17‏/2‏/2016

التوجيه السلبي ومبدأ العمل .



التوجيه السلبي passive homing هو نمط قيادة ذاتي تتبناه العديد من الصواريخ الحديثة الموجهة المضادة للدروع ، حيث يتميز بكونه مستقل ولا يحتاج لمصدر توجيه خارجي external guidance . إذ يتشابه نمط التوجيه هذا مع نمط التوجيه نصف النشيط في كونه يستقبل فقط الإشارات ولا يمكنه إرسالها . الذخيرة التي تستخدم هذا النمط في التوجيه تنقسم إلى نوعين مميزين ، فهي إما تعتمد على نوع من أنواع الطاقة الصادرة والمنبعثة عن ذات الهدف يلتقطها مجس السلاح الخاص (يطلق عليها مصطلح مقتفيات البقع الساخنة hot spots أو الباحثين عن الحرارة heat seekers، أو النوع الآخر الذي يعتمد على صورة حرارية للهدف يقوم باحث القذيفة باكتسابها وتخزينها في ذاكرته ، ثم الإطباق عليها وتعقبها قبل عملية الإطلاق ((LOBL ، وكما هو الحال في بعض المنظومات الصاروخية الحديثة كالأمريكي المضاد للدروع Javelin . وبشكل عام تعمل الكثير من منظومات التوجيه السلبي الحديثة في توجيهها على التقاط الإشارة الحرارية heat signature التي يقوم باحث الأشعة تحت الحمراء بتعقبها ورصدها . حيث يتم استقبال الإشارات الصادرة عن الهدف ومن ثم تمريرها لقسم السيطرة control section في منظومة السلاح ، الذي بدوره يقوم بحساب زاوية الهجوم الصحيحة correct angle واعتراض الهدف عن طريق التحكم ميكانيكياً بزعانف أو أجنحة التوجيه . البواحث السلبية عالية الأداء في الحزم المرئية وتحت الحمراء تميل إلى أن تكون متأثرة وحساسة sensitive إلى الإشعاع الناتج عن الهدف والخلفية المحيطة ، وتحتاج في الحقيقة لمعالجة الإشارات المستلمة لتمييز الهدف . 
تعمل الأنواع الأخرى للباحث السلبي ببساطة كجهاز قياس لكثافة طاقة الإشعاع الكهرومغناطيسي radiometers ، فهي حساسة فقط إلى إشعاعات الهدف نفسه (سواء كانت تحت الحمراء أو مليمتريه أو حرارية أو رادارية) . مميزات نمط التوجيه السلبي تتمثل في الاستقلالية والتحرر عن منصة الإطلاق بعد رمي القذيفة (ماعدا في الحالات الخاصة واستخدام التوجيه التلفزيوني) ومقاومة الإجراءات المضادة النشيطة . في حين يتمثل عيبها وضررها الرئيس في اعتمادها غالباً على مستوى الكثافة المنخفض low intensity level للإشعاع الصادر عن الهدف ، والذي بدوره يحدد مجال وأبعاد الكشف والاكتساب . تتعدد أمثلة الأسلحة المضادة للدروع التي تستخدم هذه التقنية في التوجيه ، ربما كان أبرزها الذخيرة الفرعية الأمريكية SADARM والألمانية SMART . علماً أن هناك نوع آخر من التوجيه السلبي سبق الإشارة إليه ، يعتمد التوجيه البصري واكتساب الصورة الحرارية للهدف وليس الإطباق على الإشارات الحرارية الصادرة عنه . هذه الأنظمة تعتمد على توافر وحدة معالجة صور Processing images تتبع باحث التصوير العامل بالأشعة تحت الحمراء ، وكما هو الحال في المنظومة الصاروخية الأمريكية Javelin ، الإسرائيلية Spike-MR والهندية Nag وغيرهم العديد .


هناك 10 تعليقات:

  1. أين يمكن تصنيف الكورنيت إذن؟ فهو يركب شعاع الليزر، أليس كذلك؟

    ردحذف
    الردود
    1. ذكرت في بداية الموضوع هذه الفقرة أخي الكريم "حيث يتميز بكونه مستقل ولا يحتاج لمصدر توجيه خارجي external guidance" والكورنيت يحتاج لمصدر إضاءة خارجي .. لذا الكورنيت يدخل ضمن مصطلح التوجيه SACLOS أو القيادة نصف الآلية إلى خط البصر . إذ تعتمد تقنية ركوب الشعاع على مصدر إضاءة خارجي ، يوجه شعاع كهرومغناطيسيelectromagnetic beam نحو الهدف . هذا الشعاع يكون عبارة عن حزمة ليزر مسلطة على كتلة الهدف ، حيث يتولى كاشف detector مثبت في مؤخرة الصاروخ المحافظة على طيران الصاروخ في مركز هذا الشعاع عن طريق تحسس الإشارات المشفرة المرسلة من وحدة الإطلاق (وحدة السيطرة في الصاروخ تقوم بترجمة الإشارات الواردة وتقوم بعمل إشارات تصحيحية خاصة لتبقي القذيفة في مركز الشعاع) .

      حذف
    2. إذن هل تملك روسيا صاروخ مضاد للدبابات بالتوجيه السلبي؟

      حذف
    3. لا .. فالمنظرون الروس يعتقدون أن الغرب يستعجل عرض فوائد ومزايا منظوماته العاملة وفق هذا النمط من التوجيه . وهم يرون (أي الروس) أن هذه الصواريخ التي يعمل جلها وفق آلية اكتساب الصورة الحرارية الصادرة عن الهدف ، رغم ميزاتها العديدة ، إلا أنها محكومة بنواحي تقنية تحد وتقيد من قيمتها الحقيقية . منها على سبيل المثال أن أداء الباحث من ناحية قابلية اكتساب الهدف target acquisition لا يتجاوز في الغالب مسافة 2.5 كلم ، مما يفرض تقييدات وعقبات على مدى إطلاق النار ، على العكس تماما من منظومات التوجيه الليزري التي تستفيد من مدى المشاغلة الأقصى maximum distance . الأمر الآخر يتعلق بمدى موثوقية واعتمادية الباحث السلبي في أنظمة الجيل الثالث . فهذا يتطلب في عمله تحقيق مقارنة وتباين أعلى لصورة الهدف وتحليلاً بصرياً دقيقاً بالمقارنة إلى تقنية الكاشف الضوئي الإلكتروني البسيط photo-detector المستخدم مع أنظمة التوجيه الليزرية . هناك أيضاً احتمال عالي لفشل وإخفاق عملية التوجيه ، بسبب إما حالة التشويش المحيطة أو في الاكتساب الطبيعي للهدف من قبل باحث الصاروخ .

      حذف
  2. يتم استقبال الإشارات الصادرة عن الهدف
    الا تتكون الصورة الحرارية للهدف من انبعاثات الاشعة تحت الحمراء منه ؟

    في حال وجود جسمين بنفس الصورة الحرارية
    الا توجد احتمالية لتوجه الصاروخ لغير الهدف المطلوب ؟

    كيف يصيب الصاروخ المزود بباحث حراري غرفة معينة في مبنى كبير ولنفترض انه غير ماهول ؟


    ردحذف
  3. نعم الصورة الحرارية للهدف تتكون من انبعاث الاشعة تحت الحمراء الصادرة عنه.. لا توجد احتمالية لتوجه الصاروخ نحو الهدف غير المطلوب لأن عملية التصويب والإطباق على صورة الهدف تتم قبل الضغط على زناد الإطلاق . هذا من النوع من المقذوفات غير معد لمهاجمة المباني أو التجهيزات التي ليس لها بصمة حرارية أيا كان شكلها .. مثال ، لتتبع ومشاغلة أهداف أرضية مثل الدبابات مع انخفاض درجة الحرارة بالنسبة للمنطقة المحيطة ، فإن من الضروري لمنظومات التوجيه بالأشعة تحت الحمراء أن تلتمس الفروق بين الهدف وخلفيته .. عملياً هناك نافذتان طيفيتان spectral windows تحت حمراء لعملية الكشف والتعقب ، الأولى هي المتوسطة من 3-5 مايكرو ، والثانية هي الموجة الطويلة من 8-12 مايكرو . كلتا هذه النوافذ تستغل وتستثمر في عملية التصوير الحراري وتطبيقات توجيه قذائف الجيل الثالث المضادة للدروع .

    ردحذف
    الردود
    1. اذا ما الفرق بين مستشعر الصورة الحرارية والانبعاثات الحرارية !!!

      وهل افهم انه ان توفر هدفين بنفس البصمة الحرارية ان الصاروخ لن يحقق الاطباق ؟

      حذف
    2. بشكل عام أخي الكريم تصنف كاشفات الأشعة تحت الحمراء إما ككاشفات فوتونات photon detectors ، أو كاشفات حرارية thermal detectors . النوع الأول يستخدم أشباه موصلات ويحتاج لتبريد لتفعيل قدراته على الكشف وتخفيض الضجيج الحراري ، وهو فعال عند العمل على الموجات الطويلة long wavelength في الطيف تحت الأحمر ، كما أن له أفضلية العمل عند التشغيل في درجات حرارة الأكثر انخفاض ، وهو أسرع في ردة الفعل وأكثر حساسية من منافسه وذلك بسبب استجابته السريعة للإشعاع الساقط incident radiation . في المقابل فأن الكواشف الحرارية أكثر ملائمة للعمل على الموجات الأكثر طولاً في المجال الطيفي ، وهي في عملها تستجيب للتغييرات الحرارية الواقعة على الجسم نتيجة امتصاصها الطاقة الناتجة عن الفوتونات ، كما أنها تستطيع العمل والاشتغال ضمن الحرارة الطبيعية المتوازنة (هي في المقابل تتطلب بصريات كبيرة الحجم للتركيز larger focusing optics كما تحتاج لوقت أطول نسبياً لكشف الإشعاع) .

      حذف
  4. أنت تحدثت عن التوجيه السلبي
    هل يوجد توجيه ايجابي ؟؟
    وكذلك قرأت مرة معلومة عن التوجيه النصف إيجابي ومن أمثلته رادار الطائرات في توجيه الصواريخ ؟؟
    هل من تفصيل ؟

    ردحذف
    الردود
    1. نعم يوجد ويطلق عليه التوجيه النشيط Active .. راجع هذا الرابط وإذا استشكل عليك شيء لا تتردد في السؤال :

      http://anwaralsharrad-mbt.blogspot.com/2015/01/blog-post_6.html

      حذف