20‏/11‏/2012

الكثافــــــــة المقطعيـــــــة وعامـــــــل الشكــــــل .


الكثافـــــــــــة المقطعيـــــــــة وعامـــــــــل الشكـــــــــل


تعتبر سرعة الفوهة عامل مهم عند تصميم القذائف ، فتقصير زمن الطيران يبدو مطلباً مرغوباً فيه بشدة لأنه يزيد احتمالية الإصابة ويسطح مسار المقذوف . هو يؤدي أيضاً إلى أن يضرب المقذوف الهدف بالسرعة الأعلى والتأثير الأعظم (بينما فوائد سرعة الفوهة الأعلى واضحة ، فإن الأضرار أيضاً لا يمكن إغفالها ، مثل الحاجة لدافع أكثر قوة ، سبطانة أطول ومن ثمة أثقل ، قوى ارتداد أعظم) . وللاستفادة القصوى من سرعة الفوهة ، نحتاج لانجاز معامل بالستي ballistic coefficient عالي لأقصى حد عند تصميم المقذوف لتقليل الإعاقة والمقاومة الهوائية ، لذلك هناك عنصران يقرران قيمة المعامل البالستي ، هما (1) الكثافة المقطعية (2) عامل الشكل . مصطلح الكثافة المقطعية Sectional density يشير لنسبة كتلة المقذوف إلى منطقته العرضية أو قطره ، أو بصيغة أخرى كيف ستتوزع الكتلة على الشكل النهائي للمقذوف للتغلب على مقاومة جزيئات الهواء air resistance . وللتوضيح تستطيع إبرة الخياطة ثقب وسط الهدف مع أقل قوة ، مقارنة بعملة معدنية بنفس الكتلة لكنها تعجز عن فعل ذات الأمر . فعندما يكون المقذوف في وضع الطيران ، فإن كثافته المقطعية هي من يحدد كفاءة تغلبه وقهره لقوى المقاومة الهوائية . ويمكن حساب الكثافة المقطعية بطريقة بسيطة ، عن طريق ضرب وزن المقذوف بالغرامات في الرقم 1.422 ، ثم تقسم النتيجة على مربع القطر بالمليمتر . لهذا ، مقذوف قطره على سبيل المثال 12.7 ملم ووزنه 40 غرام ، فإن معادلة إيجاد كثافته المقطعية تكون كالتالي :

(40×1.422) ÷ (12.7×12.7) = 0.353 كثافة مقطعية

وكقاعدة عامة ، المقذوف الأعلى في كثافته المقطعية ، الأعظم في احتفاظه بسرعته ، عند افتراض تماثل عوامل الشكل ، وكذلك الأمر في الاختراق ، فمقذوف بكثافة مقطعية أعظم ، هو الأقدر على تحقيق اختراقات أعمق . فما تقيسه الكثافة المقطعية هو الوزن (أو الزخم momentumعند الانتقال والحركة) وراء كل مليمتر مربع من قطر المقذوف ، أو بمعنى آخر ، المقطع العرضي cross-sectional للمقذوف .


أما عامل الشكل form factor ، فإنه يقيس الديناميكا الهوائية لمظهر أو قالب المقذوف (يصعب حسابه دون الرجوع لبيانات المنتجين ، لذلك يكون الأمر عرضة أكثر للتقدير) . فمقذوف مع أنف مدبب سيكون لديه مقاومة جوية أقل من مقذوف على هيئة اسطوانة تقليدية ، لذلك هو لديه عامل شكل أفضل . ومع الأجسام الحادة أو المدببة ، تنشأ موجة الاهتزاز عادة عند أنف المقذوف ، لذلك فإن موجة الاهتزاز تكون ملحقة ومتصلة ، في حين إذا كان للجسم مقدمة خشنة أو زاوية أكبر ، فإن موجة الاهتزاز تتشكل عند موضع متقدم من الجسم ، لذا موجة الاهتزاز تكون منفصلة ومستقلة . ومع ذلك عندما ندخل في التعيين أكثر نبدأ في مواجهة العقبات ، فمثلاً نجد أن عامل الشكل عند الحديث عن السرعات دون سرعة الصوت subsonic ، يختلف عنه عند تناول السرعات التي تفوق سرعة الصوت supersonic . فشكل المقذوف الذي يعمل جيداً في السرعات دون سرعة الصوت لا يكون بالضرورة الأفضل أداء في السرعات التي تتجاوز سرعة الصوت ، لكون عائق المقاومة drag (مصطلح يستخدم في علم ديناميكا الموائع يشير إلى القوى التي تعيق مرور جسم خلال مادة مائعة ، غازية أو سائلة) يحدث نتيجة منطقة الضغط المنخفض خلف قاعدة المقذوف ، ويمكن تحقيق تخفيضات هامة ورئيسة في قوة الإعاقة هنا عن طريق تنقيص وتخفيض أطراف هذه المنطقة . أما في السرعات الأعلى من الصوت ، فإن شكل أنف المقذوف يكون قضية حرجة وحاسمة لأقصى حد ، حيث يتطلب الأمر هنا أنوف بهيئة رفيعة ومدببة ، في حين تكون النهاية الخلفية أقل اهتمام (بعض التخفيض في منطقة القاعدة الخلفية يبدو مفيداً ، لكن زاوية الإستدقاق والتخفيض مختلفة عن تلك المستخدمة مع مقذوفات دون سرعة الصوت) .

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم
    كيفك استاذ انور؟ اتمنى من الله ان تكون باحسن حال.

    اعذرني فان متابعتي للشئون العسكرية قد قل في الفترة الماضية، نظرا لعوامل عديدة منها غياب المحتوى العلمي الحقيقي من على المنتديات + اوضاع المنطقة.

    على العموم ارجو ان تتقبل هديتي المتواضعة :)
    https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.net/hphotos-ak-snc6/215862_536989166329859_584333648_n.jpg

    ردحذف
  2. هل تفيدنا بمقدار ضغط الطلقة عند اصطدامها في الهدف

    ردحذف