حالات محددة ، تعرضنا فيها لخسائر العربات أو الإصابات خلال الحرب في كمبوديا في مايو 1970 ، أهمها بالنسبة لي ، وهي الحادثة التي نتجت عن قذيفة RPG-7 ، أطلقت على الجانب الأيمن من عربة الفصيل الثانية . القذيفة إصابة المنطقة الواقعة فوق عجلة الطريقة الثالثة ، وأستطاع نفاث القذيفة اختراق جانب العربة ، والاستمرار داخل المقصورة ، وبالكاد أخطاء أرداف رامي الرشاشة M2 الواقف في كوة القائد . النفاث ضرب الجدار الداخلي للجهة اليسار للعربة وأخترقه أيضاً . ولكن دون أن يشعل الوقود أو مخزون الذخيرة . هذا الهجوم أدى إلى حدوث فتحتين متقابلتين على جانبي العربة ، كل منها بقطر 5 سم تقريباً أو أقل بقليل . المدفعي تلقي بعض الشظايا البسيطة على أردافه وساقيه بسبب تأثير التشظية . وحسب ما أذكر ، فإن رامي قذيفة RPG لم نشاهده أبداً .."

تشكل المدافع الرشاشة المتوسطة والثقيلة ، خط الدفاع الذاتي والأخير self-defense لدبابة المعركة الرئيسة ، تجاه أخطار الهجمات الأرضية (مشاة يحملون قواذف مضادة للدروع) والهجمات الجوية (مروحيات ، طائرات هجوم أرضي) ، بما في ذلك الاطلاع في أغلب الأحيان بمهام الكبح والإخماد suppression missions . فقد أثبتت المعارك التي جرت في أفغانستان والشيشان والعراق وغيرها ، أن المشاة المسلحون جيداً ، يمكن أن يقاتلوا الدبابات من التضاريس القريبة ، أو من خلال الأغطية النباتية ، وكذلك من خلال المناطق الحضرية urban areas ، بهدف حرمان هذه الدبابات الاستفادة من عناصرها الرئيسة ، مثل قابلية الحركة ومدى المواجهة standoff range . وفي الحقيقة فإن هذه المدافع أو الأسلحة الثانوية secondary armament لا تختلف كثيراً عن الرشاش التقليدية ، باستثناء احتوائها على التعديلات التي تسمح بتثبيتها واستخدامها يدوياً manually-controlled من داخل الدبابة ، أو من أعلى فتحة الكوة hatch يدوياً أو آلياً ، بحيث تستطيع توفير نيران دعم وإسناد sustained fire حتى مديات مؤثرة لا تقل عن 900-1500 م .


الدبابات الأمريكية Abrams على سبيل المثال ، تحمل رشاشة محورية من عيار 7,62 ملم ، نوع M240 (نسخة أمريكية الصنع عن سلاح بلجيكي التصميم) ، تقع فوق للأعلى ، إلى جهة اليمين من المدفع الرئيس ، وتتبع حركته في كلتا زاوية السمت والارتفاع . تستخدم هذه الرشاشة ضد الطائرات المروحية والطائرات بطيئة السرعة ، بالإضافة إلي الأهداف الأرضية خفيفة التدريع . وفي هذا الدور ، هي يمكن أن تطلق من 15-30 طلقة على شكل رشقات burst ، يبلغ مداها الفعال نحو 1,800 م . وتستطيع الدبابة حمل 2,200 طلقة ، منها 800 جاهزة للرمي ، و 1,400 مخزنة . تزن هذه الرشاشة 11 كلغم ، ومعدل نيرانها السريع يصل إلى 650-950 طلقة/دقيقة . وأظهرت عمليات استخدامه في العراق أنه هو السلاح الثانوي المفضل للرمي أثناء حركة الدبابة .
أما الدبابات الروسية ، فتستخدم الرشاشة PKT من عيار 7,62 ملم كسلاح محوري على دباباتها القياسية . لقد طورت هذه الرشاشة في العام 1962 ، ويصل طولها إلى 1,1 م ، ووزنها إلى 10,5 كلغم . وعلى عكس معظم الرشاشات الغربية المماثلة ، فإن PKT تقذف خراطيشها الفارغة جهة اليسار من السلاح ، وليس إلى اليمين كما في الأنظمة الغربية ، حيث يبلغ معدل النيران في هذه الرشاشة نحو 650 طلقة/دقيقة ، في حين يصل مداها الفعال إلى نحو 1500 م مع سرعة الفوهة تبلغ 825 م/ث . أما المدى ضد أهداف متحركة وبنيران مباشرة ، فيصل إلى 650 م . وتستطيع أطلاقاتها الخارقة للدروع ، اختراق 6 ملم من الفولاذ على مسافة أكثر من 600 م .

19‏/6‏/2016

دبابة المعركـة الرئيسة وقابلية الحركة وتجاوز التضاريس الصعبة .

دبابــــة المعركـــــة الرئيســـــة وقابليــــة الحركـــــــة وتجــــــاوز التضاريـــــس الصعبـــــــة

لو أجرينا تقييماً للحركة والسرعة على نفس الأرض بين دبابة M4 Sherman وهي من دبابات الحرب العالمية الثانية ودبابة حديثة من طراز M1 Abrams ، لوجدنا أن الأخيرة أكثر سرعة وأرجح في المناورة وأفضل من ناحية التعجيل والتسارع acceleration ، على الرغم من أنها أثقل وزناً وأكبر حجما (من ناحية الطول والعرض) . فمنذ ما يقارب 20 عاماً مضت ،  أدرجت مواصفات الحركة mobility بقائمة متنوعة حسب الأهمية ، وتناولت هذه القائمة (1) الوزن الكلي (2) القدرة القصوى للمحرك (3) أقصى سرعة على الطريق (4) وأبعاد الموانع والعقبات الممكن عبورها . وخلال السنوات الأولى من تاريخها خصصت الدبابة لمرافقة المشاة ، وهذا يعني أن فكرة "السرعة" speed كانت أمراً ثانوياً ، حيث جرى البحث آنذاك عن عربة لا توقفها الموانع العمودية vertical obstacles (الطبيعية منها والصناعية) ، وكان الجنزير أفضل وسيلة لمعالجة هذه المشكلة . مع ذلك ، الأستخدام اللاحق للدبابة أظهر أنه يمكن للتضاريس المتعرجة والأرض الوعرة أن تحدد وتقيد سرعة هذا السلاح عملياً من خلال الإجهاد المنصب على منظومة التعليق suspension والطاقم crew . لذا ، إنجاز كبير في هذه الجزئية أمكن تحقيقه أثناء الحرب العالمية الثانية عندما طورت أنظمة تعليق محسنة ، سمحت بالأداء المحسن والعبور خلال التضاريس الوعرة مع قابلية نسبية لاطلاق النار عند الحركة . أنظمة تعليق مبكرة مثل "كرستي" Christie (نسبة لمصممها المهندس الأمريكي والتر كرستي ، حيث سمحت هذه الأنظمة للدبابات الخفيفة بالسير بشكل أسرع في المناطق الوعرة مقارنة من نظام النوابض الصفيحية التقليدي . النظام قدم أولاً على العربة غير المجنزة التي صممها بنفسه M1928 ، وإستخدم بعد ذلك على كل تصاميمه حتى موته في العام 1944) ، أو أنظمة لاحقة مثل التعليق بعمود أو قضيب الالتواء torsion-bar التي طورت من قبل "فيردناند بوشي" Ferdinand Porsche وحسنت أداء الدبابة على التنقل عبر التضاريس الوعرة بشكل مثير ، وقابلية الحركة بشكل عام . إن جداراً عمودياً ارتفاعه متراً واحداً ، وحفرة عمقها ثلاثة أمتار ، ومنحدراً مستوى ميل 60 درجة ، وأرضاً موحلة أو رملية ، لا يمكنها أن توقف تقدم دبابة معركة الرئيسة .

خلال الحرب العالمية الثانية ظهر مصطلح الدبابات البرمائية Amphibious tanks ، وهي عربات جيدة التسليح والتدريع مصممة خصيصاً أو مكيفة لعمليات عبور المجاري المائية . هذا النوع من الدبابات نادر الوجود الآن في الجيوشِ الحديثة ، إذ استبدل المفهوم بالعربات الهجومية أو ناقلات الجنود المدرعة البرمائية المصنعة حسب الطلب . في الوقت الحالي فأن عمق العبور المثالي لدبابة المعركة الرئيسة يبلغ تقريباً متر واحد ، وهذا ما يحدده ارتفاع فوهة منفذ الهواء للمحرك air intake وموقع السائق . مع ذلك دبابات أخرى الحديثة أمثال الأمريكية Abrams والألمانية Leopard II والروسية T-90 تمتلك القدرة على عبور مجاري المياه والأنهار الضحلة حتى عمق 4-5 م وذلك بمعداتها الخاصة (هذه الدبابات تستخدم أنبوب للتنفس تحت الماء يطلق عليه snorkel لتوفير الهواء للمحرك والطاقم) وهذا يقلل بطبيعة الحال وبصورة ملموسة من الموانع والحواجز obstacles التي يصعب عبورها . إن أطقم الدبابات عادة ما يكون لديهم رد فعل أو تفاعل سلبي تجاه عبور المجاري العميقة ، لكن هذا الاجراء في الواقع يضيف فرصة كبيرة لعنصر المفاجأة والمرونة التكتيكية tactical flexibility خلال عمليات عبور المياه ، وذلك بإنشاء وتأسيس طرق جديدة وغير متوقعة من مواضع الهجوم .

دبابات المعركة الحالية تمتلك قابلية حركة عالية جداً وهي قادرة على عبور معظم التضاريس الأرضية بسبب منظومة الجنازير الحلقية المتصلة وأنظمة التعليق المتقدمة . تعمل الجنازير tracks على تفريق وتشتيت وزن العربة على منطقة كبيرة ، مما يؤدي إلى تخفيض الضغط على الأرض . وحالياً يمكن لأي دبابة حديثة أن تسير بسرعة تقريباً 40 كلم/س عبر تضاريس مستوية ومنبسطة flat terrain وبحدود 70 كلم/س على الطرق المعبدة . وهنا يتوجب الأخذ بنظر الاعتبار قضايا تسليم وتوصيل الوقود وكذلك صيانة الدبابة ، فالقيادة بالسرعات القصوى ولمسافات طويلة يمكن أن تتسبب مع الزمن في الاجهاد والأعطال الميكانيكية mechanical failure لكل من أنظمة نقل الحركة والمحرك وكذلك منظومة الجنازير . لذلك يرجح على الدوام توافر ناقلات الدبابات ذات العجلات ، وخطوط السكك الحديدية لنقل الدبابات لمسافات البعيدة . في الحقيقة فكرة السرعة لم تأخذ أهميتها حتى الحرب العالمية الثانية ، نتيجة إستراتجية "الحرب الخاطفة" Blitzkrieg التي انتهجتها القوات الألمانية ابتداء لإخضاع خصومها ، واعتمدت بشكل رئيس على قدرة القوات المدرعة على المناورة manoeuvre والمراوغة لتحقيق أهدافها . وتدرجت السرعة من ذلك الوقتإلى نحو 50-60 كلم/س كحد أقصى لدبابات حقبة الخمسينات ، حتى وصلت إلى أكثر من 70 كلم/س بالنسبة للدبابات الحديثة في عصرنا الحالي (أغلب عمليات الحرب الخاطفة التي أنجزت على طرق فرنسا تحديداً أجريت بسرعة خطوات المشاة ، أو نحو 5 كلم/س) . إن السرعة أو الخفة هي واحدة من أهم مواصفات الدبابة المعركة الحديثة رغم ثقل وزنها الذي يتجاوز 60-70 طناً . فهي تستطيع زيادة السرعة وتغيير الاتجاه والوقوف ، مما يساعدها على عبور مسافة 200 م في زمن يصل إلى 15 ثانية فقط ، وهذا يمثل كسباً يزيد بنسبة 20% قياساً بالجيل السابق . وعندما نعلم أن سياق الاشتباك مع دبابة أخرى معادية (الوقت اللازم للتحول والهجوم ابتداء من مرحلة الكشف وحتى إطلاق النار) يكون في حدود 12 ثانية ، فإنه يمكننا أن نستنتج أن خفة الحركة والرشاقة Tank agility هي أسلوب فعال من أساليب الوقاية العديدة لدبابة المعركة الرئيسة . مع ذلك فمن المفيد التوضيح أن العديد من التراكيب والهياكل الإنشائية مثل الجسور والكباري ليس لديها القدرة أو قابلية الحمل load capacity لدعم دبابة المعركة الرئيسة . وعند التقدم السريع في مراحل المعركة ، فإنه من الصعب في أغلب الأحيان اختبار ملكيات وقوة بناء هذه التراكيب . خلال احتلال العراق العام 2003 ، دبابة M1 Abrams كانت تحاول عبور أحد الجسور لتجنب النيران المعادية ، سقطت في نهر الفرات عندما انهار الجسر فجأة .

دبابات اليوم مجهزة عادة بمحركات بقوة 1,200-1,500 حصان (سعة المحرك هنا أكثر من 25,000 سم/مكعب) ، مع مدى تشغيلي لنحو 500 كلم . وتحققت الكثير من التطورات الأخرى نتيجة التحسينات التي أدخلت على المحركات ، كاستخدام التوربينات الغازية gas-turbine أو استخدام تقنيات فرط التغذية العالية لمحركات الديزل . إن المحرك التوربيني الغازي يعطي للمصمم فرصاً أكثر قياساً بالمحرك المكبسي التقليدي ، والدبابة الأمريكية M1 التي تستخدم محركاً توربيناً غازياً من طراز Avro ، يولد قوة حصانيه مقدارها 1500 حصان ، هي أول دبابة في الخدمة تستخدم محركاً توربينياً بالكامل للقوة . ويدور جدول مستمر بين مؤيد ومعارضي المركبات التي تعمل محركاتها بالديزل diesel engines ، وبين تلك التي تعمل بالتوربينات الغازية gas turbines . فالأولى يمكن الاعتماد عليها وهي اقتصادية ، إلا أنها ثقيلة وضخمة الحجم ، في حين أن الأخيرة صغيرة الحجم ، وتعطي نسبة عالية من القوة قياساً بالوزن ، كما أنها تحتوى على أجزاء متحركة أقل وهي أيضاً اقتصادية نسبياً عندما تعمل بكامل قوتها . إلا أنها عندما تعمل من وضع السكون ، فإن استهلاكها للوقود يكون مرتفعاً جداً وتكون شرهة للوقود fuel-hungry ، والدبابات تمضي أوقات طويلة وهي ساكنة ، يضاف إلى ذلك ارتفاع كلف بناء مثل هذه المحركات ، كما أنه في حالة الدبابة M1 Abrams فقد ظهرت مشاكل جدية تتعلق بترشيح الهواء ومدى الاعتماد على المحرك . وبما أن القوة المضافة لكل وحدة وزن per unit weight لمحرك الديزل التقليدي يمكن أن تنتج عنها قوة هائلة (تصل هذه القوة في الدبابة الألمانية Leopard 2 على سبيل المثال 1500 حصان) لذا يبدو من المحتمل أن أغلب مصممي الدبابات سوف يستمرون في اختيار محركات الديزل لدباباتهم ، بشرط أن تنتج نسباً مرضية من القوة قياساً بالوزن ، وتبلغ هذه الآن أكثر من 25 حصان بريطاني للطن الواحد .

لقد تأثرت الحركة أيضا بتصميم الدبابة العام ، فالحماية الجبهوية الضرورية والمدفع المركز سطحياً ، نتج عنه تمركز الثقل في مقدمة الدبابة ، في حين أن مركز الثقل يجب أن يقع في الوسط كلما أمكن ذلك . أن مثل هذه الوضعية قد تؤثر على قيادة الدبابة ، كما قد تعرض مقدمة الدبابة لخطر الاصطدام بالأرض أثناء الحركة . لقد تم تجاوز هذا الأمر بسحب مركز دوران المدافع في بدن الدبابة ووضع بكرة إرجاع الجنزير إلى الإمام أكثر باتجاه المقدمة ، التي بدورها قدمت ودفعت نقطة اتصال الجنازير باتجاه مقدمة الدبابة أكثر .. حركية الدبابة أيضا تتأثر بتصميم الجنازير tracks ونظام التعليق suspension . فالجنازير العريضة تعطي ضغوطاًً أرضية منخفضة ، وبالتالي تعطي أداء جيد على الأراضي الرملية والموحلة (دبابة المعركة الرئيسة يمكن أن تصبح مشلولة ومعرقلة في الظروف الموحلة muddy conditions) وأغلب دبابات المعركة الرئيسة محددة بضغط أرضي يبلغ ما بين 0,8 كلغم إلى 1 كلغم/سم2 . إن تصميم الجنازير هو أيضاً مهم ومؤثر من ناحية تقليل عامل الاستهلاك والإتلاف للطرق المعبدة ، وقد ظهرت لتلافي ذلك جنازير حديثة مكسوة بالمطاط ذات وسائد ناعمة الحركة يمكن تجديدها . ويبدو حالياً عدم وجود مجال كبير للقيام بتحسينات إضافية . وتحمل وحدات الدبابات كميات إضافية من فقرات (حلقات) الجنازير إلى ساحة المعركة ، تلافياً لما يستهلك أو يتلف منها .


18‏/6‏/2016

عربات نقل الجنود الروسية BMP-1/2 والتوزيع السيئ لمنظومة الوقود .

نقطــة ضعفهــا الأبــرز تكمــن فــي منظومــة حفــظ الوقــود
عربــات نقــل الجنــود الروسيــة BMP-1/2 والتوزيــع السيــئ لمنظومــة الوقــود

تهديدات النيران المباشرة Direct-fire threats في ساحات الصراع الممتدة أو المركبة ، ستضرب العربة المدرعة على الأرجح في المقدمة أو من أحد الجانبين . قمة العربة ستكون في الغالب هدفاً للتهديدات غير المباشرة أو الجوية وبعض التهديدات الموجهة . قاع العربة ، خصوصا الثلث الأمامي منها ، سيخضع لتهديدات الألغام الأرضية ومتفجرات الطريق ، ومثال على ذلك المقذوفات المشكلة انفجارياً وكذلك الشحنات المشكلة . الجزء الأقل احتمالاً للهجوم والتعرض من العربة سيكون بلا شك مقطع المؤخرة .. نفاث الشحنة المشكلة للأسلحة الصاروخية والمقذوفات الكتفية يمكن أن يلحق أضرار جدية وخطيرة significant damage ضمن تجهيزات العربة القتالية ، كما يمكنه  إشعال رذاذ وقود الديزل وشحنات الدافع والذخيرة المخزنة في مقصورة القتال . بالنسبة للعربات خفيفة التدريع ، نفاث الشحنة المشكلة shaped-charge jet يمكن أن يعبر بالكامل خلال كلا جانبي الهيكل ويقذف الشظايا وأجزاء الدرع الذائبة إلى تجويف العربة . هذه الشظايا والأجزاء الناتجة ، يمكن أن تكون مصدر الإيقاد الرئيس ignition source لرذاذ الوقود وشحنات الذخيرة .

منظومة حفظ وإدامة الوقود في أي عربة قتالية تتضمن في الغالب عدد من خزانات الوقود fuel cells وأنظمة تحويل فرعية ومرشحات ومضخات وخطوط نقل التي توصل الوقود مباشرة من الخزانات لمحرك التسيير . ضعف منظومات الوقود في هذه العربات وسرعة إعطابها وثق خلال كلتا الحرب العالمية الثانية والنزاعات الأكثر حداثة . على سبيل المثال وقود البنزين المحمول في العربات الروسية BTR-60 جعلها سريعة الاشتعال إذا ما تم استهدافها وإصابتها بقذيفة شحنة مشكلة . هذا الأمر أكسبها أثناء حرب أفغانستان في الثمانينات لقب "التابوت المتنقل" wheeled coffin . وكان بإمكان حتى قذائف الفسفور الأبيض أن تشعل الوقود ، خصوصا المحفوظ في خزانات العربة الخارجية . العربة BTR-60 لها خزاني وقود ، كل منهما بسعة 145 لتر (38.3 غالون) ، حدد مكانهما على أرضية مقصورة نقل الأفراد troop compartment ، واحد على كل من جانبي العربة في المؤخرة . هذه العربة ذات العجلات كانت غالباً عرضة للاشتعال متى ما أصيبت أو وطأت لغم أرضي land mine خلال حرب أفغانستان .. الأمر في الحقيقة لم يقتصر على العربة BTR-60 بل كذلك مثيلتها سلسلة عربات نقل الجنود BMP-1/2 التي شهدت ضعف مماثل !! سلسلة العربات المصفحة الروسية هذه تشتغل بواسطة وقود الديزل diesel powered ، وتمتلك قابلية حمل وقود كلية حتى 460 لتر 121.5) غالون) مقسمة على خمسة خزانات ، الذي منها 55 أو 70 لتر من الوقود (14 أو 18 غالون) محمولة في كل من خزاني وقود متكاملين ضمن تجويف الأبواب الخلفية rear doors لمقصورة الطاقم (توفر للعربة قابلية قطع مسافة 600 كلم على الطرق المعبدة) . أما الوقود المتبقي فهو محمول في ثلاثة خزانات متقاربة ، بما في ذلك الخزان الرئيس الذي حدد مكانه خلف مسند مقعد الجلوس في مقصورة الركاب (خزان الوقود الرئيس واقع في مقصورة الركاب وعلى امتداد المحور الطولي لها ، بحيث يقسمها إلى مقطعين) . خلال معارك الشرق الأوسط وأفغانستان والشيشان تحدثت تقارير عدة عن نزعة العربة BMP للاشتعال والاحتراق أو حتى الانفجار حال تعرضها لهجوم نافذ جانبي أو من المؤخرة ، خصوصا برؤوس الشحنات المشكلة Shaped charge . هذا الأمر كان نتيجة حتمية بسبب مقدار الذخيرة المحمول بالعربة وكذلك نتيجة الأبواب الخلفية المليئة بالوقود وخلايا الوقود الداخلية internal fuel-cells ، التي تشكل بهيأتها مقاعد يجلس الأفراد المسلحين فوقها .
 
خلال الحرب الشيشانية الأولى 1994-1996 ، عربات روسية من أمثال BMP-1 ، BMP-2 ، BMD-1 و BMD-2 ، حققت أعلى نسبة خسائر في الأطقم وبلغت هذه نحو 70% من مجمل أطقم العربات المقاتلة . ما نسبته 95% من هذه العربات سقطت بالمقذوفات الكتفية المضادة للدروع RPG-7 التي لم تجد أي صعوبة في ثقب دروعها الرقيقة نسبياً . إن ضربة مباشرة بشظايا لغم أرضي كانت كافية في أحيان كثيرة لاختراق وثقب مسافة قصيرة من الدرع ، ليتحقق الضرر بعد ذلك إلى خزانات الوقود fuel tanks ، وبالتالي إيقاد العربة وانفجار الذخيرة . على سبيل المثال ، في تاريخ 2 يناير 1994 عندما عربة BRM-1K (عربة استطلاع/قيادة مقاتلة ، مطورة عن BMP-1) وأخرى من نوع BTR-80 كانت تتحرك على إحدى الطرق في شمال غروزني ، تمت مهاجمتها ودمرت نتيجة ضربة مباشرة من قذيفة RPG في الجانب الأيمن جهة فتحة الإنزال landing hatch . سيل نفاث الشحنة الخارقة مر من داخل جسم العربة وصولاً حتى مقصورة المحرك ، وأصيب الأفراد في البرج بإصابات خطيرة واشتعلت النيران في العربة (لاحقاً الذخيرة انفجرت) . العربة المرافقة BTR-80 كذلك أصيبت بمقذوف واشتعلت فيها النيران ، ودمرت بعد ذلك بالكامل . مدفع العربة BMP-1 عيار 73 ملم من نوع 2A28 Grom ، لم يكن قادراً على تغطية الأدوار العليا للمباني وإيصال نيران فعالة تجاهها ، بالإضافة إلى ضعف أداء ذخيرته شديدة الانفجار ، مما خفض عملياً من قابلية العربة على تأمين الدعم الناري في المعركة الحضرية . 





15‏/6‏/2016

الألمان يعرضون مدفع الدبابات الجديد L/51 من عيار 130 ملم .

للـــرد علـــى الأرماتـــا الروسيـــة
الألمــــــــان يعرضــــــــون مدفـــــــــع الدبابــــــــات الجديــــــــد L/51 من عيــــــار 130 ملم


عرضت شركة "راينميتال" Rheinmetall الألمانية الشهيرة خلال فعاليات معرض Eurosatory 2016 المقام في العاصمة الفرنسية باريس مدفع دبابات جديد أملس الجوف L/51 من عيار 130 ملم . تطوير السلاح بوشر في العام 2015 واستكمل العمل العام 2016 واختبارات إطلاق النار ستباشر في المرحلة القادمة حيث من المقرر أن يدخل المدفع الخدمة في العام 2025 . مواصفات المدفع التقنية لا تزال غير معلومة ، لكن الشركة المنتجة صرحت بأن وزنه الإجمالي يبلغ 3000 كلغم بما في ذلك نظام الارتداد recoil system والسبطانة ذات التجويف الأملس التي يبلغ وزنها 1,400 كلغم . وبالتوازي مع هذا السلاح ، عملت الشركة على تطوير جيل جديد من القذائف ، أحدها من النوع الخارق للدروع المثبت بزعانف النابذ للكعب APFSDS التي ستعرض حاوية خرطوشة نصف قابلة للاحتراق semi-combustible cartridge وشحنة دافع جديدة وقضيب خارق طويل من سبيكة التنغستن tungsten alloy . الذخيرة الأخرى ستكون من النوع شديد الانفجار المتفجر بالهواء HE ABM التي سيكون لديها عدد من خيارات الصمام والتي تعتمد على طبيعة الهدف . هذه القذيفة ستكون مماثلة في تصميمها للقذيفة DM11 التي لا تزال في طور الإنتاج والخاصة بالمدفع L/44 و L/55 من عيار 120 ملم . ومن المتوقع أن يكون للسلاح الجديد القدرة على التعامل مع دبابة المعركة الحديثة الروسية "أرماتا" T-14 Armata . الطول العام لسبطانة المدفع يبلغ 6.63 م وهو مجهز بآلية عقب منزلقة عموديا vertical-sliding breech مع زيادة حجم حجرة المغلاق واستخدام طلاء واقي من عنصر الكروم chrome lined ، مع ملاحظة أن سبطانة السلاح لم تجهز بكابح فوهة muzzle brake . تجهيزات السبطانة الأخرى تتضمن رداء واقي حراري thermal sleeve الذي يستخدم لمنع أو تخفيض التشوه الحراري وكذلك هناك نظام مراجعة الفوهة MRS والذي يستخدم لتوفير معلومات دقيقة ومستمرة عن الانحراف الزاوي لفوهة السبطانة نسبة لمرتكز دوران المدفع بأي زاوية ارتفاع كانت . ورغم أن المدفع 130 ملم مصمم لتجهيز وتحسين كفاءة دبابة المعركة الرئيسة المستقبلية FMBT ، إلا أن مصممو السلاح يؤكدون أنه قابل لتجهيز دبابات المعركة الحالية من أمثال الألمانية Leopard 2 والأمريكية Abrams والكورية K1A1 واليابانية Type 90 والتركية Altay والفرنسية Leclerc .