30‏/12‏/2012

الدبابات تسقط وتتهاوى في معارك المدن .


في الصـــــراع الســـــوري .. اليـــوم كمـــــا من قبـــــل

الدبابات تسقط وتتهاوى في معارك المدن


ما الذي أدى إلى تساقط وتهاوي الدبابات الجيش السوري بهذه السرعة في معارك المدن ؟؟ سؤال حاول الكثير من الخبراء العسكريين إيجاد الجواب له . إذ يبدوا أن جنرالات الجيش السوري أخفقوا في تأمين دباباتهم وعرباتهم المدرعة الأخرى خلال قتالهم الدامي في المدن السورية ، بالضبط كما أخفق أصدقائهم الروس العام 1994 أثناء معركة الاستيلاء والسيطرة على العاصمة الشيشانية غروزني Grozny . ووفقاً لإحصائيات روسية غير رسمية ، فقد الجيش السوري خلال مراحل الصراع الدامي أكثر من 500 دبابة معركة رئيسة ، أغلبها من النوع T-72 ، بالإضافة إلى مئات العربات وناقلات الجنود المصفحة من طراز BMP وغيرها . وتظهر مجموعة أفلام فيديو على مواقع مختلفة في الشبكة العنكبوتيه ، الكثير من الدبابات السورية المدمرة والمحترقة كبرهان جيد على حالات الفشل والإخفاق .في الحقيقة يوجد في العالم عدد كبير نسبياً من الخبراء والمنظرين العسكريين ولأسباب مختلفة ، ينتقدون الدبابات الروسية ويتهمونها بإنخفاض قابلية بقائها ونجاتها survivability في المعركة ، خصوصاً مع شواهد تاريخية (للدبابة T-72 تحديداً) في كل من العراق ، يوغسلافيا ، الشيشان ، استونيا ، ليبيا والآن في سوريا .. لقد تركت مراحل القتال الأحدث ، بشكل رئيسي أثناء القتال الأخير في مدينة حلب السورية Aleppo ، تركت انطباع مؤلم ومؤثر عن قابلية الدبابات السورية على مواجهة ضربات مقاتلي الجيش الحر ، وبالأخص الطراز T-72 .


فعلى مدى التاريخ ، عرضت هذه الدبابة نمط تقليدي في التصميم من الداخل ، فهيكل الدبابة الملحوم بالكامل all-welded hull ، منقسم إلى ثلاث مقصورات رئيسة مع السائق في المقدمة ، مقصورة القتال في المركز ، والمحرك وناقل الحركة في المؤخرة . توزيع أفراد الطاقم لا يوجد ما يميزه ، فالسائق حدد مكانه مركزياً في مقدمة الهيكل ، القائد في الجانب الأيمن من البرج ، والمدفعي في الجانب الأيسر للبرج . داخل البرج ، تستحوذ كتلة عقب السلاح الهائلة الخاصة بالمدفع الرئيس من نوع D-81TM عيار 125 ملم على موضع هام ، بالإضافة لآلية تناول الذخيرة وتسليمها ، والتي تعتمد على ملقم آلي ميكانيكي مع صينية دوارة carousel أسفل سلة البرج على أرضية الهيكل (لا تترك مجال أو سعة كافية للقائد أو المدفعي لحرية الحركة) .


الخبراء يرجعون أسباب فشل واندحار الدبابات السورية في تحقيق الإنتصارات على أرض الواقع إلى سببين رئيسين ، أحدهما لا علاقة لقادة الجيش السوري بحدوثه ، في حين أن الآخر هو من صميم عملهم !! السبب الأول كما يرى هؤلاء الخبراء مرده إلى نواقص التصميم التي ظهرت بها الدبابات السورية T-72 خلال القتال ، أحدها ذلك المتعلق بخطورة تخزين الذخيرة في أرضية البرج (لا تتحصل على حماية ملائمة proper protection) والتي جعلتها في أغلب الأحيان عرضة لتأثير ضربات مقاتلي الجيش الحر ، لتبدأ بعدها سلسلة من الانفجارات الكارثية تؤدي بالنتيجة إلى تدمير وسحق الدبابة ، ناهيك عن مقتل جميع أفراد الطاقم . إن نظام تلقيم الدبابة T-72 يحتوى على تشكيلة من 22 قذيفة مع دوافعها مرتبة بشكل منتظم ومحمي نسبياً ، في حين القذائف الإضافية وشحنات دفعها ، تخزن على أرضية الهيكل في جيوب أو رفوف مكشوفة .نظام تخزين الوقود الخارجي في الدبابات السورية T-72 الذي يسع نحو 705 لتر من الوقود بالإضافة إلى برميلي تخزين وقود في مؤخرة الهيكل بسعة إجمالية من 390 لتر ، ساهم هو الآخر في الحصول على نتائج كارثية على بقائية الدبابة عند إصابتها ، وكما شوهد في الصور وأشرطة الفيديو التي عرضها أفراد الجيش الحر . لقد أظهرت صور المعارك تفضيل أطقم الدبابات السورية لخيار الهروب السريع عند إصابة دباباتهم بدل مواجهة خطر الإحتراق فيها !! ويؤكد الخبراء أنأداء الدبابات السورية T-72 كان يمكن أن يحسن كثيراً لو زودت هذه الدبابات في مجملها بدروع تفاعلية ردية متفجرة ، التي كانت ستجعلها هدف صعب المنال لمقذوفات أسلحة RPG الكتفية والصواريخ الموجهة المضادة للدروع ATGM . لكن المعارك أظهرت أن عدد قليل نسبياً من هذه الدبابات جهزت بهذه الدروع . نتيجة ذلك ، الكثير من الدبابات T-72 دمرت بواسطة قذيفة واحدة فقط في الكثير من الأحيان . واقتصرت الحماية السورية على محاولات واجتهادات فردية من قبل أطقم الدبابات على تزويد عرباتهم بأكياس الرمال sand bags أو إطارات السيارات tires لتعزيز الحماية .


ولنعد قليلاً إلى الوراء ، فقبل فترة طويلة من الأحداث السورية ، وتحديداً في العام 1998 ، أوكل الجيش السوري مهمة تحديث دباباته المتقادمة من طراز T-72 إلى شركات إيطالية (قبلها محاولات مع جنوب أفريقا لم يكتب لها النجاح) وبلغت قيمة الصفقة 200 مليون دولار . تحديث الدبابات شمل بشكل رئيس تزويدها بنظام سيطرة على النيران من نوع TURMS-T ، يتضمن منظار تصويب حديث بمحدد مدى ليزري rangefinder ونظام رؤية حراري thermal imager من الجيل الثاني . هذا النظام مدمج وملحق مع حاسوب باليستي رقمي ، حيث تعرض معلومات إطلاق النار على عدسة بصرية خاصة بالتصويب . مع هذا المدفعي يمكن أن يكتشف الأهداف في مدى من خمسة آلاف متر في النهار وأربعة آلاف متر في الليل . عمليات التحديث تضمنت تزويد الدبابات السورية بوحدات دروع تفاعلية متفجرة ERA لحمايتها من أسلحة الطاقة الكيميائية (يطلق عليها الروس مصطلح الحماية الديناميكية dynamic protection) وتجهيزات أخرى لإطلاق الصاروخ الروسي الموجه Reflex من سبطانة المدفع الرئيس . هذه الدبابات خصصت لأحد ألوية الرئاسة السورية الخاصة بالقرب من العاصمة دمشق .. لوقت طويل أو في بداية الثورة ، حاول الجيش النظامي السوري استعمال الدبابات المتقادمة T-55/T-62 ضد مقاتلي الجيش الحر ، بالإضافة إلى النسخ السابقة للدبابة T-72 ، في حين ظلت الدبابات الأكثر حداثة في الاحتياطي . لكن مع نهاية هذه السنة 2012 على مقربة من دمشق ، جاءت الدبابات T-72 المحدثة من قبل إيطاليا لتظهر في ساحة المعركة . ورغم إنها مجهزة كما ذكرنا بمنظومة حديثة للسيطرة على النيران ، فإن هذه الدبابات في الحقيقة إفتقدت في معظمها للدروع التفاعلية المتفجرة أو منظار القائد البانورامي panoramic sight . لذلك بدا من المحتمل ، أن هذه الدبابات تحصلت على فرصة مخفضة للإستفادة الكاملة من قابليات الصواريخ الموجهة المطلقة من سبطانة المدفع .. حالياً ، العبء الرئيس للقتال ضد الثوار يلقى على عاتق النموذج السوفيتي T-72M1 الذي أمتلك بعض الحماية الإضافية من قبل الدروع التفاعلية . هذه الدبابات السورية جهزت بقراميد الدروع من الجيل الأول التي يطلق عليها Contact-1 ، وهي ليست فعالة بما فيه الكفاية تجاه الأسلحة المضادة للدبابات الحديثة ، التي أكثر فأكثر تجد طريقها لأيدي أفراد الجيش الحر ..


السبب الآخر الرئيس لخسائر المرتفع في الدبابات والعربات المدرعة للقوات الحكومية يعزوه الخبراء بشكل رئيس إلى قلة الفهم والجهل التكتيكي للقيادة العسكرية السورية ، فالدبابات واصلت رغم الضربات والخسائر في الدخول إلى المدن والتضاريس الحضرية بدون غطاء من المشاة infantry cover . لقد عرضت أشرطة الفيديو صور الدبابات السورية وهي تتقدم بين أزقة وأفرع المدينة بشكل مستقل دون دعم المشاة ، وهم على ما يبدوا لم يتعلموا الكثير من حلفاءهم الروس عن أهمية الدور التبادلي للإثنين (الدروع والمشاة) . ففي بيئة التضاريس الحضرية ، الدبابات وعربات الإسناد المدرعة الأخرى تكون عرضة لنيران المشاة ، ببساطة نتيجة قدرة هؤلاء الأفراد على التخفي والتنقل في كل مكان ، لذلك كان الاستعانة بقوات المشاة مطلباً ضرورياً لحماية الدبابات من كمائن العدو . إن الطريق الأسهل لتعطيل دبابة معركة رئيسة (باستثناء ضربة مباشرة في منطقة ضعيفة بسلاح مضاد للدبابات) هو في استهداف الجنازير لتسجيل ما يطلق عليه "قتل الحركة" mobility kill ، أو استهداف جميع تجهيزات الرؤية البصرية الخارجية ، فالدبابة عندما تتعطل وتتوقف عن الحركة تسهل آلية تحطيمها . الأجزاء الضعيفة الأخرى للدبابة تتضمن منطقة سطح المحرك (بما في ذلك قنوات امتصاص الهواء ، شبكة تبريد المحرك .. الخ) وحلقة البرج turret ring ، حيث يلتقي البرج بالهيكل .


الدبابات ولكي توفر الدعم الآمن والفاعل لجنود المشاة , فإن مستوى رفيع جداً من التنسيق coordination والمواءمة بين الدبابة والمشاة يجب أن ينجز . فالدبابة يمكن أن تحمي المشاة بتحطيم العقبات وتحصينات مواقع الرشاشات المعادية والأهداف الأخرى ، لكنها في المقابل تتطلب دعم المشاة السريع وتغطيتهم لتحركاتها . إذ يلقى على عاتق جنود المشاة حماية الدبابة من نيران مشاة العدو المترجل والفرق المضادة للدبابات . هم أيضاً يمكن أن يطلبوا أو يوجهوا نيران الدعم fire support أو يحددوا أفضل الطرق لحركة الدبابات بعيداً عن مواضع الكمائن المحتملة . المشاة يستطيعون توفير الحماية القريبة للأهداف المدرعة ، فعندما تتحدد الحركة وتكون مراقبة المنطقة المحيطة سيئة ، المشاة يجب أن يوفر الحماية القريبة إلى الدبابة . على الأقل فريق نيران واحد يجب أن يغطي المؤخرة وأجنحة الدبابة ، وآخر يوفر الحماية للمنطقة الخلفية . في التضاريسِ المفتوحة open terrain أو في المناطق التي تعرض فرص ملاحظة ومراقبة جيدة ، الدبابة يمكن حمايتها بشكل جيد ضد نيران الأسلحة الخفيفة . القوات المرافقة التي تحمي الدبابة يمكن أن تناور في أثرها عند مسافة بحدود 300 م ، لكنها في ذات الوقت يجب أن يكون لديها على الأقل فريق نار واحد يغطي الأجنحة ومؤخرة الدبابات في جميع الأوقات . وبينما هي تتقدم الهجوم ، قائد القوة المرافقة يجب أن يغير طريقة أو نظام الحماية . هذا التغيير يجب أن يبلغ وينقل إلى قائد الدبابة لكي يتمكن من إدراك مواقع المشاة المرافقين . بالإضافة لذلك ، قائد القوة يجب أن يستمر في تواصله المستمر مع قائد الدبابة ، وتعيين بعض الأهداف الضرورية specific targets التي لم تميزها الدبابات ويجب أن تشاغل بالاشتباك السريع .

هناك تعليق واحد:

  1. شوف لا أخفي عليك تخبط القيادة العسكرية في هذه الحرب ، فلم يكونوا يتوقعوا ولا 1% ما حصل وتستطيع ان تلاحظ ذلك من طريقة انتشار القوات المسلحة قبل الحرب ، ما تقوله ينطبق في معارك تستطيع استعمال القوة 100% ، مثل داريا حالياً وليس في مناطق مدنية ، الجيش ادخل المشاة وقتلوهم ثم ادخل الدروع لمحاولة سيطرة ميدانية فقط لا غير ، فليس اسهل من التطويق والتدمير بالمدفعية وتشيل اللحم البشري بالكيلو ، هذه الدبابة لم تدخل لتضرب هدف محدد بل الفكرة في البداية بسط السيطرة بسلاح الدروع ، ولكن في داريا تستطيع ان تقول حرية استخدام القوة النارية 100% ، باختصار الدبابة من اسلحتها الحركية وعندما تضعها في موقف ثابت سوف تصبح هدف سهل ان لم يكن بأول PG-7 بالثاني والثالث ودواليك ، غير الغام EFP التي اخذوا تقنيتها من العراقيين ، ويتفننوا بها ويربطوها فوق بعض ، كما قلت لك سلاح عمره 47 سنة يحتاج الى تطوير ومعظم ما رأيت لم يدمروا بكونتاكت-1 على الأجناب حتى الدورع القفصية لم تنشر على الدبابات بالشكل الكافي لحد الآن ، غير ان بعض الأطقم ضعيفة الخبرة وعند اول احساس بالحرارة من احتراق خزانات الوقود الجانبية يفتح الكوة ويهرب ، رغم ان احتمال ان يخترق الدرع من انفجار خزان الوقود الجانبي قليلة وحالياً لا يعبؤها من الأساس كما قلت لك الخبرة تؤدي الى نتائج افضل للجميع ، فأنت تخطىء= انت تعمل

    ردحذف