9‏/1‏/2017

مصاعب رصد وكشف الألغام الأرضية .

مصاعــــــــــب رصــــــــــد وكشــــــــــف الألغــــــــــام الأرضيــــــــــة 

النماذج الأحدث للألغام الأرضية تحتوي على النسب الأقل minimum amount من المواد والأجزاء المعدنية في بناءها العام ، وبعض التصاميم لا تحتوي تقريباً إلا علىى الجزء اليسير جداً من المعادن . نموذجياً ، هذا منجز باستخدام الجسم والهيكل الزجاجي أو الخشبي أو البلاستيكي لحمل الشحنة المتفجرة ، مع بضع المكونات المعدنية الصغيرة التي ليس من السهولة استبدالها بمواد أخرى غير معدنية ، مثل النابض اللولبي spring ، رأس الطارق striker tip ، وسلك القص shear wire . الألغام ذات المحتوى المعدني الأدنى صعبة الاكتشاف عند استخدام كاشفات الألغام المعدنية التقليديةة metal mine detectors ، لكنها عرضة للكشف والتعيين باستخدام تقنياتت عصرية باهظة الكلفة . في الحرب العالمية الثانية ، طور الألمان ألغام Glasmine 43 ، Schu-mine 42 ، Topfmine ، جميعها بأجزاء معدنية مخفضة . النوعع الأول على سبيل المثال مضاد للأفراد وكان بهيكل كامل من الزجاج . في البدايةة استخدم معه آلية إشعال/إيقاد ميكانيكية mechanical igniters ، لكن لاحقاً تمتت الاستعانة بآلية كيميائية chemical لنفس الغرض . هذه التصاميم كانت إما صعبة أوو  مستحيلة الكشف والإيجاد باستخدام كاشفات معادن الأربعينات .
العديد من الأنواع الأخرى للألغام مخفضة المعادن أنتجت في البلدان المختلفة على مر السنين . تتضمن هذه أمثلة حديثة نسبياً لألغام مضادة للدبابات مثل الأمريكي M19 معع أقل من 3 غرامات من المحتوى المعدني ، وكذلك الصربي TMA-3 الذي تقريباً بدونن أي محتوى معدني Metallic content (هيكل من ألياف الزجاج المقواة) . اللغمم البلاستيكي M19 مربع الشكل طور في الولايات المتحدة منتصف الستينات ، وله فقطط مكونان معدنيان ، هما كبسولة المفجر النحاسية detonator capsule وإبرةة الإشعال firing pin الفولاذية غير قابلة للصدأ ، الذين يزنان بالضبط 2.86 غرام .. هذا اللغم ذو اللون الأخضر الزيتي الغامق صعب جداً للكشف بعد زرعه تحت الرمل ،، حيث يجهز عادة بصمام ضغط مركزي من نوع M606 ، مجهز بمفتاح تسليحح arming switch ذو وضعيتين ، "S" وتشير للوضع الآمن و"A" تشير لوضعع  التسليح وجاهزية العمل . هذه العلامات إما طليت باللون الأصفر أو نقشت على البلاستيك . عندما المفتاح موضوع A ودبوس الأمان مزال من مكانه ، اللغم سينفجرر مباشرة إذا عجلات عربة تحركت أو عبرت فوقه . إن آلية الإشعال ستكون محفزةة بتأثير نابض "بيلي فايل" Belleville spring ، حيث يتم قلب النابض والتسبب في نقر الطارق باتجاه الأسفل ، نحو فتيل التفجير الحساس الابتدائي ، ومن ثم تحفيز وتفجير الشحنة الرئيسة للغم . اللغم يجهز أيضاً بصمامين ثانويين (واحد في الجانب وآخر في القاع) ، الذي يسمحان لمواجهة أدوات ضد المعالجة anti-handling devices ، أحدهما M1 بصمام سحب Pull fuzes (الصمام يتم توصيله عادة إلى سلك رقيق ربط بالأرض ، حيث يسحب السلك تلقائياً إذا تم رفع اللغم ، وتتسبب هذه العملية في تحرير نابض الطارق ومن ثم إشعال الشحنة الرئيسة) ، والآخر هو صمامم M5 ضد الرفع Anti-lifting fuzes والمسمى "مصيدة الفئران" mouse-trap . كلا الصمامين الثانويين على اللغم M19 يمكن أن يجهزا بأداة ضد المعالجة .هذا اللغمم ينتج بترخيص في العديد من الدول ، مثل تشيلي وكوريا الجنوبية وتركيا ، كما يوجدد نسخة منه منتجه في إيران . المخزون الأمريكية للغم بلغ تقريباً 74,000 قبل حرب الخليج 1990 وانخفض إلى 63,000 لغم بحلول العام 2002 . يبلغ وزن اللغم 12.56 كلغم ، منها 9.53 كلغم وزن المادة المتفجرة من التركيب B . ويحتاج اللغمم لضغط نحو 118-226 كلغم للتحفيز والانفجار .
الإيطاليون بدورهم ومنذ السبعينات تزعموا إنتاج الألغام الأرضية على مستوى العالم ، فمنتجو هذه الألغام الذين اقتصروا على ثلاثة شركات إيطالية رئيسة هي Valsella ،، Misar ، و Tecnovar ، بدءوا العمل على هذا النمط من الألغام مخفض المعادن فيي الغالب مع أوائل الثمانينات . فصنعت شركة فالسيلا اللغم VS-50 وVS-Mk2 .. وأنتجت ميسار اللغم SB-81 وSB-33 . أما شركة تكنوفار فقد طورت الألغام TS-50 ، TC/3.6 ، TC/6 . مع ذلك كان بالإمكان رؤية ألغام منعدمة المعادن تماماً ،، حيث ظهرت فعلاً فيما مضى نماذج وتصاميم ألغام لا تشتمل على أي نسبة معادن فيي تركيبها العام الخارجي والداخلي . نموذجياً ، مثل هذه التصاميم تستخدم قارورة زجاجية glass vial تحتوي تركيب مؤلف من خليط ناري حساس للاحتكاك ومسحوق زجاجيي . الضغط السفلي المركز على القارورة يعمل على سحقها وتحطيمها ، مما يتسبب فيي إصدار وميض ناري يعمل على تحفيز المفجر detonator وإيقاد الشحنة المتفجرةة الرئيسة . كاشفات المعادن لا تستطيع إيجاد هذا النوع من الألغام لأنه لا يحتوي فيي الأساس على أجزاء معدنية للكشف .

هناك 7 تعليقات:

  1. السلام عليكم أستاذ أنور
    أستاذي أطلعني أحدهم على أن السونارات الحديثة الخاصة بكشف المتفجرات تتعرف عليها إعتمادا على كشف الحقل المغناطيسي الذي يميز كل مادة عن أخرى ،وهذا حسب ما فهمت من كلامه، لكن وحسب مشاهداتي لتذمر العناصر الذين يستعملون هكذا تجهيزات والسبب خطأ الإشارات التي تعطيها هذه الأجهزة وجدت ان جهل العناصر بمكونات المتفجرات هو السبب وليس خطأ الجهاز؟! فالجهاز يعطي تحذيرات في بعض الاحيان عند مرور مركبة بنزين أو ان يعطي تحذير جراء تواجد برادة المنيوم في مضادات التسرب لرادياتور السيارات وهو منتج تكميلي يدخل في نطاق تجارة قطع غيار السيارات..
    والسؤال أستاذي هل ما طرحته كمعلومات صحيح أم أنها مجرد تخمينات تفتقد لأساس تقني وعلمي..والسؤال الثاني هو بخصوص نسبة الاعتماد على الفرق السينوتقنية لمواجهة أساليب إخفاء الالغام والمتفجرات عموما

    ردحذف
    الردود
    1. لا .. ليس صحيح أخي الكريم .. أنت تخلط بين كشف المتفجرات وهذه تحتاج لأجهزة خاصة تلتقط الأبخرة الكيميائية الصادرة عن مادة المتفجرات ذاتها لتحللها بعد ذلك وتحدد بشكل جزئي تركيبها الكيميائية وبالتالي تعيين نوعها (بناء على ما هو مخزن في ذاكرة الجهاز من توصيف لأنواع المتفجرات وتركيبها الكيميائي) ، وبين أجهزة كشف الألغام كتركيب يضم في حيثياته مواد معدنية !! فكرة عمل هذه الكاشفات قائمة على أساس إنشاء حقل أو مجال كهرومغناطيسي electromagnetic field من خلال تيار متدفق الذي يتم التشويش عليه ومقاطعته من قبل جسم اللغم المعدني . هذا التقاطع يصل إلى الفرد الذي يشغل الأداة ، في أكثر الحالات من خلال صوت صفير في سماعاته الموصولة بالأداة أو وميض مرئي (قابلية الكشف تجاه الألغام المطمورة تحت الرمال يمكن أن تبلغ نحو 50 سم أو أكثر من ذلك ، أو في المياه الضحلة حتى عمق متر واحد) .. في الحقيقة جهاز كشف الألغام الأول ابتكر في الإتحاد السوفيتي العام 1936 من قبل المهندس العسكري B. Kudymov ، ثم طور النموذج وهذب في العام 1939 ليستخدم بعد ذلك من قبل القوات السوفيتية في الحرب السوفيتية الفنلندية العام 1939-1940 وفي الحرب الوطنية العظمى 1941-1945 . على أية حال ، الابتكار في شكله الحديث ينسب إلى ضابط مهندس بولندي يدعى "جوزيف ستانيسلو كوساكي" Jozef Stanislaw Kosacki (1909-1990) الذي ألحق بوحدة تابعه للجيش البولندي في مقاطعة " سانت اندروز" St Andrews في أسكوتلندا أثناء السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية ، وعمل هذا الرجل على تنقيح وتطوير أول جهاز كشف ألغام بولندي خالص .

      فقط للتوضيح أخي الكريم ، الشكل الأسهل لكاشف المعادن اليدوي يتميز باشتماله على مولد ذبذبة إلكتروني electronic oscillator ينتج تيار متردد الذي يمر من خلال ملف حلزوني الذي بدوره يحدث حقل مغناطيسي متعاقب . إذا قطعة معدن قابلة للتوصيل الكهربائي كانت قريبه من الملف الحلزوني ، فإن تيارات دوامية Eddy currents (تيار كهربائي ينشأ عن تغير التدفق المغناطيسي الذي يخترق جسم موصل) ستكون مستحثة في المعدن وهذه تنتج حقل أو مجال مغناطيسي خاص بها . إن الملف الحلزوني يستخدم لقياس الحقل المغناطيسي (يعمل كجهاز قياس كثافة الفيض المغناطيسي magnetometer) فإن التغيير والتبدل في الحقل المغناطيسي الناتج عن الجسم المعدني يمكن أن يكتشف ويرصد .

      حذف
  2. كاشفات المعادن فعالة في أداءها أخي الفاضل ، لكن يؤخذ عليها أنها خلال العمل تكتشف أي جسم معدني في الأرض . إن ساحة المعركة السابقة عادة ما تكون مشتملة على كم هائل من جميع أنواع الحطام المعدني metallic debris ، مثل الشظايا ، حاويات الخراطيش ، الرصاص ، مخازن الذخيرة المنبوذة ، التي تؤدي إلى تقديم ما بين 300 إلى 1000 إنذار كاذب لكل لغم معدني مكتشف . مع ملاحظة أن كل إنذار يجب أن يخضع للتقصي والتثبت لتقرير سواء هو لغم حقيقي أم إنذار كاذب false alarm .

    ردحذف
  3. أشكرك جدا أستاذي على هذا الاهتمام وأيضا على التوضيح الوافي والكافي...وصح أنا لم أتقيد في تعليقي بموضوع المنشور لان بالي ذهب مباشرة وانا أقرأ منشوركم لمشاهد إستعمال السونارات الخاصة بكشف المتفجرات من قبل الشرطة العراقية والجزائرية

    ردحذف
    الردود
    1. كاشف المتفجرات العراقي (بريطاني الصنع) والذي أعتمد هوائي للكشف لم يكن أكثر من دمية أو دعابة سمجة من المورد ، وهذا الأمر تحدثت به لأحدهم قبل حديث الصحافة عن الأمر .. وعلى الدوام كان السؤال الأهم ، كيف يمكن لهوائي كشف الأبخرة الكيميائية للمتفجرات !! مشكلتنا دائما في قلة القراءة أو التدبر بعد القراءة .

      حذف
  4. سأكون صريحا معك أستاذي،من فاتحته بهذا الموضوع هو عون متخصص في تفكيك المتفجرات والصراحة شروحاته لم تقنعني لذالك طرحت عليك السؤال...وكان من بين أهم ما حاول أن يفهمني أياه أن لكل مادة تدخل في صناعة المتفجرات حقل مغناطيسي يميزها والسونار مهمته التعرف والتمييز بين الحقول

    ردحذف
    الردود
    1. الحقل المغناطيسي للمواد المعدنية وليس للمواد الكيميائية .. لا تأخذ معلومة جدية من رجل عسكري وهذا عن تجربة ، هم يعرفون كيفية تشغيل الجهاز أو المنظومة لكن الشروح العلمية وآلية العمل لا يفهمون بها .

      حذف