18‏/7‏/2013

التوزيع القياسي للذخيرة في الدبابة T-90 .

التوزيـــــــــع القياســــــــي للذخيـــــــرة فــــــــي الدبابـــــــة T-90
والقذائف شديدة الانفجار المضادة للدبابات HEAT



على مدى سنين طوال ، طور الروس ومن قبلهم السوفييت تشكيلة من الذخائر شديدة الانفجار المضادة للدبابات المعروفة إختصاراً بإسم HEAT . هذه القذائف المستقرة بزعانف كانت معدة للإستخدام مع المدفع 2A46 عيار 125 ملم . وعلى غرار مقذوفات العيار 125 ملم الأخرى فإن هذه الذخيرة من النوع منفصل التحميل separate-loading . حيث يتم تحميل المقذوف آلياً إلى العقب ، ثم يتلو ذلك تحميل حاوية شحنة الدافع . التوزيع القياسي للذخيرة في الدبابة T-90 والذي يشمل عدد 42 قذيفة متنوعة تحملها الدبابة ، يتحدث عن عدد 6 قذائف شديدة الانفجار مضادة للدبابات HEAT ، وعدد 18 قذيفة من النوع شديد الانفجار المتشظي HE ، عدد 12 قذيفة خارقة للدروع مستقرة بزعانف نابذة للكعب APFSDS ، وعدد 6 صواريخ موجهه ليزرياً . هذا بالإضافة إلى 2000 طلقة من عيار 7.62 ملم لصالح الرشاشة المحورية ، وهذه موضوعة في ثمانية أشرطة كل منها مع 250 طلقة . عدد 300 طلقة من عيار 12.7 ملم للرشاشة السقفية المضادة للطائرات والأهداف الأرضية الأخرى . عدد 450 طلقة من عيار 5.45 ملم لصالح بنادق AKS-74U الخاصة بأفراد الطاقم . عدد 12 شعلة ضوئية لمسدس الإشارة من عيار 26 ملم . عدد 10 قنابل يدوية من نوع F-1 أو RGS . عدد 12 قذيفة دخان من نوع D173 .


أجسام المقذوفات HEAT بشكل عام مصنوعة من الفولاذ ومحاطة بطوق حديدي مفرد من جهتين بقطر 6.86 ملم . مقدمة المقذوف مجهزة بأنبوب أو مسبار طويل نسبياً من أجل مسافة مباعدة مثالية ، بداخله يوجد صمام الاصطدام piezoelectric والمتصل بسلك داخلي حتى صمام القاعدة . وفي حين أن النماذج الأولى حتى النوع  
3BK14M استخدمت صمام من نوع 3V-15 أو VG-15 ، فإن النماذج اللاحقة استخدمت صمام محسن من نوع 3B15 كما في المقذوف 3BK18M ، أو صمام VU-729 كما مع المقذوف 3BK21P . فأثناء الإطلاق من سبطانة السلاح الرئيس ، يتم تسليح القذيفة بفعل قوى التعجيل المرتفعة . وعند الارتطام بالهدف ، يعمل صمام القاعدة على اشعال الشحنة الرئيسة ، لتقوم المتفجرات من نوع A-IX-1 أو Octol المثبته خلف المبطن بعملها ، وتضغط هذه وتحطم البطانة المعدنية وتوجه سيل النفاث المضغوط للأمام باتجاه الهدف ، ناهيك عن تأثيرات التشظية التي يسببها الانفجار على محيط موضع الاصطدام . مؤخرة المقذوف تشتمل بعض الامتداد لحمل عدد ستة زعانف فولاذية مطوية لاتزان المقذوف أثناء الطيران . هذه الزعانف المثبتة بواسطة حلقة بلاستيكية plastic ring ، معدة لكي تبرز للخارج عندما يغادر المقذوف فوهة السلاح مباشرة . 


المقذوف الأول دخل الخدمة العام 1962 وأطلق عليه أسم 3BK12 . اشتمل جسم المقذوف على بطانة فولاذية وصمام أنف I-238 مع مادة متفجرة من نوع A-IX-1 لإنجاز اختراق في التصفيح المتجانس لنحو 420 ملم ، اضافة لذلك هناك الخطاط في مؤخرة المقذوف الذي يشتعل لنحو 6-7 ثانية (سرعة اطلاق المقذوف تبلغ 905 م/ث) . في العام 1968 دخلت نسخة محسنة 3BK12M مع مفجر جديد من نوع 3V-15 ، وبطانة مخروط نحاسية بدل البطانة الفولاذية ، مع الابقاء على باقي المواصفات كما هي . في العام 1968 أيضا دخلت النسخة 3BK-14 ، التي جهزت من جديد بمبطن فولاذي والمفجر 3V-15 ذاته المستخدم في النسخة الأسبق ، مع استبدال المتفجرات بنوع أكثر فاعلية من نوع Octol (يتكون من تركيب HMX بنسبة 75% وTNT بنسبة 25%) ليزداد عمق الاختراق لنحو 450 ملم . نسخة لاحقة من المقذوف أطلق عليها 3BK14M احتوت بخلاف المقذوفات السابقة على متفجرات RDX ومجس أنفي لتحسين مسافة المباعدة ومن ثم تحسين الاختراق ، بالإضافة لبطانة مخروط نحاسية . النسخة القادمة من مقذوفات HEAT السوفييتية هي 3BK18 التي دخلت الخدمة في العام 1975 لتخلف المقذوفات الأسبق 3BK12 و 3BK14 . استخدم هذا المقذوف مبطن مخروط نحاسي ، مع سماكة جدران الخارجية أكثر ثخناً ، لذا مخروط المبطن نسبياً كان أقل قطراً . أمتلك المقذوف 3BK18 انبوب مسافة مباعدة أفضل من سابقيه بلغت 3 CD مع امكانية رفع هذا الأنبوب ، في حين أن مخروطه امتلك شكلاً أكثر عمقاً ، لذلك حقق هذا المقذوف اختراق أعمق من سابقيه ، بلغ نحو 500 ملم من التصفيح المتجانس (مع متفجرات نوع Octol) . لاحقاً في العام 1978 ظهر نوع مطور أطلق عليه 3BK-18M ، تميز بقدرات اختراق أفضل بنسبة 10% عن سابقه مع استخدامه لمشكل موجه wave shaper عزز من طاقة النفاث .



طور السوفييت بعد ذلك في العام 1980 المقذوف 3BK21 ونسخته المميزة اللاحقة التي أطلق عليها 3BK21B ودخلت الخدمة في العام 1982. وسر تميز هذه الأخيرة يكمن في البطانة المصنوعة من اليورانيوم المستنزف depleted uranium ، بدل النحاس كما في النسخة السابقة ، مما حسن معه من تأثيرها خلف الدروع ، وبلغت قدرات اختراقها نحو 520 ملم من الدروع المتجانسة عند زاوية ارتطام تبلغ صفر درجة . فمن الثابت علمياً أن لليورانيوم المستنزف كثافة أعلى بنحو مرتين من النحاس (8.92 غرام/سم3 مقابل 19.3 غرام/سم3 لليورانيوم المستنزف) كما أن النفاث المنتج من هذه المادة نظرياً يحقق اختراقات أفضل بنحو 40% من النفاث المنتج من النحاس بسبب الزيادة في طاقته الحركية kinetic energy . ومع ذلك فمن المفيد القول أن البطانات عالية الكثافة تنهار بسرعة أقل من تلك ذات الكثافة المنخفضة ، لذا فإن فائدة الأداء الفعلية قد لا تزيد عن 20% فقط . ويستفاد من البطانة المعدنية عالية الكثافة في تحقيق اختراقات أكثر كفاءة خلال الدروع الخزفية ceramic ، كما ويمتلك اليورانيوم المستنزف ميزة سرعة الاشتعال pyrophoric مقارنة بالمواد الأخرى عند نفاذه من الدروع المضروبة .



هناك تعليقان (2):

  1. مشكور استاذي لهذه المعلومات
    كيف تؤثر مقذوفات الطاقة على الحركية على الهدف ؟
    إذا لم يخترق المقذوف برج الدبابة ويصيب احدى الذخائر مفجرا اياها فكيف يضمن تحقيق اصابة قاتلة؟
    في حين ان مقذوفات الشحنة الجوفاء بامكانها ان تصيب طاقم الدبابة حتى من غير ان تسبب انفجار الذخيرة
    ارجو ان تفسر ماذا يحدث من لحظة اصطدام مقذوف الطاقة الحركية بالهدف وشكرا

    ردحذف
    الردود
    1. لدينا في المدونة الكثير من المواضيع التي تتحدث عن فيزياء الإختراق ، والتي يمكن أن تجيب على سؤالك "ماذا يحدث من لحظة اصطدام مقذوف الطاقة الحركية بالهدف" .. وإذا أستعصى عليك أمر فلا تتردد بالسؤال .. تحياتي .

      فيزيــاء الإختــراق لمقذوفــات الطاقــة الحركيــة ...
      http://anwaralsharrad-mbt.blogspot.com/2012/11/blog-post_12.html

      علم المقذوفات الطرفي/النهائي (3) .
      http://anwaralsharrad-mbt.blogspot.com/2012/10/3.html

      حذف