الصواريـــــــخ المضـــــــادة للـــــــدروع .. منظومات الجيل الثالث
غالباً ما يطلق على منظومات الصواريخ المضادة للدروع من الجيل الثالث اسم "أطلق وأنسى" Fire and Forget ، وهذا يعني لا حاجة للتفكير في شيء بعد القيام بعملية الرمي لأن التوجيه ومن ثم الإصابة ستكون محققة بحيث يكون للمشغل بعدها حرية التراجع retreat . لكن هذه القيمة حقيقتا لا تتصف بالشمولية بالنسبة لجميع قذائف هذا الجيل ، فلا يزال العديد منها يعتمد على مهارة المشغل وتأكيده على متابعة الهدف وحتى إصابته ، وكما هو الحال مع المنظومات ذات التوجيه نصف النشيط semiactive homing . لقد انصب التغيير في أنظمة الجيل الثالث بالدرجة الأولى على تقنيات البحث واللواقط seekers ، حيث أحدثت الالكترونيات الدقيقة microelectronics والرقائق الإلكترونية electronics chip ، ثورة في تصميم واستخدام نظم توجيه الأسلحة ، وأضافت هذه بعداً جديداً لسيناريو معركة الصواريخ والذخيرة المضادة للدبابات ، وفرض التقدم التقني قابليات تشغيلية مميزه لمنظومات هذا الجيل ، كفلت لها تحقيق نتائج أكثر قيمه مما حققته سابقاتها ، حتى قال أحدهم "إن المعركة بين جهابذة مصممي الدبابات ومصممي قاتليها ، دخلت جولة أخرى جديدة" . وأصبح بإمكان معظمها العمل في مختلف الظروف الجوية الصعبة ، في الوقت الذي كان فيه استخدامها في مثل هذه الظروف معقداً إن لم يكن ضرباً من المستحيل .
لقد أدى التقدم السريع ونمو التقنيات فيما يتعلق بمنظومات الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات خلال العقود الأربعة الماضية ، إلى تغيير شامل في سيناريو الحرب ضد الدبابات antitank warfare ، وانتشرت مفاهيم أكثر وضوحاً وعمقا حول أهمية استخدام هذه الأسلحة التكتيكية ، وساهمت عدة عوامل حقيقتاً في إحداث هذه التغييرات ، أهمها :
(a) المراقبة المستمرة والمتزايد increasing surveillance وقدرات اكتساب الأهداف وتمييزها وتعريفها ، وذلك باستخدام المجسات الكهروبصرية ، ضاعفت من قابليات التصويب والاشتباك الناجحة في الليل والنهار وفي معظم الظروف المناخية لساحة المعركة . أضف لذلك تحسن قابليات الاستطلاع والمراقبة عبر الأقمار الصناعية ، بحيث أصبح بالإمكان رصد حركة التشكيلات المدرعة بسهولة نسبية عما سبق .
(b) التقدم في علم الالكترونيات الدقيقة microelectronics سمح بأنماط بحث وتوجيه مصغرة ، بالإضافة إلى تنامي استخدام معالج الإشارات/الصور الفورية ، وكذلك أنظمة الطيران الرقمية الآلية والمجسات اللاقطة . جميع هذه التجهيزات وغيرها سكنت في فضاء صارم ومقيد stringent space دون إرباك قيود الوزن والحجم لمنظومة الصاروخ ، بهدف جعله أكثر قابلية للحمل والنقل . وفي حين كانت قذائف الجيل الأول والجيل الثاني كانت تتحصل على الحد الأدنى نموذجياً في داخلها من الإلكترونيات لترجمة وتفسير الأوامر المستلمة من خلال سلك التوجيه والتي ترسل بعد ذلك إلى المشغلات الميكانيكية actuators ، فإن منظومات الجيل الثالث في معظمها تعمل بنمط مستقل ، لاشتمالها على معالج دقيق للتوجيه وكمبيوتر للسيطرة ، يؤديان جميع وظائف التحكم أثناء طيران الصاروخ ، باستثناء عملية الاكتساب الأولي للهدف initial acquisition الذي يؤديه المشغل ويسلمه آلياً لباحث الصاروخ .
(c) الحاجة لتقليل زمن التعرض والانكشاف exposure time لمنصات إطلاق الصواريخ الموجهة المضادة للدروع ، أو وقت التواجد في منطقة الهدف العدائية ، أدى لظهور منظومات بقابلية "أطلق وأنسى" fire and forget ، مما ساهم بشكل أكبر في تعزيز حماية أطقم الاستهداف . كما سجلت خطوات جدية وملموسة في مجال مواجهة الإجراءات المضادة الكهروِ-بصرية electro-optical countermeasure وقابليات الإعاقة والتشويش ، وباتت الصواريخ المضادة للدروع أكثر تحصيناً ومقاومة لأنماط هذه الوسائل .
وفي الوقت الذي قللت فيه مقذوفات الجيل الثالث الموجهة المضادة للدروع من خطر النيران المعادية والمضادة على مشغليها ، فإنها في المقابل تعاني من معضلة الكلفة Cost-effectiveness مما يجعلها خياراً صعباً للكثيرين . ولصياغة ذلك بصورة مبسطة ، نقول إن المرء يأمل بكسب المعركة ، ولكن في نفس الوقت يجب أن يكون قادراً على تغطية نفقات ذلك المكسب . فمع ذات التقدم والتطور التقني ، فإن القابليات التشغيلية لأنظمة هذه الصواريخ ومنصات إطلاقها ، خصوصاً تلك المرتبطة والمثبتة على العربات المدرعة والمروحيات ، زادا إلى حد كبير ، وبالتالي ارتفعت أيضاً كلف نفقاتهم بشكل متزامن gone up costs . إن القيمة النسبية لمنصة إطلاق صاروخ مضاد للدروع من الجيل الحالي ، تبلغ نموذجياً أكثر من 30 ضعف قيمة الصاروخ ذاته . لذلك ، الكلفة العالية لمنصات الإطلاق firing platform بالإضافة للأطقم المدربة والقذائف المحمولة ، أوجدت الحاجة لضمان أن تكون مستويات الاستنزاف والاستهلاك attrition levels لمثل هذه المنصات مقبولة ورخيصة إلى القوات المستخدمة . لقد تطلب الأمر تحديد واختصار زمن تعرض وانكشاف منصة الإطلاق وكذلك طاقم التشغيل إلى الفترة الزمنية الضرورية الدنيا ، فقط لتسهيل اكتساب الهدف وإطلاق القذيفة عليه . هذا ما دعا الكثير من الشركات المتخصصة لاستئناف تطوير منظومات جديدة ذات قابليات متعددة للتوجيه الجزئي أو الكلي ، التي منحت في وقتنا الحاضر للعديد من منظومات الصواريخ الموجهة المضادة للدروع .
المنظرون الميدانيون الروس يحملون رؤاهم وتعليقاتهم الخاصة بشأن الاستعانة بالمقذوفات ذاتية التوجيه autonomous homing ، فهم يعتقدون أن الغرب يستعجل عرض فوائد ومزايا advantages منظوماتهم العاملة وفق هذا النمط من التوجيه . وهم يرون أن هذه الصواريخ التي يعمل جلها وفق آلية البحث بالأشعة تحت الحمراء IR seeker واكتساب الصورة الحرارية الصادرة عن الهدف ، رغم ميزاتها العديدة ، إلا أنها محكومة بنواحي تقنية تحد وتقيد من قيمتها الحقيقية . منها أن أداء الباحث من ناحية قابلية اكتساب الهدف target acquisition لا تتجاوز حتى الآن مسافة 2.5 كيلومتر ، مما يفرض تقييدات وعقبات على مدى إطلاق النار . الأمر الآخر يتعلق بمدى موثوقية واعتمادية الباحث السلبي ، فهذا يتطلب في عمله تحقيق مقارنة وتباين أعلى لصورة الهدف وتحليل بصري optical resolution بالمقارنة لتلك المطلوبة لأنظمة التشغيل التوجيهي التقليدية . هناك أيضاً احتمال عالي لفشل وإخفاق عملية التوجيه ، بسبب إما حالة التشويش المحيطة أو في الاكتساب الطبيعي للهدف من قبل باحث الصاروخ . إن الضرر والعائق الرئيس لتبني الصواريخ الموجهة بواسطة باحثها الخاص كما يراه الروس يكمن في كلفتهم العالية ، التي تبلغ نحو ثلاثة أضعاف تلك الخاصة بأنظمة التوجيه نصف الآلية semiautomatic guidance . لذلك ، الكثير من الجيوش لا تستطيع تحمل شراء مثل هذه الأنظمة بالأعداد المطلوبة ، حيث يفضل الكثير منهم اقتناء أعداد محدودة وبالتمازج مع منظومات الجيل السابق الصاروخية الموجه المضادة للدبابات .
غالباً ما يطلق على منظومات الصواريخ المضادة للدروع من الجيل الثالث اسم "أطلق وأنسى" Fire and Forget ، وهذا يعني لا حاجة للتفكير في شيء بعد القيام بعملية الرمي لأن التوجيه ومن ثم الإصابة ستكون محققة بحيث يكون للمشغل بعدها حرية التراجع retreat . لكن هذه القيمة حقيقتا لا تتصف بالشمولية بالنسبة لجميع قذائف هذا الجيل ، فلا يزال العديد منها يعتمد على مهارة المشغل وتأكيده على متابعة الهدف وحتى إصابته ، وكما هو الحال مع المنظومات ذات التوجيه نصف النشيط semiactive homing . لقد انصب التغيير في أنظمة الجيل الثالث بالدرجة الأولى على تقنيات البحث واللواقط seekers ، حيث أحدثت الالكترونيات الدقيقة microelectronics والرقائق الإلكترونية electronics chip ، ثورة في تصميم واستخدام نظم توجيه الأسلحة ، وأضافت هذه بعداً جديداً لسيناريو معركة الصواريخ والذخيرة المضادة للدبابات ، وفرض التقدم التقني قابليات تشغيلية مميزه لمنظومات هذا الجيل ، كفلت لها تحقيق نتائج أكثر قيمه مما حققته سابقاتها ، حتى قال أحدهم "إن المعركة بين جهابذة مصممي الدبابات ومصممي قاتليها ، دخلت جولة أخرى جديدة" . وأصبح بإمكان معظمها العمل في مختلف الظروف الجوية الصعبة ، في الوقت الذي كان فيه استخدامها في مثل هذه الظروف معقداً إن لم يكن ضرباً من المستحيل .
لقد أدى التقدم السريع ونمو التقنيات فيما يتعلق بمنظومات الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات خلال العقود الأربعة الماضية ، إلى تغيير شامل في سيناريو الحرب ضد الدبابات antitank warfare ، وانتشرت مفاهيم أكثر وضوحاً وعمقا حول أهمية استخدام هذه الأسلحة التكتيكية ، وساهمت عدة عوامل حقيقتاً في إحداث هذه التغييرات ، أهمها :
(a) المراقبة المستمرة والمتزايد increasing surveillance وقدرات اكتساب الأهداف وتمييزها وتعريفها ، وذلك باستخدام المجسات الكهروبصرية ، ضاعفت من قابليات التصويب والاشتباك الناجحة في الليل والنهار وفي معظم الظروف المناخية لساحة المعركة . أضف لذلك تحسن قابليات الاستطلاع والمراقبة عبر الأقمار الصناعية ، بحيث أصبح بالإمكان رصد حركة التشكيلات المدرعة بسهولة نسبية عما سبق .
(b) التقدم في علم الالكترونيات الدقيقة microelectronics سمح بأنماط بحث وتوجيه مصغرة ، بالإضافة إلى تنامي استخدام معالج الإشارات/الصور الفورية ، وكذلك أنظمة الطيران الرقمية الآلية والمجسات اللاقطة . جميع هذه التجهيزات وغيرها سكنت في فضاء صارم ومقيد stringent space دون إرباك قيود الوزن والحجم لمنظومة الصاروخ ، بهدف جعله أكثر قابلية للحمل والنقل . وفي حين كانت قذائف الجيل الأول والجيل الثاني كانت تتحصل على الحد الأدنى نموذجياً في داخلها من الإلكترونيات لترجمة وتفسير الأوامر المستلمة من خلال سلك التوجيه والتي ترسل بعد ذلك إلى المشغلات الميكانيكية actuators ، فإن منظومات الجيل الثالث في معظمها تعمل بنمط مستقل ، لاشتمالها على معالج دقيق للتوجيه وكمبيوتر للسيطرة ، يؤديان جميع وظائف التحكم أثناء طيران الصاروخ ، باستثناء عملية الاكتساب الأولي للهدف initial acquisition الذي يؤديه المشغل ويسلمه آلياً لباحث الصاروخ .
(c) الحاجة لتقليل زمن التعرض والانكشاف exposure time لمنصات إطلاق الصواريخ الموجهة المضادة للدروع ، أو وقت التواجد في منطقة الهدف العدائية ، أدى لظهور منظومات بقابلية "أطلق وأنسى" fire and forget ، مما ساهم بشكل أكبر في تعزيز حماية أطقم الاستهداف . كما سجلت خطوات جدية وملموسة في مجال مواجهة الإجراءات المضادة الكهروِ-بصرية electro-optical countermeasure وقابليات الإعاقة والتشويش ، وباتت الصواريخ المضادة للدروع أكثر تحصيناً ومقاومة لأنماط هذه الوسائل .
وفي الوقت الذي قللت فيه مقذوفات الجيل الثالث الموجهة المضادة للدروع من خطر النيران المعادية والمضادة على مشغليها ، فإنها في المقابل تعاني من معضلة الكلفة Cost-effectiveness مما يجعلها خياراً صعباً للكثيرين . ولصياغة ذلك بصورة مبسطة ، نقول إن المرء يأمل بكسب المعركة ، ولكن في نفس الوقت يجب أن يكون قادراً على تغطية نفقات ذلك المكسب . فمع ذات التقدم والتطور التقني ، فإن القابليات التشغيلية لأنظمة هذه الصواريخ ومنصات إطلاقها ، خصوصاً تلك المرتبطة والمثبتة على العربات المدرعة والمروحيات ، زادا إلى حد كبير ، وبالتالي ارتفعت أيضاً كلف نفقاتهم بشكل متزامن gone up costs . إن القيمة النسبية لمنصة إطلاق صاروخ مضاد للدروع من الجيل الحالي ، تبلغ نموذجياً أكثر من 30 ضعف قيمة الصاروخ ذاته . لذلك ، الكلفة العالية لمنصات الإطلاق firing platform بالإضافة للأطقم المدربة والقذائف المحمولة ، أوجدت الحاجة لضمان أن تكون مستويات الاستنزاف والاستهلاك attrition levels لمثل هذه المنصات مقبولة ورخيصة إلى القوات المستخدمة . لقد تطلب الأمر تحديد واختصار زمن تعرض وانكشاف منصة الإطلاق وكذلك طاقم التشغيل إلى الفترة الزمنية الضرورية الدنيا ، فقط لتسهيل اكتساب الهدف وإطلاق القذيفة عليه . هذا ما دعا الكثير من الشركات المتخصصة لاستئناف تطوير منظومات جديدة ذات قابليات متعددة للتوجيه الجزئي أو الكلي ، التي منحت في وقتنا الحاضر للعديد من منظومات الصواريخ الموجهة المضادة للدروع .
المنظرون الميدانيون الروس يحملون رؤاهم وتعليقاتهم الخاصة بشأن الاستعانة بالمقذوفات ذاتية التوجيه autonomous homing ، فهم يعتقدون أن الغرب يستعجل عرض فوائد ومزايا advantages منظوماتهم العاملة وفق هذا النمط من التوجيه . وهم يرون أن هذه الصواريخ التي يعمل جلها وفق آلية البحث بالأشعة تحت الحمراء IR seeker واكتساب الصورة الحرارية الصادرة عن الهدف ، رغم ميزاتها العديدة ، إلا أنها محكومة بنواحي تقنية تحد وتقيد من قيمتها الحقيقية . منها أن أداء الباحث من ناحية قابلية اكتساب الهدف target acquisition لا تتجاوز حتى الآن مسافة 2.5 كيلومتر ، مما يفرض تقييدات وعقبات على مدى إطلاق النار . الأمر الآخر يتعلق بمدى موثوقية واعتمادية الباحث السلبي ، فهذا يتطلب في عمله تحقيق مقارنة وتباين أعلى لصورة الهدف وتحليل بصري optical resolution بالمقارنة لتلك المطلوبة لأنظمة التشغيل التوجيهي التقليدية . هناك أيضاً احتمال عالي لفشل وإخفاق عملية التوجيه ، بسبب إما حالة التشويش المحيطة أو في الاكتساب الطبيعي للهدف من قبل باحث الصاروخ . إن الضرر والعائق الرئيس لتبني الصواريخ الموجهة بواسطة باحثها الخاص كما يراه الروس يكمن في كلفتهم العالية ، التي تبلغ نحو ثلاثة أضعاف تلك الخاصة بأنظمة التوجيه نصف الآلية semiautomatic guidance . لذلك ، الكثير من الجيوش لا تستطيع تحمل شراء مثل هذه الأنظمة بالأعداد المطلوبة ، حيث يفضل الكثير منهم اقتناء أعداد محدودة وبالتمازج مع منظومات الجيل السابق الصاروخية الموجه المضادة للدبابات .
هل صحيح أن الجيل الجديد من الجافلين استطاع اصابة هدف عن بعد 4.5 كلم ؟
ردحذفمنظومة سبايك العاملة بالالياف البصرية يتولى فيها الرامي مهمة البحث عن الهدف و توجيه الصاروخ نحو الهدف فهي بذلك شبيهة بمدا عمل الجيل الثاني الا انها تصنف من جهة الاجيال الى جيل ثالث رغم ان مفهوم الجيل الثالث المتعارف عليه هو اطباق المنظومة على الهدف و تحميل البيانات على كمبيوتر الصاروخ و ينطلق الصاروخ ليتتبع الهدف و يصيبه ذاتيا دون اي تدخل من المطلق
فما رأيك في هذا الامر؟