16‏/1‏/2017

النظـام البريطاني آردفارك لتطهير حقول الألغام .

النظــــــام البريطانــــــي آردفــــــارك لتطهيــــــر حقــــــول الألغــــــام 

يعتبر نظام "آردفارك" Aardvark (آكل النمل) المطور من قبل شركة Aardvark Clear Mine Limited في بريطانيا أحدث أنظمة تطهير حقول الألغام العاملة بالسلاسل الدقاقة ، وقد ظهر لأول مرة عام 1986 في معرض معدات الجيش البريطاني ، إلا أن النموذج الأحدث Mark 4 دخل حيز الإنتاج العام 1999 . العربة الحاملة للنظام التي يبلغ وزنها 12 طن ذات هيكل مدرع بالكامل ، وحجرة قيادتها وتوجيهها أيضاً مصفحة ومثبتة بعيداً إلي خلف الهيكل ، كما الزجاج الخاص بحجرة القيادة بسماكة 56 ملم . هي مصممة لتطهير حقول الألغام المضادة للأفراد والمضادة للدبابات مع وزن متفجر أقصى من 10 كلغم . فقد زود عمود الدوران بعدد 72 سلسلة طويلة مع رؤوس ضاربة striker tips في أطرافها . كل سلسلة يمكن أن تجهز بضاربة مختلفة لملائمة متطلبات العملية (هناك الرأس القرصي ، الكرة ، الحرف T) حيث يمكن للألغام الأرضية مع الضربات العنيفة أن تتعرض للتمزق أو الانفجار ، مع ملاحظة أن السلاسل أو المطارق المتضررة Damaged يمكن أن تستبدل بسهولة .. عمود الدوران يدور بسرعة مقدرة تقريباً بنحو 300 دورة/دقيقة ، وكل سنتمتر مربع واحد من الأرض أمام العربة يضرب بمعدل مرتين على الأقل struck twice بقوةة  تكفي لتفجير أي نوع من الألغام المعروفة .
العربة تجهز أيضاً في مقدمتها بدرع واقي فولاذي ، يعمل على حماية العربة من شظايا الألغام المتفجرة والضغط الناتج ، كما أن مقصورة الطاقم crew compartment التي تضم فردين (السائق والمشغل) مصفحة بالكامل وتزود حماية ضد نيران الأسلحة  الخفيفة وحطام شظايا الألغام . لقد تم وضع هذه المقصورة بعيداً عن عمود السلاسل الدقاقة لمسافة ثمانية أمتار لضمان الأمان الأقصى ، علماً أن العربة لها هيكل ثنائي التدريع على هيئة الحرف V لحرف موجات الانفجار . نظام آردفارك قادر على تطهير ممر بعرض ثلاثة أمتار ، ويمكن استخدامه لمهام أخري من بينها ردم خنادق الدبابات وعمليات الاستعادة وذلك بالاستعانة برافعته القوية ، بالإضافة إلى تنظيف المدارج والممرات من العوائق وقطع الأسلاك أو وضع أوتاد لدعم الجدران . نسب التطهير Clearance rates ترجع إلى نوع التربة والتضاريس القائمة مع حد عملياتي أقصى من 3000 متر مربع في الساعة (مع ذلك معدل أكثر واقعية في الميدان يبلغ 1500 متر مربع بالساعة يبدو أكثر قبولا لدى الخبراء) . نظام آردفارك ذو السلاسل الدقاقة مستخدم حالياً من قبل 24 بلد حول العالم ، بما في ذلك دول عربية مثل المملكة العربية السعودية والأردن . هي باختصار طريقة عملية وفعالة لإزالة الألغام لكن يعاب عليه أنه كثير الضجة والصخب أثناء التشغيل .

هناك 9 تعليقات:

  1. السلام عليكم استاذ أنور.
    أستاذي أكيد ان السلاسل من الفولاذ الصلب والثقيل أي نفس السلاسل المستعملة في طحن السيارات القديمة قبل إعادة تدويرها

    ردحذف
    الردود
    1. نعم بالتأكيد .. استخدام نظام "السلاسل الدقاقة" أو Mine flails تم إنجازه أولاً من قبل البريطانيين أثناء الحرب العالمية الثانية لتطهير ممرات حقول ألغام المدافعين أثناء الهجمات واسعة النطاق . ويرجع الفضل في تطويرهم إلى مهندس جنوب أفريقي هو المقدم كولمان Colman ، الذي حصل على فكرة إزالة ألغام بواسطة الدقاقة عندما رأى عربة مجنزرة وهي تتقدم مع سلك طويل إلتف حول أسنان عجلتها . السلك كان يضرب الأرض بشدة مع كل دورة للعجلة المسننة sprockets . فكرة كولمان طورت من قبل الجيش الثامن بقيادة المشير مونتغمري Montgomery في ورشات القيادة العامة خلال شهر أغسطس العام 1942 . أربع وعشرون من هذه الدقاقات المسماة "العقارب" Scorpions كانت قد استعملت أولاً في المعركة أثناء عدة جهود اختراق بريطانية في الجولة الثانية من معركة العلمين El Alamein .. منظومة الدقاقة تشمل عدداً من السلاسل الثقيلة heavy chains ، التي تنتهي أطرافها بكرات فولاذية بحجم قبضة اليد . هذه السلاسل الدقاقة تثبت بشكل أفقي على عمود دوار ، مصعد على ذراعين جانبيين أمام العربة . حيث يتولى هذا العمود أثناء حركة الدوران المتعاقب ضرب السلاسل وكراتها الأرضية بسطح الأرض بشكل عنيف أثناء حركة العربة للأمام . ولكون قوة ضربة السلاسل الدقاقة فوق اللغم المدفون تماثل أو تضاهي وزن شخص أو عربة ، فإن ذلك يتسبب في تفجير اللغم وبطريقة آمنة safe manner عن طريق تقليل الضرر إلى السلاسل أو العربة .

      حذف
  2. أستاذي لو تتكرم وتنزل لنا منشورا يتناول موضوع الملف التقني لكيفية المحافظة على العربة القتالية،لأنني شاهدت إنتشار المعاملة المبتذلة للعتاد وخاصة لدبابة الميدان في أكثر من ساحة قتال

    ردحذف
    الردود
    1. لم أفهم أخي الكريم قصدك من مقولة "المحافظة على العربة القتالية" .. هلا وضحت المزيد .

      حذف
    2. ربما إستعملت الكلمة الغير المناسبة أستاذي...قصدي أنه هناك سلسلة من الإجراءات من قبيل التنظيف الدوري لمدفع الدبابة بعد كل عملية رماية ميدانية أو مشاركة في قتال وحسبما أعرفه أننا في الجزائر نستعمل المازوت الساخن لهكذا غرض وأيضا نستعمل منتج asta3000 لتنظيف المحرك داخليا من جميع أشكال مخلفات الاختراق والترسبات ...وهذا المنتج يستعمل كل 60000 كلم أو مرة واحدة كل سنة...فجاء في بالي وبحكم تخصصكم أنه يمكن أن تتحفنا بموضوع مسهب في هذا المجال

      حذف
    3. إن شاء الله أخي الكريم .. لكن مبدئيا يجب أن تعلم أن الدليل التقني للدبابة الأمريكية أبرامز على سبيل المثال والذي نعتمد على منهاجه في بلدي ، يؤكد على وجوب التنظيف بعد كل تمرين إطلاق نار للمدفع M256 عيار 120 ملم ، في حين أن الممارسة القياسية العسكرية في أراضي الاختبار تقترح نحو 5-10 عمليات تنظيف لكل سبطانة بالسنة . وتكون هذه إما بطريقة آلية في أرض الاختبار ، أو يدوية خلال العمليات الحقيقية في أرض المعركة . وعادة ما تتزامن هذه مع عملية فحص لتجويف السبطانة لمعاينة مستويات الإهتراء والأضرار . عملية التنظيف الآلية في ميادين الاختبار تتضمن ماكينة تنظيف مع فرشاة معدنية ومحلول تنظيف مع ثلاثة رجال ، ونحو 60 دقيقة للقيام بكامل العملية بالإضافة لاستكشاف مستويات الأضرار في السبطانة . التنظيف اليدوي في ساحة الميدان يتم بتجهيزات خاصة متوفرة ومخزنة في الدبابة أبرامز ، مثل الذراع الطويل والفرشاة ومادة حافظة ومحلول التنظيف .

      معلومة إضافية إستاذي حول الدورة البالستية الداخلية للقذيفة والتي تبدأ مع فتح عقب السلاح وتحميل القذيفة إلى مؤخرة السبطانة حيث تسكن حجرة الاحتراق combustion chamber . إذ عند إيقاد شحنة الدافع بأداة نشطة في العقب ، فإن اشتعال الدافع ينتج عنه غازات وضغوط عالية جداً ودرجات حرارة مفرطة . الغازات الدافعة propellant gases تمارس قوة دفع على قاعدة المقذوف ، ليبدأ هذا الأخير في التقدم بشكل متسارع نحو الأمام . خلال أجزاء من الألف من الثانية بعد الإيقاد ، يصل المقذوف إلى فوهة السلاح أو النهاية الأمامية المتطرفة لسبطانة المدفع ، حيث يقذف بسرعة مرتفعة جداً باتجاه الهدف المصوب عليه . الغازات المتبقية في السبطانة تكون حرة بعد ذلك للتوسع والتمدد في الاتجاه المحوري axial direction ، وهم يتبعون المقذوف إلى خارج الفوهة .. خلال تكرار هذه الدورة وتعددها ، تتعرض سبطانة المدفع لمظاهر محتملة من أنماط الضعف والإنهاك failure modes يمكن تعدادها كالآتي :

      - إذا تطور الضغط الأقصى في حجرة الاحتراق أو عند الفوهة للحد الذي يتجاوز معه قوة المرونة elastic strength لسبطانة المدفع عند أي موضع محوري ، فإن توسع دائم وتشوه في ثقب السبطانة يمكن أن ينتج .
      - في حالات متطرفة واستثنائية ، الضغوط العالية جداً والناتجة عن احترق شحنة الدافع يمكن أن تتسبب في تمزق جدران سبطانة المدفع . فإذا كانت مادة بناء السبطانة هشة وقابلة للكسر brittleness ، فإن سبطانة المدفع يمكن على نحو خطير أن تتعرض للانفلاق أو الانفجار . أما إذا كانت مادة المادة أكثر لدونة وقابلية على الاستطالة ductility ، فإن تسرب غازات سوف يحدث ، وبالطبع هذه النتيجة أفضل أكثر بكثير من الانفجار !!
      - حتى مع الضغوط الأكثر انخفاضاً ، شقوق وتصدعات دقيقة micro-cracks يمكن أن تتشكل على سطوح حجرة الاحتراق . ومع المئات من دورات إطلاق النار ، هذه الشقوق يمكن أن تنمو بعمق ، لتخترق في النهاية جدران السبطانة من قبل ما يطلق عليه اصطلاحاً "الإعياء أو الإنهاك" fatigue .
      - أخيراً ، خسارة غير مقبولة من مادة السبطانة يمكن أن تحدث ، والتي يرجع سببها إما لعمل الغازات شديدة السخونة التي تعبر التجويف بسرعة عالية جداً خلال عملية تحمل مفهوم "التآكل" erosion (يحدث التآكل أو الحت نتيجة الفرك الاحتكاكي للأسطح المعدنية بتأثر التدفق السريع للغازات في درجات الحرارة المرتفعة جداً) ، أو نتيجة حركة المقذوف خلال الثقب والتفاعل مع جدران السبطانة خلال عملية تعرف باسم "الإهتراء" wear (في علم المواد ، الإهترء هو إزاحة جانبية sideways displacement وتشويه لسطح المادة الصلبة نتيجة تأثير وفعل سطح آخر وفق مفهوم الفعل الميكانيكي) . إن إمكانية حدوث توسع دائم للتجويف أو وقوع انفجار أو تسرب للغازات ، يمكن أن يخفف ويخفض بممارسات التصميم الصحيحة والمناسبة لسبطانة المدفع .

      حذف
  3. أستاذي الغالي أنور من المعروف أننا أمة واحدة فرقت بيننا عقلية سايكس وبيكو وليس حدودهما التي رسماها،والدولة القطرية والتي كانت سياسة فرضتها نتائج الحرب العالمية الاولى والثانية أصبحت بحاجة لاعادة تقييم خاصة ومع مستوى التطور الذي حصل في هذه البلدان وتكدس السلاح أطنانا كذخيرة وأرتالا كدبابات ومدرعات،وبالتأكيد أنك مطلع على خبايا وخفايا العقود التي تلزم بعض البلدان التخلص من أرتال عتيقة؟!!للتزود بأرتال جديدة كمقتنيات ومشتريات...وكل هذا حتى لا يكون عندنا تفوق عددي أو عتاد يغطي مساحة لابأس بها إن هو أهل وألحقت به إضافات ...حتى أسراب الطائرات القديمة والتي يمكن تجديدها و تطويرها يتم اما بيعها لدول إفريقية أو منحها كهبة لبعض الاصدقاء وكله فقط لتمر بعض الصفقات بسلام؟!!!كحال طائرات mig21 الجزائرية والتي تمكنت من مدة ليست بالبعيدة بالاغلاق على طائرات f14 وطائرات أخرى أحدث منها في مناورة مصرية...والحقيقة أني كنت قد كتبت موضوعا تناول أبعاد هذا الأمر الخطير والذي تناول التدمير الممنهج لارتال الدروع السورية سواء بالدعم النوعي للفصائل بصواريخ تحدث دمارا كليا وليس نسبيا أو إستعمال المغنوم منها كمفخخات..وكله في النهاية يقود لتقليص الاعداد التي كانت تقض مضجع العدو الحقيقي قبل التوجه لحلحلة الازمة والذي كانت أمرا ممكنا منذ بداية الأزمة...
    فمعركة الدرع والسيف كما تناولتها مواضيعك الرائعة معركة قديمة والمعاينة التي قام بها قساوسة أوربا لما قدمو وسط فرقهم العسكرية من "جورجيا"و"أرمينيا"والتي شاهدو فيها ما حدث لفرسان معركة اليرموك والتي بها أيقنو أن أوربا لن تصمد في حرب أو دفاع إذ ما فكر العرب في فتح بلادهم...هي نفس المعينات تتم اليوم وبشكل خاص لسلاح الدروع والاسلحة الملحقة به ولعل هذا الامر هو ما جعل مدونتكم محجوبة عن بعض البلدان ...لان مشهد حرق دبابة أو أي عجلة عسكرية فقط لفلتان أو نتيجة نزعة غضب عابرة لهو عين ما يريده ويبتغيه أي متربص ليميل علينا ميلة واحدة...ومن هنا تتجلى أهمية معرفة قيمة العتاد والصعوبات التي نلقاها حتى نقتنيه،أما وإن فكرنا في تطويره أو صناعته فمجال الخطورة يكبر وقد وصل في مرات عدى للإغتيال وأقله العقوبات والتظييقات.......وأسف استاذي ان كنت انحرفت أو تجاوزت بروتوكولات المدونة المحترمة

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الكريم ذكرت أنك كتبت موضوع تناول أبعاد التدمير الممنهج لارتال الدروع السورية .. فأين أجد هذا الموضوع ؟؟ وسؤال آخر إذا تكرمت ، هل سبق لنا الحوار مع بعض خارج أسوار المدونة ؟؟ تحياتي .

      حذف
    2. لا أستاذي لم يحصل وأن تواصلنا مع بعض من قبل ...لكن متابعتي الصامتة لمدونتك جعلتني أعي أبعاد الخير الموجود فيها والذي يستحيل أن تقدر على طمس معالمه بعموميات المصطلحات ههههههه...أما بخصوص موضوع التدمير الممنهج لسلاح الدروع السوري فسأرسله لك بعد إعادة تهذيبه وتنسيقه لانه كان موضوعا جانبيا في مقال تناول أبعاد وخفايا تدمير وسرقة معامل حلب..وهنا نحن نتكلم عن عتاد الصناعات التجهيزية الذي لا يقل أهمية عن الفرق المدرعة لأي دولة ذات سيادة ...فقرار إستهداف سوريا لم يبدأ مع أحداث الربيع العربي كما يعتقد البعض والتي كانت المحفز فقط ..بل بدأ مع تبعات حادثة إغتيال رفيق الحريري والتي أبدى النضام السياسي السوري فيها صغر حجم وقلة حيلة مع هرولة في كل الاتجاهات حتى لا يمتد حريق الغضب إليه...وهنا فقط أيقنت جوقة بيشاور التاريخية و التي أسسها الرئيس نيكسون أن الوقت أصبح مواتيا لتقليم الأضافر لانها ستكون مؤذية لو إنتقلت لطيف سياسي أخر له أجندات مختلفة ولم يأتي عبر تفاهمات إقليمية ودولية...وبالمناسبة فسوريا هي سوريا وليست بالتأكيد لا الأسد ولا دور نظامه الخياني في المنطقة...ونحن هنا نتكلم عن مكتسبات أمة ومقدرات دولة يجب ان لا تزول بزوال الرجال

      حذف