26‏/8‏/2016

خلال تجربة عاصفة الحزم .. العربات المدولبة السعودية تخسر الرهان !!

قسوة الطرق ووعورتها تفرض كلمتها الأخيرة
خــــلال تجربــــة عاصفــــة الحــــزم .. العربــــات المدولبــــة السعوديــــة تخســــر الرهــــان !!

فيديو جديد بثته جماعة الحوثي الإرهابية Huthis يظهر هجوم وكمين محكم من جانبين تجاه وحدات سعودية جبلية في نجران (المنطقة عموماً توصف بالوعورة الشديدة وصعوبة الحركة والتنقل) . إذ يظهر التصوير وتحديداً في الدقيقة 12.54 عربة مدولبة سعودية وهي تنطلق بسرعة شديدة وبشكل متعثر ، تلحقها عربة مدرعة أخرى أيضاً مدولبة من نوع LAV-AG وذلك في محاولة على ما يبدو لتجنب النيران العدائية ، لتصطدم الأخيرة بمؤخرة العربة الأولى بشكل عنيف بعد عطل في مجموعة دواليب العربة المتقدمة . الحادث نجم عنه توقف العربتان بشكل نهائي عن الحركة ، بحيث أصبحتا أهداف ثابتة للنيران العدائية .. العربة الأولى كانت في الحقيقة مركبة إنقاذ طبي medical vehicle جورجية الصنع من نوع "ديدغوري" Didgori (يبلغ وزنها وهي فارغة 8200 كلغم ووزنها القتالي بالكامل 9800 كلغم) قادرة بالإضافة لطاقمها الثنائي على حمل أربعة جرحى على حمالة . المملكة العربية السعودية كانت قد أشترت نحو 100 عربة من هذا النوع بعد أن أخضعتها لاختبارات صحراوية وأخرى حضرية عنيفة بتاريخ 27 أغسطس العام 2014 وذلك خلال منافسة شديدة بين عربات مدرعة من دول شتى بما في ذلك عربات أمريكية لم تستطع تلبية المتطلبات السعودية (تضمنت التنقل على ارتفاعات مختلفة ، وضمن أنواع مختلفة من التضاريس والميول والأحوال الجوية ، وكذلك تحت الإجهاد المتطرف وعبء الوزن الأقصى في السرعة العليا) ليتم بعد ذلك تم توقيع عقد الشراء في ديسمبر العام 2015 بقيمة 100 مليون دولار . النيران العدائية الحوثية كانت توجه بشكل مباشر نحو إطارات العربات المتضررة وبشكل أكبر نحو العربة ديدغوري التي يوفر لها هيكلها الحماية من طلقات العيار 7.62 ملم الثاقبة تطلق من مسافة 10 أمتار .. وفي الدقيقة 14.50 دقيقة يلاحظ ثقب الإطار الأمامي الأيمن لعربة الإنقاذ !! الأحداث تتوالى بعد ذلك ليطلق مقاتل حوثي قذيفة M79 Osa على عربة LAV-AG المتأخرة ويصيبها إصابة جانبية غير مباشرة لتشتعل عجلات الطريق الجانبية بشكل بطيء !! العربة ديدغوري هي الأخرى تعرضت لهجوم بقذيفة M79 Osa جهة المقدمة لكن لم يتبين نتائج الهجوم !! أيضاً عربة همر تظهر في الشريط وتتعرض هي الأخرى لنيران أسلحة آلية كثيفة (أستطاع قائدها السيطرة عليها بعد الحركة والمناورة بشكل قصوي) .. ما من شك أن تجربة الحروب الحديثة وفي أكثر من بؤرة صراع شرق أوسطية ، أظهرت قصور واضح للعربات المدرعة التي تستعين بعجلات طريق مطاطية لغرض التنقل والحركة في ساحة المعركة مقارنة بتلك التي تستخدم سلسلة جنازير فولاذية لنفس الغرض ، والتجربة في العراق ومصر أثبتت ذلك . أخطاء تكتيكية متكررة ترتكبها أطقم العربات المدرعة السعودية تتضمن إنخفاض قدرات الإستطلاع المحيطي وعدم الاستفادة القصوى من القوة النارية المجهزة بها عرباتهم وكذلك عدم الركون لوسائل التشويش البصري (منظومات توليد الدخان) عند استشعار الخطر والرغبة في الانسحاب ، خصوصاً أثناء التنقل بين مناطق جبلية وعرة (توصف على أنها أفضل البيئات والتضاريس لإعداد الكمائن العدائية) !! 
منظومة جنازير العربات المدرعة tank tracks عادة ما تؤدي وظيفتان أساسيتان ، أحداهما يرتبط بنشر وتوزيع تأثير الحمل الخاص بوحداتها على مساحة كبيرة بما فيه الكفاية من الأرض ، وذلك لمنع غطس أو غوص العربة على نحو غير ملائم ومبالغ فيه خلال هذه الأرض متى هي ما كانت ناعمة أو رخوة soft ground ، وبالنتيجة توفير فرصة أفضل لحركة العربة خلالها . الوظيفة الأخرى للجنازير هي أن تنقل للأرض جهد الجر tractive effort أو قوة الاحتكاك الممارسة من قبل جنازير العربة المتحركة ، على السطح الذي تسير خلاله . هذا الجهد يتم توليده بواسطة محرك العربة وذلك لإنجاز قوة زخم كافية لدفعها إلى مواجهة المقاومة إلى حركتها . ولمزيد من التوضيح نقول أن المنطقة السطحية الكبيرة للجنازير surface area تعمل على توزيع وزن العربة بشكل أفضل مما هو متاح للإطارات المطاطية على عربة مكافئة لها في الوزن . فالجنازير تمكن العربة من عبور واجتياز الأراضي الناعمة مع احتمالية أقل لمواجهة حالة الإنغراز أو التوقف . لقد تركز تطوير الأجزاء أو القطع البارزة للصفائح المعدنية والملامسة لسطح الأرض لكي تكون قادرة على مقاومة الأضرار والتلف ومعامل اللإهتراء والتآكل الشديدين hard-wearing ، خصوصاً بالمقارنة مع الإطارات المطاطية . 
إن مزايا استخدام الجنازير مقارنة بالإطارات الهوائية التقليدية pneumatic tires يمكن إيجازها بالقول أن العربات المجنزرة لها قابلية حركة أفضل من العربات المدولبة على الأرض الوعرة والقاسية . فهم يسهمون بكفاءة في تجاوز العثرات والطيات السطحية ، هم قادرون على الانزلاق والانسياب على العقبات والعوائق الصغيرة small obstacles وكذلك عبور الخنادق وتجاوز معظم أنماط التضاريس . الجنازير أكثر قسوة وصلابة من الإطارات لكونهم لا يمكن أن يثقبوا أو يمزقوا punctured ، كما أنهم أقل احتمالية بكثير للانحصار والالتصاق في الأراضي الناعمة والطينية أو الجليد ، وذلك نتيجة قابليتهم على توزيع وزن العربة على منطقة اتصال أكبر ، مما ينقص معه من ضغطهم الأرضي . وبالإضافة لمنطقة الاتصال الأكبر ، فإن استخدامهم اقترن عادة بالمرابط أو النتوءات المشبكية grousers المثبتة على صفائح الجنزير ، مما يسمح بقابلية جر متفوقة جداً ، الأمر الذي يؤدي إلى قدرة أفضل بكثير على دفع أو سحب الأحمال الكبيرة (كما هو الحال عندما تزيح الدبابات الرمال لتجهيز مواضعها الخاصة) . الجنازير يمكن أن تعطي للعربات المدرعة قابلية حركة maneuverability ومرونة أعلى أيضاً ، حيث أنها قادرة على جعل العربة تنعطف وتدور في موقعها دون الحاجة للتقدم أو التراجع وذلك بتوجه الجنازير في اتجاهين متعاكسين .

رابط فيديو للمشاهدة .. مع ملاحظة التقطيع المتعمد للمحتوى من قبل فريق الإعداد !!

https://www.youtube.com/watch?v=gWsUfmDV5gU
.


هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم،

    من خلال الفيديو أرى ان الموقع أنشئ ليكون نقطة استحكام على الطريق، لكن جهة اتصال الاستحكام بالجبل غير مؤمنة! وهي الجهة التي تمت منها مهاجمة الاستحكام!

    ردحذف
    الردود
    1. خطأ تقديري من قائد الموقع أمر وارد ومتوقع .. المهم الإعتبار من النتائج !!

      حذف