الصفحات

2‏/6‏/2014

العربات المدرعة العراقية في مواجهة متفجرات الطريق !!

العربــات المدرعــة العراقيـــة فــي مواجهــة متفجــرات الطريــق !!


في أواخر شهر فبراير من العام 2010 ، قوات من منظمة حلف شمال الأطلسي وأخرى أفغانية كانت تعمل مع بعضها البعض خلال الهجوم الرئيس في جنوب أفغانستان ، الذي أطلق عليه الاسم الرمزي "عملية مشترك" Operation Moshtarak . هدف القوات المشتركة كان ينحصر في تحرير الأجزاء الإستراتيجية من محافظة "هيلمند" Helmand من سيطرة قوات الطالبان . وخلال العمليات القتالية التي كانت تسير بشكل منتظم وجيد ، هم قرروا أخيراً إبطاء تقدمهم slowed down خوفاً من خطر أدوات التفجير المرتجلة IED المعروفة كذلك بقنابل الطرقات . هذه الأدوات هي في الغالب محلية الصنع ، حيث تنشر وتطرح في الطرق والممرات المتوقع ارتيادها من قبل قوات العدو . هي إما أن تكون مصنوعة من المتفجرات العسكرية التقليدية ، أو من رزم قذائف المدفعية artillery rounds الملحقة بآلية تفجير من بعيد . الخطر الآخر كان موجهاً نحو الألغام الأرضية المضادة للدروع Anti-tank mines ، حيث أعداد كبيرة منها كانت قد أعدت ونصبت من قبل مسلحي الطالبان لكي تعرقل وتوقف تقدم القوات المشتركة . هذه الأسلحة المؤثرة أصبحت سلاح الاختيار الأول ليس فقط لطالبان ، لكن أيضاً للمتمردين العاملين في العراق .
 


إذ عرضت إحدى الجماعات الجهادية العاملة بالعراق تصوير 
فيديو يظهر بوضوح هجوم عنيف  تتعرض له عربة مدرعة ناقلة للجنود تابعة للجيش العراقي من نوع Badger (تعني الغرير) أثناء سيرها على الطريق العام بواسطة عبوة طريق فجرت عن بعد (العراق طلب في العام 2007 عدد 378 عربة من هذا النوع) . الهجوم تسبب في طيران العربة التي يبلغ وزنها نحو 16 طن لبضعة أمتار في الهواء قبل أن تسقط مجدداً بعنف على الأرض !! طاقم العربة والأفراد الجالسين في الداخل (العربة قادرة على حمل مجموعة من 10 أفراد) أصيبوا بإصابات قاتلة رغم أن العربة مصممة لمواجهة هذا النوع من التهديدات وفق تصميم الكبسولة capsule design المبنية على أساسه ، وعلى الأرجح لم يكتب لأحدهم النجاة من شدة الإنفجار وإنقلاب العربة رأساً على عقب ، حيث شوهد تبعثر الأشلاء وتناثرها بالقرب من موقع الهجوم (العربة مجهزة بذراع آلي robotic arm للتحقق ونبش المواضع الأرضية المشبوهة) . العبوة شديدة الإنفجار التي إستخدمها المتمردون وضعت على الطريق أسفل طبقة الأسفلت ، وتسببت في حدوث حفرة كبيرة يقدر قطرها بنحو 3 متر أو أكثر ، وبعمق 90-100 سم .


بالنسبة للقوات المتمردة والميليشيات غير النظامية ، الأدوات المتفجرة المرتجلة والألغام تعتبر طريق فاعلة ومجزية ليس فقط لمهاجمة القوات الراجلة ولكن أيضاً للعربات المدرعة بكافة أصنافها . وعلى الرغم من أن العربات المصفحة بشدة يمكن أن تعرض لشاغليها حماية أكثر تجاه الأدوات المتفجرة المرتجلة والألغام الأرضية بالمقارنة إلى تلك المكشوفة أو خفيفة التصفيح ، إلا أن إصابات وجروح جدية serious injuries وربما حالات وفاة ، يمكن أن تلحق بالأطقم والأفراد إذا انفجرت هذه الأدوات قرب أو تحت عرباتهم المدرعة مباشرة . هذه الإصابات عند تعرض العربة للهجوم سببها حدثين مرتبطين بشكل وثيق مع بعض . الأول هو الانفجار والعصف الابتدائي initial blast الذي يرفع العربة للأعلى من الطريق . أما التأثير الثاني فيجيء مما يسمى بالضرب للأسفل slam-down ، عندما تعود العربة بقسوة وعنف للارتطام بالأرض بعد الانفجار الابتدائي وطيرانها بالهواء .



دراسات عديدة تناولت الموضوع ، أثبتت أن أدوات التفجير المرتجلة وكذلك الألغام الأرضية المضادة للدبابات Antitank landmines هي من الأخطار والمسببات الرئيسة للجروح الخطيرة والقاتلة لأطقم العربات المدرعة الأخرى عند الانفجار أسفل منها . فهذه الأدوات في معظمها تشتمل على شحنات ناسفة بأوزان من 30-60 كلغم ، أما بالنسبة للألغام فيمكن أن تتراوح بين 4-5 كلغم أو ضعف ذلك الرقم ، قادرة عند انفلاقها ونتيجة الضغط العالي للانفجار blast over pressure على التسبب وإحداث تأثيرات مباشرة وعاجلة لأفراد الطاقم . التأثيرات الملحقة بالعربات المدرعة تكون مضاعفة عن تلك الملحقة بدبابات المعركة الرئيسة ،  منها رمي الطاقم وبعثرتهم في الفسحة الداخلية للهيكل ، مما قد يترتب عليه كسور شديدة Closed fractures وكدمات قاسية في أجزاء متفرقة من العمود الفقاري . فإذا كانت الضربة في مقدمة العربة ، فإن المحرك قد يزاح من مكانه نهائياً ، وأرضية العربة ستتحطم وترفع العربة عن سطح الأرض وتنقلب إذا كانت في وضعية الحركة ، وسينتج عن ذلك شظايا داخلية حادة من قطع الصفائح المعدنية . الأفراد الذين لا يرتدون أحزمة المقاعد seatbelts سوف يقذفون للأعلى بقوة الانفجار ، ويصطدمون بسقف العربة ، معرضين أنفسهم للإصابات الحادة أو القاتلة في الرقبة والرأس (وربما كسور في الجمجمة cranium fractures) وفي النهاية نتائج ومستوى التأثير تعتمد على حجم المادة المتفجرة ونوعها وموضع إصابة العربة .



أخيراً نشير لأهمية إتباع وسائل الكشف البصري visual والذي هو جزء مدرج وموضح في جميع العمليات القتالية . ويوصى جميع الأفراد والجنود بالكشف البصري وتتبع التضاريس الأرضية أثناء تقدمهم لرصد متفجرات الطريق والألغام ومصائد المغفلين booby traps ، خصوصاً في المناطق المشبوهة . التعليمات توجه نحو مراقبة علامات ومظاهر تصليح أو ترميم الطريق ، مثل الملء الجديد أو التبليط والترصيف ، رقع ولطخات الطريق ، الحفر والثقوب ، وهكذا . هناك أيضاً ميزات ومعالم شاذة في الأرض Odd features ليست موجودة في الطبيعة . مثل نمو نبات ذبلان أو متغير اللون ، أو جرف مياه الأمطار لبعض غطاء قمة اللغم ، فتبدوا هذه القمة مثل التل الوسخ .




الفيديو لمن يريد المشاهدة ..

http://www.youtube.com/watch?v=yoWYfnYt8wI 

هناك 5 تعليقات:

  1. أكبر تهديد للعربات المدرعة هو المتفجرات التي تفجر بضاعق عن بعد، لأنه لا يوجد حد لاستخدام كمية المتفجرات وكذلك لا تجدي الدولايب الأمامية المضادة للالغام معها.
    باعتقادي افضل حل لمواجهة تلك المتفجرات هو سلك طرق غير معبدة أو مختلفة حتى لا يدرك العدو تحرك القوات ويزرعها في طريق تلك القوات .

    استمر جدا معجب بالبلوق

    ردحذف
    الردود
    1. بعض الشركات الغربية تعرض أجهزة تشويش ملحقه بالعربات المدرعة بغرض إعاقة ومقاطعة الإشارة اللاسلكية اللازمة لتحفيز العبوة على الإنفجار عن بعد .. والحل الذي طرحت بالفعل مناسب ، لكن ليس دائما يتاح لك السير على طرق مناسبة كما هو الحال في الصحراء الممتدة ، خصوصاً عند الحديث عن التضاريس الريفية أو الحضرية .

      حذف
  2. لكن هناك حل اخر سريع و عملى و هو مراقبة كل الطرق الهامة باستخدام مناطيد و عند زرع اى عبوة سيتم اكتشاف مكانها

    ردحذف
  3. مع تطور وسائل التخفي والعمل الليلي أصبحت المراقبة أكثر صعوبة .. المقاتلون ومع فهمهم لوسائل المراقبة والتعقب المتقدمة أصبحوا أكثر دراية بالإجراءات المضادة .. والأمريكان مع كل ما يمتلكونه من وسائل كشف حديثة ، عجزوا عن حماية جنودهم من هذه الأسلحة في أفغانستان والعراق .

    ردحذف
  4. خروج القوات يجب أن لا يكون بشكل عشوائي لابد من التخطيط له، إذا كانت الطرق وعرة هنا يأتي دور سلاح الهندسة لتسهيل حركة تلك القوات. وإذا كان من الضروري ارسال قوات في الطرق العامة لا بد من وضع دوريات ثابته لمراقبة تلك الطرق. المشكلة في أفغانستان هي أن مساحتها بحجم ولاية تكساس وكذلك الطرق فيها جبلية ووعرة. الخسائر لا مفر منها في الحروب ولكن بعض الإجراءات قد تنقذ بعض الأرواح

    ردحذف