1‏/4‏/2015

مدفع الدبابات الألماني أملس الجوف L44 .

مدفـــــــــع الدبابـــــــات الألمانــــــي أملــــــــس الجـــــــوف L44 


لاقت المدافع ملساء الجوف smoothbore استخدامات واسعة في الأسلحة والمدافع الثقيلة بشتى أنواعها ومسمياتها . هي ببساطة عبارة عن سبطانات فولاذية لا تحمل في جوفها أي شكل من أشكال التحزيز أو الأخاديد اللولبية الداخلية المؤثرة على طيران المقذوف ، بل إن هذا الأخير يحمل عادة شكلاً مستقراً ، مثل الأسهم المزعنفة fins arrow أو الأجسام الكروية لتقليل الهبوط أثناء الطيران .. ورغم أن السوفييت هم أول من استخدم المدافع ملساء الجوف على دباباتهم من طراز T-62 التي دخلت الخدمة في العام 1961 ، إلا أن الحديث عن مدافع الدبابات ملساء الجوف في الغرب يجرنا بالتأكيد للحديث عن الريادة الألمانية وأسلحة شركة "راينميتال" Rheinmetall من عيار 120 ملم (شركة ألمانية تأسست العام 1889 ومقرها في دوسلدورف في غرب ألمانيا . هي متخصصة بإنتاج نظم وتقنيات الدفاع وقد برز أسمها أكثر في صناعة المدافع) . فهذه الشركة المميزة في مجال صناعة هذا النوع من سبطانات المدافع ، بدأت العمل الجاد في العام 1965 على أول سلاح من عيار 120 ملم منتج خصيصاً للدبابة Leopard 2 التي كانت قيد التطوير آنذاك وذلك بالتعاون مع القوات المسلحة الألمانية الاتحادية . إذ بعد ظهور الدبابة السوفييتية T-62 على الغرب بمدفعها من عيار 115 ملم ، بدأ القلق يتسلل للغرب وحلف الناتو NATO حول فاعلية السلاح المحلزن L7 من عيار 105 ملم ، وقدرته على مجاراة المدفع السوفييتي الجديد U-5TS أملس الجوف (الخطوة السوفييتية نحو زيادة العيار جاءت بعد قيام قائد دبابة إيراني في أوائل الستينات باللجوء إلى الحدود السوفيتية وهو على متن دبابة جديدة من نوع M60 Patton والتي كانت مسلحة بالمدفع البريطاني L7) . هذه المخاوف جرى تعزيزها وتأكيدها بعد إجراء الخبراء الألمان اختبارات تناولت قدرات المدفع السوفييتي بعد تلقيهم أربعة دبابات T-62 أسرت من قبل إسرائيل بعد حرب الأيام الستة في يونيو العام 1967 . فباشر الألمان في منتصف الستينات أعمال التطوير على مدفع دبابة حديث من عيار 120 ملم يخلف تسليح الدبابة Leopard 1 ومدفعها المتقادم من عيار 105 ملم . وأصبح السلاح جاهز للاختبارات الميدانية خلال المرحلة الزمنية 1975-1977 ، في حين أن عمليات الإنتاج لم تبدأ إلا في العام 1979 (في تاريخ 24 أكتوبر العام 1979 جهزت أول دبابة Leopard 2 بهذا السلاح) .



تم تثبيت المدفع L44 على دبابات Leopard 2 ، حيث يبلغ الوزن الإجمالي لمنظومة السلاح 3780 كلغم ، منها 1190 كلغم هو وزن السبطانة لوحدها ، في حين يبلغ طوله العام 5.28 م . هو بذلك يماثل تقريباً طول المدفع المحلزن البريطاني L7A3 عيار 105 ملم المثبت على الدبابة Leopard 1 . وقياساً بالمدفع L7A3 ، تم زيادة قدرة تحمل سبائك الفولاذ الخاصة بسبطانة السلاح L44 لتحمل ضغوط غازات حتى 7100 بار (نحو 7240 كلغم/سم2) . تقنية التصنيع المعتمدة في بناء السبطانة والتي يطلق عليها "أوتوفريتاغ" autofrettage وكذلك نوعية السبيكة المستخدمة ، أتاحت مواجهة أحمال تشويه إضافية لنحو 20% مقارنة بالسلاح L7A3 ، أو 1030 نيوتن لكل مليمتر مربع . كما يتم خلال مراحل التصنيع إجراء عملية طلاء كهربائي لتجويف السبطانة بعنصر الكروم وذلك لإطالة عمر السلاح وزيادة مقاومته للإنهاك والتآكل (المشاكل الأولية الصعبة التي رافقت عملية الطلاء هذه أدت أيضاً إلى بعض التأخير في برنامج تطوير المدفع) . السبطانة مزودة في منتصفها بنازع دخان smoke evacuator مصنوع من البلاستيك المدعم بألياف الزجاج بطول 250 سم ، ويمنع هذا التجهيز غازات الاحتراق الناتجة عن الرمي من الارتداد لمقصورة القتال . كما أن الرداء الحراري thermal sleeve المحيط بالسبطانة يشتمل على جدار عازل يتضمن طبقتين من رغوة المركب البلاستيكي المدعم بألياف الزجاج GRP (يتميز بامتلاكه قابلية كبيرة على مقاومة التآكل ومواجهة التسخين في البيئات المتطرفة) .. منظومة المدفع مجهزة بآلية تخفيض الارتداد لمواجهة وكبح حركة المدفع العنيفة للخلف بعد إطلاق النار ، حيث تتكون هذه المنظومة من عدد اثنان معوقات ومثبطات هيدروليكية hydraulic retarders ، قادرة على كبح الارتداد لنحو 600 كيلو نيوتن ، كما أنها تؤمن مسافة ارتداد قصوى للسلاح حتى 340 ملم ، وبما يكافئ تقريباً مسافة الارتداد المتحققة مع المدفع عيار 105 ملم . بالإضافة لنظام كبح الارتداد ، هناك أداة أو اسطوانة المسترجع recuperator الهوائية/السائلة التي تتولى إعادة السلاح لوضعه السابق بعد حدوث الارتداد وهذه تعمل بضغط الزيت والنيتروجين  



يستطيع المدفع L44 إطلاق تشكيلة متنوعة من ذخيرة الخراطيش ذات الاحتراق الجزئي partly combustible باستثناء العقب المعدني النحاسي ، بما في ذلك قذائف الطاقة الكيميائية والحركية . وهذه الأخيرة طورت منها شركة راينميتال حتى الآن ستة أجيال هي : DM13 ، DM23 ، DM33 ، DM43 ، DM53 ، DM63 . القذيفة DM33 على سبيل المثال التي دخلت الخدمة العام 1987 ، يمكن إطلاقها بسرعة فوهة تبلغ 1640 م/ث ، وتوفر طاقة فوهة لحد 9.8 ميغا جول . القذيفة تشتمل على خارق من سبيكة التنغستن من مقطعين مع قبقاب ألمنيوم ذو ثلاثة أجزاء ، ويعتقد أنها قادرة على اختراق 560 ملم من الدرع الفولاذي المتجانس عند مدى 2000 م . يستطيع المدفع أيضاً إطلاق القذائف المضادة للأفراد المتشظية وذخيرة التهديم demolition ، بالإضافة للصاروخ الإسرائيلي الموجه ليزرياً والمضاد للدروع والمروحيات LAHAT ، الذي يطلق من سبطانة المدفع L44 واشتقاقاته ، مما يوفر معه تعددية استعمال عظيمة على ساحة المعركة . وتقدر بعض المصادر الغربية أن لسبطانة المدفع L44 متوسط خدمة قد يبلغ 500 قذيفة بالنسبة لذخائر الطاقة الحركية ، لكن مع التقدم الأخير في تقنيات الدوافع ، خصوصاً تلك الخاصة بهذا النوع من القذائف عالية السرعة ، فإنه يمكن لهذا الرقم أن ينخفض دون ذلك .

هناك 5 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. رااااااااااااائع جداً..معلومات قيمة ومهمة جداً ..
    تشكر عليها أخ انور جزيل الشكر ..
    بالمفضلة

    ردحذف
    الردود
    1. إذا لديك سؤال أخي فهد لا تتردد في توجيهه .. تحياتي .

      حذف
  3. ما المقصود بعبارة .......((القذيفة تشتمل على خارق من سبيكة التنغستن من مقطعين )) شكرا

    ردحذف
    الردود
    1. خارق المقذوف يشتمل في بناءه على قضيب مقسى مصنوع من سبيكة التنغستن بالإضافة إلى حاجز الريح windshield في مقدمة أنف الخارق . يصنع هذا الحاجز عادة من الألمنيوم أو الفولاذ ، ومهمته بالإضافة لتوفير انسيابية أكثر لحركة المقذوف ، حماية مقدمة رأس الخارق من التسخين الديناميكي-الهوائي المفرط aerodynamic heating الناتج عن الاحتكاك بجزيئات الهواء .

      حذف