قــــــــــوى الارتــــــــداد لمدافـــــــــع دبابـــــــــات المعركــــــــة الرئيســـــــة
من الأمور القياسية الأخرى التي يتم مراعاتها وحسابها عند تصميم مدفع الدبابة ، هي قوي الارتداد recoil forces . فهذه القوى الناتجة عن الرمي بسلاح الدبابة وهروب غازات الدافع وانفلاتها بسرعة عالية ، تكون شديدة جداً ، بحيث يتلقى الطاقم جزء من تأثير طاقتها . المدفع البريطاني L7 على سبيل المثال ، يرتد للخلف عند الرمي مسافة 29 سم تقريباً . في هذه الحالة هو يقوم بقذف حاوية خرطوشته الفارغة آلياً عند الوصول للارتداد الكامل ، في حين يبلغ هذا الطول في المدفع الألماني L44 عيار 120 ملم نحو 37 سم ، والروسي 2A46M عيار 125 ملم نحو 31 سم ، حيث يرتكز تأثير الارتداد بالضرورة على منطقة حلقة برج الدبابة ، وكذلك على موضع مرتكز الدوران trunnion أو مركز الرفع والخفض للمدفع .. هناك عاملان يقرران حجم أو قوى الارتداد ، هما المواصفات البالستية للقذيفة من حيث خصائص احتراق الدافع وكتلة المقذوف من جهة ، وخصائص سبطانة المدفع من حيث طولها ووزنها من جهة أخرى . فإذا افترضنا مدفعين يطلقان نفس القذيفة ، أحدهما من سبطانة طويلة والآخر من سبطانة أقصر بكثير ، فإن المقذوف المطلق من سبطانة طويلة سينتج سرعة فوهة muzzle velocity أكبر ، وبالنتيجة طاقة ارتداد عظيمة من خلال زخم المقذوف (الزخم momentum أو كمية الحركة ، ويتم تحصيلها بضرب كتلة الجسم كلغم بسرعته م/ث) . لكن في المقابل مع المدفع ذو السبطانة الأقصر ، فإن ضغط الغاز سيكون مرتفع جداً عندما يغادر المقذوف فوهة السلاح ، وسيتوسع بشدة أكبر وبذلك ستتولد قوة ارتداد أكبر بفعل تمدد الغازات expanding gas منها عن المدفع ذو السبطانة الأطول . ويتم احتساب معدل قوى الارتداد التي يرمز لها بالرمز (F) بالمعادلة التالية :
حيث أن : wp = وزن القذيفة (رطل) ، wc = وزن الدافع (رطل) ، wg = وزن كتلة ارتداد المدفع (رطل) ، vp = سرعة الفوهة للقذيفة (قدم/ثانية) ، vc = سرعة تحرر الغازات الدافعة (قدم/ثانية) ، L = طول الارتداد (قدم) ، g = عجلة الجاذبية الأرضية (32 قدم/ثانية 2) .
ولو أخذنا القيم التقريبية التالية كمثال لحساب قوى الارتداد لمدفع نموذجي من عيار 120 ملم ، يطلق قذيفة M830A1 MPAT ، فإن النتيجة ستكون كالتالي :
حيث أن wp = 50 رطل (22.68 كلغم) ، vp = 3.500 قدم/ثانية (1.067 م/ث) ، wc = 29.5 رطل (13.38 كلغم) ، vc = 4.700 قدم/ثانية (1.433 م/ث) ، wg = 6.400 رطل (2.903 كلغم) ، L = قدم (0.30 م) .
من خلال هذه المعادلة ، يمكن ملاحظة أن قوى الارتداد recoil force تتناسب عكسياً مع كلاً من كتلة المدفع وطول الارتداد ، وهكذا يمكن تخفيض قوة الارتداد إما بزيادة وزن المدفع ، أو بزيادة طول ومسافة الارتداد recoil length (مع ملاحظة أن الحل الأول يزيد من وزن الدبابة ، في حين أن الحل الثاني يصطدم بعقبة الفسحة المحدودة داخل حيز البرج) . على سبيل المثال ، المدفعين الإسرائيليين MG251 و MG253 اللذان يجهزان نماذج الدبابات ميركافا الأحدث ، كلاهما من العيار 120 ويحملان نفس القياسات البعدية والكتلية (طول إجمالي للسبطانة 5300 ملم ، كتلة السبطانة 1200 كلغم ، الوزن الإجمالي للسلاح 2900 كلغم) إلا أن النوع الأول يحمل مسافة ارتداد اعتبارية حتى 300 ملم ومسافة ارتداد قصوى حتى 345 ملم . بالنتيجة طاقة الارتداد في هذا المدفع مع مسافة الارتداد الاعتبارية تعادل 500 كيلو نيوتن عند ارتفاع صفر درجة . في حين المدفع الآخر مصمم بحيث يستحوذ على مسافة ارتداد اعتبارية حتى 430 ملم ومسافة ارتداد قصوى حتى 530 ملم . بالنتيجة طاقة الارتداد في هذا المدفع مع مسافة الارتداد الاعتبارية تعادل 350 كيلو نيوتن عند ارتفاع السبطانة صفر درجة . جدير بالذكر أن قوة الارتداد ، يجب أن لا تزيد عن مرة ونصف من وزن العربة الحاملة للمدفع ، وإلا فإن الأخيرة ستصبح منصة إطلاق غير ثابتة unstable platform . لقد عانت بعض تصاميم دبابات المعركة الرئيسة في بدايتها من هذه المشكلة ، وتجاوزت هذا الحد من الوزن بكثير ، خصوصاً وأن هذه الأسلحة ليس لها كابحات فوهة muzzle-brakes لتخفيض الارتداد ، مما استلزم معه تطوير نظام ارتداد ناعم وسلس soft recoil لصالح أسلحتها الرئيسة ، ارتداد ينتشر ويتمدد خلال فترة زمنية أطول ، قلل بشكل كبير من شدة السحب على مرتكز دوران المدفع trunnion (نتوء اسطواني على جانبي المدفع ، يستخدم لارتكاز المدفع ، والسماح له بالحركة للأعلى والأسفل) ، ووفر إمكانية تثبيت مدافع ثقيلة ، على هياكل كانت معدة سابقاً لغرض حمل مدافع أقل وزنا . لقد أمكن مع أنظمة الارتداد الناعم هذه ، تحصيل خفض مبدئي في سحب مرتكز الدوران وإطالة ارتداد الضربة . ويمكن ملاحظة ذلك من خلال المعادلة السابقة للارتداد ، والتي ببساطة ستضاعف من طول الارتداد (L) ، من 1 قدم (0.31 م) إلى 2 قدم (0.62 م) ، وتخفض شد مرتكز الدوران إلى ما يقارب النصف تقريباً ، ولنحو 53.6 طن (54.461 كلغم) . لقد أتاحت التحسينات في أنظمة الارتداد ، المجال لتخفيض قوى ارتداد المدفع L7/M68 من عيار 105 ملم ، من 37 طن لنحو 9 طن فقط ، وهذا ما وفر إمكانية إطلاق قذائف APFSDS بسرعة فوهة تبلغ 1.500 م/ث بسهولة نسبية .
دراسة قيمة كالعادة للاستاذ انور
ردحذفشكرا
تادي عواد
يعطيك العافية حج ابو سليمان
ردحذفاذا بالامكان صورة لمنطقة امتصاص غضب المدفع ...مسافة الارتداد...
من خلال كلامك نستنتج ان المدفع القصير ارتداده اعنف و دقته اقل وعمره الافتراضي اقل بسبب الضغط الشديد الذي لا يتاح تصريفه جيدا ومداه اقل ...
تعليق جميل مع استبعاد فقرة "وعمره الافتراضي اقل" لأن ليس لها أساس علمي .. سأبحث عن صورة في الشبكة توضح قضية طول الإرتداد .
حذف