1‏/12‏/2015

هل يمكن تحييد طيران العدو ومنعه من استهداف العربات الصديقة ؟؟


هل يمكن منع طيران العدو وتجنيبه استهداف العربات المدرعة للقوات الصديقة ؟؟ الجواب هو نعم مع فهم آلية وكيفية عمل منظومات توجيه الأسلحة الليزرية  ..فمما لا شك فيه أن عمليات الحروب المعاصرة والحديثة قد توسعت ، وازدادت معها وتيرة استخدام المقذوفات الموجهة المضادة للدروع التي تطلق من الأرض والجو على حد سواء . إن هذا التوسع كان نتيجة حتمية للقفزة التقنية التي تحققت في مجال تصميم وتطوير الدوائر والرقائق الالكترونية الحديثة . وقد يتساءل البعض عن مدى الحاجة الحقيقية لهكذا منظومات دقيقة ومكلفة في آن واحد ، والجواب ببساطة أن الجيوش الحديثة والعصرية ، لم تعد تتحمل استهلاك كميات هائلة من ذخائر الأسلحة التقليدية لتدمير أهداف نقطوية معادية . كما إنها لا تستطيع توفير أعداد كبيرة من الطائرات والدبابات والمدافع وغيرها .. ولمشاغلة هدف ما ، يستطيع المقذوف الموجه مهاجمته وتدميره بدقة أكبر وبدرجة مخاطرة أقل . وليس أكثر من دليل على صحة ذلك القول من تصوير الحالة السائدة خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) عندما كان الأمر يتطلب لتدمير دبابة واحدة فقط ، قيام الطائرات بطلعات متعددة وإلقاء حوالي 800 قنبلة لإصابتها ، في حين يمكن في الوقت الحالي تدمير نفس الهدف بواسطة صاروخ واحد موجه نوع Maverick .

الذخيرة والمقذوفات الموجهة ليزرياً التي تطلقها الطائرات عادة على أهدافها الثابتة والمتحركة ، تستخدم نمط توجيه يطلق عليه "التوجيه الليزري نصف النشيط" semi-active Laser homing . حيث تتصف منظومات الأسلحة العاملة بنمط التوجيه هذا بأنها تحتاج لقيام المشغل أو وحدة الإطلاق باستمرار إنارة illuminate الهدف بشعاع الليزر لغرض المشاغلة . القذيفة يمكن أن توضع بعيداً عن مصدر الإضاءة ، وبعد إطلاقها فإن باحثها الذاتي يضمن عملية الإطباق والإقفال lock on على الهدف . إذ يستلم مستقبلها الخاص في المقدمة المتطرفة الشعاع الليزري المرتد عن الهدف ويجري عملياته الحسابية ، ويرسل بالتالي أوامر الكترونية لقسم التحكم والسيطرة control section في السلاح الذي يعطي بدوره إيعازات لزعانف التوجيه للانقياد تجاه الهدف . حينها يستطيع المشغل (الطائرة مطلقة السلاح) مغادرة مكان الرمي ، في حين يستمر المشغل الآخر القائم على وحدة الإرسال (يمكن أن تكون طائرة أخرى تعمل ضمن نفس القطاع) في عمله بإضاءة الهدف حتى إصابته (يمكن لطائرة واحدة القيام بعملية إطلاق السلاح وإضاءة الهدف في ذات الوقت) . في هذه التقنية ، الليزر يستمر في إشارة الهدف وإشعاع الليزر يثب وينعكس عن الهدف ليتفرق في جميع الاتجاهات (هذه العملية معروفة بطلاء الهدف painting the target) . الصاروخ أو القذيفة أو القنبلة ، تطلق في مكان ما قرب الهدف ، وعندما هي قريبه بما فيه الكفاية لالتقاط بعض من طاقة الليزر المنعكسة من الهدف ، فإن باحث ليزر يكتشف من أي اتجاه هذه الطاقة تجيء ، ويعدل مسير المقذوف نحو المصدر .
 


هكذا فإن فكرة تجنب الإستهداف أو إعاقة التعيين الليزري المعادي تكمن في مدى القدرة على تقليص مقدار الشعاع الليزري المرتد عن الهدف بالقدر الكافي ، وبالتالي حرمان مجس القذيفة من بيانات التوجيه .. وسيلة مجربة نقلها أحد المعنيين في الأمر وتتحدث رغم غرابتها عن عمل ستائر واقية وحاجبة من النوع "الفروي" furry لامتصاص ضوء الليزر المسلط من طائرات العدو . حيث أثبتت الاختبارات أن الأغطية المكسوة بالفراء السميك Fur coats (مثل فراء الأغنام السميك) تستطيع امتصاص نحو 80% من ضوء الليزر المسلط عليها ، وبذلك هي لن تتيح ارتداد وانعكاس إلا القليل من هذه الأشعة التي تحتاجها المنظومات الموجهة ليزرياً للانقياد نحو أهدافها .

هناك تعليقان (2):

  1. حتى التصميم و نموذج ميلان السطوح يؤثر في الانعكاس .

    ردحذف
    الردود
    1. نعم أخي هناك وسائل كثيرة للتأثير على الإنعكاس لكني أتحدث عما هو متاح وما يمكن توفيره من قبل أخوتنا في الشام .

      حذف