تاريـــــخ الصواريـــــخ السوفييتيـــــة الموجهـــــه المطلقـــــة مـن الدبابـــــات
بدأت الأفكار السوفييتية في مجال الصواريخ المقذوفة من الدبابات تظهر في العام 1956 ، عندما أمر رئيس الوزراء آنذاك "نيكيتا خروشوف" Nikita Khrushchev مصنع الأسلحة والمعدات الثقيلة V.A. Malyshev (التسمية تنسب لرجل السياسة السوفييتي المعروف Vyacheslav Malyshev والمصنع ينتج محركات الديزل ومكائن الزراعة وآليات التصنيع الثقيلة ، ولكنه أشتهر بصناعة الدبابات بما في ذلك الدبابة T-34 أثناء الحرب العالمية الثانية ، ولاحقاً خلال الحرب الباردة الدبابات T-64 وT-80) لغرس تصورات وأفكار جديدة عند تصميم دبابات القتال الرئيسة . جزء من هذه الأفكار كان يتعلق بتطوير مقذوفات صاروخية موجهة تطلق من الدبابات السوفييتية ، كانت باكورتها مدمرة الدبابات IT-1 (المشروع Obiekt 150 الذي طور العام 1958 من قبل المصمم L. Kartseva وكان بدون مدفع رئيس) التي صممت على أساس هيكل الدبابة T-62 وزودت بصواريخ نوع Dragon . بوشر العمل على تطوير هذا السلاح في شهر مايو العام 1957 لكي يطلق من قاذفة خارجية بارزة فوق الدبابة ، مع احتياطي من 12 صاروخ مخزن في ملقم آلي auto-loader داخل الهيكل وبحماية دروعه ، بالإضافة لعدد ثلاثة صواريخ موضوعة في الهيكل . القيادة السوفييتية حددت بعض المتطلبات الأساسية للنظام ، مثل القدرة على إصابة الهدف من الضربة الأولى على مسافة 2-3 كلم ، مع قابلية اختراق سماكة تدريع حتى 250 ملم عند الإصابة بزاوية 60 درجة للوضع الطبيعي . الصاروخ يجب أن لا يزيد وزنه عن 60 كلغم . كما فرضت القياسات والحجم الداخلي للعربة المدرعة حاملة النظام قيود بعدية dimensional constraints على الصاروخ ، مثل طول لا يتجاوز 1.5 م وقطر لنحو 170 ملم . كان هناك دراسة لخيار توجيه وسيطرة مركب ، يعمل أولهما بنمط نصف آلي مع أوامر مسلمة بالراديو ، والآخر في الطور النهائي أو الطرفي terminal phase من مرحلة الطيران بالتوجيه السلبي عن طريق باحث حراري heat seeker . لاحقاً تم استبعاد التوجيه الطرفي الحراري بعد تبين عدم جدواه وتم الاكتفاء بنظام التوجيه نصف الآلي semi-automatic . الحلول التقنية الرئيسة لمدمرة الدبابات IT-1 والقذيفة دراغون قررا سريعاً أثناء تنسيق المتطلبات التكتيكية والتقنية ، وعرضت خصائص القذيفة بشكل آخر ، حيث تحول الطول الأقصى إلى 1.25 م ، وقطره القذيفة بلغ 180 ملم ، في حين بلغ وزن الإطلاق نحو 50 كلغم .
لقد شهدت هذه المزاوجة بين الصاروخ والدبابة الاختبارات في شهر أبريل من العام 1964 بواسطة عربتي IT-1 ، وتم إجراء عدد 94 اختبار إطلاق نار . وقبل نهاية العام 1964 تم إنتاج أقل من مائة منصة إطلاق للصاروخ دراغون ، ليبدأ الإنتاج الرسمي للعربة في العام 1968 ولكن بكميات قليلة ، حيث لم يتجاوز مجمل الإنتاج في العام 1970 عن 2000 صاروخ وعدد قليل من عربات IT-1 أنتجت في مصنع Malyshev . القذيفة دراغون كانت موجهة ومقادة راديوياً radio command مع سبعة ترددات اختيارية وكودي ترميز لمنع تداخل إشارات التوجيه بين العربات القريبة . مدى الصاروخ في النهار بلغ 300-3300 م ، في حين بلغ هذا المدى في الليل 400-600 م فقط ، مع قدرة اختراق قصوى لنحو 250 ملم من الفولاذ المتجانس . هذه المنظومة لم تثبت نجاحها وعانت من مصاعب تقنية عدة ، كتحصلها على منطقة ميتة dead zone حول الدبابة لا تقل عن 300 م ، لا يستطيع معها الصاروخ مهاجمة أو إدراك أهدافه . ناهيك عن أن أحجام هذه المقذوفات الابتدائية كان كبيراً نوعا ما ، للحد الذي أثر على مجمل حمولة الدبابة منها . بالإضافة لوزن معدات التوجيه guidance equipment الذي بلغ 520 كلغم ، وعدم تزويد العربة بمدفع رئيس جعلها مكروهة من قبل الجيش ، مما استدعى معه سحبها من الخدمة وتحويلها لعربات إنقاذ وجرارات tractors .
نظام صاروخي آخر أطلق عليه typhoon جرى العمل على مشروع تطويره العام 1961 من قبل مكتب التصميم OKB-16 . هذا النظام صمم خصيصاً للاستخدام من على مشروع الدبابة Obiekt 287 التي استندت في تصميمها على هيكل الدبابة T- 64 مع طاقم من فردين ، وكان يستخدم التوجيه الراديوي لقيادة القذيفة نحو هدفها (القيادة اليدوية إلى خط البصر MACLOS) . لقد جهز مجسم الدبابة بمدفعين متجاورين منخفضي الضغط على سقف الهيكل من نوع 2A28 عيار 73 ملم . كلتا المدافع وقاذفة الصواريخ كانت بتحميل آلي auto-loaded ، حيث يغذى كل مدفع بواسطة مخزنين مستديرين سعة كل منهما ثمانية قذائف ، مما يعطي إجمالي من 32 قذيفة لكلا الأسلحة ، وهناك مخزون من 15 صاروخ في مقصورة الهيكل . منصة إطلاق الصواريخ ثبتت بشكل عمودي vertically stabilized لكي تستطيع العربة التصويب وإطلاق النار أثناء التحرك بسرعة بطيئة قدرت بنحو 30 كلم/س . الأسلحة كانت عن بعد تحت سيطرة المدفعي والقائد الذين يسكنان في مقصورة معزولة إلى مقدمة الهيكل . القذيفة typhoon التي بلغ قطرها 140 ملم وتراوح مداها بين 500-4000 م ، جهزت برأس حربي ثنائي ، شحنة مشكلة shaped charge قادرة على اختراق 500 ملم من التصفيح وأخرى شديدة الانفجار متشظية HE-FRAG مكافئة في قدرتها لقذيفة شديدة الانفجار من عيار 100 ملم الخاصة بالمدفع D-10 . الاختبارات التي قامت بها دبابتي Obiekt 287 على النظام أجريت في شهر أبريل من العام 1964 وحققت معه فشل كبير ، أستدعى في النهاية التخلي عن مجمل النظام . فمن أصل 45 صاروخ تم إطلاقها ، نجح 16 صاروخ في إصابة هدفه وأخفق 18 في الإصابة ، في حين فشلت باقي الصواريخ في عملها لأسباب مختلفة ، وأثبت نظام السيطرة على الصاروخ عدم جدارته ، فألغي المشروع بالكامل .
أستمر العمل بعد ذلك بوتيرة بطيئة ، واختبر السوفييتي في منتصف الستينات أفكار أخرى ، مثل وضع الصاروخ 9K11 Malyutka (التسمية الغربية AT-3 Sagger) على سطح الدبابات T-54 ، T-55 ، T-62 ، T-10M و PT-76B ، كما نصب السلاح على مؤخرة برج مشروع الدبابة Obiekt 167 المستندة على تصميم الدبابة T-62 ، لكن المشروع لم يكتب له النجاح . ومع النصف الثاني من الستينات حدث تحول جدي وهام للنظرة السوفييتية حول أفكار هذه الأسلحة ، وتقرر تبني وتكييف adapt مدفع الدبابات عيار 125 ملم الذي أصبح في ذلك الوقت السلاح الرئيس لجيل الدبابات الروسية قيد العمل والتطوير ، لإطلاق القذائف الصاروخية الموجهه بالإضافة للمقذوفات غير الموجهه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق