28‏/7‏/2013

الكمائن الأفغانية في الوديان والمناطق القاحلة .

الكمائـــــــــن الأفغانيــــــــــة فـــــــي الوديــــــــــان والمناطــــــــــق القاحلــــــــة


الحرب في أفغانستان بدأت في 7 أكتوبر العام 2001 ، عندما أطلقت القوات المسلحة الأمريكية مع مجموعة من الدول الغربية الأخرى المتحالفة معها عملية الحرية الدائمة Enduring Freedom . نظمت الولايات المتحدة هذ العملية رداً على الهجمات الإرهابية التي وقعت على أراضيها بتاريخ 11 سبتمبر 2001 . هدف الاحتلال كان تفكيك منظمة القاعدة وإقصاء حكم الطالبان الأصولي عن السلطة في أفغانستان . وبسبب الفارق التقني والعملياتي للقوات المحتلة ، كانت الكمائن Ambushes الوسيلة الرئيسة التي لجأت لها القوات الأفغانية لتوجيه الضربات منذ الحرب ضد السوفييت في الثمانينات . أفغانستان بلاد كبيرة مترامية الأطراف ومأهولة بالسكان ، توصف عادة بطرقها الرديئة وخدماتها وبنيتها التحتية السيئة . في ذات الوقت ، خطوط الاتصال الطويلة والممتدة لقوات التحالف communication lines مثلت هدفاً سهلاً للمهاجمين . فمنذ العام 2001 ، استخدمت قوات الطالبان أنواع مختلفة من تكتيكات الكمائن ضد الدوريات الصاعدة والمترجلة ، في الجبال القاحلة والوديان المعشبة . أكثر الكمائن كانت تعتمد آلية "اضرب واهرب" hit-and-run في هجمات تدوم غالباً لنحو 30 دقيقة ، رغم أن العديد منها دام لساعات . استخدم الأفغان الكشافين scouts لاستطلاع ومراقبة حركة قوات التحالف ، حيث حرص المراقبين الأماميين على نقل جميع تفاصيل القوافل العسكرية المارة ، مثل العدد وأنواع العربات ، حضور المراقبين الجويين (لمعرفة مدى احتمالية مشاركة القوة الجوية التكتيكية ومن ثم الحصول على الوقت الكافي للمناورة ضمن الهدف) ، تواجد سلاح المدفعية ، وهكذا . لقد عرف المتمردون أيضاً الطريق الذي ستسلكه القافلة وقدروا موعد وصولها .

على سبيل المثال ، في مدينة "هيلمند" Helmand أبقى المتمردين الأفغان الدوريات البريطانية تحت الملاحظة الثابتة والمتواصلة constant observation . بالنتيجة ، هو كان مستحيل تقريباً على القوات البريطانية استغلال عنصر المفاجأة أو المباغتة . في العديد من مناطق هيلمند خلال العام 2006 ، كان هناك حقيقة مقبولة تتحدث عن أن دورية التحالف إذا بقيت لأكثر من عشرة دقائق في مكان واحد ، فإنها ستتعرض للكمين . خلايا التلغيم وزرع متفجرات الطريق IED في المناطق المزروعة من وادي هيلمند النهري اعتمدت بشدة على المراقبين الأماميين ، الذين تعقبوا وتقصوا حركة تقدم الدوريات البريطانية الراجلة في المنطقة ، وأعطوا إشارة التفجير . هذه الأدوات (IED) سببت نحو 66% من إصابات قوات الائتلاف في حرب أفغانستان العام 2001 . وطبقاً لدراسة حديثة أعدت في الولايات المتحدة الأمريكية ، فإن عدد أدوات IED التي استخدمت في أفغانستان زاد لنحو 400% منذ 2007 ، وعدد القوات التي قتلت بواسطتها بلغ 400% ، وعدد الجرحى بنحو 70% . حتى قيل أن أدوات IED هي السبب الرئيس والأول لحالات الوفيات بين قوات الناتو في أفغانستان . أضف إلى ذلك ، حرصت قوات الطالبان على ابقاء المطارات أيضاً تحت المراقبة والمتابعة . لقد عرف المتمردون في أغلب الأحيان سواء أكان الدعم الجوي في طريقه أم لا ، وكم هو سيستغرق حتى الوصول ، وسجل هؤلاء ملاحظة حول كل حالة إقلاع وهبوط للطائرات . أكثر الكمائن بدأت بوابل من قذائف RPG الكتفية ، تليت بعد ذلك بنار الأسلحة الخفيفة .
 

في أكثر الهجمات ، المتمردين انسحبوا قبل وصول الدعم الجوي (مع ذلك ، في بعض الحالات هم قاتلوا خلال الضربات الجوية) . الإصابات والخسائر Casualties في حال وقوعها ، فإنها ستكون مسجلة عادة أثناء الدقائق القليلة الأولى من بدء القتال وتبادل النيران . في أكثر الهجمات ، الإشارة لفتح النار كانت عادة بإطلاق قذيفة RPG من قبل زعيم المجموعة المهاجمة . كان هناك حالات حيث مقاتلو الطالبان قاموا بمتابعة وملاحقة القوافل بعد انتهاء الكمين . في وادي "فرح غوليستان" Farah's Gulistan مثلاً في العام 2007 ، المتمردون تابعوا تراجع وانسحاب قافلة مشتركة من الجنود الأمريكان والأفغان ، وأحاطوها قرب مجرى مائي ، وأوقعوا بها خسائر وإصابات كبيرة . تكتيك الطالبان في اعداد الكمائن للقوافل والدوريات الأمريكية وغيرها تكرر في أكثر من مناسبة وضمن نفس السياق .  لقد اتبع المقاتلون المتمرسون سياسة "الطعم والكمين" bait and ambush ، حيث كانوا يطلقون النار على الدورية ، ثم يهربون لإغراء قوات التحالف إلى متابعتهم إلى موقع كمين معد سلفا من قبل المجموعة .


هناك تعليقان (2):

  1. اشكرك على التقرير الممتاز
    ولدي عتب عليك وهو استخدام مصطلح المتمردين
    هم يسمون انفسهم مجاهدين
    والمحايد يسميهم مقاومين

    ارى في عملياتهم في الاونة الاخيرة تتطور من ناحية
    الهجمات اصبحت هجوم على العدو في مقراتة
    وليس ترصد في كمين ولقد ادخلو في هجماتهم
    الشاحنات المفخخة بالاطنان من المتفجرات
    مارايك في هذا الاسلوب؟؟

    ردحذف
  2. مصطلح التمرد لا يعكس إساءة بحال من الأحوال بل يعكس حالة رفض لواقع معين هو ما يعيشه الأفغان حالياً في معظمهم تجاه الإحتلال والوجود الأمريكي والغربي في بلادهم .. التقرير طويل وقد عرضت فقرات منه فقط تشهد على شجاعة المقاتل الأفغاني .. تحياتي .

    ردحذف