الصفحات

29‏/10‏/2016

مع فوهات المدافع .. مفاهيم سرعة الفوهة وطاقة الفوهة .

مــع فوهــــات المدافــــع .. مفاهيــــم سرعــــة الفوهــــة وطاقــــة الفوهــــة

بشكل عام ، عند تطوير قذائف الطاقة الحركية لمدفع الدبابة ، فإنه يتم التأكيد على عنصرين مهمين ومتلازمين في أداء المقذوف ، هما سرعة الفوهة Muzzle velocity ، وطاقة الفوهة Muzzle energy . سرعة الفوهة تعني السرعة التي يخرج بها المقذوف من فوهة السبطانة ، ويمكن لهذه أن تبلغ في المدافع الحديثة بالنسبة لمقذوفات الطاقة الحركية ، نحو 1750 م/ث (أي أعلى من سرعة الصوت التي تبلغ 330 م/ث بأكثر من 5 أضعاف) وهي السرعة القريبة إلى الحد الممكن انجازه بشحنات الدفع الكيميائية التقليدية chemical propellants . وتتحدد سرعة الفوهة بعدد من العوامل ، أهمها نوعية وخصائص شحنة الدافع من حيث حجمها وكميتها وسرعة احتراقها وتمددها . كذلك هناك عامل كتله المقذوف ، فأي مقذوف أثقل أطلق بنفس وزن ونوع الدافع ، سيكون له سرعة فوهة أقل قياساً بمقذوف أخف أطلق في ذات الشروط . درجة حرارة شحنة الدافع ومحتوى الرطوبة moisture content لها دور كبير أيضاً في تحديد سرعة الفوهة ، حيث تتسبب هذه في اختلافات في حجم الطاقة المتحصلة عند الاحتراق (نموذجياً تغير في درجة حرارة الدافع لنحو 10 درجات فهرنهايت ، من شأنه تغيير من سرعة الفوهة لنحو 0.5%) . من العوامل التي تؤثر على سرعة الفوهة أيضاً معدل إهتراء السبطانة Barrel wear ، حيث تنخفض سرعة فوهة السبطانة بالعدد الكلي للقذائف المطلقة . فمن المعروف أنه مع سبطانة وصلت نسبة إهترائها الطبيعي لمقدار 3% من قطرها ، فإن ذلك يمثل خسارة نحو 5% من سرعة فوهتها ، حيث يؤدي تآكل تجويف السبطانة erosion إلى حدوث اتساع وتزايد لحجم الثقب أو التجويف الداخلي ، مما يتسبب في هروب غازات الدافع وبذلك ينخفض ضغط الغاز وبالتالي سرعة الفوهة . وأخيراً من العوامل التي تؤثر على سرعة الفوهة هو طول سبطانة السلاح barrel length ، فعند استخدام شحنات دافع بطيئة الاحتراق slower burning ، فإننا نحتاج لسبطانات أطول لتحقيق كامل الاحتراق ، وبالتالي يمكن إطلاق مقذوفات أثقل . أما مع شحنات الدفع سريعة الاحتراق ، فإنها تستطيع تعجيل وتسريع المقذوفات الأخف إلى السرعات العالية ، إذا استخدمت نفس كمية المادة الدافعة . وتوفر السبطانات الأطول فرصة أكبر لغازات الاحتراق للعمل على دفع المقذوف لمسافة أبعد ، وبالتالي تزود السبطانات الأطول سرع أعلى للمقذوف قياساً بالسبطانات القصيرة ، مع ملاحظة أن ضغوط غازات الدفع مع تمددها في جوف السبطانة ، فإنها تبدأ في الانخفاض وتقليل دفعها للمقذوف . إن المقذوف يكون في قمة سرعته عند فوهة السبطانة نتيجة ضغوط غازات الدفع ، وتتهاوي هذه السرعة وتنخفض بثبات وتدرج ، نتيجة التأثيرات خارجية ، مثل قوى الجاذبية الأرضية ، ومقاومة الهواء air resistance .. وبشكل عام ، تفقد المقذوفات الأخف وزناً سرعتها بشكل اكبر من المقذوفات الأثقل . 
أما طاقة الفوهة Muzzle energy ، فهي الطاقة الحركية KE للمقذوف عند مغادرته فوهة السلاح . وكقاعدة عامة بالنسبة لمقذوفات الطاقة الحركية ، كلما زادت كتلة المقذوف وازدادت سرعته ، فإن طاقة الفوهة تزداد (تحسب هذه على أساس كتلة المقذوف المشتمل على الخارق والكعب المحيط به) وتتعاظم أضرارها المحتملة على الهدف المقصود . لذلك يتم التأكيد هنا أيضاً على نوعية الدافع ، وحجمه ، وكتله المقذوف ، وأخيراً طول السبطانة . يمكن حساب طاقة فوهة مدافع الدبابات بوحدة قياس للطاقة تسمى "ميغا جول" megajoule ، والتي هي وحدة قياس للطاقة تعادل مليون جول ، أو تقريباً الطاقة الحركية لعربة تزن طن واحدة وتتحرك بسرعة 160 كلم/س . عملية الحساب هذه في أحد أشكالها تكون بضرب كتلة المقذوف (كيلوغرام) ، في مربع سرعة الفوهة (متر/ثانية) ، ثم نقسم الناتج على 2000 ، لتظهر لنا طاقة الفوهة . على سبيل المثال لحساب طاقة الفوهة لمقذوف الطاقة الحركية الخاص بالقذيفة الأمريكية M829A1 ، نجد أن كتلة المقذوف كما حددتها العديد من المصادر تبلغ 9 كجم ، وسرعة الفوهة تبلغ 1575 م/ث ، فإننا نقول أن (9×1575×1575) ÷ 2000 = 11162812 جول ، أو للاختصار 11 ميغا جول . كما يمكن تحصيل طاقة الفوهة وفق معادلة الطاقة الحركية المبسطة التالية :
Kinetic Energy = 0.5 x Mass x Velocity x Velocity
ويلاحظ أنه لتطوير طاقة الفوهة فأن سرعة الفوهة muzzle velocity أهم بكثير من كتلة المقذوف ، فمضاعفة سرعة الفوهة للقذيفة تربع طاقتها ، في حين أن مضاعفة كتلة القذيفة تضاعف من طاقة حركتها ، لذلك يركز مصممو القذائف على زيادة سرعة اصطدامها بالهدف لتحقيق أكبر طاقة ممكنة .

هناك 6 تعليقات:

  1. اعتقد ان هناك معادلة حسابية عن قوة ارتداد المدفع : (قوة الارتداد بالجول) = وزن المقذوف x السرعة البدئية (متر/ثانية)

    تادي عواد

    ردحذف
    الردود
    1. هناك عاملان أخي تادي يقرران حجم أو قوى الارتداد ، هما المواصفات البالستية للقذيفة من حيث خصائص احتراق الدافع وكتلة المقذوف من جهة ، وخصائص سبطانة المدفع من حيث طولها ووزنها من جهة أخرى . فإذا افترضنا مدفعين يطلقان نفس القذيفة ، أحدهما من سبطانة طويلة والآخر من سبطانة أقصر بكثير ، فإن المقذوف المطلق من سبطانة طويلة سينتج سرعة فوهة muzzle velocity أكبر ، وبالنتيجة طاقة ارتداد عظيمة من خلال زخم المقذوف (الزخم momentum أو كمية الحركة ، ويتم تحصيلها بضرب كتلة الجسم كلغم بسرعته م/ث) . لكن في المقابل مع المدفع ذو السبطانة الأقصر ، فإن ضغط الغاز سيكون مرتفع جداً عندما يغادر المقذوف فوهة السلاح ، وسيتوسع بشدة أكبر وبذلك ستتولد قوة ارتداد أكبر بفعل تمدد الغازات expanding gas منها عن المدفع ذو السبطانة الأطول . ويتم احتساب معدل قوى الارتداد التي يرمز لها بالرمز (F) بالمعادلة التالية :

      http://up.arabseyes.com/uploads2013/30_10_16147785109989571.png

      حيث أن : wp = وزن القذيفة (رطل) ، wc = وزن الدافع (رطل) ، wg = وزن كتلة ارتداد المدفع (رطل) ، vp = سرعة الفوهة للقذيفة (قدم/ثانية) ، vc = سرعة تحرر الغازات الدافعة (قدم/ثانية) ، L = طول الارتداد (قدم) ، g = عجلة الجاذبية الأرضية (32 قدم/ثانية 2) .

      ولو أخذنا القيم التقريبية التالية كمثال لحساب قوى الارتداد لمدفع نموذجي من عيار 120 ملم ، يطلق قذيفة M830A1 MPAT ، فإن النتيجة ستكون كالتالي :

      http://up.arabseyes.com/uploads2013/30_10_16147785109991622.png

      حيث أن wp = 50 رطل (22.68 كلغم) ، vp = 3.500 قدم/ثانية (1.067 م/ث) ، wc = 29.5 رطل (13.38 كلغم) ، vc = 4.700 قدم/ثانية (1.433 م/ث) ، wg = 6.400 رطل (2.903 كلغم) ، L = قدم (0.30 م) .

      من خلال هذه المعادلة ، يمكن ملاحظة أن قوى الارتداد recoil force تتناسب عكسياً مع كلاً من كتلة المدفع وطول الارتداد ، وهكذا يمكن تخفيض قوة الارتداد إما بزيادة وزن المدفع ، أو بزيادة طول ومسافة الارتداد recoil length (مع ملاحظة أن الحل الأول يزيد من وزن الدبابة ، في حين أن الحل الثاني يصطدم بعقبة الفسحة المحدودة داخل حيز البرج) .

      حذف
  2. زيادة طول المدفع من شانه زيادة الوزن وبالتالي تقليل الارتداد
    كذلك زيادة زمن التاثير على المقذوف داخل السبطانة وبالتالي زياد ة تسارعه ومداه ودقته
    كما وتقل الحاجة لشحنات قوية تقلل العمر الافتراضي للمدفع بسبب الضغوط العالية وزيادة الاهتراء

    لكن التساؤل
    هل هناك محدد لطول سبطانة المدفع يصبح الطول بعدها عبئا على المقذوف ويسبب بطئ في انطلاقه ؟

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الكريم ،، حالما يبدأ المقذوف تقدمه للأمام في سبطانة السلاح ، فإن حجم غازات الدافع يبدأ في التزايد ، وذلك لأن الدافع يستمر في الاحتراق لفترة أطول ، وبالنتيجة فان قمة الضغوط تبلغ المقذوف بعد انتقاله لمسافة قصيرة من السبطانة ، تبلغ نحو عُشر الطول الكلي لسبطانة المدفع ، تكون عندها مادة الدافع قد احترقت بالكامل ، ويكون معها المقذوف قد تجاوز مسافة أبعد خلال السبطانة (مع ملاحظة أن هناك قوتان متعارضتان opposing forces يتصرف وفقها المقذوف وهو في السبطانة ، هما قوة الدفع الناتجة عن ضغوط غازات الدفع على قاعدة المقذوف ، وقوة الاحتكاك frictional force النسبية المعيقة لحركة المقذوف مع جدار السبطانة ، ويتفاوت تأثير هذه بين السبطانات محلزنة التجويف والأخرى الملساء) . ومع تعجيل المقذوف في تجويف السبطانة باتجاه الأمام ، فإنه يترك خلفه مساحة أكبر حجماً لكي تملأ بغازات الدافع عالية الضغط ، ولذلك يبدأ ضغط الغاز gas pressure بالانخفاض والتهاوي مع اقتراب المقذوف من فوهة السلاح نتيجة حالة التمدد والتوسع الذي يتعرض لها . ومع ذلك لا يزال هناك ضغوط شديدة على طول السبطانة ، تساهم في تسارع وتعجيل accelerate المقذوف .

      حذف
    2. جيد
      انت شرحت ما يحدث بالداخل
      وما استفدته كجديد هو ان الدافع يكون قد احترق بالكامل عند عشر طول السبطانة
      وسؤالي ما زال هو نفسه
      كيف نعلم الطول المثالي للسبطانة لتحقيق الاستفادة القصوى من ضغوط الغازات لتعجيل المقذوف قبل ان تصبح الضغوط عديمة الفائدة للمزيد من التعجيل ؟؟؟

      حذف
    3. ما يحدث بالداخل يسمى علم المقذوفات الداخلي Internal Ballistics ، وبالنسبة لسؤالك ، فالمصادر العلمية لا تقدم أرقام محددة لهذا الأمر الذي أعتقد أن إجابته مرتبطة ببرامج حاسوبية فائقة الدقة لتحديد قيمته .

      حذف