الصفحات

18‏/5‏/2016

قابليات الهجوم العمودي (2) .. الصاروخ السويدي RBS-56 BILL

قابليـــــات الهجــــــوم العمــــــودي (2) .. الصــــاروخ السويـــــدي RBS-56 BILL



صاروخ أخر مضاد للدروع يستخدم تقنية الهجوم السقفي هو السويدي RBS-56 BILL . إن كلمة BILL هي اختصار لكلمات "بوفورز - مشاة - خفيف - قاتل" ، حيث تتضمن مكونات هذا السلاح القابل للنقل بواسطة الأفراد كل من الصاروخ في حاوية إطلاقه محكمة الغلق ، حامل ثلاثي ، منظار تكبير نهاري ومنظار تصوير حراري .. الاختبارات على هذا الصاروخ بدأت لأول مرة في العام 1985 وذلك بعد سلسلة من أعمال التطوير والعمل الجاد بدأتها شركة "بوفورز" Bofors منذ العام 1979 ، ليدخل السلاح رسمياً في خدمة القوات المسلحة السويدية العام 1988 وتبدأ بعدها عمليات التسويق للخارج (تتولى حالياً أنتاجه شركة Saab Bofors Dynamics بعد شراء مجموعة أصول بوفورز من قبل شركة ساب Saab في العام 1999) . النسخة الأولى من الصاروخ حملت التعيين BILL 1 أو RBS-56A وكان الهدف من تطويرها استبدال الصاروخ الموجه المضادة للدروع RB-56 وهو التعيين السويدي للصاروخ الأمريكي TOW . في أواخر التسعينات ظهرت نسخة مطورة من الصاروخ حملت التعيين BILL 2 أو RBS-56B وتميزت هذه بوجود شحنتين مشكلتين بدل الشحنة الواحدة كما في النوع السابق وكذلك توفر أنماط جديدة للمشاغلة والاشتباك مع الأهداف ، بالإضافة إلى تعزيز دقة التوجيه guidance accuracy الذي جرى تأمينه بواسطة جيروسكوب خاص يتولى متابعة معدل التغيير والحركة الزاوية أثناء تعقب الصاروخ وطيرانه بالقصور الذاتي نحو الهدف (الجيش السويدي استلم الدفعة الأولى من الصاروخ BILL 2 العام 1999) . تقديم هذه النسخة جاء لمواجهة قراميد الدرع التفاعلي المتفجر ERA الذي ظهر قبل ذلك بسنوات . هذا الصاروخ كسابقه الأمريكي TOW-2B فريد في طريقة عمله . فمع أنه يعمل بنظام SACLOS أو القيادة نصف الآلية إلى خط البصر، ومسيطر عليه من قبل أسلاك توجيه تترنح خلف القذيفة من منصة الإنطاق ، إلا أنه يهاجم هدفه المدرع من الأعلى حيث أوهن التدريع . فبعد الإطلاق يطير الصاروخ على ارتفاع 1.05 م عن خط التسديد البصري ، ليرتقي بعد ذلك نحو قمة الدبابة ويهاجم سقف البرج من الأعلى بشحنتيه المشكلتين Over-fly Top Attack . فاستناداً لشروح الشركة المنتجة ، فإن المسار التسلقي يعطي العديد من المزايا ، حيث يمكن إطلاق الصاروخ من أماكن منخفضة جداً ، فيطير الصاروخ فوق العوائق والموانع التي تشكلها التضاريس ، مما يسمح له بإصابة أهداف محمية خلف السواتر أو في وضعية البدن المخفي hull down . ويعمل نظام المحافظة على توازن واستقرار الجسم المتأرجح gyrostabilizer ، على ضمان عدم دوران جسم الصاروخ حول محوره أثناء طيرانه ، مما يسمح بإبقاء توجيه الشحنات المتفجرة في الرأس الحربي دائماً نحو الأسفل .



يشتمل الرأس الحربي على نوعين من المجسات ، أحدهما بصري Optical sensor والآخر مغناطيسي Magnetic sensor ، المجس البصري هو في حقيقته مقياس مدى range-finder يقوم بتحديد المسافة بين الصاروخ وسطح الهدف السفلي ويقوم تلقائياً بتحليل الصورة الجانبية للهدف . المجس المغناطيسي يقوم باستقبال وقياس الإشارات الخاصة بالهدف المعدني metallic signatures ويستخدم هذه البيانات لتحديد موقع البرج الدوار أو مركز الهدف ، بالإضافة لتحديد أفضل موقع لإطلاق الرأس الحربي .. وأثناء انتقال الصاروخ وطيرانه في مساره الأفقي فوق البرج ، فإن الشحنات المشكلة الثنائية ذات الوضع الرأسي نسبياً ، يتم تحفيزها عن طريق صمام تقاربي proximity fuse وإشعالها لضرب الهدف بسرعة عالية جداً ، ليخترق نفاث الشحنة بعد ذلك المنطقة الضعيفة لسقف البرج . حيث تقوم الشحنة المشكلة المتقدمة للرأس الحربي التي يبلغ قطرها 40 ملم بتدمير مسبق لصفيحة الدرع التفاعلي المتفجر ERA ، في حين تتولى الشحنة التالية الرئيسة التي يبلغ قطرها 110 ملم ضرب نفس النقطة same spot واختراق الدروع الرئيسة للبرج . قابلية الاختراق الكلية لشحنات الرأس الحربي تبلغ 550-600 ملم في التدريع الفولاذي المتجانس . وتستطيع مجسات الصاروخ تمييز برج الدبابة أو مركز الهدف وتحديد الموقع الأفضل لإشعال الرأس الحربي .



يصوب الرامي على مركز الهدف وتحديدا على نقطة الاتصال بين البرج والهيكل مستخدماً منظار التسديد النهاري أو الليلي ، ثم يطلق الصاروخ محافظاً على الهدف في مركز تقاطع شعيرات التسديد cross hairs حتى يصيبه . فبعد الضغط على زناد الإطلاق بثانية واحدة فقط ، يحترق وقود الدافع الصلب في مولد الغاز gas generator عند مؤخرة حاوية الإطلاق . عملية احتراق كامل الوقود تتم والصاروخ في حاوية الإطلاق وقبل خروجه منها . هذا الأمر يتسبب في توليد مقدار كافي من الغازات التي تتولى دفع الصاروخ وإخراجه من حاويته الخاصة بسرعة مقدرة بنحو 72 م/ث . هذا الترتيب يخفض منطقة خطر بشكل جيد ويقلل من الوميض أو الإشارة البصرية للعصف الخلفي back-blast ، خصوصاً مع استخدام شحنة دافع منخفضة الدخان low-smoke propellant ، مما يساهم كثيراً في إخفاء موقع الإطلاق عن الرصد البصري المعادي . وبعد خروجه بثانيتين وتجاوزه مسافة مقدرة ببضعة أمتار ، يشتعل محرك الدفع الرئيس ويعجل الصاروخ إلى سرعته القصوى البالغة 250 م/ث ، علماً أن السرعة النهائية عند بلوغ الصاروخ مداه الأقصى تكون بحدود 135 م/ث . وعند تجاوز الصاروخ مسافة مقدرة بنحو 400 م من منصة الإطلاق ، يتوقف عمل محرك الدفع لتستمر الرحلة بشكل انزلاقي وبالقصور الذاتي flying by inertia . تتبع مسار الصاروخ يتم عن طريق استقبال منصة الإطلاق لشعاع ليزر مشفر ينبعث عن منارة في مؤخره الصاروخ coded laser beacon ، حيث تعالج هذه الإشارات بشكل ملائم وتبث إشارات التصحيح correction signals مره أخرى إلى الصاروخ من خلال السلك الواصل بينهما لتعديل اتجاه الصاروخ وإبقاءه نحو هدفه حسب نمط الاشتباك المحدد (الاختبارات الميدانية أظهرت قدرات مميزة للصاروخ على مقاومة عمليات التشويش jamming) .  



قبل الإطلاق يتعين على الرامي انتخاب شكل الإطلاق ، والذي يتحدد وفق ثلاثة أنماط رئيسة :

· نمط ضد الدبابات : وهو النمط الرئيس وفيه يحلق الصاروخ بارتفاع 1.05 م فوق خط البصر ويضرب الهدف المدرع من الأعلى ، حيث تكون جميع المجسات البصرية والمغناطيسية منشطة لتنسيق الهجوم على الهدف ، ويستخدم الصاروخ صمامه تقاربي proximity fuse لتحفيز الرأس الحربي ذو الشحنات المشكلة .

· نمط الأهداف غير المدرعة : يحلق الصاروخ هنا على مستوى خط البصر LOS حتى يصطدم بالهدف المنشود بشكل مباشر ، ويقوم الصمام التصادمي impact fuse بتفجير الرأس الحربي ، مع ملاحظة أن جميع المجسات في هذا النمط من الهجوم تكون معطلة .

· نمط الأهداف المستترة : يحلق الصاروخ كما هو في نمط الوضع الأول المضاد للدروع ، ولكن يكون المجس البصري optical sensor وحده المحفز دون المجس المغناطيسي مع استخدام الصمام التقاربي ، وتنقض الشحنات المشكلة في الرأس الحربي للصاروخ على هدفها من الأعلى OTA .




المدى العملياتي المؤثر للصاروخ تجاه الأهداف الثابتة يتراوح ما بين 150-2.200 م (الصاروخ يقطع مداه الأقصى خلال 13 ثانية) واتجاه الأهداف المتحركة يتراوح ما بين 300-2.000 م . بالإضافة للسويد ، السلاح يخدم الآن في القوات المسلحة لدى كل من البرازيل ولاتفيا والسعودية والنمسا التي تطلق عليه أسم PAL 2000 .

هناك 4 تعليقات:

  1. شكرا على الموضوع الرائع
    لمادا يا استاد انور الصواريخ الموجهة و التي تمتلك خاصية الهجوم من الاعلى تمتلك مدى قليل ,وجدت معلومات عن منظومة اوكرانية جديدة اسمها стугна-п / Stugna-p يصل مداها الاقصى الى 5000 متر
    http://bm.img.com.ua/berlin/storage/news/orig/0/02/552b9b4b286b2ac41e914805aaacb020.jpg

    ردحذف
    الردود
    1. هل لاحظت سلبيات معينة في مواصفات الصاروخ وزاياه مقارنة بالصاروخ TOW2B على سبيل المثال ؟؟

      حذف
    2. نسبة اختراقه كبيرة مقارنة مع TOW2B و المدى ايضا حيت يتجاوز التاو ب 1000 متر
      سلبياته هي ان المنظومة عموما كبيرة و اجهزة التوجيه و الاطلاق موجودة في حاسوب منفصل

      حذف
  2. فيديو شرح كامل من الشركة المنتجة:

    https://www.youtube.com/watch?v=fqb6fzjBItU

    ردحذف