أستعانت بأداة للقياس الزاوي وتحسس الإشعاع تحت الأحمر
منظومات الجيل الثاني الصاروخية والقيادة نصف آلية إلى خط البصر (SACLOS)
لاستغلال التقدم التكنولوجي الحاصل والتغلب على مساوئ التوجيه في منظومات الجيل الأول الموجهة المضادة للدبابات ، تم استبدال وسيلة التوجيه في هذه المقذوفات بنظام آخر أكثر تقدماً ، بحيث أصبح بالإمكان قيادة الصاروخ بطريقة شبه آلية Semi-automatic ، وأطلق على النظام الجديد اختصاراً اسم SACLOS أو القيادة نصف الآلية إلى خط البصر ، التي عكست في حقيقتها الإضافة الأهم والأبرز لمقذوفات الجيل الثاني Second Generation المضادة للدبابات . الخطوة الأولى نحو هذا الجيل كانت مع تطوير قدم من قبل شركة Nord-Aviation الفرنسية (فيما بعد Aerospatiale) لنسخة الصاروخ SS-11 ، الذي أضيف لمنصة إطلاقه مستقبل أو مجس متحسس للإشعاع تحت الأحمر لتعقب الصاروخ وقياس انحرافاته الزاوية angular deviations عن خط بصر المشغل . إشارات الخطأ والانحراف تغذي تلقائياً إلى الحاسب الآلي الذي يبعث أوامر تصحيحية خلال وصلة السلك لتوجيه الصاروخ وإبقاءه ضمن دائرة أقل من متر واحد عن خط التسديد البصري . التطوير ساهم في تبسيط مهمة المشغل وقصرها على وضع خطي الشعيرات المتقاطعة cross-hairs في منظار التسديد البصري على الهدف وإبقائها عليه أثناء مرحلة طيران الصاروخ وحتى مرحلة الارتطام النهائي . استبعاد المشغل من مهمة توجيه ومتابعة الصاروخ ، بسط وسهل كثيراً من عمليات التدريب وخفض من عامل الكلفة لحدود معتبرة . النسخة المحسنة التي طورت في العام 1967 ، أطلق عليها SS-11-B1 أو "هاربون" Harpon وجرى تثبيتها أولاً على المجنزرة AMX-13 .
الاستعانة بحاسب آلي لقيادة الصاروخ إلى هدفه ، سمح للمشغل بتكريس كامل انتباهه وجهده لمراقبة الهدف . حيث اقتصرت مهمة المشغل إلى وضع شعيرتي التقاطع cross-hairs في منظار التسديد البصري على كتلة الهدف وتثبيت خط البصر LOS بين وحدة الإطلاق والهدف طوال مرحلة طيران الصاروخ . أسلوب التوجيه الآلي هذا أسقط معظم مهارات التدريب المطلوبة سابقاً من قبل مشغلي الصاروخ ، وأصبحت مهمة التصويب أسهل بكثير قياساً بمنظومات الجيل الأول ، مما ساهم في تحسين احتمالات الإصابة hit probability من الرمية الأولى . التحسس الآلي للأخطاء بين خط البصر وموقع الصاروخ عزز أيضاً من سرعة استجابة نظام الصاروخ وجعله أكثر قدرة على مشاغلة الأهداف المتحركة ، مع تخفيض المسافة الدنيا التي يمكن منها مشاغلة الأهداف .. لقد استعان نظام التوجيه في مقذوفات الجيل الثاني بأداة للقياس الزاوي أو جونيومتر تحت الأحمر infrared goniometer (التعبير مشتق من كلمتين يونانيتين هما gonia وتعني الزاوية ، وكلمة metron وتعني قياس) ، قصد منه تبسيط عمل المشغل وتسهيل إجراءات الاشتباك .. فبمجرد انطلاق الصاروخ ، سلكان رفيعان ينسحبان للخارج من مؤخرته لتأمين الاتصال بينه وبين وحدة التوجيه (بعض الأنظمة تستعمل وصلة بيانات بصرية optical data-link بدلاً من الأسلاك للتواصل بين الصاروخ ووحدة توجيهه) . أيضاً مباشرة بعد الانطلاق ، ينير مصدر ضوء تحت الأحمر (شعلة تعقب) في النهاية المتطرفة للصاروخ ، حيث يشير مصدر الضوء تحت الأحمر infrared light إلى موقع الصاروخ أثناء الطيران. الجونيومتر الذي هو حساس للضوء تحت الأحمر يقرر موقع الصاروخ خلال طيرانه نسبة إلى خط بصر المشغل . ويرسل الجونيومتر هذه البيانات إلى وحدة التوجيه guidance unit التي تعالج هذه البيانات وتولد إشارات تحكم للسيطرة على الصاروخ وتوجيهه كما هو مقرر في منظار التسديد (مرجعية الجونيومتر تكون مستندة تماماً على نقطة تسديد المشغل) . إشارات التحكم control signals ترسل إلى الصاروخ خلال طيرانه عن طريق السلكان المتدليان من المؤخرة (أو عن طريق وصلة بيانات بصرية) . وفي حال كانت المشاغلة باتجاه هدف متحرك ، المشغل يستخدم عصا أو عجلات تحكم control stick/wheels للسيطرة على خط بصره في اللحظة التي يتعقب معها الهدف . وبما أن خط البصر في هذه الحالة سيتغير ، كذلك الأمر بالنسبة لمصدر الضوء تحت الأحمر فيما يتعلق بنافذة الجونيومتر (عدسة استقبال الشعاع تحت الأحمر) . وحدة التوجيه guidance unit تسيطر على الصاروخ للطيران ضمن خط البصر ، وهذا ما يطلق عليه في المجمل اسم القيادة نصف آلية إلى خط البصر (SACLOS) . عدسة الجونيومتر مثبتة بمحاذاة عدسة التعقب البصري في منظار التسديد وبشكل موازي لها . ويتضمن هذا التجهيز في تركيبه مرشح وكاشف ضوئي photo-detector مع زمن استجابة طيفية سريعة وملائمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق