الملــــــــف التشغيلــــــــي للقـــــــاذف الكتفـــــــي الروســــــــي RPG-29
تبدأ فصول القصة في شهر أغسطس العام 2007 قرب مدينة "العمارة" al-Amarah العراقية ، عندما تعرضت دبابة Challenger 2 بريطانية والتي تعد واحدة من أكثر الدبابات تطوراً وتحصيناً في العالم ، لهجوم بقذيفة تعمل بالدفع الصاروخي من نوع PG-29V خاصة بالسلاح الكتفي المضاد للدبابات RPG-29 . الرأس الحربي للقذيفة صدم مقدمة هيكل الدبابة المجهز بدروع تفاعلية متفجرة تحميه من خطر القذائف الحربية ذات الشحنة المشكلة Shaped Charge كما هو مفترض ، لكن المفاجأة كانت في استطاعة نفاث الشحنة الترادفية اختراق قرميد الدرع المتفجر وثقب تصفيح الهيكل وصولاً حتى حجرة سائق الدبابة وإصابته بجروح بليغة . حيث تسبب الهجوم كما تحدث التقرير اللاحق في فقدان السائق نصف قدم ساقه اليسرى ، في حين أصيب اثنان آخران من طاقم الدبابة بجروح متفرقة . ويصف قائد الوحدة اللحظة التي ضربت فيها القذيفة الدبابة وذلك في رسالة أرسلها لأحد أفراد طاقم الدبابة الجرحى حين ذكر "أتذكر مشاهدة إطلاق القذيفة ، عندما صرخت يا إلهي !! هذا سيء" ، كما أن سائق الدبابة البريطاني لا يزال يتذكر ما حدث حين يقول "عندما اصطدمت القذيفة بالهيكل ، التقطت صدمة الانفجار التي قذفتني بعيداً باتجاه الحائط الخلفي للبرج .. الانفجار أحرق حواجبي وجزء من وجهي ، الدبابة كانت ممتلئة بالأدخنة والأبخرة ، وبدأت بالصراخ أنا أصبت .. أنا أصبت .. ورجلي قد قطعت" .
السلاح الكتفي المضاد للدروع RPG-29 الملقب بمصاص الدماء Vampir هو أحد أكثر أفراد عائلة القاذفات الروسية RPG تميزاً وفاعلية في الأداء . بدأ تطويره خلال السنوات من 1983 وحتى العام 1989 تحت الاسم الرمزي KTB-0175 وذلك في مكتب البحث والتصميم المركزي لأسلحة الصيد والرياضة TsKIB SOO (شركة متخصصة بتطوير وصناعة المنتجات الدفاعية خصوصاً الأسلحة الخفيفة ، مقرها في مدينة تولا) . أعمال التطوير جرت بمشاركة المهندسين "ماتفيف" V.I. Matveev و"زيتسف" V.I. Zaitsev وكذلك بمشاركة المهندس البارز "توكاريف" V. S. Tokarev من شركة "بازلت" Bazalt الشهيرة (هو ذات المهندس الذي ابتكر من قبل قاذف الرمية الواحدة الكتفي RPG-26 من عيار 73 ملم) . القاذف RPG-29 صمم في الأساس للتعامل مع دبابات المعركة الرئيسة التي بات العديد منها يجهز بقراميد الدرع التفاعلي المتفجر ERA ناهيك عن دروعها الفولاذية الثقيلة ، بحيث أمكن لها في الغالب مقاومة الرؤوس الحربية التقليدية ذات الشحنة المشكلة المفردة . القاذف الكتفي RPG-29 في الحقيقة سلاح متعدد الاستخدامات ، فبالإضافة للأهداف المدرعة الخفيفة والثقيلة ، يمكن توجيه نيرانه نحو التجهيزات والأفراد في الملاجئ والتحصينات وكذلك إخماد مواضع السلاح في المباني المختلفة . ورغم أنه حمل الكثير من ميزات ومواصفات أنظمة كتفية سابقة له أمثال RPG-7 وRPG-16 ، إلا أنه في الحقيقة يختلف عنها في جزئية الحجم الأكبر وأيضاً في عدد من خواص البناء والتصميم التي جعلته يتجاوزها بمراحل . لقد ورث السلاح RPG-29 عن سابقه RPG-7 الرأس الحربي المزدوج الذي شوهد من قبل على القذيفة PG-7VR ولكن مع مضاعفة المدى (مماثلة في التصميم والفاعلية ، باستثناء ما يخص منظومة دفع المقذوف التي استبدلت لكي تكون من مرحلة واحدة بدل المرحلتين) . هو أيضاً ورث عن القاذف RPG-16 قابلية التقسيم وفصل السبطانة ملساء الجوف إلى مقطعين ، وكذلك المماثلة في مجموعة آلية الزناد العاملة بالإيقاد الكهربائي electrical ignition .
أدخل القاذف الكتفي RPG-29 الخدمة في الجيش السوفييتي مع قذيفته ثنائية الرؤوس PG-29V في العام 1989 ، وقدم للجمهور أولاً العام 1993 في معرض IDEX-93 الدولي للأسلحة في أبو ظبي . لقد جرى تصميم سبطانة السلاح بحيث تكون قابلة للفك والفصل لمقطعين متساويين تقريباً في الطول لسهولة الحمل مع توفر حلقة إنزلاقيه slip ring لربط مقطعي السبطانة ووصلهما ببعض عند الرغبة في استخدام السلاح . المقطعين أثناء الحركة والتنقل يحملان من قبل رجل واحد في حقيبة خاصة على الظهر backpack ، أحدهما بطول 1000 ملم وهو الخاص بالمقطع الأمامي ويصنع من ألياف الزجاج المدعم بطبقة داخلية واقية حرارياً ، والآخر بطول 850 ملم وهو خاص بالمقطع الخلفي الذي يضم حجرة التلقيم والإشعال ويصنع من الفولاذ المقسى . سبطانة القاذف التي يبلغ قطر فوهتها 105.2 ملم ، مجهزة في نصفها المتقدم بمقبض مسدس مع آلية زناد رمي trigger mechanism ، ومقبض أمامي آخر صغير للحمل والتثبيت بالإضافة إلى توفر آلية تصويب ميكانيكية بسيطة للأعلى من مقدمة الفوهة من النوع قابل للطي folding sight إضافة إلى توفر سكة جانبية فوق مجموعة الزناد مباشرة من أجل تثبيت مناظير التصويب المختلفة . النصف المتأخر للسبطانة يضم آلية الإيقاد وكذلك منصب معدني ثقيل ثنائي القوائم وقابل للطي folding bipod بهدف تسهيل الاستهداف خلال الرمي من وضع الانبطاح . القاذف RPG-29 هو من النوع القابل لإعادة التلقيم ، وعملية شحنه بالذخيرة تتم من خلال فوهة العقب breech-loading ، حيث يتم إيقاد شحنة دافع محرك القذيفة بواسطة نبضة كهربائية electric pulse مولدة من قبل مجموعة زناد الإطلاق . وتحدث عملية اشتعال شحنة الدافع الصلب بالكامل والقذيفة في داخل تجويف سبطانة الإطلاق ، بحيث تطير القذيفة بعد ذلك بالقصور الذاتي flies-by-inertia وتنطلق نحو الهدف المسدد عليه مع ضمان دقة أفضل لاحتمالية الإصابة مقارنة بنظام الدفع من مرحلتين (مفهوم تصميم محرك الدفع النفاث في الذخيرة PG-29V مماثل تماما لما هو عليه في القاذف RPG-27 لكن مع اختلاف آلية الإيقاد) .
يبلغ وزن القاذف RPG-29 لوحده 11.5 كلغم ، ومع منظار التصويب البصري optical sight قبل شحنه بالذخيرة 12.1 كلغم (13.6 كلغم من منظار التصويب الليلي) ، في حين يبلغ وزنه وهو جاهز للرمي 18.8 كلغم . طول السلاح الأقصى وهو جاهز للرمي يبلغ 1.85 م ، أما مداه الفعال فيصل في الرمي المباشر إلى 300 م ، ومدى التصويب الأقصى المفيد يصل إلى 500 م لكن نسبة تحقيق الإصابة عند هذا المدى تنخفض لنحو 50% (يستطيع السلاح إنجاز مدى رمي أقصى حتى 600-700 م بعد تجهيزه بمنظار تصويب كهروضوئي optoelectronic sight) . وتؤكد الشركة المنتجة أن دقة سلاحها مؤمنة تجاه الأهداف عند مدى التسديد المباشر البالغ 300 م مع هامش انحراف لنحو 0.4 م . معدل الرمي النظري للسلاح يبلغ 4 طلقات في الدقيقة الواحدة لطاقم مكون من فردين هما الرامي ومساعده . جسم سبطانة القاذف يمتلك عمر تشغيلي افتراضي لنحو 300 إطلاقه ، وهو قابل للعمل في ظروف مناخية operating temperature تتراوح حرارتها ما بين -50 إلى +50 درجة مئوية .
الذخيرة القياسية لهذا القاذف تحمل التعيين PG-29V ويتم إنتاجها في مصنع الكيميائيات "بلانتا" Planta في مدينة "نازني تاغل" Nizhny Tagil (تأسس في العام 1939 وهو متخصص في صناعة ذخيرة وأنظمة الأسلحة المضادة للدبابات بالإضافة لذخيرة الطائرات وقذائف المدفعية وغير ذلك) . الذخيرة القياسية هي من النوع الترادفي المخصص لمواجهة قراميد الدروع التفاعلية المتفجرة ERA ، حيث يبلغ وزن الرأس الحربي لهذه الذخيرة 4.5 كلغم ، في حين يبلغ وزن كامل القذيفة بما في ذلك شحنة دافعها 6.7 كلغم . القذيفة PG-29V التي يبلغ قطرها 105 ملم تتضمن في مقدمة رأسها الحربية مجس أو أنبوب قصير نسبياً يحتوي على شحنة مشكلة ابتدائية يبلغ عيارها 64 ملم من أجل تدمير قرميد الدرع التفاعلي المتفجر وكذلك تأمين مسافة مباعدة مثالية للشحنة الرئيسة Standoff distance (لحظة إشعالها ، الشحنة المشكلة الرئيسة للرأس الحربي تحتاج لمسافة مباعدة محددة عن الهدف . هذه المسافة تسمح للنفاث بالتشكل وانجاز أداء مثالي ، علما أن هذه المسافة إذا كانت قريبة أكثر من اللازم من الهدف فإن ذلك سيخفض عمق الاختراق والعكس صحيح تماماً) .. تسلسل عمل الرأس الحربي يشمل الخطوات التالية (1) الشحنة الابتدائية أو الفرعية تضرب قرميد الدرع التفاعلي المتفجر مما يؤدي لتحفيز طبقة المتفجرات المثبتة بين صفائح الدرع ومن ثم تفجيرها (2) نتيجة انفجار طبقة المتفجرات في قرميد الدرع التفاعلي ، تبدأ الصفيحتان المعدنيتان في بناء الدرع بالطيران بعيداً بشكل عرضي وباتجاهين متعاكسين (3) الشحنة المشكلة الرئيسة في الرأس الحربي تستهل عملها بعد ذلك خلال زمن تأخير جزئي ، ليبدأ نفاث الشحنة في ضرب نقطة التصفيح المكشوفة للهدف المدرع ومن ثم ثقبها . الشحنة الابتدائية في المقدمة المتطرفة للقذيفة مجهزة ببطانة مخروطية من الألمنيوم مع مادة متفجرة يبلغ وزنها 0.12 كلغم . في حين تجهز الشحنة الرئيس التي يبلغ قطرها 105 ملم ببطانة مخروطية نحاسية بزاوية انفراج قدرها 60 درجة ، مع متفجرات من نوع "أكفول" Okfol يبلغ وزنها 1.2 كلغم (مادة شديدة الانفجار شائعة الاستخدام في الذخيرة الروسية المضادة للدروع ، تضم في تركيبها 95% من متفجرات HMX و5% من شمع البرافين) . زمن تأخير الانفجار بين الشحنتين delay time مقدر بنحو 200 جزء من المليون من الثانية . القذيفة PG-29V ومن أجل تحسين كفاءتها ، جرى تجهيز شحنتيها الرئيسة والفرعية بمشكل موجة wave shaper مثبت في الجزء أو المقطع الأخير من قاعدة الشحنة المتفجرة . هذا التجهيز يضمن أن موجات الاهتزاز المتفرقة والناتجة عن انفجار الشحنة المتفجرة ، سوف تتحرك في طريقها لمخروط وبطانة الشحنة المشكلة كموجات مستوية أو متقاربة ، مما يؤدي لانهيار محسن وأكثر كفاءة للبطانة ، وبالتالي المساهمة في تحسين قابلية الاختراق . هي قادرة كما تؤكد المصادر الروسية على اختراق دروع فولاذية متجانسة بسماكة 750 ملم أو نحو 600 ملم بعد تجاوز قراميد الدرع التفاعلي المتفجر ERA . كما أنها تستطيع اختراق نحو 1500 ملم من الإسمنت المسلح أو 2000 ملم من جدران الطابوق أو حتى 3700 ملم من التراكيب الخشبية .
نوع آخر من الذخيرة مخصص لهذا القاذف يطلق عليه TBG-29V ويشتمل على متفجرات الوقود الجوي thermobaric . القذيفة مخصصة لمهاجمة الأفراد والتحصينات والدشم الخرسانية حتى مدى أقصى يبلغ 2000 م . يبلغ وزن الشحنة في هذه القذيفة 1.8 كلغم ، ونصف قطر الضرر والتأثير في العراء والمناطق المفتوحة يبلغ نحو 8-10 م . كما أن هذه القذيفة قادرة على ثقب نحو 10-20 ملم من سماكة التصفيح الفولاذي للأهداف المدرعة مع القدرة على إحداث ثقوب في ذات الهدف بقطر يتراوح ما بين 150-170 ملم . وتتحدث بعض المصادر عن تطوير الروس لقذيفة مضادة للأفراد للسلاح RPG-29 حملت التعيين OFG-29V ، لكن لا يعرف الكثير من المعلومات عنها .
نظام أو آلية الإطلاق الكهربائي firing mechanism في السلاح RPG-29 تم تبنيها أولاً لصالح القاذف الكتفي RPG-16 ، واشتملت على أداة مصممة خصيصا لتوليد نبضة كهربائية قصيرة electrical pulse بجهد فولطي معين من أجل إشعال شحنة دافع المقذوف في مؤخرة سبطانة السلاح (على وجه التقريب ، نبضة كهربائية بطاقة 3-4 فولط تبدو كافية لإشعال دافع القذيفة) . ولنصب زناد الرمي ، يعمد الرامي أولاً لسحب ذراع أو أداة التسليح في قاعدة مقبض الحمل الأمامي باتجاه الأسفل وذلك لتنصيب القادح ذو النابض الزنبركي spring plunger وجعله في وضع الحجز والاستعداد ، بعد ذلك ذراع التسليح يعود لمكانه الأصلي . هذا الإجراء يؤدي لتنصيب زناد الرمي بطريقة ميكانيكية وجعله في طور التهيؤ لإطلاق النار . وعند الضغط على زناد الرمي فإن ذلك يؤدي لتحرير عمل القادح واندفاعه بالقصور الذاتي (بتأثير عمل النابض الزنبركي) لضرب مولد النبضة الكهربائية مباشرة فوق مقبض المسدس ، والذي بدوره يصدر نبضة كهربائية كافية لإشعال شحنة دافع المقذوف في مؤخرة القاذف . القادح ذو النابض الزنبركي مجهز في مقدمته ببروز قصير يؤدي عمل الطارق الذي يقحم ويضرب تجويف خاص في منتصف هيكل المولد الكهربائي عند الضغط على زناد الرمي . عملية ضرب التجويف تتسبب في حدوث تغيير للتدفق المغناطيسي magnetic flux في الدائرة المغناطيسية وذلك نتيجة مقاطعة خطوط المجال المغناطيسي ، مما يتسبب في توليد تيار تأثيري قادر على إشعال وإيقاد شحنة دافع المقذوف بشكل كهربائي electric igniter .
بالإضافة لأداة التسديد الميكانيكية القابلة للطي ، الشركة المنتجة تعرض تزويد القاذف RPG-29 بمنظار تصويب نهاري من نوع PGO-29 لمشاغلة الأهداف المدرعة الثابتة والمتحركة (ارتفاع هدف مثالي بحجم الدبابة يبلغ 2.7 م) مع قدرة تكبير حتى 2.7× وحقل رؤية حتى 13 درجة . هذا المنظار الذي يبلغ وزنه 0.57 كلغم ويستخدم أيضاً لمراقبة ساحة المعركة ساعات النهار ، هو أحد أعضاء سلسلة المناظير البصرية PGO-7V التي طورت بداية الستينات على يد المهندس N. V. Khomenko وتتماثل جميعها تقريباً في مواصفاتها الفنية وميزات الأداء باستثناء الاختلاف الرئيس في نمط تصميم شبكية التسديد aiming reticle . وفي الحقيقة فإن جميع مناظير القاذفات الروسية الكتفية يتم إنتاجها حالياً في مصنع "نوفوسيبيرسك لإنتاج الآلات" Novosibirsk . هذا المصنع تأسس العام 1905 ومتخصص تاريخياً في صناعة مناظير التسديد الميكانيكية والإلكترونية لأسلحة القوات السوفييتية والروسية وكذلك إنتاج أنظمة التصوير الحراري ومحددات المدى الليزرية بالإضافة لأجهز القياس المستخدمة مدنياً . الحجم المضغوط لمنظار التصويب النهاري PGO-29 وبساطة المعايرة بتعديل عدسة التسديد وقابلية تحديد المدى ، جعلت جميعها هذا المنظار يعمر طويلاً مثله مثل البندقية الآلية كلاشنكوف . لقد تم اعتماد ترتيب "موشور بورو" Porro prism في بناءه والذي ينسب في الأصل إلى المصمم الإيطالي "إغنازيو بورو" Ignazio Porro . فتصميم المنظار يتبنى نوع من الموشورات المرتبة بشكل معاكس لقلب الصورة وبالتالي تعديل توجيهها . وبشكله المبسط هو يستعمل زوج من المناظير التي تتضمن أربعة أسطح عاكسة بزاوية 45 درجة ، اثنان لعكس اتجاه الشعاع في المستوى العمودي واثنان لعكسه في المستوى الأفقي .
أيضاً يمكن تجهيز القاذف RPG-29 بمنظار تصويب ليلي من الجيل الثاني نوع 1PN51-2 (الأحرف PN تشير للكلمات الروسية Nochnoy Pritsel والتي تعني منظار ليلي) والسلاح في هذه الحالة سوف يحمل التعيين RPG-29N . هذا النوع من المناظير الذي يرمز له اختصاراً وكفكرة عمل NVD يوفر عادة للمشغل القدرة على القتال الليلي من خلال تعزيز قدرته على الرؤية في الظلام أو أثناء فترات الرؤية المخفضة . النظام الذي يستخدمه الجيش الروسي مع أسلحته الكتفية هو في الغالب من النوع السلبي الذي يعمل على تكثيف الصورة image intensifiers دون الحاجة لمصدر إضاءة خاص بالنظام ، حيث يمكن لهذه الأدوات أن تضخم الضوء المتوفر لنحو 2,000 إلى 5,000 مرة .. منظار التصويب الليلي 1PN51-2 جرى تطويره من قبل مكتب التصميم الخاص بأدوات الرؤية الليلية SKB TNV ويستخدم بالإضافة لعمله الرئيس في مراقبة ساحة المعركة ضمن شروط الإضاءة الليلية الطبيعية ، حيث يتشابه المنظار في أغلب مواصفاته الفنية مع سابقه 1PN51 المخصص للقاذف الكتفي RPG-7 وبنادق القتال الروسية . الاختلاف الأبرز يكمن في تفاصيل شبكية التسديد من حيث مؤشرات التدرج التي تأخذ بالحسبان القيم البالستية ballistic account للمقذوفات المختلفة التي يستخدمها السلاح RPG-29 (قابلية مشاغلة الأهداف حتى مدى يتجاوز 400 م) . اختلافات أخرى تتعلق ببعض تفاصيل التوزيع الخارجي وهيئتها ، مثل حلقة تعديل سطوع شبكية التسديد Brightness adjustment التي وضعت أسفل المنظار بدلاً من الموضع الجانبي السابق (تخفيض احتمالات الإدارة أو التشغيل العرضي) ، في حين احتفظت أداة تصفير المنظار zeroing مع مقبضي التحكم بموقعها السقفي ، وكذلك الأمر بالنسبة لحلقة الضبط والتعديل البؤري focus dial في مؤخرة المنظار . العدسة العينية eyepiece للمنظار مجهزة بغطاء مطاطي مرن قابل للفصل وهو مثبت بحلقة معدنية . شبكية التسديد تحوي مؤشرات تطابق قياسات هدف مثالي مدرع يبلغ ارتفاعه 2.5 م في المديات 200 ، 300 ، 400 و500 م .
قدرات القاذف RPG-29 جرى فحصها وتأكيدها في اختبارات نيران ميدانية أجراها الروس . الأهداف كانت دبابات متقدمة نسبياً من طراز T-80 وT-90 ، حيث استطاعت بعض مقذوفات السلاح اختراق دروع القوس الأمامي لهذه الدبابات . القاذف RPG-29 استخدم في العديد من النزاعات الدولية ، فقد ذكرت مصادر إسرائيلية أن هذا السلاح الذي استخدمه رجال حزب الله Hezbollah خلال حرب لبنان العام 2006 ، كان أحد الأسباب الرئيسة لإصابات وخسائر الدبابات الإسرائيلية . السلاح أستخدم أيضاً في أكثر من مناسبة خلال الاحتلال الأمريكي للعراق ، منها حادثة في شهر مايو العام 2008 عندما تعرضت دبابة أمريكية من طراز M1 Abrams للهجوم بسلاح RPG-29 ، واستطاع الرأس الحربي للقذيفة اختراق تصفيح هيكل الدبابة من الجهة الأمامية . أما أشهر استخدام للقاذف فقد كان في 6 مارس العام 2013 خلال الحرب الأهلية في سوريا وتحديدا في معركة "داريا" Darayya بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة . الحادثة وقعت عندما تقدمت عدد من دبابات T-72 النظامية بين المباني والأزقة الضيقة للمدينة لدعم وإسناد المشاة infantry supporting وتوفير غطاء ناري ، فأطلق أحد مقاتلي المعارضة قذيفة RPG-29 من على قمة مبني قريب متعدد الأدوار باتجاه إحدى الدبابات . القذيفة أصابت الجانب الأيمن من هيكل الدبابة وثقبته ، مما تسبب في حدوث انفجار مباشر وسريع للذخيرة المخزنة على أرضية البرج ، أدى بالنتيجة إلى تدمير الدبابة وتصاعد ألسنة النيران والدخان منها لبضعة أمتار .
رابط فيديو لعملية التشغيل
رابط تحميل ملف تشغيل القاذف RPG-29 وقواذف أخرى
file:///C:/Users/HP/Downloads/66a8ea6e50c1086.pdf
https://www.mediafire.com/?k6ooa6xa4ng04wy
السلام عليكم
ردحذفأستاذ أنور الرابط لا يشتغل
الرابط شغال أخي الكريم وقد جربته قبل لحظات !! عموما سأرفع الملف على رابط آخر .
حذفرابط تحميل جديد ..
ردحذفhttps://www.mediafire.com/?k6ooa6xa4ng04wy
ما الميزة من تصنيع بطانة الرأس الثانوى من الألمنيوم ...وليس من النحاس
ردحذفسؤال جميل .. لو كنا نبحث عن زيادة عمق الإختراق لكنا استخدمنا النحاس بلا شك ، لكننا هنا نبحث عن قطر أوسع وليس عمق أكبر لذا استخدمنا اللألمنيوم !! ففي اختبارات سابقة أجريت لاستكشاف تأثير بطانة مخروط مصنعة من مواد مختلفة على كفاءة شحنة المشكلة ، فتبين أن بطانة من مادة النحاس Copper يمكن أن توفر عمق اختراق أفضل من بطانة الألمنيوم aluminum بنحو الثلث ، لكن قطر ثقب النفاذ سيكون أقل بنحو 6% .. ومن المفيد التوضيح هنا أن زيادة قطر ثقب الإختراق تعني ببساطة توليد موجة صدمية أكبر وأكثر كفاءة من أجل تحفيز المادة المتفجرة في قرميد الدرع التفاعلي على الإنفجار .
حذفلكن يا استاذ هل يأخذ فى عين الأعتبار كثافة المادة المستخدمة !وما مدى أهميتها !! مع لعلم أن نسبة كثافة الألمنيوم قلبلة بالمقارنة مع النحاس ؟؟
حذفكثافة النحاس تبلغ 8.8 غرام/سم3 ، في حين تبلغ كثافة الألمنيوم 2.7 غرام/سم3 !! هناك فارق كبير بين كثافة العنصرين كما ترى ، وهي مؤثرة بالفعل عند الحديث عن تسجيل أقصى عمق ممكن في كتلة الهدف !! لكننا كما وسبق أن أخبرتك أننا لا نبحث هنا عن زيادة عمق الإختراق بل زيادة قطره .
حذفالسلام عليكم أستاذ انور
ردحذفتحية طيبة وبعد
نرجوا منك إفراد موضوع عن نظام الصياد والقاتل Hunter -Killer Mode الموجود في اغلب دبابات الجيل الثالث المحدث
وأخيراً ادعوا الله ان يحفظك ويوفقك لما فيه الخير
وعليكم السلام أخي أبومحمود ، ما تقصده بالضبط يدعى Target auto-tracking أو التعقب الآلي للهدف وهي تقنية ليست بالجديدة وأول من طبقها شركة جنوب أفريقية على أحدى تحديثات الدبابة T-72 وعرضت حينها الدبابة المحدثة على الجزائر .. نظام تعقب الأهداف الآلي هو نظام بصري إلكتروني تقوم فيه بصريات نظام التحكم بالنيران بمتابعة صورة الهدف بصورة تلقائية . أي أن نظام إدارة النيران يرى الصورة البصرية للهدف المعينة من قبل الطاقم ويقوم بتتبعها وذلك عن طريق تتبع صورة الهدف المتابينة مع الخلفية أو بصورة أكثر تعقيدا بتتيع صورة الهدف رقميا والتي يتم فيها تخزين صورة الهدف ويتم مقارنة الصورة عدة مرات في الثانية مع الصورة الملتقطة أثناء الإطباق Lock On مما يسمح بتعقب الهدف حتى مع إختفائه مؤقتا خلف ساتر أثناء حركته (شجيرات أو تلة صغيرة) . هذا النظام أدق من نظام الإستقرار التقليدي الخاص بالمدفع والذي يقوم بتثبيت المدفع في إتجاه واحد مهما تحركت الدبابة بناء على معلومات تستقى من جهاز جيروسكوبي ، بينما يقوم طاقم الدبابة بتحريك البرج ورفع المدفع يدويا لا أليا إذا تحرك الهدف لإبقائه في دائرة التصويب وإحتساب حلول الإطلاق .
حذفبالطبع الدبابة الروسية T-90MS تقتني هذا النظام .
ردحذفجزاك الله كل الخير، كالعادة معلومة جديدة كلما قرات لك ، لكن لأعيد طرح السؤال بشكل يقطع اي لبس اكتسبته من قراءتي المختلفة لعدة مصادر واعتبرك استاذ انور المصدر الاساس الذي يقطع كل شك باليقين ان شاء الله : هل هذا النظام هو نفسه يتيح للامر commander وبواسطة منظاره المستقل والذي بامكانه الاستدارة 360 درجة ( بعكس منظار الرامي المحكوم دورانه بحركة البرج) فيقوم الامر بالبحث عن الاهداف target update وتقدير خطورتها ومداها بواسطة المقدر الليزري وتحديد نوع الذخيرة وذلك في نفس الوقت الذي يكون الرامي يتعامل مع تهديد اخر... ام ان النظام هذا اللذي اتحدث عنه هو شيء اخر؟ واخيرا ما الفرق بين المناظير الحرارية من الجيل الثاني وتلك التي من الجيل الثالث وما الكيفية التي بامكان دبابة مزودة بمنظار حراري لكشف دبابة متمركزة مزودة بشبكة تمويه مضادة للكشف الحراري مثل mcs من ساب باراكودا
حذفبالتأكيد أخي ، قائد الدبابة يستطيع تسليم الهدف المكتشف حديثا لرامي الدبابة الذي يستطيع تعقبه بشكل آلي (هذا عند الحديث عن أنظمة التعقب الآلي التي لم يعمم استخدامها حتى الآن) .. منظار القائد المستقل هو أداة رؤية مستقلة تماماً في عملها عن منظار التصوير الخاص بالمدفعي ، فهو يسمح لقائد الدبابة بالبحث عن الأهداف الجديدة واكتسابها ، بينما يشاغل المدفعي هدفاً نشيطاً معيناً ويستعد لإطلاق النار عليه . وحالما يطلق مدفعي الدبابة نيران سلاحه الرئيس ، فإن قائد الدبابة يمكن أن يستعين بمنظاره المستقل (يطلق عليه مصطلح المنظار البانورامي panoramic sight أو متعدد الاتجاهات) لتوفير هدف جديد إلى نظام السيطرة على النيران وذلك بضغطه على زر معين في لوحة المفاتيح . عندها ، المدفعي يمكن أن يكتسب وينال هذا الهدف الجديد فوراً ، ويطلق عليه النار بينما قائد الدبابة يبحث عن أهداف إضافية في الساحة .. عملية تسليم الهدف من منظار القائد للمدفعي تتم من خلال الضغط على زر في وحدة نظام السيطرة الإلكتروني ، فيتحول منظار المدفعي إلى نفس زاوية السمت الخاصة بمنظار القائد ، وذلك للسماح للمدفعي في البدء بالاشتباك عند الحد الأدنى من الزمن . هذه الميزة تسمح لأطقم الدبابات بمشاغلة أهداف متسلسلة بشكل أسرع من الدبابات التي لا تمتلك هذه الميزة .. أيضاً في حالة الضرر أو تعطل منظار المدفعي ، فإن قائد الدبابة يستطيع استخدام منظاره الخاص للتعقب والمشاغلة وإطلاق نيران سلاحه الرئيس (هو مزود بالتجهيزات الكاملة لمعالجة الاشتباك) .
حذفبالنسبة لسؤالك عن الفرق بين أجيال منظومات التصوير الحراري المثبتة على دبابات المعركة الرئيسة ، فيجب أن تعلم أولاً أن معظم أدوات التصوير الحراري الحديثة قادرة على إجراء عمليات مسح بمعدل 30 مرة بالثانية . هم يستطيعون تحسس درجات الحرارة المتراوحة بين -20 وحتى 2000 درجة مئوية ، ويمكن عادة أن يكتشفوا التغييرات في درجات الحرارة حتى 0.2 درجة مئوية (معدات التصوير الحراري الحديثة قادرة على كشف واستبيان أهدافها مثل الدبابات من مدى 4-5 كلم ، وتعريفها والتحقق من هويتها من مسافة 2-3 كلم أو نحو ذلك) . ولمزيد من التوضيح يمكن أن نعرض الفارق بين المنظومتين على الدبابة الأبرامز M1A2 ولاحقتها SEP ، وحديثنا تحديداً عن منظار القائد الحراري المستقل CITV . فهو مثبت أمام فتحة الملقم ومطوق بشكل دائري مع قابلية حركة ضمن موقعه المدرع . هو قادر على تزويد قائد الدبابة بحقل رؤية حتى 360 درجة من محيط ساحة المعركة ، وفي جميع الأحوال الجوية وظروف الإضاءة ، حيث يشتمل هذا المنظار على عدستي رؤية ، أحدهما بزاوية عريضة للمراقبة ، والأخرى مع حقل ضيق بقوة تكبير حتى 10× . هذه القابليات في الدبابة الأحدث M1A2 SEP تم تعزيزها بإدخال منظار تصوير حراري من الجيل الثاني (من تطوير شركة Raytheon) ، قادر على توفير تكبير بصري في حقل الرؤية الواسع حتى قوة 3× ، 6× لصالح اكتساب الأهداف target acquisition ، وقدرة تكبير في حقل الرؤية الضيق لحد 13× ، 25× ، 50× وذلك لصالح عمليات الاشتباك ومشاغلة الأهداف في المدى المناسب . لقد أتاحت أدوات الكشف الحراري الجديدة قابليات أفضل لكل من تحسين خاصية التكبير ووضوح الصورة وتمييزها . في الحقيقة تقنيات المنظار الجديد أتاحت قابليات اكتساب أسرع لنحو 45% قياساً بما يمتلكه الطراز الأول M1A1 . وأيضاً أفضلية لنحو 50-70% في سرعة تسليم وتمرير الهدف عن السابق . وأكثر من 32% في دقة تقرير موقع الهدف . لقد أتاحت هذه النتائج دقة تصويب أفضل للدبابة M1A2 SEP تجاه الأهداف المراوغة والمتملصة evasive targets لنحو 80% عن السابقة M1A1 . وطبقاً لأقوال متحدث في شركة General Dynamics للمعدات الأرضية فإن التعديلات الأخيرة أتاحت لمشغلي الدبابات أبرامز النسخة SEP قابلية إصابة أهدافهم من مسافة 4,000 م من القذيفة الأولى ... بالنسبة لسؤالك الأخير ، نعم يصعب كشف الأهداف المزودة بهذا النوع من الأغطية .
كوني قرات منذ مدة ان تشكيا طورت دباباتها من طراز T-72 لمستوى T-72m4cz لتلقى لمعايير الناتو، ومن ضمن المعايير ال hunter-killer mode
ردحذفبارك الله فيك، استاذنا الكبير، وصلت الفكرة تامة باذن الله
ردحذفfile:///C:/Users/HP/Downloads/66a8ea6e50c1086.pdf
ردحذفهذا الرابط ليس رابط تحميل
بل هو عنوان الملف في جهازك
سلام حاب اسئل عن القوادف الاربيجي حسب ماسمعت ان الرامي الاعسر في البندقيه مايرمي بالقوادف الا الرامي يكون ايمن نرجو التوضيح وشكرا
ردحذف