17‏/12‏/2014

نظام الحماية النشيطة "أفغانيت" .

نظـــــــــــام الحمايــــــــــة النشيطــــــــة والقتـــــــل الصعــــــب
"أفغــــانيت" Afghanite


حالياً يعمل المهندسين الروس على تصميم ما يمكن تسميته بأحدث نظام للحماية النشيطة والقتل الصعب . النظام الذي يحمل التعيين "أفغانيت" Afghanite (نسبة إلى معدن نادر فريد بهيئته البلورية ، ذو لون أزرق مميز ، أكتشف العام 1968 في أفغانستان) جرى ابتكاره بالأساس لكي يعمل مع دبابة الغد الروسية الواعدة المدعوة "أرماتا" Armata . أفغانيت طور في روسيا من قبل مكتب تصميم وبناء الآلات KBM في مدينة كولمنا Kolomna لتثبيته على العربات العسكرية والدبابات بقصد توفير حماية شاملة من طيف كبير من تهديدات ساحة المعركة الحالية والمستقبلية . هو يعتمد في عمله على رادار يشتغل في النطاق المليمتري millimeter radar ، ويستخدم ذخيرة فرعية تعمل بمبدأ التصادم المباشر وليس التشظي كما هو الحال مع معظم منظومات القتل الصعب الغربية . قابلية اعتراض المقذوفات تتحقق من مسافة 15-20 م من العربة حاملة النظام ، مع إمكانية اعتراض مقذوفات الطاقة الحركية الخارقة للدروع التي تبلغ سرعتها القصوى 1700 م/ث (هناك خطوات لزيادة هذه القيمة) . تصميم الرأس الحربي لذخيرة النظام الفرعية حصل على براءة اختراع روسية مسجلة ، وذلك لتصميمه الفريد واشتماله على شحنة شظايا مشكلة ذاتياً SFF لمشاغلة الهدف (تحمل أيضاً لقب EFP أو الخارق المشكل انفجارياً) . الشحنة SFF تعكس شكل من أشكال الشحنات المشكلة ، يهدف لزيادة التأثير التدميري على الهدف من مسافة مباعدة قصوى . ومن أجل تحقيق هذه النتيجة ، هي تعتمد في بنائها على مخروط بزاوية أكبر وأكثر اتساعاً ، بحيث لا تتدفق بطانة المخروط المعدنية عند التحفيز على هيئة نفاث كما في الشحنات المشكلة التقليدية ، بل على هيئة قذيفة بنواة أو شظية خارقة عالية السرعة وبمدى تأثير أعظم (هكذا هي تعمل بمبدأ الصميم أو النواة الصادمة shock core) . الذخيرة الفرعية لنظام أفغانيت مثبته على سارية في أعلى سقف الدبابة ، قابلة للدوران والحركة في المسارين الأفقي والعمودي vertical/horizontal plane . 


وحدة السيطرة الإلكترونية في النظام أفغانيت مجهزة بمعالج مركزي متعدد عالي الأداء . وللتوضيح ، الوحدة تتضمن مكون حاسوبي له أكثر من وصلة معالجة مركزية processing units ، كل منها مستقل فعلياً في عمله ، تعمل كوحدات قراءة وتنفيذ مجموعة من التعليمات ، مما يزيد من السرعة العامة وقابلية استجابة البرامج للحوسبة المتوازية parallel computing (تنفيذ العديد من العمليات في وقت واحد) . وفق هذه المعطيات وغيرها ، النظام قادر كما يدعي مصمميه على اكتشاف وتعقب العديد من الأهداف الخطرة فعلاً ، بضمن ذلك الذخيرة الصاروخية مزدوجة الرؤوس . إن مبدأ الاشتباك واعتراض الهدف المهاجم يتم وفق خطوات ثابتة ، تبدأ مع كشف هوائي الرادار المليمتري وتعقبه لذلك التهديد وبالتالي تقرير وحساب مؤشراته parameters . بعد ذلك تنقل المعلومات آلياً إلى وحدة المعالجة والسيطرة التي ترسل إشاراتها إلى سارية الذخيرة الفرعية الدوارة لضبط المسارين الأفقي والعمودي نحو مصدر التهديد المعين . وحدة السيطرة ستعطي إشارة الإطلاق في الزمن المحسوب والمقرر لصمام الذخيرة الفرعية لتبدأ عملية التحفيز والاعتراض . بالنتيجة ، انفجار الرأس الحربي سيولد بشكل انفجاري نواة أو شظية صادمة تنطلق بسرعة 2-3 كلم/ث نحو مركز الهدف (للمقارنة ، الذخيرة الفرعية في نظام الحماية النشيط Drozd تنطلق بسرعة 180 م/ث) .

هناك 4 تعليقات:

  1. مشكلة هذه المنظومات أنها غالية جدا مقارنة حتى بسعر الدبابة ... هل يتحمل الروس أو من يشترى منتجاتهم سعر هذه الاضافات ؟؟
    حتى اسرائيل لم تنشر منظومات الحماية اللنشطة على كل دباباتها

    ردحذف
    الردود
    1. هذه الأنظمة لها ما يبررها أخي راني .. فهذه التقنية الحديثة جاءت للاعتراف بحقيقة أن صفائح التدريع وحدها لم تعد تستطيع ضمان أو تأمين بقاء دبابة المعركة الرئيسة في ساحة القتال . لقد أظهرت العمليات العسكرية في كل من الشيشان والصومال والعراق وسوريا ، خصوصاً تلك التي جرت في بيئات وتضاريس حضرية urban environments، سهولة مهاجمة العربات العسكرية من الأجنحة والمؤخرة من مسافات قصيرة نسبياً وإلحاق إصابات وخسائر خطيرة بها . وفي الأساس ، هذه الدروع لطالما شكلت عبئاً مكملاً وإضافياً على وزن العربة المثقل أصلاً بالتجهيزات .. إسرائيل نشرتها على الميركافا 4 فقط لأن هذا النوع من الدبابات هو المستخدم عادة لدى الألوية المدرعة المعدة لإقتحام المناطق الفلسطينية .

      حذف
  2. أعرف تماما ما هو مصير أي دبابة تدخل بين الابنية ,,,,,, شاهدت العشرات من الدبابات التي دمرت في الشوارع الضيقة و حتى في الاوتوسترادات ,,,,, منذ نهاية الحرب الباردة تحول التركيز و الاستراتيجيات نحو تحصين الدبابات ضد الاسلحة المحمولة من قبل المشاة ,,, في استشراف لنموذج الحروب القادمة ,,,, ربما كان العمل على هذه الاستراتيجية بطيئا سابقا لكن ما حدث في افغانستان ثم العراق و الان في سوريا سرع كل هذه المشاريع

    ردحذف
  3. بالنسبة لحماية الدبابات ، ناقوس الخطر جرى دقه بعد معركة إحتلال غروزني 1994/1995 ، يومها تعلم الروس الدرس الأول في الحرب وهو عدم زج الدبابات بمفردها دون دعم المشاة !! الجيش السوري لا يملك المال ولا الوقت لإستخدام هكذا تقنيات ، فلجأوا لوسائل أرخص .

    http://ic.pics.livejournal.com/imp_navigator/17993765/195810/195810_900.jpg

    http://ic.pics.livejournal.com/imp_navigator/17993765/195900/195900_900.jpg

    ردحذف