25‏/11‏/2017

ذخيرة "خلية النحل" المضادة للأفراد المجهزة براسم.

ذخيـــــــرة "خليــة النحــل" المضـــــادة للأفــــــراد المجهــــــزة براســـــــم

تستخدم دبابات المعركة الرئيسة أنماط أخرى من القذائف لأهداف محددة. فبالإضافة للنموذجين الشائعين APFSDS وHEAT، هناك نوع من ذخائر الطاقة الكيميائية يطلق عليه "شديد الانفجار" High Explosive. وهي قذائف تستخدم عادة لمهاجمة الأهداف غير المحمية أو المحمية بشكل محدود، كالعربات خفيفة التدريع بالإضافة لتجمعات المشاة وحشوده عن طريق تأثير التشظية Fragments effect. الأهداف التي يتم مهاجمتها بهذا النوع من الذخائر، قد تتعرض للأضرار والعطب إما بفعل تأثير الشظايا أو بتأثير العصف أو كلاهما. فمن وجهة نظر مثالية خالصة فإن من المفيد أن تكون الدبابة قادرة استخدام وإطلاق نوع واحد من الذخيرة، لكن لسوء الحظ، استخدام نوع واحد لا يمكن أن يلبي الطموحات في مواجهة أهداف متنوعة ومختلفة. على سبيل المثال قذائف مثل APDS وAPFSDS فعالة لمواجهة الدبابات والأهداف المقساة بشدة، ولكنها حقيقتاً لا تصلح لمواجهة المشاة المتخندقين أو حتى المتواجدين في العراء، وبالنتيجة لا بد من وجود ذخيرة متممة لعمل مقذوفات الطاقة الحركية. لقد أثبتت الصراعات السابقة والحديثة أن هذا النوع من الذخائر ضروري جداً لمواجهة المشاة الراجلين، الذين يحملون أسلحة كتفية مضادة للدروع. يقول ضابط إسرائيلي في مذكراته عن حرب أكتوبر " كنا نتوقع أن نقاتل دبابات وليس أفراد مشاة، فلم يكن لدينا مقذوفات لمدافع الدبابات، وهي التي كانت ستحطم فرق صيد الدبابات المصرية وهم في الأرض المفتوحة ". في الحقيقة فان هذا النوع من الذخائر يوفر حماية فعالة للدبابة، في مواجهة هجمات المشاة المركزة، والأسلحة المضادة للدبابات قصيرة المدى، التي يتفاوت مداها بين 300-600 م. بالإضافة إلى إمكانية استخدام هذا النوع من القذائف في فتح ممرات آمنة للمشاة الصديقة، بحيث تحطم الأسلاك الشائكة Barbed wire. وتستخدم لهذا الغرض متفجرات شديدة الانفجار في تركيب الرأس الحربي لمقذوفات HE، لإحداث أكبر فرقعة وتشظية ممكنة.
الولايات المتحدة وبالاستفادة من دروس السنوات الأولى من حرب فيتنام، عملت على تطوير أنواع من الذخيرة شديدة الانفجار لصالح العيار 105 ملم المثبت على سلسلة الدبابات M60، بعضها كان مخصصاً للتعامل مع الأفراد antipersonnel. أحد هذه الذخائر حمل التعيين العام APERS-T أو المضاد للأفراد المجهز براسم، وهو معد خصيصاً لمواجهة القوات البرية المكشوفة في المديات المتراوحة ما بين 50 إلى 4.400 م، حيث يمكن التحكم يدوياً بمدى تحفيز الرأس الحربي بواسطة صمام وقت ميكانيكي mechanical-time fuze من نوع M571. القذيفة M494 التي أدخلت الخدمة في فبراير العام 1968 وبلغ اجمالي وزنها 14 كلغم، كانت من النوع المضاد للأفراد المجهز براسم، وتضمنت في تركيبها العام المقذوف وغلاف الخرطوشة والصمام. جسم المقذوف صنع من الألمنيوم رقيق السماكة مع قاعدة فولاذية مجوفة التي تحوي أيضاً شحنة الطرد والراسم. تجهيز الراسم tracer قصد منه التحقق من مسار المقذوف خلال الخمسة ثوان التي هي زمن الاشتعال الأقصى، كما أن صبغة صفراء yellow dye سوف تتدفق وتظهر ككرة صفراء للتثبت من موضع انفلاق المقذوف في الهواء وبالتالي تصحيح النيران اللاحقة. جسم المقذوف اشتمل في تجويفه الداخلي وفي ترتيب خاص من سبعة صفوف، عدد 5000 سهم فولاذي flechette بزعانف قصيرة لتأمين الاستقرار، يبلغ وزن كل منها أقل من واحد غرام مع طول 37 ملم. هذه الأسهم تتفرق عند تحفيز شحنة الطرد في قاعدة المقذوف فوق منطقة الهدف على هيئة قوس أو مخروط cone-shaped بزاوية انفتاح مقدراها 20 درجة، لتؤمن مساحة تأثير للأسهم حتى 300 م في الطول و94 م في العرض (عادة، عمل صمام التحفيز يتم على ارتفاع مقداره ستة أمتار وقبل بلوغ الهدف المعين بمسافة 60 متر لضمان تفرق كامل الأسهم بشكل مثالي). وتضاف قوى الطرد المركزية Centrifugal forces الناتجة عن دوران المقذوف حول محوره إلى سرعة انطلاق الأسهم العالية لتبلغ هذه في حدها الأقصى نحو 822 م/ث. الذخيرة تكتسب أيضاً تسمية "خلية النحل" beehive وذلك بسبب تأثير التحشيد أو التركيز الواضح للمقذوفات الفرعية. خطورة هذه الذخيرة سبق عرضها خلال اشتباك في الضفة الغربية عندما قامت دبابة إسرائيلية بإطلاق APERS-T باتجاه مركز مدينة مشغول، مما تتسبب في مقتل ثمانية وجرح أكثر من 100 شخص (حصل الجيش الإسرائيلي على الآلاف من هذه القذائف الأمريكية بعد حرب أكتوبر العام 1973). 


هناك 4 تعليقات:

  1. نريد.موضوع عن التطوير الاخير للدبابة t90 والمسمى t 90 M

    ردحذف
    الردود
    1. إن شاء الله أخي الكريم .. في القريب العاجل بإذن الله.

      حذف