17‏/8‏/2012

تقسيمات ومبادئ عمل الأسلحة الكتفية .

تقسيمات ومبادئ عمل الأسلحة الكتفية المضادة للدروع


يمكن تقسيم الأسلحة المضادة للدروع الكتفية إلى نوعين مختلفين من حيث إمكانية الاستخدام . النوع الأول ذو الطلقة الواحدة ، أمثال القاذفات LAW وAT4 و RPG-18، وهذه تكون غير قابلة للاستخدام disposable بعد الرمية الأولى ، أي تنتفي الحاجة منها بمجرد إطلاق المقذوف ، وهذا النوع لا يصلح إلا للذخائر التي شحن فيها أصلا . وقد صنعت تلك القواذف كليا أو جزئيا من الألياف الزجاجية Fiberglass الذي لا يصلح للاستعمال المتكرر ، وميزتها الأساسية خفة وزنها . وقد يتساءل البعض عن سبب كون معظم الأسلحة الكتفية المطروحة أو تلك قيد التطوير ، من النوع الذي "ترمى بعيدا" Throw-away بعد إطلاقها (على الأقل في الجانب الغربي) ، ما دام تموين العتاد بالنسبة للأسلحة المضادة للدروع التي تستخدم لأكثر من مرة واحدة لا يعد من الناحية الإدارية أكثر تعقيداً وصعوبة من تموين أسلحة كاملة (القاذف والمقذوف) تستخدم لمرة واحدة . إن التبرير المنطقي الوحيد لذلك ، هو إمكانية استعمال أسلحة الرمية الواحدة الكتفية من قبل جميع الجنود ، أي إعطاؤهم الفرصة الجيدة لمقاتلة دروع العدو ، ثم العودة إلى واجباتهم وأسلحتهم الأصلية . ويعزز من هذه الفكرة ، أن نتذكر الدور الدفاعي للأسلحة المضادة للدروع هذه ، لاسيما في تعزيز تسليح فرق صيد الدبابات ، أو مجموعات القتال الصغيرة .


أما النوع الثاني ، فهو المعد للاستخدام المتكرر من نفس السبطانة reusable launchers (تصنع عادة من سبيكة فولاذية شديدة الصلابة ، أو من خليط الألياف الزجاجية مع بطانة فولاذية مقساة ، قادرة على تحمل ضغوط الاستخدام المتتالي) مع ذخائر متنوعة لأهداف مختلفة . وأنابيب الإطلاق المتعدد ، يمكن معها استخدام أجهزة تصويب بصرية دقيقة وأخرى ليلية night vision ، كما أن بعضها يحمل أجهزة تصويب آلية صغيرة لعمليات السيطرة على النيران . وتكمن الفكرة من وراء تطوير هذا النوع من القاذفات ، هو في أنك لو أردت مهاجمة مخبأ معادي بدرزينة مقذوفات ، فإنك يجب أن تحمل درزينة قاذفات الرمية الواحدة !! في حين لو كنت تحمل قاذفة واحدة متعددة الاستعمال ، فإنك لن تحتاج لأكثر من كيس مملوء بالرؤوس الحربية . من أنجح القواذف الكتفية ذات الاستخدام المتعدد السوفييتي RPG-7 ، هذا السلاح نال شهرة واسعة نتيجة استخدامه في معظم صراعات القرن الماضي ، ابتداء من الحرب الفيتنامية وحتى الآن . كما يوجد هناك القاذف الصاروخي السويدي M2/3 الذي يشتمل على ميكانيكية للإطلاق وجهاز تصويب بصري تلسكوبي ، وأنواع مختلفة من القذائف ، كشديدة الانفجار والدخانية والمضادة للأفراد . القواذف متكررة الاستخدام عادة ما تستخدم من قبل فريق عمل يضم الرامي ، الذي يتولى التصويب وإطلاق النار ، وفرد آخر لحمل الذخيرة الإضافية وإعادة تحميل السلاح .


بالإضافة للعربات المدرعة ، هذه الأسلحة مفيدة لمهاجمة النقاط الصلبة المحصنة ، كأكياس الرمال والحواجز والأهداف الخرسانية ، ويجب الحذر عند استخدامها من موجة اللفح الخلفي الذي يسببه انطلاق المقذوف ، وربما تكون هذه قاتلة بالنسبة لشخص يقف خلف السلاح أثناء الإطلاق ، ولذلك بعض هذه الأسلحة لا يصلح استخدامه من داخل المباني أو الغرف المغلقة (وإلا سيرتد اللفح والعصف الخلفي نحو الرامي) ، والبعض الآخر مثل Armburst يمكن استخدامه بفضل نظام إطلاقه المتطور القائم على مبدأ الكتلة الموازنة Counter Mass. وتعمل المقذوفات الكتفية أو أسلحة LAW بشكل عام وفق ثلاثة مبادئ رئيسة هي :

المبداء الصاروخي Rocket : تعمل معظم الأسلحة المضادة للدبابات الكتفية ، وفق المبدأ الصاروخي والدفع النفاث jet propulsion ، حيث أن الضغط الخفيف نسبيا الذي يتولد نتيجة اشتعال الشحنة الدافعة الصلبة solid propellant ، يسمح باستخدام قاذف أنبوبي بسيط للغاية وخفيف الوزن من الألياف الزجاجية ، مع خاصية عدم الارتداد Recoilless . ومع ذلك لا يخلو هذا النظام من بعض المعوقات ، إذ يصعب إخفاء الآثار الجانبية الناتجة عن عملية الإطلاق ، مثل الدخان والغبار والعصف الخلفي Back blast ، كما لابد من اشتعال كامل الشحنة الدافعة قبل خروج المقذوف من الفوهة الأمامية واشتعال المحرك الصاروخي Rocket motor بعد ذلك ، لتجنب إصابة الرامي بأي أذى أو حروق . وتحدد هذه المتطلبات قطر وطول الأنبوب القاذف ، كما وقد تحدد أيضا على المدى البعيد متطلبات أخرى مثل قطر الرأس الحربي ، الذي يتحكم بدوره بقطر القاذف ، طالما أن المقذوف سيوضع داخل الأنبوب القاذف . إلا أن التوسع غير المحدود في أقطار الرؤوس الحربية التي هي في الخدمة حاليا ، سيفرض بدوره زيادة مماثلة في أقطار القاذفات ، وبالتالي إعادة النظر في التصميم الكلي لمنظومة السلاح ، أو البحث في تصميم سلاح كتفي جديد مضاد للدروع . من الأسلحة المصممة وفق المبدأ الصاروخي ، القاذف الأمريكي M72 ، الفرنسي Apilas ، البريطاني LAW-80، وغيرهم الكثير ..


مبدأ عدم الارتداد Recoilless : تعمل بعض الأسلحة الغربية التي ترمي من الكتف ، وفق هذا المبدأ ، مثل الإيطالي Folgore ، والسويدي Carl Gustav. وتعتمد آلية الإطلاق في هذا النظام ، على نوع من التعادل أو التعويض ، إذ وفى اللحظة التي يترك فيها المقذوف الفوهة الأمامية للسلاح ، تندفع كمية من غازات الدفع من النهاية الخلفية لصمام التنفيس rear venting ، وهذه مساوية ومعادلة لنفس القوة والزخم المخصص لدفع المقذوف للأمام . إن الضغط العالي الذي يتولد لحظة الإطلاق ، سيكون من الشدة بحيث يتطلب أن يكون القاذف شديد الصلابة ، ومن الصلب المقاوم جدا ، وليس من الألياف الزجاجية ، مثلما هو الحال مع الكثير من الأسلحة المضادة للدروع الكتفية ، خصوصاً عقب السلاح breech (هي لا تواصل الاحتراق بعد خروجها من سبطانة السلاح كما هو الحال مع المقذوفات الصاروخية) ، مما يفرض زيادة في الوزن ومحدودية في الحركة ، كما أن كلفة إنتاج مثل هذه السبطانة ، والتي تصنع على أساس إعادة استخدامها مرة أخرى ، ستكون مرتفعة جداً ، وبشكل عام فإن القواذف العاملة بمبدأ Recoilless تحتاج لصيانة مكثفة .

لقد أمكن تذليل معضلة الوزن في القاذف Carl Gustav على سبيل المثال ، بتطبيق ما يعرف بنظام المستويين (العالي-المنخفض High-Low) حيث توضع الشحنة الدافعة في حاوية من سبيكة ألمنيوم ، وهي حاوية قابلة للاحتراق كليا ، وترتبط الشحنة مع المقذوف بموصل رخو قابل للقطع ، موضوع داخل السبطانة ، وعند الإطلاق ، فإن الغاز عالي الضغط المتفاعل داخل الحاوية القابلة للاحتراق ، سيتمدد إلى داخل الأنبوب القاذف بعد تقلص شدة الضغط فقط . يعاب على الأسلحة التي تستخدم هذا المبدأ في الرمي ، اللفح أو العصف الخلفي Back blast ، الذي يحدث أثناء الإطلاق ، ويفرض هذا عدم استخدام السلاح في المناطق المغلقة والمحصورة confined spaces كالخنادق والغرف والأبنية ، وبالتأكيد فإن ذلك يحد كثيرا من استخدامات السلاح ويقلل من مرونة استخدامه .


مبدأ ديفز (الكتلة الموازنة Counter Mass) : طور هذا النظام من قبل المهندس الأمريكي Davis في العام 1941 ، وقد طور هذه الفكرة بهدف إطلاق المقذوفات من داخل الطائرات المقاتلة ، ويتم التعويض عن العزم المفقود نتيجة خروج المقذوف والغاز من أنبوب القاذف ، بالطرد العكسي لكتلة الموازنة Counter Mass من الفوهة الخلفية ، وبفكرة مشابهه لفكرة عمل الأسلحة عديمة الارتداد recoilless . إن نظام الكتلة الموازنة يقدم إمكانيات أكبر لمصممي الأسلحة الكتفية المضادة للدروع ، إذ يمكن زيادة عيار الرأس الحربي ، دون أية تحويرات كبيرة على التصميم الأساس للسلاح ، وبتغيير وزن الكتلة الموازنة ، يمكن تغيير العزم ، حيث يترك المقذوف والكتلة الموازنة أنبوب القاذف من الفوهة ، والفتحة الخلفية على التوالي . إن مبدأ الكتلة الموازنة وحيد في كونه يسمح بإطلاق آمن للأسلحة المضادة للدروع من داخل الغرف والخنادق والميادين المغلقة ، وهذا يتطلب أن يكون الرأس الحربي خارج الفسحة (خارج فتحة الرمي أو الشباك) لمنع مخاطر اللفح والعصف الناتجة عن دافع المقذوف . ويعمل كل من سلاحي Jupiter و Armbrust المتشابهين إلى حد بعيد ، وفق نظام الكتلة الموازنة Counter Mass المحور . وعند الإطلاق يندفع مكبسان Pistons بفعل وقوة الغاز الدافع ، ويتولى المكبسان دفع المقذوف من الفوهة الأمامية ، ودفع الكتلة الموازنة من الفتحة الخلفية ، وحركة المكبسين محدودة ولا يسمح لهما بالاندفاع خارج الأنبوب القاذف ، إذ يتوقفان بعد انزلاقهما لمسافة معينة ومحددة مسبقا (هناك شقان يمسكان بالمكبسين لمنع اندفاعهما) وبذا يشكلان منظومة غلق تامة ومحكمة .

ومع أن لهذا التصميم ميزة مهمة للغاية ، في أنه يشكل حجما أصغر قياسا بالأسلحة المشابهة الأخرى ، إلا أنه هو الآخر له بعض المعوقات . فبعد إطلاق المقذوف ، تتبقى كمية من الغاز عالي الضغط محصورة داخل الأنبوب القاذف ، مما يستلزم التخلص منه ورميه بعيدا . ولهذا السبب لا يمكن العمل بنظام Davis مع الأسلحة المضادة للدروع الكتفية التي يرمى بها أكثر من مرة . المعضلة الأخرى ، هي ماذا سيحدث إذا أصيب أحد المكبسين أو كلاهما بأية أضرار ، طالما يتعذر فحص أو تفتيش السلاح من الداخل ، ثم ماذا سيحدث إذا أصيب الأنبوب نفسه بأية أضرار من الداخل أو الخارج ، كالتآكل أو الكسر ، أو أية أعراض فنية أخرى . ومع أن خفض أبعاد الحجم يعد بحد ذاته ميزه مهمة للغاية ، إلا أن المعوقات التي لوحظت ، دفعت بالكثير من الشركات المنتجة للأسلحة المضادة للدروع الكتفية ، للتخلي عن فكرة تطوير أسلحة تعمل بنظام الكتلة الموازنة .

هناك تعليقان (2):

  1. اشكرك عل هذا الموقع الرائع

    ردحذف
    الردود
    1. حياك الله أخي الكريم وإذا لديك أسئلة حول الموضوع فلا تتردد .. تحياتي .

      حذف