10‏/6‏/2016

فحـص التشظيـة ومنطقـة القتـل للقذائـف شديدة الإنفجار .

فحــــــص التشظيـــــــة ومنطقــــــة القتـــــل للقذائـــــف شديـــــدة الإنفجـــــار



بعد خروج القذيفة من فوهة سبطانة المدفع بمسافة 100-150 م تقريبا ، يكون الصمام الذي يساعد على تفجير القذيفة عند وصولها للهدف والموجود في مقطع الرأس الحربي جاهزا للعمل . إن هذه الصمامات تكون غالباً على نوعين من حيث إسلوب التحفيز : صمامات تصادمية contact fuzes والتي تعمل على تفجير القذيفة حال اصطدامها بالأرض أو بأي جسم يعترضها ، والنوع الثاني هو الصمامات التقاربية الالكترونية proximity electronic fuses والتي تعمل على تفجير القذيفة في الجو من مسافة مباعدة مقدرة بنحو 6-8 م عن سطح لأرض . ويعتبر النوع الثاني أكثر فاعلية من النوع الأول بالنسبة لعدد الشظايا fragments التي تتكون جراء انفجار القذيفة ، وكذلك بالنسبة لمنطقة القتل التي توفرها هذه الشظايا (يمكن أن يبلغ مدى الشظايا القاتله مسافة 600 م من مركز الإنفجار point of burst) .. إن حساب الشظايا ومنطقة القتل لقذيفة شديدة الانفجار high-explosive موضوع مهم جدا ، ويعتبر من الفحوصات الضرورية لتقييم كفأة مدافع الميدان بصورة عامة (يقصد بمنطقة القتل تلك المنطقة التي تكون فيها شظايا القذيفة مؤثرة على الأفراد والمعدات المطلوب تدميرها) حيث أن العتاد يعتبر جزء من منظومة المدفع ، وإن كفأه الأداء للقذيفة ترفع من التقييم العام لهذه المنظومة .


حســـــــاب الشظايـــــــــــا :

لمعرفة عدد الشظايا التي تولدها قذيفة شديدة الانفجار إثناء انفجارها projectile fragments ، يستخدم أسلوب أو إختبار يسمى (فحص الحفرة) pit test الذي يتم بواسطته حساب عدد الشظايا وأوزانها وأحجامها . وتوضع القذيفة المطلوب فحصها في صندوق مكعب وبصورة عمودية . ويوضح الصندوق في حفرة ذات قياسات 4م × 4م × 4م ، وقبل وضع الصندوق تملأ الحفرة بالرمل حتى ارتفاع 1,5م ، ثم يوضع ا لصندوق ويغمر بالرمل بحيث يكون الارتفاع الكلى للرمل 3م . إن طول ضلع الصندوق يساوى 5 مرات عيار القذيفة المستخدمه ، لكي يسمح للشظايا من جراء تفجير القذيفة إن تتطاير قليلا قبل اصطدامها بالرمل . يتم تفجير القذيفة كهربائيا من غرفة محصنة تبعد عن الحفرة بمسافة 50 م ، وبعد التفجير يُصفى الرمل بواسطة مصفاة خاصة مخصصة لهذا الغرض لإستخراج الشظايا التي بقيت في الحفرة . وبالإمكان الحصول على 90% من وزن القذيفة وهى فارغة (وزنها بدون متفجرات) على شكل شظايا مختلفة الأوزان والأحجام .. وبعد جمع الشظايا من الرمل يتم حساب عددها وأوزانها ، ويمكن الاستفادة من هذه المجاميع في حساب منطقة القتل كما سنرى لاحقا . لقد تم حساب عدد الشظايا لقذيفة شديدة الإنفجار عيار 155 ملم بهذا الإختبار ، وكان عددها بحدود 13،917 شظية ، تتراوح أوزانها بين 1-90 غرام .


حساب التوزيع الفضائي للشظايا وسرعتها :

يقصد بالتوزيع الفضائي space distribution الاتجاهات التى تسلكها الشظايا أثناء طيرانها بعد انفجار القذيفة شديدة الإنفجار ، ولهذه الظاهرة علاقة مباشرة بمعرفة منطقة القتل . أن قذائف المدفعية وقذائف الهاون يتم فحصها في العراء ، وهذا الأسلوب من الفحص يسمى (إختبار الساحة) area test ، حيث يمكن معرفة الاتجاه الذي تسلكه كل شظية بعد التفجير وكذلك سرعة الشظايا المتطايرة .

تتكون منطقة الاختبار من مساحة دائرية قطرها 15 م . يثبت على نصف محيطها عدد 15 صفيحة معدنية قياس ( 1×2,45 م) وبسماكة 1,6 م ، وتقسم نصف الدائرة بمعدل 5 درجات لكل تقسيم بالنسبة لمركز الدائرة . توضع بعد ذلك القذيفة المطلوب فحصها في مركز الدائرة على قاعدة خشبية وبارتفاع 1,225م أي نصف ارتفاع الصفائح المعدنية plates ، وتوضع في منتصف المسافة بين مركز الدائرة والصفائح مصدات (حواجز barricade) تتكون من ألواح خشبية مثبتة على قواعد متماسكه ، وفائدة هذه المصدات هي منع اصطدام الشظايا التي ترتطم في الأرض من الاصطدام مرة أخرى بالصفائح المعدنية . كما وتوضع إضافة إلى الصفائح المعدنية سابقة الذكر ، صفيحتين مصنوعتين من الألمنيوم على مسافة من مركز الدائرة تقدر بنحو 9,4م ، ويتم تركيب كاميرا تصوير ذات سرعة إلتقاط عالية (8000 صورة / ثانية) بنفس مستوى صفائح الألمنيوم ، وتوضع هذه الكاميرا في غرف صغيرة مدرعة ، فيها فتحة صغيرة من اجل تصوير عملية الانفجار من خلالها .. وبعد تفجير القذيفة وتصويرها ، يتم احتساب عدد الشظايا التي اصطدمت بالصفائح المعدنية والزوايا التي سلكتها هذه الشظايا ، وتسجل هذه المعلومات لتُدرس بعد ذلك بتأني . لقد لوحظ أن الشظايا تتجه نحو الزوايا من 120 - 80 درجة ، أي باتجاه يمين ويسار الوضعية التي كانت فيها القذيفة قبل التفجير . ويتم أيضاً إحتساب سرعة الشظايا المتطايرة باستخدام الكاميرا المذكورة أعلاه ، حيث يحسب الوقت الذي تستغرقه الشظية للطيران من مركز الدائرة لحين اصطدامها بصفيحة الألمنيوم الموجودة على مسافة 4 م أو على مسافة 9 م . إن اصطدام الشظايا fragments بهذه الصفائح سيؤدى إلى حدوث وميض flash يساعد الكاميرا على التقاطه ، ويحسب الوقت بعدد الصور التي تؤخذ قبل اصطدام الشظايا بصفيحة الألمنيوم . فإذا علمنا أن سرعة الكاميرا في التصوير هي 8000 صورة/ثانية فإننا نستطيع معرفة هذا الوقت وتحديده بدقه .

هناك 10 تعليقات:

  1. يا سلام عليك..هذه المواضيع إللي تفتح عقولنا..
    لدي العشرات من الاسئلة..لكن سوف اختصرها قدر الامكان..
    السؤال الاول..مما تصنع شظايا القذيفة ؟؟ خصوصاً شظايا قذيفة الهاون ..
    سؤالي الثاني..بالنسبة لقذيفة الهاون 120 ملم..كم يبلغ وزن المواد المتفجرة للقذيفة؟؟
    سؤالي الثالث..كم يبلغ عدد الشظايا في قذيفة الهاون 120 ملم ..؟؟
    نأسف على إزعاجكم .. ورمضان كريم..

    ردحذف
    الردود
    1. الهاونات mortars هي أسلحة مدفعية بسيطة التصميم ، قصيرة السبطانات مع مسار مرتفع جداً لمقذوفاتها ، حيث يبلغ طول السبطانة أقل من 12 عيار (مع وجود بعض الاستثناءات) . هي مصممة بالأساس لأدوار النيران غير المباشرة وإطلاق النار في الزوايا الحادة high angles ولنحو 40-80 درجة . وتعمل سبطاناتها التي غالباً ما تعبأ من الفوهة وتكون من النوع أملس الجوف ، على إطلاق مقذوفات لها زعانف ذيل لتثبيتها أثناء الطيران .. شظايا القذيفة إما أن تكون ناتجة عنن تحطم هيكلها المعدني (وهي على شاكلتين ، إما مسبقة التحزيز في جدار الهيكل ، أو من ذات جدار الحاوية) ، أو أن تكون هذه الشظايا مضافة لتجويف حاوية القذيفة مشل الكرات المعدنية أو المسامير .. بالنسبة لوزن المادة المتفجرة وكقاعدة عامة هذه تبلغ 25% من وزن إجمالي القذيفة .. بالنسبة لعدد الشظايا الخاصة بالعيار 120 ملم فهذه لا تقل عن 9000 شظية مختلفة الحجم وبالتأكيد السرعة (هذا عندما نتحدث الشظايا الناتجة عن تحطم الهيكل المعدني).

      حذف
    2. سؤالي الأخير..
      هل هناك قذائف هاون مجهزة بالصمامات التقاربية ؟؟

      حذف
    3. بالتأكيد .. بالنسبة لذخيرة المدفعية ، هناك أربعة أنواع مشهورة عنها هي الصمام الارتطامي أو التصادمي impact fuze ، الصمام الزمني الميكانيكي mechanical time ، الصمام الزمني الإلكتروني electronic time وأخيرا صمام المجس التقاربي proximity sensor .. الصمامات التقاربية proximity fuzes هي صمامات تفجر القذيفة تلقائياً عندما المسافة إلى الهدف تكون عند الحد أو القيمة المقررة . أو عندما الصمام والهدف يمران بعضهم البعض . لقد اعتبر تطوير هذا النوع الصمامات وكبديل عن الصمامات الزمنية الميكانيكية ، من أهم مظاهر الإبداع التقني خلال الحرب العالمية الثانية . أحد أوائل الصمامات التقاربية العملية ضمن سياق قذائف المدفعية حملت الاسم الرمزي VT وطورت في بريطانيا (مصادر أخرى تتحدث عن الولايات المتحدة) . والأحرف اختصار لكلمتي "الوقت المتغير" Variable Time كتمويه متعمد لمبدأ تشغيلها . فأثناء السنوات 1940-1942 وبمبادرة خاصة من قبل شركة Pye البريطانية المحدودة , عملت هذه على تطوير صمام تقاربي راديوي لزيادة فاعلية الأسلحة المضادة للطائرات . هذا النوع من الصمامات أصبح بعد ذلك متوفراً للاستخدام على أسلحة المدفعية ، حيث تتمحور فكرة عمله البسيطة حول وضع مرسلة راديوية منخفضة الطاقة لاكتشاف سطح الأرض . هذه المرسلة كانت تقوم بإرسال موجات راديوية radio waves وتتحسس بعد ذلك انعكاسها وارتدادها عن الهدف ، ثم بعد ذلك تفجر المقذوف على ارتفاع مقدر أعلى من هذا السطح .

      حذف
  2. السلام عليكم

    رمضان كريم استاذنا، اظن كان هناك دراسة روسية ذكرتها أنت قديما عن تأثير قذائف المدفعية المزودة بالصمامات التصادمية و الصمامات التقاربية على دورع الدبابة، و وجد ان الصمامات التقاربية ذات نسبة تدمير أعلى بسبب ارتفاع نسبة التشظية.
    هل من الممكن القول ان الصمامات التصادمية تكون فعالة فقط في حالة دك تحصينات؟! أما غير ذلك فيفضل الصمامات التقاربية؟

    ردحذف
  3. السلام عليكم استاذنا العزيز لدي استفسار حول مادة ال سي فور المستخدمة في العجلات المفخخة هل صحيح انها لا تترك حفرة في موقع الانفجار؟! لماذا مع العلم انها مادة شديدة الانفجار ؟؟ .. ف بخصوص الانفجار الذي حصل في بغداد منطقة الكرادة حتى ان البعض شكك في كون انه ناجم عن سيارة مفخخة لان مكان الانفجار لا يوجد فيه اي حفرة او فجوة او ضرر في الشارع فقط حريق كبير مع العلم الكثير من شهود العيان قالوا انها سيارة مفخخة ! ارجو الرد وشكراا ..
    ولماذا لا توجد خاصية البحث في مدونتكم ؟ لكي نبحث عن هكذا مواد متفجرة وعن مواضيع معينة

    ردحذف
    الردود
    1. وهناك استفسار اخر اضهرت لقطات بعض الهويات وحاجيات مع بقايا جثث الشهداء المحترقة ولم يصب تلك الاغراض اي حرق او ضرر و لكن الجثث متفحمة بشكل كبير!

      حذف
    2. حياك الله أخي الكريم وعيدكم مبارك .. متفجرات ال C-4 هي مادة طيعة لينة بحيث يمكن تشكيلها على النحو المطلوب !! هذا النوع من المتفجرات يوصف بأنه من عائلة المتفجرات البلاستيكية plastic explosive التي تمتلك حساسية منخفضة للتحفيز ، بحيث لا يمكن تفجير المادة بإشعال النار فوقها أو بإسقاطها من مكان مرتفع أو حتى بطلق ناري من مسدس أو ما شابه بل تفجيرها يتم عن طريق صاعق يولد ذبذبات عالية التردد (موجات إهتزاز shockwave) من أجل التحفيز أو عند تعريضها لدرجة حرارة متطرفة جدا .. وعند إنفجارها فإن تتفسخ بسرعة كبيرة بحيث تتحرك غازاتها بسرعة كبيرة جدا تبلغ أكثر من 8000 م/ث . الميزة الرئيسة لمتفجرات لC-4 تتمثل في إمكانية تشكيلها بسهولة بالهيئة المطلوبة بحيث يمكن تغيير إتجاه الإنفجار الناتج وتحويله الوجهه المطلوبة !! وهذا ربما ما يفسر عدم وجود حفرة في موقع التفجير .

      حذف
    3. رابط البحث في مواضيع المدونة موجود أسفل الاصفحة .

      حذف
    4. شكرا لردك اعاده الله علينا وعليكم بالبركة ..
      و لماذا الجثث تفحمت و تشوهت ولكن الهويات و بعض المستمسكات الورقية التي كانوا يحملوها لم يصبها شيئ او اصيبت بقليل من الحرق . البعض فسر ذلك الى استخدام مادة الفسفور الابيض في التفجير و لكن انا اعرف ان الفسفور يتفاعل مع الجلد و المواد المطاطيه كما حصل في معركة الفلوجة 2004 كانت الجثث منصهرة و الملابس لم يصبها حرق و لكن في هذا الانفجار الملابس كانت محترقة مع الجثث !

      حذف