26‏/5‏/2016

سبب انخفاض مستوى الدقة لمقذوفات السلاح الكتفي RPG-7 .

سبــــب انخفــــاض مستــــوى الدقـــــة لمقذوفــــات الســـــلاح الكتفــــي RPG-7


يجهل الكثير من القراء ، وربما المستخدمين ، السبب الحقيقي وراء انخفاض وتدني مستوى دقة تصويب السلاح الكتفي الروسي RPG-7 ، خصوصاً عند يتجاوز مدى التسديد مسافة 200 م أو أكثر وفي ظل تواجد رياح عرضية متوسطة إلى عالية السرعة (4-8 م/ث) . فتقييم مركز قيادة تدريب الجيش الأمريكي TRADOC لدقة السلاح وجد أن احتمالية الإصابة يمكن أن تبلغ 100% تجاه هدف مستطيل يبلغ حجمه 5×2.5 م ، يتحرك بسرعة 14.4 كلم/س (4 م/ث) عند مسافة تصويب تبلغ 50 م . احتمالية الإصابة hit probability تحت نفس الظروف تنخفض لنحو أكبر مع تزايد المدى ويمكن أن تبلغ 96% تجاه هدف يبعد مسافة 100 م ، ونحو 51% تجاه هدف على مسافة 200 م ، ونحو 22% تجاه هدف على مسافة 300 م ، و 9% على مدى 400 م ، و 4% على مدى 500 م . 

الذخيرة القياسية للسلاح RPG-7 تتكون من ثلاثة أجزاء رئيسة ، هي مقطع الرأس الحربي warhead section في المقدمة ، ومقطع محرك الدفع أو التسيير sustainer motor في المنتصف ، ومقطع شحنة الدافع أو المعزز booster charge في المؤخرة . هذه المقاطع الثلاث يجب أن تجمع وتضم إلى بعض لكي تصبح القذيفة جاهزة للاستعمال ، بحيث يصبح طولها الإجمالي كاملاً حينها 925 ملم وكما هو الحال مع القذيفة المضادة للدروع PG-7V . شحنة الدافع تتضمن مسحوق شريطي صغير strip powder-charge الذي يخدم مهمة دفع القذيفة خارج سبطانة السلاح بسرعة معتبرة ومسافة آمنة . محرك الدفع أو التسيير يشتعل بعد ذلك ويدفع القذيفة للثواني القليلة القادمة ، بحيث يعطيها سرعة عالية نسبياً حتى بلوغ نقطة الاصطدام بالهدف . ومن أجل استقرارها وتوازنها أثناء الطيران ، قذائف السلاح RPG-7 مزودة عند مؤخرتها المتطرفة بزعانف رباعية ، لا تزود عامل استقرار فقط stabilization ، بل إنها مصممة لتوفير ومنح دوران بطيء للقذيفة خلال طيرانها .. في الحقيقة المقذوفات بشكل عام عندما تبدأ مسيرها بعد ترك فوهة السلاح ، فإن سرعتها تتناقص بثبات بسبب مجموعة من قوى المقاومة التي يتصرف المقذوف وفق تأثيراتها ، مثل الرياح والجاذبية ومقاومة الهواء أو الإعاقة ، بحيث يتفاوت تأثير هذه المعوقات حسب نوع المقذوف وتصميمه . لذلك يحرص المصمم على تقليل تأثير المقاومة للحد الأدنى . الرياح Wind على سبيل المثال تجعل القذيفة تنحرف عن مسيرها وتبتعد بالتالي عن نقطة التصويب المقررة لها . إن تأثير الرياح على القذيفة أثناء الطيران يدعى جرف الرياح Wind Drift ، حيث يعتمد مقدار الانجراف على زمن طيران القذيفة وسرعة الرياح التي تؤثر بدورها على منطقة المقطع العرضي للقذيفة cross-sectional area (زمن الطيران يعتمد على المدى إلى الهدف والسرعة المتوسطة للقذيفة) . الجاذبية gravity تمنح تعجيل انحداري للقذيفة ، يتسبب بدوره في هبوطها عن خط البصر . وكلما زاد المدى كلما زاد معه انخفاض المقذوف نتيجة الجاذبية . بالطبع هذا الهبوط نسبي لزمن الطيران ومتناسب عكسياً إلى سرعة القذيفة . مقاومة الهواء air resistance والإعاقة drag تنتج عن احتكاك جزيئات الهواء بالمقذوف مما يتسبب في إبطاء حركته . مقدار المقاومة والإعاقة مرتبط لحد كبير بالمقطع العرضي للمقذوف cross-section وكذلك بسرعته . فالمقذوفات الأكبر حجماً والأسرع انتقالاً ، هي المقذوفات الأكثر مواجهتاً لقوى المقاومة والإعاقة . 


إن أحد أهم مساوئ استخدام نظام الإطلاق من مرحلتين وكما عرضه تصميم السلاح RPG-7 ، كان في ميله لتخفيض مستوى دقة التصويب ، خصوصاً أثناء الرمي بوجود رياح عرضية crosswind . إذ تميل قذيفة السلاح ذات المحرك الصاروخي المتواصل احتراقه أثناء الطيران إلى التحول مباشرة إلى الرياح . في حين وللمقارنة ، نظام الدفع المتكون من مرحلة واحدة والذي ينتهي ويتوقف عمله مع الخروج من فوهة السلاح ، المقذوف يكون فيه خاضع فقط لمظهر الانجراف drift أو الانحراف التدريجي والجانبي عن المسار الأصلي والناتج عن الرياح المذكورة . فعلى خلاف جميع المقذوفات حرة الطيران التي تنحرف عن مسارها بالاتجاه الذي تتحرك نحوه الرياح ، فإن مقذوفات السلاح RPG-7 تميل تحت تأثير الرياح العرضية crosswind للانحراف والتحول عكس هذا الاتجاه . إذ تميل الرياح العرضية إلى ممارسة ضغط على الزعانف في مؤخرة جسم القذيفة ، مما يسبب تحول واستدارة القذيفة نحو الرياح turn into-wind . الرياح العرضية تعرف بأنها رياح تهب بزاوية قائمة أو عمودية باتجاه خط طيران المقذوف ، مما يتسبب في تعرض هذا الأخير للانجراف والانحراف إما إلى جهة اليسار أو جهة اليمين عن مساره المقصود . ولتوضيح هذه الجزئية نقول أن الرياح عند هبوبها بسرعة متوسطة أو عالية ، تفرض بعض التأثيرات على مسار القذيفة أثناء طيرانها إلى الهدف مما قد يسبب انحرافها زيادة أو نقصان عن نقطة التصويب المقررة . إن أغلب القذائف حرة الطيران تنحرف وتميل بالاتجاه الذي تهب نحوه الرياح (كما في معظم أسلحة RPG وأسلحة LAW الكتفية الأخرى) ، إلا أن قذائف RPG-7 تشذ عن هذه القاعدة ، لتتحرك القذيفة بعكس اتجاه الرياح وبنحو متعارض لها . فنظراً لطول القذيفة والمقطع الأمامي الأثقل مقارنة بمقطع المؤخرة الأخف ، فإن تأثير الرياح على موضع انفراد زعانف الاستقرار stabilizing fins يكون أكبر بكثير من تأثيره على مقدمة القذيفة . كما وتساهم فوهات النفث الستة لمحرك التسيير في تعزيز استدارة القذيفة وسلوكها لمسار معاكس لاتجاه الرياح . لذا كان من المفيد توفير توصيات محددة لمشغلي السلاح RPG-7 عند الرمي في ظروف الرياح المتوسطة أو العالية ووجوب معرفة اتجاه الرياح أولاً . فهذه إما أن تكون عرضية Cross-wind ، أو رأسية Head-wind ، أو خلفية Tail-wind . الرياح التي تأثر بدرجة أكبر على مسار القذيفة الجانبي هي الرياح العرضية (لذا هي تتطلب تعويض أو ضبط في زاوية السمت azimuth) ، أما الرياح الرأسية والخلفية فتأثيرها ينحصر في الغالب على جزئية المدى المنجز .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق