2‏/8‏/2012

دبابة T-72 .. المضامين التكنولوجية ونقد التصميم (الجزء 3)


سلسلة المدافع الرئيسة 2A46 اللاحقة من عيار 125 ملم ، في الغالب ذات أداء ممتاز وقوي (اعتماداً على نوع الذخيرة المستخدمة) وكما هو الحال مع السلاح المعياري لمنظمة حلف شمال الأطلسي L44 من عيار 120 ملم ، المتوافر في العديد من دبابات المعركة الغربية الحديثة . المدفع الروسي الذي يوصف في أحيان كثيرة بأنه قوي جداً وقاتل جداً highly lethal ، قادر نظرياً على تحطيم أية دبابة في العالم اليوم من مسافة 1500-2000 م أو أكثر ، لكن نسبة نيرانه تعتمد كثيراً على حالة وصيانة الملقم الآلي auto-loader . إن تصميم الملقم الآلي للدبابة T-72 ، وغيرها من الدبابات الروسية ، مستند على فكرة المحافظة على وتيرة تحميل ثابتة وسريعة نسبياً . مع ذلك ، هذه الأنظمة عرضة للتعطل والإخفاق malfunctions إن لم تلزم صيانتها بشكل صحيح ودائم (كأي جزء ميكانيكي آخر من الأسلحة الحديثة) . هو يستغرق بين 7-15 ثانية لتحميل قذيفة جديدة إلى مغلاق السلاح الرئيس ، خلالها المدفع لا يكون مصوباً نحو الهدف ، لأن الملقم الآلي يجب أن يدير ويحرك سبطانة المدفع ثلاث درجات أعلى من المستوى الأفقي ، بهدف تخفيض مؤخرة عقب السلاح وجعلها على نفس خط دفع القذيفة الجديدة ، وعند الانتهاء من التلقيم يقوم المدفع بالعودة تلقائياً لمستوى درجة الاشتباك المخزنة في ذاكرته . الشروط التجريبية أثبتت أنه حتى مع طاقم ماهر ومدرب جيداً , الدبابة بمثل هذا الملقم الآلي في ظروف الصيانة السيئة ، يمكن فقط أن يحقق معدل أربع طلقات مصوبة aimed shots تقريباً بالدقيقة الواحدة . لكن الميزة الحقيقية تكمن في إمكانية إعادة التلقيم الممكن انجازها بسهولة ويسر حتى أثناء حركة الدبابة خلال الأرض الوعرة ، وهذه تبدو صعبة ومرهقة إلى حد ما للملقم البشري . هكذا ، نسبة عملية من النيران وأمان الطاقم تعتبر مفيدة وقابلة للإنجاز . إعادة ملئ وشحن الملقم الآلي بالقذائف الجديدة تشكل عبء صيانة حقيقي maintenance burden وتتطلب العناية القصوى لإبقاء سلسلة الذخيرة المحددة والمطلوبة . أطقم تدريب الدبابة T-72 لا تجد في إعادة تحميل النظام بالذخيرة أية مشقة قصوى بالمقارنة مع آلية تحميل أي دبابة أخرى ، فهم يرون أن الخراطيش المنفصلة separated cartridges أسهل للتداول والتعامل .


في الدبابات الغربية تكون عملية التحميل مع الملقم البشري human loader ، أسرع بكثير ، وتتطلب نحو 3-5 ثوان فقط . المدفعي يمكن أن يصوب بالمدفع أثناء هذه العملية ويطلق النار على الهدف في اللحظة التي يشير معها المحمل بالاستعداد والجاهزية . وبشكل عام المحمل البشري قادر على العمل بشكل أفضل عندما تكون سرعة الدبابة منخفضة وعلى أرض مستوية . الدبابات الغربية الحديثة يمكن أن تطلق نظرياً أكثر من 10 قذائف مصوبة في الدقيقة ، نسبياً أفضل مما هو متوافر لأكثر التصاميم الروسية ، إلا أن المعدل الغربي العام يبلغ 8 قذائف/دقيقة ، شاملة اختيار القذيفة وتحميلها وإطلاق النار على هدف معين (مدافع الدبابات الغربية المستقبلية من عيار 140 ملم التي في مرحلة التصميم والتطوير ، ستكون مجبرة على تبني نوع من أنواع الملقمات الآلية لأسباب متعلقة أولاً بوزن الذخيرة الجديدة وحجمها) . بالطبع ، الدخان وغبار ساحة المعركة ، بالتزامن مع حقل الرؤية السيئ وربما المحدود نسبياً ، المعروض حتى من قبل أفضل المناظير الأفقية الحديثة periscopes أو المناظير الحرارية thermal sights ، يخفض نسبة ومعدل إطلاق النار الفعال لجميع المقاتلون . هي تعتبر حالة استثنائية ومستغربة عموماً لطاقم الدبابة لاكتشاف ورصد أربعة أهداف في دقيقة واحدة حتى لدى أكثر الحالات التكتيكية (مع ذلك المجسات الحديثة مثل مناظير التصوير الحرارية المحسنة يمكن أن تغير هذا الوضع) .


السلاح الرئيس للدبابة T-72 له متوسط خطأ من متر واحد عند مدى 1,800 م ، الذي يعتبر دون المستوى وغير مقبول بمقاييس اليوم . أما بالنسبة لمدى إطلاق النار الأقصى الذي يمكن بلوغه بالمدفع ، فيمكن لهذا أن يصل إلى 9,100 م ، بعد رفع زاوية سبطانة السلاح للارتفاع الإيجابي ، في حين أن حد النيران المصوبة بشكل مباشر يمكن أن يبلغ 4,000 م . لقد سرت إشاعات فيما سبق في جيوش منظمة حلف شمال الأطلسي الحرب في أواخر الحرب الباردة ، ادعت بأن الارتداد الكبير للمدفع الضخم عيار 125 ملم يمكن أن يتلف أو يعطل ناقل الحركة الميكانيكي mechanical transmission الخاص بالدبابة T-72 بالكامل . قائد الدبابة طبقاً للاعتقاد العام والشائع كان لا بد أن يطلب إطلاق النار بتكرار الأمر عندما تكون الدبابة T-72 في وضع الحركة ، ويصيح بأعلى صوته "أطلق النار .. أطلق النار" ، حيث تسمح الصيحة الأولى للسائق بافتراض وجوب فصل وتحرير قابض أسطوانة التعشيق clutch (أداة ميكانيكية تستخدم لنقل عزم الدوران من المحرك إلى علبة التسارع) لمنع تحطم ناقل الحركة عندما يطلق المدفعي نيران سلاحه مع الطلب الثاني . في الواقع هذه الكلام غير دقيق ، فهذه ما زالت وسيلة مشتركة لتحسين دقة إطلاق النار الدبابة جوهرياً ، وليس لها علاقة في أي جانب بالارتداد recoil أو الضرر الميكانيكي (يذكر مستخدمي الدبابة أن تجربة الجلوس بالقرب من كتلة مغلاق breech block المدفع 2A46 لحظة الرمي تجربة لا يمكن نسيانها) .


جميع الدبابات السوفيتية والروسية مصممة مع قابلية خفض محدودة نسبياً للسلاح الرئيس ، وفي الدبابة T-72 تبلغ هذه -6 درجات (في الدبابة الأمريكية أبرامز تبلغ هذه -10 درجات) . مظهر الدبابة وشكلها المنخفض low profile يتطلب سقف برج منخفض تماثليا ، الذي يقيد حركة صعود وارتقاء عقب السلاح . هذا النمط من التصميم حقيقتاً يمنع ويعرقل خفض السلاح الرئيس (هذه شوهدت وعرفت كسمة منطقية لتخفيض مظهر الدبابة العام) ، وحدد زاوية النزول فقط لبضعة درجات ، مما جعل الأمر صعباً للتوقف بشكل محمي جيد في وضع الهيكل المخفي hull-down position (حيث تكون الدبابة متوقفة خلف حافة مرتفع طبيعي أو صناعي ، وفقط فوهة مدفعها وجزء من برجها مرئي إلى الهدف المتوقع) . مدافع الدبابات الغربية في المقابل لها قابلية ارتفاع أكثر إلى حد كبير elevation range ويمكن أن تستثمر وضع الهيكل المخفي مع فقط المدفع ومقطع صغيرة جداً للبرج ظاهر للعيان ، بينما التصاميم السوفيتية في ظل العديد من الظروف لا تستطيع مواءمة وإتباع وضع الهيكل المخفي ، وذلك لأنهم لا يستطيعون ضغط وتخفيض أسلحتهم بعيداً بما فيه الكفاية للوقوف خلف حافة تل وإطلاق النار . مع ذلك للإنصاف والتوضيح ، فإن الأصل الحقيقي لهذا العيب والنقيصة يرجع في أحد أسبابه لكون المذهب التكتيكي السوفيتي doctrine's tactical يؤكد على أولويات الهجوم والمبادرة أكثر منه على مهام الدفاع ، فلم يكن من المهم جداً لدى المصممون السوفيت أن تكون دباباتهم قادرة على المقاتلة من موقع دفاعي لفترات طويلة . على الأرجح مصممي الدبابة T-72 كانوا مدركين لقضية الانخفاض المحدود لسلاح دبابتهم الرئيس ، ويبدوا أنها لم تكن قضية مقلقه بالنسبة لهم (من البداية ، مبدأ التصميم كان يفضل الإنتاج الشامل والموسع mass production على المناعة والحصانة النسبية comparative invincibility) ولو ألقينا نظرة قريبة على الدبابة T-72 فإننا سنكتشف وجود شفرة أو نصل حراثة هيدروليكي hydraulic dozer blade متكامل على الجانب السفلي من الحافة الأمامية للهيكل ، والذي يتيح للدبابة فرصة حفر وتشييد موقع دفاعي ، الذي يقلل الحاجة الفعلية (كوجهة نظر سوفييتية) لتخفيض المدفع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق