27‏/7‏/2017

دبابة رسمت ماضيها .. T-72M1 URAL .

دبابــــــــــة رسمــــــــــت ماضيهـــــــــا .. T-72M1 URAL


نظرة ثاقبة لأعمال تطوير الدبابات السوفييتية منذ منتصف وأواخر الخمسينات يجب أن توجه ملياً نحو مكتب التصميم الوحيد آنذاك لدبابات المعركة السوفييتية الرئيسة ، وهو مكتب تصميم أليكساندر موروزوف Aleksandr Morozov أو الاختصار KMDB (موروزوف مهندس ومصمم دبابات سوفييتي ، خريج معهد موسكو الميكانيكي ، ولد في 29 أكتوبر العام 1904 وتوفي في 14 يونيو العام 1979) ، الذي عمل على تطوير دبابات من جيل جديد في مصنع الدبابات في منطقة كاركوف Kharkov (الآن يطلق عليها كاركيف Kharkiv في أوكرانيا) . اسم هذا المكتب كان قَد ارتبط سابقاً بتصميم الدبابة الأسطورية T-34 في الحرب العالمية الثانية ، وقبل اجتياح كاركوف من قبل القوات الألمانية الغازية في العام 1941 ، المصنع ومكتب التصميم المرتبط تم نقلهما شرقاً إلى مدينة " نيزني تاغيل" Nizhni Tagil في منطقة "الأورال" Urals . هناك المكتب أعطى مسؤولية تطوير دبابات الجيل القادم السوفيتية ، قصير الأجل T-44 والأكثر نجاحاً T-54 .

عاد مكتب موروزوف إلى كاركوف في أوكرانيا بتاريخ 13 نوفمبر العام 1951 ، هذا الانتقال كان جزء من محاولة توسيع قاعدة التطوير الهندسي لصناعة الأسلحة السوفيتية ، وبدأ موروزوف العمل بعد ذلك على دبابة أخرى من جيل جديد ، حملت التعيين Obiekt 430 ، وبالفعل تم إنتاج ثلاثة نماذج من الدبابة لتجري عليها الاختبارات في أرض كوبينكا العام 1958 . فريق صغير من المهندسين مكث في مصنع "أورال فاغن" Uralvagon (مؤسسة صناعات ثقيلة روسية تقع في نيزني تاغيل ، تعد من أكبر الشركات العلمية والصناعية في روسيا وأكبر مركز لتصنيع الدبابات في العالم) في منطقة الأورال وذلك لإدارة التطوير الآخر لدبابة T-54 ، الذي بدأ مع الدبابة T-55 . هذه البذرة والثمرة الأخيرة في الخمسينات نمت وأفرزت بالنتيجة عن مكتب تصميم دبابات جديد في نيزني تاغيل برئاسة المهندس الشاب "ليونيد كارتسيف" Leonid Kartsev ، الذي بدأ بمنافسة مكتب كاركوف الأصلي . هذا سمح لوزارة الدفاع السوفيتية لتوفير فرص منافسة أفضل competition بين مكاتب التصميم بدلاً من حالة الاحتكار التي وجدت أثناء وفوراً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية .


حلم موروزوف كان أن يكرر نجاح الدبابة T-34 مع أخرى جديدة بتصميم ثوري ، التي يمكن أن تجاري وتضارع دبابات منظمة حلف شمال الأطلسي في القوة النارية ، الحماية المدرعة ، وقابلية الحركة ، بينما تبقى بشكل ملحوظ أكثر خفة وأكثر اقتصادية more economical . فعمل على تصميم الدبابة السوفيتيِة الأكثر تقدماً في الستينات ، وحملت التعيين Obiekt 430 أو مشروع الدبابة T-64 . هذه الدبابة دمجت مجموعة كبيرة من الميزات والخصائص المبتكرة ، بما في ذلك الدرع الخزفي ومنظومة التلقيم الآلي autoloader لصالح السلاح الرئيس ونظام التعليق الخاص خفيف الوزن (منح على أثرها موروزوف جائزة لينين Lenin Award ، التي تمثل الوسام الأعلى الممنوح من قبل الإتحاد السوفيتي للمبدعين) . على أية حال ، التصميم أصيب بمشاكل مبكرة مقلقة ، خصوصاً مع الثقة السيئة لمحرك الديزل المكبسي وإخفاقات في الملقم الآلي .

وبينما كان موروزوف يحاول معالجة المشاكل مع دبابته T-64 ، فإن مكتب تصميم كارتسيفأجرى بعض التحويرات على دبابة T-55 لإسكان مدفع رئيس أملس الجوف من عيار 115 ملم مثل ذلك المثبت على الدبابة T-64 (مكتب التصميم كان يعمل على تجارب لأسلحة دبابة ملساء الجوف smooth-bore guns منذ العام 1953 ، حيث أثبتت هذه الأسلحة الجديدة تفوقها في الأداء على سبطانات المدافع المحلزنة) وكانت النتيجة دبابة T-62 أو Obiekt 166 التي بدأ إنتاجها في العام 1961 . ومع أن هذه الدبابة لم تكن تقدم مستويات حماية مدرعة أو تطور كما هو متاح للدبابة T-64 ، فإنها في المقابل كانت أكثر اقتصادية economical إلى التصنيع والإنتاج ، كما أنها كانت أفضل من ناحية الموثوقية والاعتمادية . وهكذا ، ونتيجة للإخفاقات المستمرة للدبابة T-64 ، فقد أصبحت الدبابة T-62 الأسهل والأقل كلفة والأكثر تصنيعاً في الاتحاد السوفييتي خلال الستينات .


واصل موروزوف العمل على حل المشاكل مع T-64 ، وتركز الاهتمام على تجاوز نواقص المحرك بالإضافة إلى تحسين أداء الدبابة القتالي بدمج مدفع أكثر قوة من عيار 125 ملم . وكان لهروب ضابط جيش إيراني إلى الإتحاد السوفيتي في أوائل الستينات بدبابته الأمريكية الجديدة من طراز M60A1 أن أتاح فرصة مثيرة لفحص دروع هذه الدبابة الحديثة ، بالإضافة إلى مدفعها الرئيس من عيار 105 ملم ، بحيث اقتنع قادة الجيش السوفيتي أن اختيارهم للمدفع D-68 من عيار 115 ملم على الدبابات T-64 كان خطأ كبير . وبالنتيجة ، أعيد تسليح الدبابة T-64 بالمدفع D-81T عيار 125 ملم ، ودخلت هذه الإنتاج في العام 1969 تحت مسمى T-64A . على أية حال ، ورغم بضعة التحسينات التي أدخلت على T-64 ، فإن متوسط الوقت بين حالات فشل المحرك ما زالت بحدود 300 ساعة ، بالإضافة لتزايد كلفة إنتاج الدبابة ، أكثر ببضعة مرات من الدبابة T-62 . في هذه الأثناء ، واصل مكتب كارتسيف في مصنع أورال فاغن خطط تطوير T-62 ، وتحرى فريق التصميم استخدام نوع جديد من أنظمة التعليق بعجلات طريق أصغر حجما من الألمنيوم وبكرات إرجاع return rollers ومحرك ديزل أحدث طور من قبل LA Vaisburd بقوة 700 حصان ، وبدأ العمل أيضاً على منظومة تلقيم آلي إما للمدفع من عيار 115 ملم أو 125 ملم . هذه الميزات سوية مع إبداعات التصميم الأخرى دمجت وألحقت إلى مشاريع الدبابة Obiekt 166 وObiekt 167 .

في شهر أغسطس من العام 1967 ، أبلغ مصنع أورال فاغن بوجوب الانتقال والتحول من صناعة الدبابة T-62 إلى الدبابة T-64A مع العام 1970 . مغايران تم تصورهما ، الأول هو النسخة الأساس T-64A بمحركها الديزل 5TDF ذو المشاكل المقلقة لمستخدميه ، والمغاير الآخر هو نسخة "التعبئة" mobilization بمحرك ديزل تقليدي هو ذاته المستخدم على الدبابة T-62 ، وقصد من ذلك توفير بديل رخيص في حالة الحرب . مكتب تصميم كارتسيف كان يأمل بتطوير منافس للدبابة المثيرة T-64A لكن طلبه قوبل بالرفض بحزم من قبل موسكو ، وواصل الرئيس السياسي لصناعات الدفاع السوفييتية آنذاك "دمتري أستينوف" Dmitriy Ustinov دعم المشروع الرائع المقبل T-64A كطريق لمستقبل القوات المدرعة السوفييتية (بعد وفاة ستالين في مارس 1953 ، وزارة الأسلحة دمجت مع وزارة صناعات الطائرات ، ليصبح في النهاية اسمها وزارة صناعات الدفاع ، حيث عين أستينوف كأول رئيس لهذه الوزارة الجديدة) .

وعلى الرغم من تفضيل أستينوف المستمر لخيار مكتب كاركوف ، إلا أن وزير صناعات الدفاع آنذاك S. A. Zverev كان معجب بظاهرة وقابليات الملقم الآليالخاص بمصممي أورال فاغن، فأمر مكتب كارتسيف في 5 يناير العام 1968 الاستمرار في العمل على نموذج دبابة التعبئة T-64A مع نسخته الخاصة من الملقم الآلي ومحرك الديزل المحسن V-45 مع تخفيض الكلف لنحو النصف . هذه النسخة عينت Obiekt 172 وحملت الاسم الرمزي "أورال" Ural ، وشملت هيكل وبرج T-64A معاد تشكيلة وتصميمه لاستقبال الملقم الآلي الجديد ومحرك دافع أرخص كلفة . نموذجان Obiekt 172 أكمل تصنيعهما في نهاية صيف العام 1968 ، مستخدمين عدد كبير من مكونات خط إنتاج الدبابة T-64 ، بضمن ذلك نظام التعليق ، لحد تشبيه الدبابة آنذاك بشكلها الظاهري مع T-64A . وبدأت اختبارات الجيش على الدبابة المعدلة Obiekt 172 أولاً في نهايِة العام 1968 في موقع كوبينكا Kubinka . التصميم عرض لتجارب ميدانية في الأحوال الجوية الحارة ، بشكل أكبر تلك التي أجريت في آسيا الوسطى في صيف 1969 . الاختبارات قبل النهائية للإنتاج أجريت في منطقة "ترانزبيكال" Transbaikal شمال الصين العام 1971 . هذه التجارب كشفت أيضاً عن عدد من عيوب التصميم design flaws ، لكن نتائج الاختبارات كانت واعدة بما فيه الكفاية لمصممي أورال فاغن للتصديق على بناء عدد 20 نموذج (مع ذلك ، الترس الدوار running gear الحساس والملحق بنظام نقل الحركة في الدبابة T-64A بقى مصدر المشاكل الميكانيكية) ومنح فريق التصميم جائزة سوفييتية رسمية رفيعة المستوى في العام 1974 لنوعية الجهد المبذول .


التنافس بين الفئات السوفييتية المختلفة في شؤون الصناعة ، واستمرار دعم وإسناد الجيش لمكتب كاركوف ونيزني تاغيل أستمر بلا توقف في أواخر الستينات . تفضيل كبار قادة الجيش لتصور أورال فاغن الأسهل والأكثر موثوقية عادل في تأثيره نفوذ الرئيس السياسي لصناعات الدفاع أستينوف وبيروقراطية الكرملين . وفي وسط ذلك الخلاف والجدل ، تم تحويل مكتب كارتسيف من أورال فاغن إلى معهد بحث دبابات الجيش ، وتم الاستحواذ على موقعه من قبل "فاليريا فيندكتوف" Valeri Venediktov . في 12 مايو 1970 , صدر مرسوم حكومي بتوحيد مواصفات الدبابة T-64A ، هذا الأمر منح مصممي أورال فاغن الفرصة لتطوير تفاصيل إضافية ولاحقة للمشروع Obiekt 172 التي حملته لمستوى أبعد من التكوين T-64A ، وذلك بالسماح بدمج وتضمين نظام التعليق الجديد الخاص بالمشروع Obiekt 167 . هذه النسخة عينت تحت اسم Obiekt 172M ، والنموذج كان جاهز بنهاية العام 1970 (رئيس المهندسين ليونيد كارتسيف هو في الحقيقة من ابتدع المشروع Object 172 كتصميم الأولي ، لكن النموذج المعين Object 172M ، هذب وأنجز من قبل فاليريا فيندكتوف) .

بفضول بما فيه الكفاية , معركة مماثلة نشبت في لينينغراد Leningrad نتيجة الخطط لتحويل المصنع هناك إلى إنتاج الدبابة T-64A . الاقتراح والحل البديل هنا كان في التفوق على تصميم كاركوف وتبنى محرك توربيني غازي gas-turbine أكثر قوة . في النتيجة ، وبحلول العام 1971 صناعة الدبابات السوفيتية كان لديها ثلاثة نماذج دبابات قياسية جديدة ، الأصلية T-64A ، والنموذجين المشتقين الجاهزين للاختبارات ، Obiekt 172M (T-72) وObiekt 219 (T-80) . وفي صيف 1972 ، دفعة إنتاج ابتدائية من 15 دبابة للنموذج Obiekt 172M تم استكمالها في نيزني تاغل ، وأخضعت هذه إلى اختبارات ميدانية قاسية استمرت حتى شهر أكتوبر من ذات العام . عموماً ، الجيش كان معجب جداً بمتانة وقوة نيران هذه الدبابة . من جانبه ، الرئيس السياسي لصناعات الدفاع استينوف واصل معارضة إنتاج دبابة أورال فاغن ، إلا أن قادة الجيش واصلوا الضغط لصناعتها نتيجة التردد وعدم الثقة بقدرات T-64A وكذلك عدم نضوج مشروع الدبابة الجديدة Obiekt 219 (T-80) . لحل المسألة وتجاوزها ، طلب الكرملين تكوين لجنة خاصة تحت إشراف النائب الأول لوزير الدفاع ، المشير Ivan Yakubovsky (حاصل على لقب بطل الإتحاد السوفييتي مرتين ، وعمل كقائد عام لقوات حلف وارسو حتى العام 1976) ، وعند هذه المرحلة ، دفعة إنتاج أخرى للدبابة Obiekt 172M أكمل تصنيعها ، ومعها تم تجاوز أغلب المشاكل التي ظهرت في اختبارات العام 1972 ، حيث أجريت التعديلات اللازمة ، وصدر التفويض ببدء الإنتاج . في تاريخ 7 أغسطس من العام 1973 تم قبول النسخة Obiekt 172M في الخدمة لدى القوات المسلحة السوفييتية كدبابة قياسية تحت اسم T-72 . في العام 1975 أطلق على الدبابة تسمية T-72 Ural بعد تصنيعها في منطقة جبال الأورال (اسم أورال Ural الرمزي اختير عن عمد لتذكير الجيش بأن الدبابة قَد طورت من قبل مجموعة نيزني تاغيل الواقعة في منطقة جبل أورال الروسية ، وليس في مكتب كاركوف في أوكرانيا) . سلسلة الإنتاج الأولية من 30 دبابة أكملت بنهاية العام 1973 ، مع عدد 220 أخرى تم أكمال إنتاجها في العام 1974 .


في شهر أبريل من العام 1976 ، توفي وزير الدفاع السوفييتي "أندري غريشكو" Andrei Grechko ، وحل محله الرئيس السياسي السابق لصناعات الدفاع دمتري أستينوف ، الذي لم يعرف عنه استحسانه أو تحمسه لمشروع الدبابة T-72 ، وأشار إليها بقوله "هي خطوة للوراء في تاريخ تطوير الدبابات السوفيتية" . فمنذ مجادلات ومناظرات الإنتاج 1970-1972 ، تحول دعم أستينوف من الدبابة المضطربة T-64 إلى البطل الجديد العامل بالتوربين الغازي T-80 . هذه الدبابة التي طورت من قبل ائتلاف لينينغراد المرتبط سياسياً وبقوة بصانعي القرار في الكرملين Kremlin . بالنتيجة ، أستينوف أغفل برنامج تحسين الدبابة T-72 ، وعمل بدلاً من ذلك على تأكيد دور النماذج T-64 و T-80 كدبابات سوفيتية قياسية ، حيث تقرر نشرها مع الوحدات الأمامية المواجهة لقوات منظمة حلف شمال الأطلسي في ألمانيا . وتقرر أن تتسلم هذه الدبابات أولويات الإبداع والتقدم التكنولوجي في منظومات السيطرة على النيران والحماية المتقدمة ، بينما دبابات T-72 ستستخدم لوحدات الخط الثاني second-line units في الإتحاد السوفيتي بالإضافة إلى التصدير .

مرت الدبابة T-72 بالتطويرات المستمرة أثناء مراحل إنتاجها ، فسلسلة الإنتاج الثانية Obiekt 172M sb-1A دمجت عدة تغييرات بسيطة ، بحيث يمكن تمييزها عن سلسلة دبابات الإنتاج المبكر بتغيير ضوء الكشاف تحت الأحمر من طراز L2AG Luna ونقله من الجانب الأيسر إلى الجانب الأيمن من السلاح الرئيس . كذلك هوائي الراديو radio antenna تم نقله من أمام محطة القائد للجهة الخلفية . ووضع المزيد من علب التخزين الخارجية حول البرج . هذه النسخة دعيت أحياناً T-72 Ural-1 نموذج 1976 ، وكانت في سلسلة إنتاج نيزني تاغيل منذ العام 1974 .

النسخ الأصلية للدبابة T-72 التي ظهرت خلال العام 1977 ، استخدمت درع مكسو ومؤلف من ألواح فولاذية متعددة في المقدمة المائلة للهيكل glacis plate ، كما كان لديها برج فولاذي تقليدي كامل الصب . صفيحة الهيكل الأمامية المائلة شملت طبقة أولية بسماكة 80 ملم من الفولاذ عالي الكربون ، تتبعها طبقة بسماكة 105 ملم من GRP (اللدائن المسلحة بألياف زجاجية أو stekloplastika) تحمل ربع كثافة الفولاذ . وأخيراً طبقة بسماكة 20 ملم من الفولاذ عالي الكربون . الدبابات المعاصرة T-64 ومغايرها T-64A ، استخدمت أيضاً درع مؤلف من ألواح فولاذية متعددة في مقدمة الهيكل المائلة glacis plate ، لكن بدلاً من البرج الفولاذي التقليدي ، هي جهزت ببرج مع تدريع خاص ، الذي كان لديه تجويف كبير في الجبهة على جانبي السلاح الرئيس ، ملأ بالألمنيوم aluminum . البرج الفولاذي للدبابة T-72 كان يتحصل على قابلية مقاومة أفضل لنحو 2% تجاه هجمات المقذوفات APFSDS ، بينما برج T-64A كان يمتلك نحو 10% من هذه القدرة تجاه هجمات الشحنات المشكلة shaped-charge . على أية حال ، اختبارات إطلاق النار كشفت بأن فائدة حماية T-64A الظاهرة أقل من تلك الحقيقية ، لأن بعد ضرب التجويف بقذيفة مفردة فإنه يميل إلى التشوه وفقدان فائدته الوقائية . الجيل القادم من الدروع الخاصة استخدم المجموعة كي Combination K أو طبقة خزفية مقحمة في تجاويف البرج . هذا الترتيب الإبداعي طور من قبل معهد البحث العلمي للفولاذ NII Stali ، واستخدم كرات خزفية في مصفوفة ألمنيوم . وعلى الرغم من أن هذا الإبداع قصد منه تعزيز حماية الدبابة T-64A في نسخ العام 1975 ، إلا أنه كان صعب الإنتاج واستبدل لاحقاً بنسخة معدلة تستخدم مادة خزفية متطرفة (ultrafarforov) على هيئة قضبان خزفية بدلاً من الكرات ، تسمى أحياناً دروع "قضبان الرمل" sandbars .


البرج الجديد مع الدروع الخاصة بحشوة القضبان الخزفية كان قد استخدم أولاً على نسخة مؤقتة لسلسلة الدبابات T-72 نموذج 1978 (Obiekt 172M sb-4) التي دخلت مرحلة الإنتاج الفعلي في العام 1977 . إضافة إلى درع البرج الجديد ، هذه النسخة أتاحت أيضاً الانتقال من محدد المدى البصري من طراز TPD-2 إلى محدد المدى الليزري TPD-K1 .مع ذلك ، هذه النسخة كانت قصيرة الأجل نسبياً ، واستبعدت من قبل النسخة المحسنة T-72A نموذج 1979 (Obiekt 172M sb-6 ، ولاحقاً Obiekt 176) التي مثلت إعادة التصميم الرئيس والجوهري الأول لعائلة الدبابات T-72 . هذا النموذج استخدم معظم ما ذكر في النسخة السابقة ، بالإضافة إلى حواف جانبية جديدة مصنوعة من نسيج بلاستيكي مدعم معدنياً لحماية مجموعة الجنازير وأنظمة التعليق من خطر الشحنات المشكلة shaped-charge . هناك أيضاً نظام تعليق محسن للتنقل يدعم عجلات الطريق . مدفع مطور من عيار 125 ملم طراز 2A46 ومنظار TPD-K1 ، ومفرغات دخان من نوع 902 Tucha A. على نسخ الأصلية للدبابات T-72 ، أرباع الدائرة الأمامية لجوانب البرج تمت إمالتها بزاوية نحو 55-60 درجة ، بينما على T-72A ، دروع البرج الأمامي كانت عمودية تقريباً على أغلب النقاط . ثخانة وسماكة ظهور دروع البرج الأمامية للدبابة T-72A أدى إلى إطلاق كنية أمريكية غير رسمية على هذا المغاير ، هي "Dolly Parton" وذلك على اسم المغنية الأمريكية دولي ريبيكا بارتون ، المشهورة بملكة الموسيقى الريفية . لبعض الوقت ، هذه النسخة دعيت بشكل خاطئ T-74 مستندين في ذلك تعيين التطوير المدعو Obiekt 174 . قبلت هذه النسخة للخدمة في شهر يونيو 1979 . سلسلة الإنتاج القادمة كانت T-72A نموذج 1983 ، وهذه قدمت طبقة كاسية ضد الإشعاع anti-radiation clading على سقف البرج وعدة تغييرات أخرى ، بضمن ذلك صفيحة بسماكة 16 ملم على مقدمة الهيكل المائلة . هذه النسخة كانت في الإنتاج المبكر خلال العام 1985 .

الجيل الثالث لدبابات T-72 قدم شكل برج محسن جوهرياً عما سبق ، من خلال صفائح دروع متعددة بالإضافة إلى تحسينات في التصفيح الفولاذي المتعدد لمقدمة الهيكل المائلة glacis plate . رفعت إضافات الدروع الجديدة من وزن العربة لنحو ثلاثة أطنان ، مما تطلب معه توفير محرك ديزل أكثر قوة من نوع V-84 . هذه التحسينات دفعت بقوة نتيجة الدروس العديدة المستقاة والمستفادة من حرب لبنان 1982 ، عندما زودت سوريا الإتحاد السوفيتي ببعض الدبابات الإسرائيلية المأسورة وذخيرتها ، على وجه التحديد دبابتي M48A5 مع ذخيرتها الحركية الجديدة المثبتة بزعانف APFSDS من نوع M111 ، أرسلوا جميعاً إلى أرض الاختبارات في منطقة "كوبينكا" Kubinka قرب موسكو لإجراء التجارب .المهندسون السوفيت صدموا لاكتشافهم أن قذائف M111 كانت قادرة على اختراق دروع الحافة الأمامية متعددة الطبقات لهيكل الدبابة T-72 ، هذا الأمر قاد إلى سلسلة من التحسينات إلى دروع الدبابات T-64 ، T-72 وT-80. دخلت هذه النسخة الجديدة مرحلة الإنتاج في العام 1985 تحت مسمى T-72B وT-72B1 ، وأضافت عند دخولها العديد من التعديلات البسيطة الأخرى لعائلة T-72 ، مثل إحلال عجلات طريق جديدة مع عدد ستة انبعاجات أو فجوات indentations داخلية لكل إطار ، بدل ثمانية كما هو معتاد في نسخ الدبابة السابقة . دفعات الإنتاج الأولية كان لديها نظام مفرغات دخان من نوع 902 Tucha A ، مصعدة على مقدمة البرج كما هو الحال مع الدبابة T-72A ، لكنها لاحقاً تحركت إلى جانبي البرج .

هناك 9 تعليقات:

  1. الردود
    1. مشكور إستاذي عم نعزب معنا ..

      حذف
    2. قررت القيام بذلك
      لانه للاسف الكثير من مواضيعك الصور فيها اصبحت لاتظهر وهذه مشكلة
      وايضا لسهولة تحويل الموضوع من الموقع على شكل ملف pdf
      عصفورين بحجر

      حذف
  2. اعتذر استاذنا انور عن ان السؤال خارج عن الموضوع..ولكن احتاج ان اعرف..كيف تعمل منظومة السيطرة علي النيران؟ ما هي مكوناتها وكيف تتناسق مع بعضها؟

    ردحذف
    الردود
    1. حسنا أخي الكريم ، لنأخذ مثال على ذلك بالدبابة الأمريكية M1 Abrams حيث يظهر الغرض الرئيس من توفير هكذا أنظمة في تمكين طاقم الدبابة من التهديف والتصويب بدقة وإطلاق نيران السلاح الرئيس والرشاشة المحورية . إذ تعمل سوية مكونات سبعة أنظمة فرعية لإنجاز هذا الغرض ، هي (1) منظومة الرؤية البصرية sighting system (2) محدد المدى الليزري laser range-finder (3) نظام التصوير الحراري thermal imaging (4) نظام الحاسوب البالستي computer (5) نظام معايرة الفوهة muzzle reference (6) نظام قيادة وتدوير البرج/المدفع gun/turret drive (7) نظام الاستقرار وتوجيه السلاح لخط البصر stabilization . حيث يجمع النظام بياناته من عدد من مصادر الإدخال والمجسات بهدف معالجة بعض العناصر الهامة المرتبطة بعامل الدقة ، مثل مدى هدف ، السرعة النسبية ، الظروف البيئية ، نوع الذخيرة ، حالة ووضع الدبابة سواء كانت متحركة أم ثابتة ، زاوية التسديد ، الخ . النظام يعالج هذه المعطيات بموجب مجموعة البيانات التي تحول وتنقل إلى حاسوبه البالستي ، بحيث يتولى هذا الأخير إصدار الأوامر لأجهزة وأدوات الإنتاج والتفعيل ، التي تباعاً تحرك البرج أو المدفع نحو زاوية الرمي المناسبة للقذيفة proper position لإنجاز دقة الإصابة .

      عند الرغبة في إطلاق النار ، يشرع قائد الدبابة في الاشتباك بضغط زر منظومة تحديد المدى الليزرية (إذا كان الهدف قريب نسبياً ، يكتفي الرامي بالتقدير البصري visual estimate ، دون الحاجة لمنظومة تحديد المدى) وعند هذه اللحظة ، شعاع الليزر لا يطلق حقيقتاً ، لكن الحاسوب يخبر بأن مرحلة عملية التعقب والاقتفاء قد بدأت . ويستمر القائد بتعقب الهدف من خلال أداة التوجيه تحت سيطرة إبهامه ، وبعد بضعة ثواني عندما يقتنع ويتيقن بأن لديه تعقب ثابت ومستقر ، يحرر زر طاقة الليزر وتطلق نبضات تحديد المدى شعاعها في مسار المستقيم ، ليعطي مدى الهدف المتحصل إلى حاسوب السيطرة على النيران . إن الحاسوب البالستي ballistic computer يستخدم هذه المساهمة لحساب زاوية الارتفاع المطلوبة لسبطانة السلاح ، حيث تغذي هذه المعلومات إلى معدات السيطرة على المدفع والبرج للتهيؤ ورفع المدفع إلى نقطة التسديد الصحيحة . وعند جاهزية السلاح الرئيس للإطلاق ، يصدر مؤشر ضوئي illuminated light في المنظار البصري للقائد الذي يستمر في عملية التعقب . وعندما يكون السلاح والمنظار البصري على اصطفاف واحد ، فإن مؤشر تطابق وتوافق السلاح يضيء أيضاً في منظاره البصري ، بحيث يستطيع القائد أو الرامي المباشرة بإطلاق النار في هذه اللحظة طالما هذا المؤشر مستمر في الإنارة وعملية تعقب الهدف قائمة .

      حذف
  3. 1- يعني الحاسوب الباليستي هو القلب؟
    2- أليس ان يتحرك البرج اليا نحو الهدف موجود بالدبابات الحديثة فقط مثل m1a2sepv4 او تي90 ام اس؟
    3- مثلا اذا كان الرامي حرك المدفع الي الزاوية العلوي القصوي ومن ثم امر المنظومة بالعمل هل سيتأثر عمل المنظومة؟ او ما فائدة معايرة الفوهة في المنظومة؟
    4- اذا كان الهدف دبابة روسية (معروفة برشاقتها) ستناور وتتحرك بعجلة متغيرة، كيف سيتم الاطلاق عليها؟
    5- كيف يتم الامساك بالهدف؟ يعني اعتقد ان هذا سيحتاج ذكاءا اصطناعيا لتفريق الهدف عن باقي البيئة المحيطة؟
    6- هل هذا يعني ان الرامي لا يفعل الا القليل؟!
    7- كيف يكون السلاح والمنظار علي اصطفاف واحد والمنظومة هي من تحرك المدفع للهدف؟
    اعتذر عن اسئلتي الكثيرة استاذنا انور ..
    وشكرا لك شكرا جزيلا علي ما تقدمه لنا من معلومات ودقة وتفصيل غير معتاد .. شكرا لك بحق ..

    ردحذف
    الردود
    1. 1- نعم هذا صحيح .
      2- ليس آليا بل كهربائيا بواسطة نظام قيادة وتدوير البرج/المدفع gun/turret drive (سواء كانت الأوامر صادرة من مقبض الرامي أو مقبض القائد) أما بالنسبة للدبابة T-90MS فنعم يوجد بها نظام للتعقب الآلي !!
      3- لا لن يتأثر .. بالنسبة لنظام معايرة الفوهة فإليك هذا المصدر من المدونة :
      http://anwaralsharrad-mbt.blogspot.com/2017/03/blog-post.html
      4- في الحقيقة أخي الكريم ، الدبابة أبرامز عندما تتحرك ، فإن نظامها للسيطرة على النيران يبقي على ثبات واستقرار ما يعرضه منظار التصويب ، وذلك بتصحيح زاوية سمت البرج/المدفع وكذلك زاوية ارتفاع منظار المدفعي الأساس . النظام يحافظ أيضاً على ثبات السلاح الرئيس في الارتفاع ، بحيث يسمح هذا للمدفعي بتعقب الهدف بيسر وسهولة وإبقاء المدفع على نقطة التسديد aiming point ، حتى في حال حركة الهيكل واهتزازاته .
      5- من خلال منظار قائد الدبابة أو منظار المدفعي !! هناك رابط موضوع للأسفل حول مناظير الأبرامز يمكنك الإستزادة .
      6- الآلات هي من تعمل والرامي يقتصر عمله على وضع شبكية التسديد على الهدف ويتلقى أمر إطلاق النار من الكمبيوتر على هيئة مؤشر ضوئي .
      7- آلية الاستقرار إلى خط البصر line of sight ، تعمل على السيطرة والتحكم في مرآة رأسية على قمة منظار المدفعي الأساس لتثبيت المشهد نسبة إلى الأرض . هذه السيطرة التلقائية تبقي المرآة الرأسية ثابتة بينما الدبابة أبرامز ومنظارها يصعدان وينزلان للأسفل حسب تعرجات وتموجات الطريق . نظام الاستقرار والتوجيه لخط البصر يستلم بيانات الزاوية من جهازي تحويل كهروميكانيكي resolvers (نوع من أنواع المحولات الكهربائية الدوارة يستخدم لقياس درجات الدوران وتحديد الموقع الزاوي) ثم بعد ذلك يقارن هذه البيانات بزاوية الارتفاع القصوى من قراءة حاسوب نظام السيطرة على النيران . إذا كان هناك اختلاف أكثر من اللازم ، فإن الحاسوب يرسل إشارة منع وعرقلة inhibit signal للمدفع لإيقاف عملية إطلاق النار .

      مصادر للمراجعة :
      http://anwaralsharrad-mbt.blogspot.co.uk/2017/01/blog-post_30.html
      http://anwaralsharrad-mbt.blogspot.com/2017/01/blog-post_22.html
      http://anwaralsharrad-mbt.blogspot.co.uk/2013/03/m1-abrams.html

      حذف
    2. هذا أيضا ملف كامل عن أنظمة السيطرة على النيران في دبابات المعركة منذ بدايتها وحتى الآن .. إهداء لك .
      https://www.mediafire.com/file/uso6x5mtyxr6pxt/FIRE%20CONTROL%20SYSTEMS.docx

      حذف
    3. 2- قرأت في بعض المواقع ان يتحرك المدفع اليا نحو الهدف من دون تدخل من الرامٍ هو فقط بالدبابات الحديثة كالتي90 ام اس، هل هذا شئ اعتيادي في الدبابات ام انه المنظومة تعطي الرامٍ الزاوية الصحيحة للأطلاق؟
      4- معني كلامك ان المنظومة فهمت وعرفت ان مثلا (التي55) هي هدف، كيف فهمت هذا؟ وايضا انا كنت اقصد ان الدبابة ستناور بشدة (كالفرخة عندما تراك قادما لذبحها D:) كيف يتستطيع الرامٍ الاطلاق؟
      5- انا اقصد ان كيف المنظومة عرفت ان (التي55) هدف! كيف ستثبت عليه!
      6- يعني المنظومة تعطيه الزاوية الصحيحة للأطلاق ام ماذا
      شكرا لك استاذنا انور علي الملف

      فقط انا لا افهم كيفية الامساك بالهدف، هل يقصدون ان المنظار يتبعه اوتوماتيكيا ام ماذا

      حذف