نظـــام الإطفـــاء
الآلـــي فـــي الدبابـــة T-90
بالنسبة
للدبابات الروسية ، فقد كانت قابلية بقاء أطقم هذه العربات دائماً محل تشكيك وترهيب
، هذه ربما كانت نتيجة طبيعية لعدم عزل مقصورة تخزين الذخيرة عن مقصورة الطاقم ،
حيث تكدس أغلبية الذخيرة على أرضية البرج (المقذوفات وشحنات
الدافع) . وفي الصراعات التي شاركت بها ، أظهر برج بعض الدبابات مثل T-72 ميله للطيران والقفز بعيداً متى ما الدبابة ضربت
واخترقت وحدث الانفجار ، حتى وصف أحد الضباط الروس أمر الجلوس فوق خزين الذخيرة
بالجلوس فوق برميل من البارود powder keg . في
الحقيقة تعتبر عملية إيقاد واشتعال ذخيرة السلاح الرئيس من الأسباب الأساسية لخسارة
الدبابة وطاقمها في أرض المعركة . أيضاً منظومة الوقود الخاصة بمحركات الدبابات
الروسية الأحدث كانت محل اهتمام خاص . فهذه المحركات في الدبابات T-90/T-72 على سبيل المثال ، مرتبطة في تغذيتها بعدد أربعة
خزانات وقود داخلية بسعة إجمالية تبلغ 705 لتر محمية بصفائح تدريع الهيكل . واحدة
من هذه الخزانات مثبت على أرضية الهيكل في مقصورة الطاقم crew compartment ، بينما الثلاثة الأخرى موجودة في مقدمة
الهيكل على جانبي السائق . خزانات الوقود الخمسة الأخرى الخارجية مع إجمالي سعة 495
لتر ، موزعة على أمتداد سقف الرف الأيمن لهيكل الدبابة فوق الجنازير . جميع هذه
الخزانات مرتبط بعضها البعض بأنابيب توصيل وتغذية ، بالإضافة إلى برميلي تخزين وقود
في مؤخرة الهيكل بسعة إجمالية من 390 لتر . الاستخدام العام للدبابة T-72 أثبت ارتفاع احتمالية إصابة الخزانات الخارجية واختراق
جدارها الرقيق thin-walled ، مما يترتب عليه انسكاب
مادة الوقود ، مع احتمالية اندلاع النيران نتيجة الأبخرة المتولدة . إذ أن خروج
السائل القابل للاشتعال وانتشاره على صورة رذاذ يختلط مع الهواء ، يمكن أن يشكل
خليط قابل للانفجار في حال توفر وسيلة إيقاد ناجحة . لذا ، كان هناك ميل وتوجه في
أواخر الثمانينات لتجهيز دبابات المعركة الروسية الرئيسة بأنظمة الإطفاء الآلي ،
خصوصاً بعد متابعة التجربة الإسرائيلية في هذا المجال على الدبابة Merkava عام 1982 والتي أثبتت فاعليتها . الدبابات الروسية
من الفئة الأحدث والمطورة أمثال T-90/T72 ، تتضمن
نظام RADUGA-2 للإطفاء الآلي . فلإطفاء النيران ،
هناك أربعة اسطوانات لمكافحة الحرائق ، اثنتان في حجرة الطاقم واثنتان في مقصورة
المحرك ، تستخدمان مزيج من مواد Halon 2402 وHalon 1301 للإطفاء والكبح الفوري . النظام يستخدم عدد عشرة
مجسات بصرية optical sensors وخمسة مجسات sensors لكشف الارتفاع الخطر والمتطرف لدرجات الحرارة في
مقصورة المحرك وحجرة الطاقم ، ليعمل بعد ذلك على إفراغ نحو 90% من محتويات قناني
الاطفاء خلال 150 جزء من الألف من الثانية قبل الوصول لحالة الإيقاد ، مما يساعد
على منع اشتعال مخزون الوقود الداخلي أو الذخيرة (حرمان وعزل
شحنات الدافع السيلوزية cellulose casing من الأكسوجين يجعلها غير قابلة
للاشتعال) . نظام إخماد النيران يمكن أن يشغل يدوياً أو آلياً من خلال
الأزرار على لوحة السيطرة والتحكم في موقع القائد أو سائق العربة . بالإضافة لذلك ،
مقصورة المحركمجهزة بعدد 2 مطفأة حريق يدوية من ثاني أكسيد الكربون carbon dioxide extinguisher تستعمل عند اخفاق النظام الآلي
. عموماً الخبراء الروس يؤكدون أن أجزاء الشظايا المتوهجة burning shrapnel's لا تقل خطورة عن ذات المقذوفات من أجل
إيقاد مخزون الذخيرة الداخلي . لذلك هم بادروا ومنذ النسخة المطورة T-72B إلى بعض الإجراءات الوقائية التي تخفض خطر انفجار
الذخيرة بشكل ملحوظ ، مثل عزل صينية التلقيم الدوارة بجدار أو حائط مصفح جانبي ،
بالإضافة لتعديل وتعزيز حماية أرضية سلة البرج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق