4‏/8‏/2014

السلاح الذي أهملته المقاومة الفلسطينية !!

الســــــــــلاح الــــــــــذي أهملتـــــــــــه المقاومـــــــــــة الفلسطينيــــــة !!
أدوات التفجيـــــــــر المرتجلـــــــــة IED 


في شهر فبراير من العام 2002 دبابة إسرائيلية من طراز Merkava III تم تدميرها بواسطة قنبلة طريق قرب مستوطنة نيتساريم Netzarim في قطاع غزة . الدبابة أغريت إلى التدخل لاعتراض هجوم محتمل على قافلة للمستوطنين . عندها الدبابة وطأت على ما يشبه اللغم الأرضي الثقيل ، الذي بدوره انفجر وحطم الدبابة بالكامل ، مما أدى إلى مقتل أربعة جنود جراء الانفجار . هذه كانت الدبابة الثقيلة الأولى التي تدمر أثناء الانتفاضة الثانية Second Intifada . دبابة إسرائيلية أخرى على الأرجح من نفس النوع ، دمرت بعد شهر واحد في نفس المنطقة وتحدثت التقارير عن مقتل ثلاثة جنود . هجوم بشحنة أرضية تعرضت دبابة أخرى من نوع Merkava II دمرت قرب معبر كيسوفيم Kissufim Crossing ، عندما قتل جندي واحد وجرح آخرين .


على الرغم من تأثيرهم النفسي والمعنوي على الجنود الراجلين في العراء ، الدبابات كانت أبعد ما يكون من قابلية استحالة دحرها أو هزيمتها defeated ، فنقاط ضعفها أصبحت مكشوفة ومعروفة لخصومها في ساحة الميدان ، وفي الكثير من الأحيان لم يتطلب الأمر أكثر من قادة بتقديرات وقرارات سليمة ، وتكتيكات خداع وتضليل مدروسة ، مع استغلال التضاريس المحيطة ، وأخيراً وليس آخراً توفر السلاح المناسب . وعلى مدى الزمن ، حرص رماة الأسلحة المضادة للدروع على مشاغلة دبابات المعركة الثقيلة من مواضع الضعف التقليدية ، كمهاجمة الجانبين أو المؤخرة أو المنطقة السقفية للبرج ، مع تجنب التعرض لمقطع القوس الأمامي بسبب تحصينه وسماكة دروعه المعهودة . وسيلة أكثر بساطة وربما أكثر فاعلية جرى تطويرها من قبل المدافعين بشكل إستثنائي ومرتجل Improvised لمهاجمة أضعف نقاط العربات المدرعة وهي منطقة البطن ، حيث تكون صفائح التدريع أقل سماكة . هذه الوسيلة باتت السلاح المفضل للمليشيات والمنظمات شبه العسكرية ، ويطلق عليها الخبراء مصطلح "متفجرات الطريق" أو "أدوات التفجير المرتجلة" Improvised explosive devices وإختصارها IED .



أدوات التفجير المرتجلة IED هي عبارة عن شحنات تفجير أو قنابل محلية الصنع يتم إنتاجها ونشرها بوسائل مغايرة للعمل العسكري التقليدي . هي قد تكون مصنعة من متفجرات عسكرية تقليدية military explosives مثل تلك الخاصة على سبيل المثال بقذائف المدفعية والهاون ، لتلحق بعد ذلك بآلية تفجير كهربائية أو ميكانيكية بغرض التحفيز على الإنفجار . أدوات التفجير المرتجلة يمكن أن تستخدم في أعمال قتالية أو خلال حروب غير تقليدية unconventional warfare من قبل مجموعات مدنية أو شبه عسكرية في مسرح العمليات . فقد تم إستخدامهم في أفغانستان من قبل مجموعات المعارضة ، وتسببوا في العام 2001 بنحو 66% من الإصابات في قوات التحالف . وطبقا لتقرير مركز البحث الأمني الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية ، فإن عدد أدوات التفجير المرتجلة المستعملة في أفغانستان زاد بنسبة 400% منذ العام 2007 ، وعدد أفراد القوات التي قتلت بواسطتهم بلغت 400% ، وأولئك الذين أصيبوا بجروح بلغوا 700% ، حتى ذكر أن هذا النوع من الأدوات كان السبب الأول والرئيس للوفيات بين قوات الناتو في أفغانستان . حادثة لا يمكن تجاهلها وقعت في نوفمبر العام 2007 للقوة الكندية العاملة في أفغانستان ، عندما أبلغ عن أداة تفجير مرتجلة هاجمت قرب مدينة قندهار إحدى دبابات Leopard 2A6M . الشحنة الناسفة كانت مشتملة على نحو 15 كلغم من المواد شديدة الانفجار ، مما زاد بشكل ملحوظ من قوة التأثير بالمقارنة مع الألغام التقليدية المضادة للدبابات . ثلاثة أفراد من طاقم الدبابة عانوا من كدمات ورضوض متفرقة ، في حين الفرد الرابع من الطاقم أصيب بكسر في عظمة وركه اليسرى .



قدرات أدوات التفجير المرتجلة IED إختبرت أيضاً على نطاق واسع في الحرب العراقية الثانية وما تبعها ، حيث أستخدمت قوات المعارضة العراقية خلال السنوات 2003-2011 شحنات مرتجلة في الغالب ضد عربات قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة . ومع نهاية العام 2007 هم كانوا مسئولين تقريباً عن 64% من حالات الوفيات الإئتلافية في العراق . وأظهرت دراسة فرنسية لاحقة حول الخسائر الغربية في العراق خلال الفترة من مارس 2003 إلى نوفمبر 2006 ، أن عدد حالات الوفيات المسجلة لجنود قوات الإئتلاف بقيادة الولايات المتحدة بلغت 3,070 حالة ، من هذه كان هناك عدد 1,257 حالة وفاة بسبب هذا النوع من الشحنات .



أدوات التفجير المرتجلة تتميز ببساطة تركيبها ، إذ تشتمل مكوناتها في الغالب على خمسة عناصر : مفتاح التنشيط أو التشغيل activator switch ، بادئ الإشعال أو الصمام fuse ، الحاوية أو صندوق الحفظ container ، الشحنة المتفجرة explosive charge ، ومصدر كهربائي أو بطارية تشغيل battery . هذا النوع من الشحنات معد في الأساس للإستعمال تجاه الأهداف المدرعة مثل ناقلات الجنود أو دبابات المعركة الثقيلة ، حيث هي قادرة على خرق وتحطيم دروع هذه الأهداف وذلك باستخدام إما الخوارق المشكلة إنفجارياً EFP أو الشحنات شديدة الإنفجار (عصف وتشظية) . الشحنات شديدة الإنفجار قد تتضمن أجزاء وقطع مضادة للأفراد مثل المسامير أو الكرات الفولاذية أو حتى الحصى الصغيرة ، وذلك لكي تتسبب في إحداث جروح غائرة عند المسافات الأعظم مقارنة بتأثيرات موجات الضغط والعصف فقط . ويمكن إطلاق الشحنات المرتجلة بطرق وآليات مختلفة ، إذ يمكن تحفيزها على الإنفجار بواسطة جهاز للتحكم عن بعد remote control ، أو عن طريق أسلاك إعثار trip wires مشغلة من قبل الضحية . في بعض الحالات ، شحنات متعددة يتم توصيلها ببعض سلكيا ، ويتم تفعيلها وتحفيزها سوية في سلسلة متعاقبة لمهاجمة قافلة عربات منتشرة على طول طريق .. ومما يميز حقيقتاً هذا النوع من الشحنات هو إمكانية تصنيعه من قبل مصممين عديمي الخبرة inexperienced designers وبإستخدام مواد متوافرة أو يمكن الحصول عليها بسهولة نسبية . مع ذلك ، فإن تصنيعها بشكل غير متقن أو دون المستوى قد يتسبب في إخفاقها في الإنفجار ، وفي بعض الحالات إنفجارها قبل الأوان . بعض المجموعات المسلحة تعلمت إنتاج أدوات تفجير متطورة التي هي مبنية ومقتبسة من مكونات الذخيرة التقليدية ، وكذلك من مكونات بعض الأجهزة الإلكترونية الإستهلاكية القياسية ، مثل الهواتف الجوالة ، مؤقتات الغسالات timers ، أجهزة فتح الأبواب الكهربائية . أدوات التفجير المرتجلة قد تستعين بقذائف المدفعية والهاون أو الشحنات شديدة الإنفجار التقليدية كحمولة قياسية لتحقيق تأثيرها بالإضافة إلى إمكانية تطوير واستخدام تشكيلة من المتفجرات المحلية homemade explosives . المواقع المشتركة لوضع هذه القنابل على الأرض تتضمن جثث وفطائس الحيوانات ، أكوام النفايات ، الحاويات والصناديق الجانبية ، أو أنها تطمر وتدفن تحت السطح . نموذجيا ، هم معدون للإنفجار أسفل أو إلى جانب هيكل العربة للتسبب بالمقدار الأعظم من الضرر . ونشير أخيراً إلى أن حجم موجة الانفجار الناتج يعتمد من ضمن أمور أخرى على الوسط أو العمق الذي وضعت فيه الشحنة charge depth ، بالإضافة إلى شروط التربة المستخدمة soil conditions (رطبة ، قاسية ، مخلخلة/رملية) .



أدوات التفجير المرتجلة في معظمها تشتمل على شحنات ناسفة شديدة الإنفجار (غالباً RDX) تتفاوت أوزانها بين بضعة كيلوغرامات إلى العشرات منها . وهي قادرة عند انفلاقها ونتيجة الضغط العالي للانفجار blast over pressure ، على التسبب وإحداث تأثيرات مباشرة لأفراد الطاقم . التأثيرات الملحقة بالعربات المدرعة تكون مضاعفة عن تلك الملحقة بدبابات المعركة الرئيسة ، منها رمي الطاقم وبعثرتهم في الفسحة الداخلية للهيكل ، مما قد يترتب عليه كسور شديدة Closed fractures وكدمات قاسية في أجزاء متفرقة من العمود الفقاري . فإذا كانت الضربة في مقدمة العربة ، فإن المحرك قد يزاح من مكانه نهائياً ، وأرضية العربة ستتحطم وترفع العربة عن سطح الأرض وتنقلب إذا كانت في وضعية الحركة ، وسينتج عن ذلك شظايا داخلية حادة من قطع الصفائح المعدنية . الأفراد الذين لا يرتدون أحزمة المقاعد seatbelts سوف يقذفون للأعلى بقوة الانفجار ويصطدمون بسقف العربة ، معرضين أنفسهم للإصابات الحادة أو القاتلة في الرقبة والرأس (وربما كسور في الجمجمة cranium fractures) . فهذه الأسلحة مصممة بقصد تحقيق التدمير الهائل K-kill للهدف وقتل الطاقم وشاغلي العربة ، أكثر منها لمجرد تعطيله عن طريق تدمير جنازيره وشل حركته M-kill .




فيديو للمشاهدة :

هناك 7 تعليقات:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    المقاومة عموما وكتائب القسام أولت سلاح هندسةالمتفجرات اهتماما خاصا وهناك ملامح مميزة نتجت عن هذا الاهتمام ، منها على سبيل الذكر لا الحصر
    1- عبوات موجهه مضادة للدبابات تحمل الاسم شواظ 4 و شواظ 3 والعبوة البرميلية الأرضية وغيرها
    2- عبوات موجهة مضادة للأفراد حملت الاسم العبوة الرعدية والعبوة التلفزيونية 1-2-3 وعبوة القفاز

    ردحذف
    الردود
    1. عبوات شواظ هي عبارة عن مقذوفات مشكلة انفجارياً EFP وهي نوعا ما مقاربة في مفهوم عملها لأدوات التفجير المرتجلة IED (الأولى تهاجم من الجنب والثانية من القاع والجنب) .. عبوات شواظ هي الأخرى لوحظ قصور واضح في إستخدامها خلال المعركة .. كان على قادة حماس إستغلال ميزة الأرض التي يدركون جيدأ ميزاتها من حيث المداخل والمخارج وتحديد أفضل مواضع الكمائن الأرضية على أطراف القطاع ، ومن ثم مهاجمة الميركافا من منطقة البطن وبذلك تحييد قدرات منظومة التروفي .. يجب إعادة النظر في إسلوب مهاجمة الدبابات الصهيونية ، ودراسة تكتيكات المواجهة من جديد .

      حذف
    2. أستاذ أنور عبوات الشواظ تعمل بمبدأ الحشوة الجوفاء ويكون الناتج نفث عالي السرعة واخر التحسينات التي تم الوصول لها هي 65 سم أما العبوات العاملة بمبدأ الطلقة أو الصحن فيمكن التعرف عليها في الفيديو التالي وهو غني جدا فيما يتعلق بصناعات القسام الفعالى جدا في مجال العبوات
      https://www.youtube.com/watch?v=cQ6iuE8YI5g

      حذف
  2. العبوات الجانبية والارضية بكافة اشكالها وانواعها تستخدمها المقاومة في غزة بكثرة ضد القوات الاسرائيلية في هذه الحرب وفي سابقاتها من المواجهات

    فليس من الدقيق اتهام المقاومة في غزة بانها اهملت هذا السلاح المهم والفعال

    ردحذف
    الردود
    1. هذا رأيك أخي الكريم وهو محل إحترام وتقدير ، لكن لنا قراءاتنا ومصادرنا الخاصة والتي تؤكد أن المقاومة أخفقت في إستغلال وتوظيف قدرات هذا السلاح خصوصاً تجاه الأهداف المدرعة الإسرائيلية ، وما نتحدث عنه هو الصراع الأخير .

      حذف
  3. اخي انور ... اضف لمعلومات الشواظ يتم استعمالها كعبوات ارضية واثبتت فعالية قوية جداً ضد بطن دبابات الميركافا , اضافة الي ذلك يتم استخدام العبوات البرميلية كعبوات ارضية وتحتوي على شحنة كبيرة من المتفجرات 40-60 كلغ ... وهناك الكثير من الدبابات دمرت بفعلها .
    .
    لكن صحيح انه كان لها الحظ الاقل في اصطياد الدبابات الاسرائيلة وذلك يرجع لاستعمال اليهود لمنظومة carpet المضادة للالغام , وحسب شهود عيان ان القوات الصهيونية كانت تطلق اكتر من قذيفة على نفس المكان للتأكد من ابطال اي عبوات في هذه المنطقة .
    هذا الاجراء دفع المقاومين لوضع العبوات بايديهم بجوار الدبابات او تحتها بعد الخروج من فتحة نفق قريب ... ومن ثم تفجيرها , وقد قام الكثير من المجاهدين بهذه الحركة ومنهم من كانو استشهادين !

    ردحذف
    الردود
    1. حياك الله أخي محمند .. نظام Carpet هو نظام إسرائيلي لفتح ممرات آمنة خلال حقول الألغام بطول مئة متر . النظام يعتمد صواريخ تحتوي وقود متفجر لسحق وتفجير الألغام الأرضية بتأثير الموجات الصدمية .. وأحتاج لمزيد من البحث حول تقنيات العبوات الفلسطينية وإستخدامها في الصراع الأخير .. تحياتي .

      حذف