الصفحات

15‏/3‏/2015

تدريع وحماية أفراد طاقم العربات المقاتلة .

تدريــــــــع وحمايــــــــــة أفــــــــــراد طاقـــــــــم العربـــــــات المقاتلــــــــة

على الرغم من أن دبابات المعركة الرئيسة والعربات القتالية الأخرى تبني الآن بشكل أفضل بكثير من مثيلاتها في الحرب العالمية الأولى والثانية ، إلا أن الإجهاد وسرعة المعركة الحديثة جعلت من قضية إصابات الطاقم وجرحهم أكثر واقعية . لقد كان لبعض الإجراءات ، مثل ترحيل وإعادة تخزين عناصر الوقود والذخيرة ، تركيب البطانات المانعة للتشظية ، إضافة أنظمة إطفاء آلي أو أنظمة إخماد الانفجار كما تدعى أحياناً ، وغير ذلك من الإجراءات ، أن عملت كثيراً على تحسين قابلية بقاء كلاً من الطاقم والعربة في ساحة المعركة ، إلا أنه لا يزال هناك حاجة ملحة لتزويد أفراد الطاقم بأدوات الحماية الشخصية المحسنة والضرورية . سترات الوقاية المدرعة الشخصية وأنظمة دعم الحياة life-support systems سيسمحان باستمرارية العمليات ضمن كلتا داخل وخارج العربة في بيئة قتالية محمومة . فأحد مفاهيم البقائية الخاصة بأفراد طاقم العربات يشير بوضوح إلى أن عناصر النظام الأكثر ضعفا وحرجا (وبمعنى آخر: الطاقم) يجب أن يكون مجهزاً بالسترات أو الصداري المدرعة fragmentation vest لوقايته إذا نظام حمايته الرئيس (وبمعنى آخر: صفائح تدريع العربة) مهزوم أو مدحور . بشكل آخر وواضح ، صفائح التدريع الرئيسة للعربة لا تستطيع إبعاد أو تحريم جميع التهديدات في ساحة المعركة ، وبعض التهديدات ضد الدروع لا يمكن أن إبعاد خطرها مهما كانت سماكة التصفيح المعروضة .. 



ورغم أن التأثيرات الهائلة والكارثية catastrophic effects المحتملة لعملية الاختراق وثقب الهدف المدرع يمكن تخفيضها مع الإجراءات سابقة الذكر ، إلا أن هامش من الأضرار سيستمر ، بحيث يكون هناك تأثيرات متبقية كافية لتشكيل خطر على أفراد الطاقم ما لم يكون هؤلاء مجهزين بأردية وسترات واقية توفر لهم فرصة نجاة إضافية .. سترات الوقاية و الدروع الشخصية بالتأكيد ليست مفهوم مبتكر أو حديث . فقد ارتدى المقاتلون والفرسان هذا النوع من التجهيزات لقرون طويلة . في الحرب العالمية الأولى ، أطقم الدبابات كانوا مجهزين بالدرع الشخصي الوقائي Body Armor لمواجهة طلقات الرصاص وشظايا المقذوفات التي تقحم من خلال الفجوات في صفائح دروع عرباتهم . الاهتمام الرئيس كان يتركز على حماية الطاقم من جروح العين والرأس eye/head injuries . كان هناك أيضاً تهديد كيميائي هام ، والأطقم كانت بصورة عامة مجهزة بأقنعة الغاز gas masks لحمايتها من غازات الحرب وملوثات غازات المحرك التي كانت سمة شائعة في دبابات الحرب العالمية الأولى . 



في الحقيقة الخبرات والتجارب التاريخية الحديثة أظهرت أهمية الملابس الواقية Protective Clothing ودورها المهم في تخفيض إصابات وجروح أفراد طاقم العربات القتالية ، خصوصاً وأن جرح أحد أفراد الطاقم يمكن أن يؤثر على قابلية بقاء العربة وبقية الأفراد . الاختيار الملائم لهذه الملابس يجب أن يتضمن من ضمن أمور أخرى ، قدرتها على مواجهة النيران واللهب المباشر وحماية مواضع الجلد المكشوفة ، في أغلب الأحيان بالمواد الخفيفة نسبياً . لذا ، من المهم على مصممي العربات الذين ليس عندهم خبرة أو دراية في أنواع اللباس الواقي المتوفر ، أن يكون لديهم فهم لطبيعة ووظيفة التحميل الحراري الفسيولوجي physiological heat loads بالإضافة إلى العوامل الأخرى التي من الممكن أن تؤثر على أداء مرتدي هذه الملابس . عموماً هذه الألبسة والبزات يجب أن تتضمن بالضرورة القفازات وخوذ الرأس ونظارات الوقاية من الضوء الحاد . كما أن تصميم العربة يجب أن يشتمل على منافذ تهوية كافية ونظام تبريد فعال لمناطق العمل الحارة ، وذلك بقصد السماح لأفراد الطاقم بارتداء هذه المجموعة الوقائية بارتياح شديد نسبياً .. الجيش الأمريكي على سبيل المثال طور على مدى عقود من الزمن تشكيلة واسعة من الألبسة والخوذ القتالية لصالح أفراد أطقم العربات المدرعة ، أحدثها حمل التعيين iCVC (اختصار رداء العربة القتالية المحسن) . هذا الرداء بالنسيج المقاوم للهب flame resistant الذي طورته شركة "مايلايكن" Milliken (شركة أنسجة ومنتجات كيميائية ، تأسست العام 1865 ولديها أكثر من 2000 براءة اختراع) جاء ليخلف الرداء السابق المقاوم أيضاً للهب CVC ذو القطعة الواحدة ، والذي خدم مع أطقم دبابات الأبرامز ومعظم العربات القتالية الأمريكية الأخرى لفترة طويلة (اشتمل في تركيبه على ما نسبته 38% من الأراميد ، 33% من النايلون ، 29% من القطن) . الرداء أو البزة الجديدة iCVC توفر حسب قول الشركة المنتجة خصائص حماية عالية تجاه النيران المباشرة ومصادر الحرارة الأخرى، بالإضافة لمقاومة مميزة لمظاهر التمزق والتهتك tear resistance وكذلك تأثيرات الرطوبة . وبناء على الموصفات المعروضة ، التصميم الجديد للبزة يعرض ملائمة وراحة كبيرة للمستخدمين .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق