دبابـــــــــة المعركـــــــــة الرئيســـــــــة والســــــــلاح النيوترونــــــــي
يعتبر السلاح النيوتروني neutron weapon أو سلاح الإشعاع radiation weapon أحد أنواع الأسلحة النووية التكتيكية المصممة خصيصاً لإصدار جزء كبير من طاقتها كإشعاع نيوتروني نشيط بدلاً من الطاقة المتفجرة . هو في الحقيقة سلاح تدميري أكثر بكثير في قدراته من القنابل التقليدية . وبما أن تأثيره على الدبابات يختلف عن تأثير أسلحة التدمير الشامل الأخرى ، فقد أفردنا له عنواناً مستقلاً . إن الرؤوس الحربية النيوترونية هي سلاح مضاد للدبابات والتشكيلات المدرعة بشكل خاص ، فهي السلاح الوحيد القادر على تعطيل وقتل أطقم الدبابات مهما كان عددها في منطقة التأثير النيوتروني ، حيث أن تأثيره ينحصر في الجانب الإحيائي biological أكثر منه في الجانب المادي material أو تجاه البناء التحتي . العربات المدرعة تعرض درجة وقابلية عالية نسبياً من الحماية تجاه الحرارة وموجات العصف ، التي تعتبر من الآليات التدميرية الرئيسة للأسلحة النووية الطبيعية . لذلك فإن أفراد من الطاقم داخل دبابة وفي ظل حماية تصفيحها ، يمكن أن يتوقعوا النجاة من انفجار نووي عند مدى قريب نسبياً ، بينما منظومة الوقاية من الأسلحة النووية/البيلوجية/الكيميائية تضمن درجة عالية من قابلية المعالجة operability ، حتى في بيئة غبار نووي . على النقيض من ذلك فإن السلاح الإشعاعي يقصد قتل نسبة مئوية أعلى بكثير من أفراد العدو داخل مثل هذه البيئات المحمية ، وذلك من خلال إطلاق وتحرير نسبة مئوية أعلى من ناتجهم على شكل إشعاع نيوتروني ، يكون معه أي مستوي تدريع لدبابة معركة غير فعال. حيث تطلق هذه الرؤوس نحو 80% من طاقتها على شكل إشعاعات نيوترونية neutron radiation سريعة لا يستطيع أي تدريع إيقافها . وللحماية من تأثير الإشعاع النيتروني ، فقد استخدم في الماضي شمع البرافين Paraffin wax وهو مادة كيميائية حافظة توضع بيت طبقات الدرع لغرض منع اختراق الشعاع النيتروني . أما الآن فإن مادة بلاستيكية مركبة أكثر فاعلية تدعى البولي إثيلين Polyethylene تستخدم لهذا الغرض (مركب كيميائي يتكون من سلاسل طويلة من ذرات الكربون ، مع ذرتي هيدروجين ربطت كل منها بذرة كربون) ، حيث يضاف لتركيب هذا المنتج نسبة من النظائر المشعة للبورون boron 10B ، مع نسبة متوفرة أصلاً من الهيدروجين Hydrogen (أي مادة غنية بالهيدروجين مطلوبة لتوفير الحماية من النيوترونات النشيطة energetic neutrons ، بسبب نزعة الهيدروجين لامتصاص طاقة النيترونات) تدمج إلى حد ما مع طبقات الدرع أو بطانة منع التشظية .
من جهة أخرى ، يمكن حساب التأثيرات لمستوى جرعة الإشعاع radiation dose التي يجب أن تؤخذ لجلب الموت السريع للأفراد المستهدفين في الوضع المكشوف .. إن جرعة إشعاع من 6 غري تعتبر قاتله عادة (Gray هي وحدة قياس الجرعة الإشعاعية من الأشعة المؤينة الممتصة ، وتعكس كمية الطاقة التي أودعت في 1 كيلوجرام من الجسم الحي أو المادة) . هي ستقتل على الأقل نصف الأفراد المكشوفون إليها ، لكن لا تأثير ملاحظ قبل عدة ساعات . لذلك تصمم القنابل النيوترونية لتسليم جرعة من 80 غري لضمان قَتل الأهداف المحيطة بسرعة كبيرة جداً . إن قذيفة نيوترونية من عيار 203 ملم قوتها كيلو طن واحد ، إذا انفجرت على ارتفاع 1000 م ، فان بمقدورها شل أطقم الدبابات الواقعة ضمن دائرة نصف قطرها 300 م عن مركز الانفجار على الفور ، ثم يموتون بعد يومين . وكذلك شل أطقم الدبابات الكائنة ضمن دائرة نصف قطرها 300-700 م خلال دقائق معدودة ، ثم يموتون خلال ستة أيام . في حين أن أطقم الدبابات الموجودة على بعد 700-1300 م من مركز الانفجار ، يتم شلهم خلال عدة ساعات ثم يموتون خلال عدة أسابيع . أما أطقم الدبابات الكائنة على بعد أكثر من 1300 م فيتم شلهم بالتأكيد ، لكنهم قد يبقون على قيد الحياة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق