5‏/9‏/2017

صفائح اليورانيوم المستنزف لحماية القوس الأمامي لدبابات الأبرامز .

صفائــح اليورانيــوم المستنـزف لحمايــة القــوس الأمامــي لدبابــات الأبرامــز


على الرغم من أن استخدامه عرف من خلال خوارق مقذوفات الطاقة الحركية عالية السرعة ، إلا أن استخدام اليورانيوم المستنزف في مجال الدروع المركبة وجد طريقه في تاريخ 14 مارس من العام 1988 ، عندما تم تثبيت صفيحة الحماية المصنعة من هذه المادة في مقدمة مصفوفة طبقات دروع برج الدبابات الأمريكية أبرامز . فمن المعروف أن اليورانيوم المستنزف يمتلك صلادة عالية جداً ، تبلغ هذه نحو مرتين أعلى من صلادة التيتانيوم ، وثلاثة مرات أصلد من الحديد وفق مقياس فيكرز Vickers كما أنه يمتلك قابلية عالية لمقاومة التشوه اللدن plasticity deformation هي الأعلى في الحقيقة بعد التنغستن . سبيكة اليورانيوم المستنزف يتم تجهيزها على هيئة صفيحة قدرت سماكتها بنحو 101 ملم (؟؟) يتم وضعها في مقدمة مصفوفة التصفيح المركب الخاص بمقدمة البرج ، ويتم حصر صفيحة DU بين لوحي فولاذ ، ثم يتم لحميها بعد ذلك لتشكيل درع ثلاثي الطبقات . ويأخذ اليورانيوم المستنزف صلادته المعروفة من خلال مزجه بعناصر أخرى مثل التيتانيوم Titanium والموليبدنوم molybdenum مع معالجة حرارية مناسبة .

الأمريكان عمدوا ابتداء من الطراز M1A1 لاستخدام سبيكة من اليورانيوم المستنزف DU  لتقسية دروع دباباتهم . إذ رغم استخدام صيغ وأنماط مختلفة للدرع المركب على نماذج الدبابات M1 وIPM1 و M1A1 ، وفرت للدبابة درجة عالية جدا من الحماية تجاه الرؤوس الحربية ذات الشحنات المشكلة ، إلا أنها حقيقة لم تزود تحسين كافي لصفائح التدريع التقليدية الفولاذية في منطقة القوس الأمامي للدبابة عندما تضرب بمقذوفات الطاقة الحركية المستقرة بزعانف . لذا تقرر في بداية الثمانينات إضافة صفائح اليورانيوم المستنزف DU إلى مقدمة دروع برج الدبابة M1A1 ويصبح اسم الدبابة بعد ذلك M1A1HA . نفس الإجراء استمر بعد ذلك في دروع الدبابات الأحدث من أمثال M1A2 و M1A2 SEP والتي تضمنت مصفوفة أو ترتيب من صفائح المركب الخزفي ولكن من المحتمل بسماكة أكبر وأجيال أحدث .

ورغم مزاياه الوقائية ، فإن نقطة الإخفاق الوحيدة لهذا النوع من الدروع تكمن حقيقة في المخاطر الصحيحة التي سيتعرض لها طاقم الدبابة نتيجة الإشعاع وبقائهم لفترات زمنية طويلة نسبياً مع ذخيرة وصفائح DU . فعلى سبيل المثال رأس سائق الدبابة M1A1A HA يتلقى جرعة إشعاع تبلغ 0.13 ملي ريم/ساعة (الريم rem هي وحدة جرعة الإشعاع المكافئة ، التي تقيس وتحسب تأثير الإشعاع الممتص لحد إلحاق أضرار إحيائية biological damage) من صفائح التدريع DU المقابلة له ، وبعد 32 يوم متتابعة ومتواصلة ، أو 64 يوم بمعدل 12 ساعة لجلوس السائق في الدبابة ، فإن كمية أشعة غاما gamma ray التي يتلقاها رأس السائق ستتجاوز المعايير والنسب التي حددتها وكالة الطاقة النووية ، حيث أن الحد الأقصى المأمون للإشعاعات النووية التي يجب أن لا يتجاوزها الإنسان في اليوم الواحد هي 5 ريم . كما تبين أن الملقم والمدفعي وقائد الدبابة سوف يتلقون جرعه إشعاع قيمتها 0.01-0.02 ملي ريم/ساعة . إن أي جرعة أقل من 100 ريم سوف يقتصر تأثيرها على تغيير في الدم ، في حين أن جرعة من 100 إلى 200 ريم ستتسبب في حدوث أمراض ، لكن نادراً ما تكون قاتلة . أما الجرعات من 200 إلى 1000 ريم فستتسبب في حدوث أمراض جدية وخطيرة ، يظهر مفعولها على المدى البعيد . جرعة أكثر من 1000 ريم ستكون قاتلة بشكل مؤكد . 

هناك 3 تعليقات:

  1. أخي الا يمكن استعمال الرصاص لحبس إشعاع صفائح اليورانيوم المستنفذ..لأني شاهدت إستعمال هذه الطريقة في المفاعلات الايرانية وأيضا يوصى بها عند دفن مخلفات مصانع إنتاج الطاقة الكهربائية لمنع التسرب الاشعاعي

    ردحذف
  2. وسؤالي الثاني هو عن ماهية المركب الخزفي

    ردحذف
    الردود
    1. إستاذي هناك أكثر من موضوع عن الدروع الخزفية في المدونة !!

      حذف