12‏/2‏/2017

نظرة تحليلية ناقدة لأداء الدبابة الفرنسية لوكلير في اليمن .

رغــم الأداء الإحترافــي والمهنــي للأطقــم الإماراتيــة
نظـــرة تحليليـــة ناقـــدة لأداء الدبابـــة الفرنسيـــة لوكليـــر فـــي اليمـــن
هذا المقال أنجزه عسكري فرنسي يدعى "جيلوم باريس" Guillaume Paris ، وهو ضابط صف اختصاص في مدرسة سلاح الفرسان تحدث فيه عن الدروس المتعلمة والمرتبطة باستخدام الدبابة الفرنسية "لوكلير" Leclerc من قبل قوات دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك خلال الحرب الدائرة حالياً في اليمن وعملية "إعادة الأمل" Operation  Restore Hope (عملية عسكرية في اليمن ، أُعلنت عنها قيادة التحالف العربي في 21 أبريل 2015 ، وذلك بعد انتهاء عملية عاصفة الحزم) .. قمنا بترجمة المقال مع إضافة بعض التفاصيل الخاصة من مصادر أخرى لأجل التوضيح . تقرير الفرنسي جيلوم حمل في الواقع نظرة نقدية وتعليقات مليئة بالتحدي لأداء الدبابة المذكورة خلال القتال في التضاريس الحضرية اليمنية والتي اتصفت بالخشونة والغلظة في معظم الوجوه . الإمارات التي سبق لها شراء عدد 390 دبابة لوكلير زائداً 46 عربة إنقاذ مدرعة ، شاركت ضمن التحالف العربي منذ أغسطس العام 2015 بعدد 70-80 دبابة ، وكان على هذه القوة دعم وإسناد قوات الشرعية اليمنية ضد حركة التمرد الحوثية Houthi rebels المدعومة من إيران !! في الحقيقة الحرب في اليمن مثلت المشاركة القتالية الأولى للدبابة لوكلير في عمليات  تخص جيش آخر غير الجيش الفرنسي (الإمارات كانت زبون التصدير الوحيد للدبابة الثقيلة الفرنسية ، وسبق لها أن شغلت عدد 15 دبابة منها في كوسوفو خلال عمليات حفظ السلاح بجانب 50 عربة قتال مدرعة من نوع BMP-3 روسية الصنع) . أطقم الدبابات الإماراتية تلقوا الكثير من التدريب على مواجهة فرضيات ساحة المعركة واستخدموا بانتظام المحاكيات simulators بالإضافة للتدريب الميداني على الدبابة الفرنسية التي وصفت على الدوام بتطور وتقدم تجهيزاتها القتالية . 
الأطقم دربت للتآلف والعمل مع عدة أو تجهيزات "أزور" AZUR kits والتي تمثل بدورها أدوات تكييف الدبابة لوكلير إلى الأعمال القتالية في المناطق والتضاريس الحضرية Urban terrains وتحسين قابلية بقائها ، رغم أن عدد قليل فعلياً من الدبابات جهز بتفاصيل هذه المجموعة (فقط 15 دبابة لوكلير إماراتية تم تجهيزها بهذه العدة) . التجهيز أزور الذي طور من قبل شركة GIAT الفرنسية ، قدم أولاً للجمهور في يونيو العام 2006 وسلم لجيش الإمارات في بداية العام 2011 . الدراسة التي أنجزت من أجل توفير هذه العدة وشارك بها العديد من الاختصاصيين ، جعلت تحت عنوان "حاجات المجموعة التكتيكية لقوة من الجيش شغلت في منطقة حضرية" حيث ميزت الدراسة نحو 42 تهديد أو خطر صنف طبقا لأولوية المعالجة .  العدة أزور تضمنت بشكل عام (1) حواشي جانبية إضافية side skirts من المواد المركبة (2) درع قضبان bar armour على مؤخرة البرج والهيكل لحماية الدبابة من أسلحة RPG الكتفية (3) حوارف مصفحة خاصة armoured deflectors للأعلى من مقصورة المحرك وكذلك عند مداخل التهوية والتكييف وعادم المحرك وذلك للوقاية من قنابل البنزين والقنابل الحارقة المقذوفة يدوياً (4) قبة صغيرة فوق سقف البرج تحمل سلاح آلي من عيار 7.62 ملم يشغل عن بعد مع منظار تسديد نهاري/ليلي (5) نظام اتصال لاسلكي مع المشاة wireless communication يغطي مسافة 200 م ، يخدم ثلاثة أفراد في نفس الوقت (6) منبه صوتي audio alert عند قيادة الدبابة للخلف لتأمين المشاة في المؤخرة (7) نظام ملاحظة ومراقبة متعدد الاتجاهات panoramic observation يغطي 360 درجة حول محيط الدبابة (8) صناديق تخزين إضافية متعددة الغرض في مؤخرة الدبابة قابلة للتخلص منها extra storage-bins عوضاً عن خزانات الوقود الاسطوانية (9) وصلة كهربائية جديدة electrical interface لدعم الأجهزة والملحقات المدنية والعسكرية ، مثل ضوء كاشف ، مكبر صوت ، شاحن هاتف ، آلة تصوير فيديو ، مسخن ماء الخ (10) نظام إشارة signalling system للتعريف المتبادل بين العربات المختلفة . تجهيز كل دبابة بالعدة أزور يمكن أن ينجز في ساحة الميدان field installation خلال بضع ساعات ، والأمر في الحقيقة لا يتطلب ورش بناء كبيرة أو خاصة بل أفراد ملمين بالعمل (نجاح هذه العدة دفع حكومة الإمارات لطلب المزيد منها ، لكن للأسف الفرنسيين لم يصنعوا المزيد من هذه السلسلة ولم يتوفر منها المزيد في المخزون خصوصا وأن لا طلبات معتبرة قدمت عليها) . 
المناورات التي شاركت بها أطقم اللوكلير في الإمارات ساهمت لحد كبير في صقل مواهبهم على التعامل مع ذخيرة الدبابة المتنوعة وعلى الأخص النوع الأحدث شديد الانفجار المدعو OE 120 F1 (طور من قبل شركة GIAT أواخر العام 2003 ويتجاوز مداه 5000 م) . على المستوى التكتيكي tactical level ، الوحدات الإماراتية شاركت في الدورات التدريبية العسكرية التي أجريت في معسكري "حمرا" Hamra ومعسكر "طوبان" Thouban في الفجيرة ، وذلك لاكتساب أساسيات المناورة في المناطق الحضرية وكذلك في الصحراء والمناطق الجبلية ، لكي تتأقلم وتتكيف مع حقيقة التضاريس اليمنية المماثلة نسبياً . وحدات اللوكلير الإماراتية استخدمت لإكمال عدة مهام في السياقات المختلفة ، حيث قسمت الدبابات على كتيبتين مدرعتين في لواء مدرع armored brigade ، الذي تضمن أيضاً في تشكيله كتيبة ميكانيكية من عربات BMP-3 المسلحة بمدفع رئيس من عيار 100 ملم ، وبطارية مدفعية مجهزة بالهاوتزر جنوب أفريقي ذاتي الحركة نوع G6 من عيار 155 ملم . 
هذه الوحدات استخدمت أولاً في الطرق الحضرية والمدنية خلال العمل الهجومي مع بداية الاندفاع نحو معركة السيطرة على مدينة عدن Aden جنوبي اليمن (مارس- يوليو 2015) ، وكذلك السيطرة على القاعدة الجوية المسماة "العند" Al Anad في 3 أغسطس 2015 (قاعدة جوية هي الأكبر في اليمن وتقع في محافظة لحج ، على بعد 60 كلم شمال عدن) . بعد فترة قليلة من إخضاع هذه القاعدة من قبل القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وبدعم وإسناد مباشر من الدبابات لوكلير ، الكتيبة المدرعة الأولى وجدت نفسها في موقف دفاعي defensive posture وقادت الهجمات المضادة في المناطق الحضرية والجبلية ، بالتأكيد على شكل غارات أو هجمات مدرعة armored raids لمطاردة قوات العدو التي هددت أمن القاعدة في المرتفعات المجاورة . فيما بعد ، استعملت القوات الإماراتية كتيبة الدبابات لوكلير الثانية في الأعمال الهجومية على المنطقة الجبلية المحيطة بمدينة "مأرب" Ma'rib في الشمال الشرقي من العاصمة صنعاء ، وكذلك على التضاريس الحضرية في مدينة "صبر" Sabr لكن بالنتائج المختلفة . خدمت الدبابات لوكلير أيضاً في الأدوار الثانوية ، غالباً في أدوار الدعم الناري للمشاة infantry fire-support .
انتشار الدبابات لوكلير في مسرح العمليات اليمني تميز بدعم لوجستي رائع logistical support نفذته أطقم الإسناد الإماراتية . أعمال التجهيز بقطع الغيار واللوازم الأخرى جرى نقلها عن طريق الجو أو البحر (ميناء عدن أستخدم لتزويد القوات الحليفة بالوقود وزيوت التشحيم وغيرها ، وذلك بعد الاستحواذ على قاعدة العند الجوية شمال عدن ثم إعادة السيطرة على كامل المدينة) وبعد ذلك يتم نقل هذه المعدات براً إلى مراكز تجمع القوات الصديقة . وحدات الدعم اللوجستي الإماراتية نفذت معظم عمليات الصيانة وإصلاح الأعطال لعرباتهم المدرعة بالإضافة لمهام التزود بالوقود وحتى على مستويات الدعم الدنيا ، الأمر الذي كان حاسماً جداً في تأمين الاستعداد القتالي وقابلية التشغيل التكتيكية tactical capacity (كفاءة منظومة الوقود Fuel efficiency في الدبابة لوكلير تتجاوز الكثير من الدبابات الغربية ، وهي قادرة نظرياً على اجتياز مسافة 340 ميل قبل الحاجة لإعادة التزود بالوقود ، مقابل 260 ميل للدبابة أبرامز ، وهذا يخفف العبء اللوجستي للدبابة) . وعلى مدى ثلاثة أشهر من القتال وعمليات المشاغلة والاشتباك مع قوات العدو ، كان يمكن لكتيبة دبابات اللوكلير أن تستهلك في المعدل نحو 200 قذيفة من عيار 120 ملم ، بالأنواع الثلاثة المختلفة المعروفة . مهام إخلاء الجرحى والمصابين injured evacuation في جميع مراحل العمليات الحاسمة ، وكما هو الحال عند القتال في مدينة مأرب ، لم تهمل أو تغفل من قبل الفرق الطبية الإماراتية المشاركة medical support ، وكانت عمليات الإخلاء تتم عن طريق الجو أو البر بأسرع وقت ممكن .

تقييـــم أداء اللوكليـــر فـــي المعركـــة :
مما لا شك فيه أن الدبابات اللوكلير عُرضت إلى ظروف القتال القاسية ونيران العدو الدقيقة . هي عانت في الحقيقة من الرمال والصخور والتضاريس الصعبة في مناطق عملياتها الصحراوية . الغبار وحبيبات الرمل المثارة بحركة الدبابات خفضت الأداء بشكل ملحوظ . النسخة الإماراتية من الدبابة لوكلير مجهزة بمحرك ألماني نوع MTU 883 ذو إثنا عشر اسطوانة والذي يعمل بتقنية الشحن التوربيني turbocharger (يزيد عزم الدوران بحدود 30% عند مدى السرع المنخفضة) وهو مزود بنظام تبريد قادر على تشغيل المحرك في حدود درجات الحرارة البيئية من -40 وحتى +52 درجة مئوية . الإماراتيين اختاروا المحرك MTU 883 عوضا عن محرك الدبابة الأصلي نوع V8X-1500 ذو الثمانية اسطوانات والعامل بتقنية "سورالمو هايبربار" Suralmo hyperbar ، وذلك لأسباب فنية واقتصادية .. طبيعة التضاريس في مسرح العمليات أدت إلى زيادة فرص توقف مروحة تهوية المحرك الكهربائية نتيجة تراكم ذرات الرمل والغبار حول الجزء الخلفي للدبابة وعجز المرشحات عن أداء عملها أثناء حركة الدبابة (الدبابات الأمريكية واجهت خلال عمليات عاصفة الصحراء نفس المشكلة المتعلقة بمنظومة فلترة وترشيح الهواء air filtration system الخاصة بمحرك الأبرامز) . نظام ترشيح الهواء لمحرك الدبابة كافي للشروط والظروف التي وجدت عادة في أوروبا ، أما في منطقة الخليج العربي فإن نظام ترشيح الدبابة يتطلب تنظيف متكرر ودائم بسبب حبات رمال الصحراء دقيقة الحجم fine sands . حبيبات هذه الرمال تستثار في الهواء نتيجة حركة جنازير الدبابة ، حيث تأخذ هذه في التجمع والتكدس على فتحة أو منفذ تنفيس الهواء الخاصة بمحرك الدبابة ، ومن ثم عرقلة تدفق الهواء إلى المحرك ، مما يتسبب بالنتيجة في خسارة قوة وسرعة المحرك . رشاشات الدبابة الثقيلة من العيار 12.7 ملم و7.62 ملم واجهت هي الأخرى إخفاقات متكررة frequent misfires لأسباب ميكانيكية غير متوقعة . أخيراً ، الوسائد المطاطية لجنازير الدبابة Rubber Track-Pads تعرضت للإهتراء السريع أمام التضاريس الصخرية لمرتفعات اليمن ، مما أجبر بعضها للانحشار بين مفاصل الجنزير والتسبب لاحقاً في تآكل بعض العناصر مثل أسنان عجلة التسيير drive sprocket على سبيل المثال . من النواقص الأخرى التي أظهرتها اللوكلير في المعركة ما يتعلق بتجهيزات الاتصال الداخلية في الدبابة . إذ حرص العدو الحوثي على شن حرب إلكترونية حادة electronic warfare ضد منظومة الاتصال اللاسلكية . أجهزة الاتصال فرنسية الأصل في الدبابة لوكلير تأثرت بالتداخل أو عمليات التشويش المربك jammings من قبل العدو وذلك في تحدي جديد يضاف إلى تحديات ساحة المعركة .   
نيران العدو وجهت إلى القوس الأمامي للدبابة لوكلير بشكل عملي ومتعمد . عدسات التصويب البصرية الرئيسة main sight لكل من قائد الدبابة والمدفعي تم رميها بالرصاص بشكل منظم بالأسلحة الجماعية أو بنادق القنص دقيقة التسديد (على خلاف أغلب دبابات المعركة الأخرى ، منظار تصويب المدفعي الرئيس في الدبابة والذي يحمل التعيين HL-60 وضع بشكل متقدم من البرج بحيث أصبح أكثر انكشافا للشظايا وطلقات النيران المخفضة) . أسلحة الدبابة السقفية ضربت أيضاً بهدف تعطيلها وجعلها غير صالحة للاستعمال (كابلات وأسلاك إطلاق النار الكهربائية مزقت ، وفي حالات أخرى كتلة السلاح تعرضت للضرر البالستي) . بعض الدبابات تعرضت لإطلاق النار بالأسلحة الجماعية الثقيلة من جهة المؤخرة وذلك بقصد تحطيم وتعطيل محرك التسيير powertrain ، لكن دون نجاح يذكر . الدبابة لوكلير كانت أيضاً ضحية الألغام المضادة للدبابات anti-tank mines ومتفجرات الطريق المرتجلة IEDs التي تسببت في إتلاف جنازير ثلاثة دبابات ، لكن دون التسبب في إصابات لأفراد الطاقم . أحد الهجمات تجاه الدبابة كانت بمقذوف سلاح RPG الذي استطاعت شبكة الحماية الجانبية في مؤخرة الهيكل تفجيره وبالتالي تحييده ومنعه من النفاذ لدروع الدبابة الرئيسة . عموماً جميع الدبابات المتضررة تم إصلاحها بنجاح successfully repaired من قبل وحدات الصيانة المرافقة . فقط حادثة غريبة تعرضت لها دبابة لوكلير إماراتية في عمل عدائي غير مباشر وذلك بتاريخ في 4 سبتمبر 2015 ، عندما أطلق العدو الحوثي صاروخ بالستي روسي من نوع SS-21 Tochka باتجاه قاعدة جوية خارج مأرب ، ليصيب المقذوف مستودع الذخيرة في القاعدة . الهجوم تسبب في استشهاد العشرات من قوات التحالف وتضرر العديد من العربات المدرعة والشاحنات ، بما في ذلك دبابة لوكلير تصادف وجودها لحظة الهجوم كما تحدثت بعض المصادر . 
الصواريخ الموجهة المضادة للدروع ATGM كان لها نصيب هي الأخرى في إعطاب الدبابة لوكلير . ففي حادثة موثقة ، نفاث الشحنة المشكلة للرأس الحربي عبر الجزء الأمامي لهيكل الدبابة عبر مقصورة الطاقم ، مما تسبب في استشهاد السائق وجرح قائد الدبابة في ساقيه . نموذج القذيفة المستخدمة في الهجوم لم يعرف بالضبط ، لكن بالنظر إلى صور الضرر وبعض الفيديوهات التي أرسلت من قبل متمردي الحوثي أثناء القتال في محيط مدينة مأرب ، يرجح كون السلاح المستخدم من نوع "كونكورس" Konkurs وليس الأكثر فتكاً "كورنيت" Kornet . الدبابة كانت قابلة للتشغيل من جديد بعد أعمال التصليح التي أجريت عليها ، خصوصاً أنه لا عناصر تقنية حساسة أو ضرورية لتشغيل منظومة السلاح تعرضت للتلف الشديد .. مع ذلك ، فإنه من المستغرب مشاهدة هذا التناقض الصريح مع دبابة تديرها أطقم محترفة وبمستوى تشغيلي عالي ، يقابله ثغرات أو "استحقاق" worthiness في تأمين حياة الطاقم ، خصوصا ونحن نتحدث عن القوس الأمامي الأشد تحصين كما هو مفترض (اللوكلير بلا شك هي أغلى دبابة في العالم والتي تبلغ قيمتها نحو 9.3 مليون دولار بأسعار العام 2011 ، مقابل سعر الدبابة الأمريكية M1A2 التي تكلف الواحدة منها 7.56 مليون دولار ، والروسية T-90 التي تبلغ قيمتها 4 مليون دولار) . عموما وبغض النظر عن التفاصيل ، هذا الحادث يقودنا مرة أخرى ويذكرنا بحقيقة عدم وجود دبابة عصية على التدمير أو الإعطاب indestructible .
ورغم أن العدو الحوثي لم يعرض أي فيديوهات تظهر أسر أو تدمير دبابة لوكلير إماراتية (رغم العديد من مشاهد عربات M-ATV التي دمرت في كمائن عدائية) إلا أن الأمر مختلف تماماً مع باقي دول التحالف !! إذ وثق العدو مشاهد الهجمات المنظمة بعيدة المدى بأسلحته الصاروخية الموجهة المضادة للدبابات ATGM . القوات السعودية على سبيل المثال وهي الشريك الرئيس في التحالف خسرت على الأقل عشرين دبابة من نوع M1A2 بالنيران المضادة للدبابات ، وعلى الأقل خمسة دبابات من نوع M60 Patton بالإضافة إلى دبابتين من نوع AMX-30 . تعدد خسائر المعركة السعودية وتعاظمها في سلاح الدروع مقارنة بمثيلاتها الإماراتية راجع في أحد أسبابه لكون الدبابات السعودية أوسع انتشاراً على الحدود الطويلة مع اليمن . علاوة على ذلك ، الدبابات السعودية تشتغل في القطاعات الأهم حيث ركز العدو الحوثي أكثر هجماته وأسلحته الموجهة المضادة للدبابات . مع ذلك ، بعض فيديوهات خسائر الدبابات السعودية كما يرى عدد من الباحثين ، تعكس تكتيكات سيئة poor tactics وقلة تنسيق بين الأسلحة المشتركة . الحرب في اليمن أظهرت من جديد أهمية توفير حماية إضافية لدبابات المعركة ، مثل أنظمة الحماية النشطة ونظام الدفاع الإلكتروني الأرضي LEDS أو الدروع التفاعلية المتفجرة ، التي يمكن أن تساعد في التغلب على قلة الحماية على أجزاء الدبابة . 
في الختام يمكن القول أنه عند تناول مفاهيم الحماية Protection والحركية Mobility في تصاميم دبابات المعركة الرئيسة ، المدرسة الفرنسية كانت على الدوام تغلب العنصر الأخير على العامل الأول . لذا كان بالإمكان مشاهدة نماذج الدبابات الفرنسية وهي تتميز برشاقتها وخفة حركتها لكن في الغالب على حساب قدرتها على تأمين نجاة وسلامة أطقمها !! في أثناء حرب الخليج العام 1991 ، دروع الدبابات الأمريكية M1A1 HA المركبة أثبتت أنها منيعة إلى حد كبير ، ليس فقط تجاه القذائف المضادة للدبابات لكن أيضاً تجاه مقذوفات الدبابات من عيار 125 ملم التي أطلقتها الدبابات العراقية من نوع T-72 . في المقابل ، الدبابات الفرنسية AMX-30 التي استخدمت في ذات الصراع واجهت وهناً وضعفاً ملحوظاً في عامل الحماية . إذ نشرت قطر وفرنسا دباباتها من هذا النوع ، القطريين شاركوا بالدبابة في معركة الخفجي Al Khafji Battle ، حين استطاعوا تدمير ثلاثة دبابات عراقية من نوع T-55 ، في حين فقدت قواتهم دبابتين . أما الفرنسيين ، فقد كانوا أشد حذراً من تعريض دباباتهم AMX-30 لاشتباكات مباشرة مع الدبابات العراقية !! ونتيجة للقلق من دروع الدبابة الرقيقة والواهنة thin armor ، عمل قادة الائتلاف الدولي على استثناء اللواء الفرنسي المدرع السادس الخفيف من العمليات المباشرة والاكتفاء بنشره كحامية rearguard على طول جناح الفيلق الأمريكي الثامن عشر المحمول جواً (أطقم الدبابات الفرنسية تمنوا حينها لو أنهم امتلكوا دبابة يستطيعون بها المشاركة في عمليات قتال الدبابات) .. الدبابة لوكلير ورغم أنها تتفاخر بامتلاكها توليفة أو مزيج من الدروع غير التقليدية unusual mix ، إلا أن النقاد يتحدثون صراحة عن مثالية عامل الحماية في الدبابة ونقاط الضعف الملازمة لمقطعها الأمامي تحديداً ، وهذا يقودنا مرة أخرى للتأكيد على أن مزايا اللوكلير الرئيسة تكمن في قابليتها الممتازة على الحركة والتسارع acceleration وكذلك قدرتها النارية التي تتفوق بها نسبياً حتى على ما تمتلكه الأبرامز . 

هناك 6 تعليقات:

  1. (الصواريخ الموجهة المضادة للدروع ATGM كان لها نصيب هي الأخرى في إعطاب دبابة لوكلير . ففي حادثة موثقة ، نفاث الشحنة المشكلة للرأس الحربي عبر الجزء الأمامي لهيكل الدبابة عبر مقصورة الطاقم ، مما تسبب في استشهاد السائق وجرح قائد الدبابة في ساقيه . نموذج القذيفة المستخدمة في الهجوم لم يعرف بالضبط ، لكن بالنظر إلى صور الضرر وبعض الفيديوهات التي أرسلت من قبل متمردي الحوثي أثناء القتال في محيط مدينة مأرب ، يرجح كون السلاح المستخدم من نوع "كونكورس" Konkurs وليس الأكثر فتكاً "كورنيت" Kornet)
    هذه نقطة بالغة السواد للدبابة + على ما اتذكر تقرير لRAND سنة 2015 ذكر ان تكلفة الدبابة بلغت 17 مليون دولار !!!

    ردحذف
    الردود
    1. بالفعل ونحن نتحدث عن القوس الأمامي لأغلى دبابة في العالم !! المصادر الفرنسية ذكرت السعر 9.3 مليون دولار .

      حذف
    2. السعر لتصدير الدبابة بكل معداتها من تقرير RAND للمعدات البرية 2015 :
      تعتبر الدبابة الفرنسية AMX-56B «لوكلير» أغلى الدبابات على الاطلاق . وكانت تكلفتها في عام 2001 تبلغ 6.5 مليون يورو (7.5 مليون دولار).و تكلفت تصديريها بكل معداتها الحديثة حاليا تبلغ 17 مليون يورو (18.36 مليون دولار).
      http://vpk.name/file/img/graf_001_vpk_040815.jpg

      حذف
  2. هل توجد اي حوادث موثقة لعمليات تدمير هذه الدبابات او اعطابها باستخدام صواريخ atgm ؟

    ردحذف
    الردود
    1. بالنسبة للدبابات الإماراتية لا يوجد لكن السعودية نعم !!

      حذف
  3. تادي عواد: عدد الاصابات القاتلة قليلة ، اعتقد ان الدبابة لوكليرك تستحق ثمنها

    موضوع له صلة https://warisboring.com/what-to-make-of-frances-leclerc-super-tank-9052c9ecff1f#.r3fpqmr2f

    ردحذف