9‏/8‏/2015

الذخيرة الخارقة للدروع النابذة للقبقاب APDS .

الذخيــــــــرة الخارقـــــــة للـــــــدروع النابـــــــذة للقبقـــــــاب APDS 


عالجت مقذوفات الذخيرة APDS مشكلة النزاع وربما التضارب في متطلبات شكل المقذوف وحجمه وكتلته المسلطة على الهدف من جهة ، وبين متطلبات المقذوف في سبطانة المدفع وخلال طيرانه من جهة أخرى . ففي سبطانة المدفع يرجى من المقذوف توفير المقطع العرضي Cross section الأكبر الذي يتطلب من غازات الدافع العمل وفق مساحة قاعدته (أي المقذوف) لتوفير التعجيل اللازم . مما يعني أن يكون المقذوف قصير وبدين وأيضاً خفيف الوزن ومصنع من مواد ذات كثافة منخفضة . في المقابل فإن مقذوف بكثافة أكبر High density يحمل طاقه أعظم من مقذوف مماثل بكثافة أقل ، لذلك فاعليته وطاقته الكامنة ستكون أفضل عند المديات الأبعد . كما أن مقذوف طويل ورقيق السماكة مع مقطع عرضي صغير ، ستبقي سرعته أفضل من آخر مقطعه العرضي أكبر . هكذا حدد المصممون احتياجاتهم على نحو أدق ، وعينوا متطلباتهم وتصوراتهم في ذلك المقذوف الطويل والنحيف ، ذو الكثافة العالية لتحسين الخصائص البالستية ، مع قابلية مؤكدة على النجاة عند الاصطدام من الكسر والتحطم .. فكان البحث يتجه نحو زيادة سرعة الاصطدام مع زيادة طول المقذوف أو الخارق penetrator وزيادة كثافته من أجل تعزيز عمق الاختراق .

القذائف الخارقة للدروع النابذة للقبقاب APDS طورت بالأصل من قبل مهندسين فرنسيين يعملون في شركة Edgar Brandt لصالح المدافع المضادة للدبابات من عيار 57 و75 ملم ، وذلك قبل الهدنة الفرنسية الألمانية في العام 1940 . لاحقاً مهندسو الشركة الفرنسية جرى إخلاءهم وإجلاءهم للمملكة المتحدة ، حيث انظموا لجهود تطوير مقذوفات APDS هناك مع المصممين البريطانيين L. Perlmutter و S. W. Coppock في قسم بحوث الأسلحة (في البداية هي عرفت باسم SVDS أو عالي السرعة نابذ للقبقاب ، ثم استبدل الاسم لاحقاً إلى APDS) . لتدخل أول قذيفة من هذا النوع الخدمة في شهر مارس العام 1944 على مدفع الدبابة "تشرشل" Churchill من عيار 57 ملم ، ثم بعد ذلك في المدفع عيار 76 ملم . لقد عملت هذه الذخيرة على تحسين وتعزيز عمق الاختراق حتى مرمي 1800 م ، أي بزيادة 30-50% مقارنة بالذخيرة الخارقة للدروع ذات الغطاء APCBC التي كان يطلقها المدفع ذاته . تشابهت مقذوفات APDS مع سابقتها APCR في مبدأ الاختراق penetration principle واشتمالها على خارق أو صميم داخلي عالي الكثافة ، إلا أنها تميزت بامتلاكها كعب أو قبقاب sabot خارجي خفيف الوزن نسبياً ، يحيط بجسم المقذوف وقابل للانفصال عنه حال خروجه من فوهة السلاح (على النقيض تماماً من مقذوفات APCR التي تبقى فيها الحاوية أو القبقاب الخفيف متلازماً مع الصميم الداخلي حتى الارتطام بالهدف) . بالنتيجة ، مقذوفات APDS كانت تنجز معدل انحدار منخفض في سرعتها مع تزايد المدى مقارنة بالمقذوفات متكاملة القطر .. في الحقيقة حملت هذه الذخيرة اثنان من سمات المقذوفات الحديثة ، وهما سرعة الفوهة وتركيز الطاقة . سرعة الفوهة العالية منجزة بإطلاق مقذوف صغير الحجم ، محاط بغطاء خارجي خفيف الوزن يسمى كما أسلفنا القبقاب ، وعندما يغادر المقذوف فوهة السلاح ، تنتفي الحاجة لهذا القبقاب وتسقط أجزاءه بعيداً نتيجة مقاومة الهواء ، هذا يسمح للمقذوف بالحركة والطيران بسرعة عالية جداً نحو هدفه ، مع مقطع عرضي cross-sectional أصغر حجماً ، يؤدي لتخفيض عائق الديناميكا الهوائية للحدود الدنيا . تركيز الطاقة على منطقة أصغر أنجز باستخدام خارق من نوع أكثر كثافة ، أستند في بناءه على مركب كربيد التنغستن tungsten carbide .

أرتبط أداء مقذوفات APDS كثيراً بكتلة قباقيبهم التي استحوذت على نسبة كبيرة من الطاقة الحركية المتولدة عن شحنة الدفع propellant charges والممنوحة للمقذوف ، على حساب الطاقة الحركية الممنوحة لذات الخارق penetrator . لذلك جهود مضنية بذلت لتقليل وتخفيف كتلة هذه القباقيب Sabots (الكلمة فرنسية الأصل وتشير للأحذية الخشبية التي كان يرتديها الفلاحين في فرنسا وبلجيكا والبلدان الأخرى المجاورة) على الرغم من إدراك المصممين لمحدودية ما يمكن عمله أو تقديمه في هذه المنطقة تحديداً نتيجة الإجهاد العالي على القبقاب أثناء إطلاق .. الوسيلة الفضلى لتطوير الأداء الثاقب لمقذوفات APDS تمثلت في أحدى وجوهها ، بتركيز الطاقة الحركية على منطقة أصغر من الهدف وزيادة معادلة طول/قطر الخارق length/diameter ratio . بالنسبة للمقذوفات التي تعتمد آلية الدوران المغزلي في انطلاقها spinning projectiles (كما هو الحال مع مقذوفات APDS) فإن معادلة الطول/القطر يجب أن لا تتجاوز حدود 6/1 ليحافظ المقذوف على استقراره وهو في تجويف سبطانة المدفع أثناء التسارع . كما أن النواة أو الخارق عالي الكثافة ، يجب أن لا يتجاوز وفق نفس المعادلة ، نسبة 4/1 ليحصل على الاستقرار اللازم أثناء الطيران . هكذا بالنتيجة ، وجد المصممين أن الحصول وإحراز نسب أعلى من معادلة طول/قطر وبالتالي تحسين وضع الاختراق ، أمر ممكن انجازه مع تجاوز المقذوفات المستقرة بالدوران ، واستبدالها بتلك المستقرة بزعانف fins stabilization وكما هو الحال مع المقذوفات الخارقة للدروع المستقرة بزعانف النابذة للقبقاب APFSDS .

هناك 4 تعليقات:

  1. استاذ انور لقد طال انتظارنا لموضوع عن الحرب على غزة 2014 , هل تنوي بوضع موضوع عنها ام ماذا ؟

    ردحذف
    الردود
    1. ما هو الفرق بين هذه والAPFSDS ?

      حذف
    2. فرق كبير أخي الكريم .. الأحرف APFSDS هي إختصار الذخيرة الخارقة للدروع المثبتة بزعانف النابذة للقبقاب . ومع تماثل الذخيرتين APDS وAPFSDS من حيث الإطار العام وفكرة العمل ، إلا أن هذه الأخيرة تميزت بكونها أطول بكثير من سابقتها مع قطر أصغر ، الأمر الذي عنى ببساطة أن طاقتها الحركية ركزت على منطقة أصغر من الهدف وبالنتيجة هي اخترقت سماكة أكبر من الدرع . على أية حال ، لأن نسبة طولهم إلى قطرهم length/diameter ratio كانت أكثر من خمسة مرات ، فإنه لم يكن بالإمكان تثبيت المقذوفات APFSDS وتأمين استقرارهم من خلال الدوران المغزلي spin stabilized كما هو الحال مع الذخيرة APDS ، لكن كان لزاماً تأمين استقرارهم بواسطة الزعانف fin-stabilized ، التي بدورها وفرت استقراراً أفضل للمقذوف وصولاً حتى هدفه (الدوران المغزلي السريع في المقذوفات APDS كان يستقطب جزء مهم من الطاقة الحركية للمقذوف ، والذي يستنفذ من أجل إدارة هذا الأخير ومنحه الحركية المغزلية حول محوره ، مما خفض معه من سرعته وبالتالي من طاقة الاصطدام) .

      حذف
    3. هذا يعني ان الAPFSDS تعتبر تطوير للAPDS، والفارق هو طاقة حركية كبيرة (وبالتالي قدرة اختراق اكبر) وزعانف وتغيرات في الشكل فقط ؟
      وشكرا لك استاذ نور علي افادتك لنا ..

      حذف