الذخيـــــــرة المفضلــــــة لأطقــــــــم الدبابــــــات العراقيــــــــة أبرامـــــــز !!
اللون الأحمر يشير للذخيرة M83A1، واللون الأزرق يشير للذخيرة M908، واللون البرتقالي يشير للذخيرة M1028.
شريط فيديو من داخل دبابة M1A1 عراقية يظهر نمط التعامل من أرض المعركة مع هدف معادي هو عبارة عن عربة مفخخة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (يبدو أنها من نوع هامر) كانت تتقرب من مواقع الشرطة الاتحادية العراقية. الهدف كما يذكر الرامي كان على مسافة 4230 م وكما سجلت ذلك قراءة محدد المدى الليزري، فكان عليه الإنتظار قليلاً لحين دخول الهدف ضمن قدرات نيران الدبابة "الدقيقة" وتحديدا عند مدى 3000 م. في النهاية، رامي الدبابة أطلق النار وأصاب الهدف كما أظهر منظار الرامي الحراري. في نفس الشريط يظهر تعامل طاقم الدبابة مع أفراد راجلين من قوات العدو على مسافة بعيدة أيضاً (على الأرجح تم التعامل معهم من مسافة 3000 م لتأمين دقة الإصابة) وتم إصابة الهدف مع نتائج جزئية وليست حاسمة كما هو مؤمل، وهذا راجع غالبا لنوع الذخيرة المستخدمة.. طلب رامي الدبابة العراقي من ملقم الدبابة تعبئة المدفع بذخيرة من نوع MPAT لمعالجة الهدف الأول كان فرصة للإطلاع على أنواع الذخيرة الأمريكية التي تستخدمها الدبابات العراقية من نوع أبرامز. إذ مع إنزلاق باب مخزن الذخيرة الفولاذي، بدت أنواع الذخيرة أكثر وضوحا للمشاهد. دبابات الأبرامز العراقية لا تستخدم ذخيرة طاقة حركية KE، لكنها تكتفي بالأنواع ذات الطابع متعدد الغرض والمضادة للأفراد!! فهناك الذخيرة M83A1 وهناك M908 وأخيرا هناك M1028.
النوع الأول M83A1 ويطلق عليه تعبير MPAT (الأحرف اختصار فقرة متعدد الأغراض مضاد للدروع) طور العام 1992، ولا يزال في مرحلة الإنتاج. لقد جاءت هذه القذيفة لتحل محل سابقتها M830 التي طورت في العام 1984 وتوقف إنتاجها حالياً. لقد اشتملت القذيفة M830A1 على العديد من المميزات الفريدة، ربما كان أبرزها سرعة إطلاقها المرتفعة التي بلغت 1.410 م/ث، مقابل 1.140 م/ث لسابقتها M830. الميزة الأخرى اشتمال الرأس الحربي للقذيفة على صمام متعدد الخيارات، تقاربي/تصادمي، الذي يوفر للقذيفة القدرة على مشاغلة والاشتباك مع أهداف مختلفة، مثل العربات خفيفة التدريع والمخابئ والدشم bunkers الخرسانية، بالإضافة لمهاجمة المروحيات منخفضة الطيران والأهداف المحمولة جواً airborne، حيث يتم تسليح الرأس الحربي بعد الإطلاق على مسافة 20-30 م من فوهة السلاح.
النوع الثاني M908 (التي تم استخدامها في شريط الفيديو) كسابقه، متعدد الأغراض مضاد للدروع MPAT، لكنه مخصص لحد أكبر لتحطيم الموانع والحواجز الخرسانية concrete obstacles. البناء الهيكلي للقذيفة M908 مماثل تماما للقذيفة M83A1، والفرق الوحيد يكمن في تحوير أنف أو مقدمة القذيفة وإستبدال الصمام التقاربي للنوع الأول والمستعمل للدفاع ضد المروحيات الهجومية، بآخر من الفولاذ المصلب في النوع الثاني. هذا التحوير يتيح للقذيفة M908 قابلية ثقب العقبة أو الحاجز ثم تفجير الرأس الحربي بداخلها (هذه الوسيلة وجد أنها أكثر فاعلية وتأثير من تفجير شحنة متفجرة أكبر حجما على سطح كتلة الحاجز الخرساني).
النوع الثالث والأخير هو M1028 الذي طورته إحدى الشركات الأمريكية في العام 2004 وهي قذيفة متخصصة مضادة للأفراد من عيار 120 ملم. هذه القذيفة من النوع القابل للاحتراق الكلي combustible cartridge باستثناء العقب المعدني، وتشتمل على نحو 1.100 كرة معدنية من التنغستن tungsten balls عالي الكثافة بقطر 9.5 ملم لكل منها. تطلق بشكل مباشر من سبطانة المدفع (لا يوجد صمام Fuze تفجير للقذيفة لتبسيط عملها) بسرعة فوهة 1.410 م/ث، حيث يصل المدى الفعال لكرات التنغستن نحو 500-700 م (مع زيادة تفرق الكرات وتشتتها بإطالة المدى، فإن سرعة الكرات تبدأ في التهاوي والانخفاض) والقذيفة فعالة لمواجهة مواقع كمائن الأسلحة الكتفية والمشاة الراجلين.
في الحقيقة لفت نظري عدة أمور في التسجيل العراقي المصور، أحدها أن الأطقم العراقية لا تتجهز بالأردية والأبسة الحديثة التي تؤمن وقاية كافية للأفراد من الشظايا عند حدوث خرق لدروع الدبابة!! الخوذ كانت من النوع القديم والملقم لم يكن يرتدي خوذة أو قفازات خلال العمل!! الرامي (كان برتبة نقيب) هو الآخر أظهر جهلاً ببعض تفاصيل الذخيرة المستعملة على دبابته عندما تحدث عن ميزة ودقة القذيفة MPAT المستخدمة في معالجة الهدف المعادي وبرر هذا الأمر "لأن القذيفة موجهه بالليزر" !! لا شك أن إلمام الطاقم بمواصفات ذخيرة الدبابة أمر حيوي جداً، وهو لا يقل أهمية عن خطوات مشاغلة الهدف ذاته. المدفعي Gunner في اغلب الأحيان يوصف بقلب الدبابة tank heart!! فهو الذي يميز الأهداف ويطلق النار عليها . وأحد أهم الوظائف الأساسية في عمله، هو التعرف والتحقق من ماهية الأهداف target identification، بمعني تمييز الصديق منها عن العدو وإختيار الذخيرة المناسبة للتعامل معها. فلا تنحصر مهمة الرامي في البحث عن الأهداف وتدميرها بالسرعة الفاعلة، بل هو يجب أن يعمل ذلك بدقة.. معدل التلقيم اليدوي القياسي standard loading في الجيش الأمريكي مع المدفع M256 عيار 120 ملم، يبلغ نحو 5 ثوان لكل طلقة. خلالها يستطيع الرامي نظرياً التصويب بالمدفع على الهدف، وإطلاق النار لحظة إعطاء الملقم إشارة الاستعداد والجاهزية لشحن الذخيرة المناسبة. ويتولى الملقم في هذه الدبابة مهمة فتح باب مخزن ذخيرة الخلفي، والإمساك بقذيفة المدفع من الملائمة، وتحميلها في عقب السلاح بأسرع ما يمكن. إن موقع تواجد الملقم البشري مصمم لتقليل تعقيدات العمل المتطلبة لعملية التلقيم، حيث يجلس الملقم في مقعد على الجانب الأيسر للبرج. وتكون سلسلة العمل الأساسية لتحميل القذيفة في المدفع كالتالي (1) يفتح المحمل باب مقصورة الذخيرة الإنزلاقي بتنشيط مفتاح جانبي بركبته اليمنى. الباب يفتح ويسحب المحمل مفتاح نابض لتحرير القذيفة المختارة من مقصورة التخزين المشابهة لخلية قرص العسل، حيث ينتزع المحمل القذيفة المحدد نوعها من قبل قائد الدبابة أو الرامي ويبدأ بالاستدارة نحو عقب المدفع (2) باب مقصورة الذخيرة يبدأ بالانغلاق تلقائياً بعد ثانيتين من رفع المحمل ركبته عن مفتاح التنشيط الجانبي. هذا الباب يحمي الطاقم من انفجار ذخيرتهم الخاصة في حالة ما إذا الدبابة ضربت بقذيفة معادية في هذا الموضع وتم اختراقه (3) يستدير المحمل وهو جالس على مقعده متجهاً نحو مؤخرة السلاح، حيث يدك القذيفة في عقب المدفع مستخدماً قبضته المغلقة. ينغلق العقب فجأة بعد أن يصدر صوت قرقعة نتيجة حشر القذيفة. المحمل عند هذه المرحلة يقوم بتسليح المدفع بإدارة وسحب أداة محددة، وعند إنجاز هذه، يصرخ المحمل "UP" للدلالة وإعلام قائد الدبابة والمدفعي أن المدفع محمل وجاهز للإطلاق.
فيديـــــو للمشاهــــــدة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق