الصفحات

13‏/1‏/2018

وسائل حديثة لمواجهة أدوات التفجير المرتجلة وإرباك عملها .

أنظمة CREW مصممة لعرقلة وتعطيل ترددات وسائل تحفيز أدوات التفجير المرتجلة
وسائـــــــل حديثـــــــة لمواجهـــــــة أدوات التفجيــــــر المرتجلــــــة وإربــــــاك عملهـــــــا

في العراق وخلال عملية "حرية العراق" Iraqi Freedom في مارس العام 2003، واجهت قوات التحالف مجموعة مختلفة من التحديات عن تلك المجربة أثناء عملية الحرية الدائمة في أفغانستان. وعلى الرغم من التحضيرات الهائلة والطويلة لاحتلال العراق، بعض الوحدات كانت لا تزال غير مجهزة بعربات مناسبة لعبور الحدود. لكن بعد بسط السيطرة على العاصمة العراقية بغداد، متطلبات عربات قوات التحالف الخاصة بمسرح العمليات تغيرت بشكل تدريجي مع وصول التمرد الحضري urban insurgency وانتشاره بشكل كبير في أغلب محافظات العراق السنية. أدوات التفجير المرتجلة IED وكمائن أسلحة RPG أصبحت وسائل المواجهة الرئيسة للمتمردين، مع ملاحظة تنامي أحجام وتقنيات أدوات التفجير المرتجلة. قدرات هذا النوع من الأدوات اختبرت على نطاق واسع في العراق، حيث استخدمت الجماعات المسلحة خلال السنوات 2003-2011 شحنات مرتجلة في الغالب ضد عربات قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. ومع نهاية العام 2007 هم كانوا مسئولين تقريباً عن 64% من حالات وفيات التحالف في العراق.. في العام 2014 عرضت إحدى الجماعات الجهادية العاملة بالعراق تصوير فيديو يظهر بوضوح هجوم عنيف تتعرض له عربة مدرعة ناقلة للجنود تابعة للجيش العراقي من نوع Badger (تعني الغرير) أثناء سيرها على الطريق العام بواسطة عبوة طريق فجرت عن بعد (العراق طلب في العام 2007 عدد 378 عربة من هذا النوع). الهجوم تسبب في طيران العربة التي يبلغ وزنها نحو 16 طن لبضعة أمتار في الهواء قبل أن تسقط مجدداً بعنف على الأرض!! طاقم العربة والأفراد الجالسين في الداخل (العربة في المجمل قادرة على حمل مجموعة من 10 أفراد مسلحين) أصيبوا بإصابات قاتلة من شدة الانفجار وانقلاب العربة رأساً على عقب، رغم أن العربة مصممة لمواجهة هذا النوع من التهديدات وفق تصميم الكبسولة capsule design المبنية على أساسه. حيث كان بالإمكان مشاهدة تبعثر الأشلاء وتناثرها بالقرب من موقع الهجوم (العربة مجهزة بذراع آلي robotic arm للتحقق عن بعد ونبش المواضع الأرضية المشبوهة). العبوة شديدة الانفجار التي استخدمها المسلحون وضعت على الطريق أسفل طبقة الإسفلت، وتسببت في حدوث حفرة كبيرة يقدر قطرها بنحو 3 متر أو أكثر، وبعمق 90-100 سم.
ولمواجهة هذه الظروف، عملت قوات التحالف سريعاً على جلب بعض التجهيزات التقنية لمواجهة الأخطار الجديدة. العديد من الأنظمة المضادة لأدوات التفجير المرتجلة المدارة لاسلكياً تم نشرها على عربات قوات التحالف. لقد وجد الخبراء أن هزيمة وإبطال التلقين/الاستهلال البعيد Remote Initiation يمكن أن ينجز فقط بواسطة منع واجهاض وصلة الاتصال البعيدة. هكذا، كان بالإمكان مشاهدة أنظمة التشويش الإلكتروني أو أنظمة CREW مصممة بشكل عام لعرقلة وتعطيل الترددات المستعملة من قبل وسائل تحفيز واستهلال أدوات التفجير المرتجلة (اختصار الحرب الإلكترونية المضادة لأدوات التفجير المرتجلة المتحكم بها لاسلكياً) على عدد من العربات المدرعة الأمريكية، بما في ذلك عربة "الجاموس" Buffalo وهي عربة مدولبة مقاومة للألغام ومحمية من الكمائن MRAP، صممت خصيصاً أثناء الحرب في العراق لمقاومة الهجمات وكمائن أدوات التفجير المرتجلة (العربة مجهزة بذراع هيدروليكي ممتد hydraulic arm وآلة تصوير للبحث والتحقق من أدوات التفجير المرتجلة). أغلب هذه العربات جهزت في مسرح العمليات بقفص حديدي لمواجهة هجمات المقذوفات العاملة بالدفع الصاروخي RPG. 
أنظمة CREW مصممة بشكل عام لعرقلة وتعطيل الترددات المستعملة من قبل وسائل تحفيز واستهلال أدوات التفجير المرتجلة الشائعة، مثل أجهزة إنذار السيارات والهواتف النقالة (الهواتف النقالة العاملة وفق نظام GSM تشتغل ضمن ترددات متفاوتة على مستوى العالم، لكنها دائماً ما تكون في النطاق 850 ميغاهيرتز، 900 ميغاهيرتز، 1.8 غيغاهيرتز، 1.9 غيغاهيرتز)، مع ملاحظة أن العدو قد يستعمل أدوات أخرى غير متوقعة لإصدار ترددات الإرسال اللاسلكية Radio Frequency، مثل أجراس الأبواب اللاسلكية، أدوات التحكم عن بعد في أجهزة انذار السيارات، أدوات فتح أبواب مرآب السيارات وغيرها من الأدوات المتحكم بها عن بعد وذلك لبناء أداة تفجير مرتجلة مدارة لاسلكياً. أنظمة CREW تتضمن في العادة مرسلة ومستقبلة للترددات الراديوية radio frequency تعمل فعلياً على التشويش وعرقلة عمل المستقبلات الراديوية radio receivers التي يستخدمها العدو لتحفيز عمل متفجرات الطريق المرتجلة المدارة لاسلكياً (تتحصل هذه الأنظمة في الغالب على هوائيات Antennas، تعمل على عرقلة ومقاطعة وصلة الاتصال بين مستقبل إشارات أداة التفجير المرتجلة وجهاز التحكم عن بعد. هي يمكن أن تكون من النوع متعدد الاتجاهات multi-directional مع خصائص وقابليات فردية). أحد هذه الأنظمة الحديثة الذي تتبناه قوات الجيش الأمريكية يطلق عليه Symphony Block 40 وهو من تطوير شركة "لوكهيد مارتن" Lockheed Martin الأمريكية وصمم خصيصا للتشويش وهزيمة أدوات التفجير المرتجلة بشكل فوري من خلال إطلاق إشارات إلكترونية متعددة multiple electronic-signals لتحفيز وإطلاق أداة التفجير المرتجلة المتحكم بها لاسلكياً. النظام الذي تبلغ قياساته البعدية 46×51×61 ملم ووزنه 62 كلغم، يستطيع كما تؤكد الشركة المنتجة توفير تغطية مستمرة عبر كامل طيف التهديد.
 فيديو للمشاهدة ..

فيديو آخر يظهر نجاح عملية التشويش

هناك 5 تعليقات:

  1. تادي عواد:... الموضوع ممتاز وواسع ارجو ان يتم تحديثه دائما . ككما الفت نظركم الى تشعب عمل هذه الاجهزة وتشعب استخدامها في العمل العسكري والامني على حد سواء . من Bomb Jammer الى Cellular Jammers و اجهزة Prison Solutions المخصصة للسجون

    ردحذف
  2. تادي عواد : اليكم صفحة متخصصة لمختلف الاجهزة ومهماتها http://www.secintel.com

    ردحذف
  3. اخ انور الرجاء الاشارة الى المنظومة الروسية الرادارية المضادة للعبوات والالغام Foliage penetrating radar او Листва проникающий радар والتي تقوم بتدمير العبوات عن بعد من خلال حرقها باستخدام اشعة كهرومغناطيسية ذات طول موجي قصير ميكرو ويف Microwave واليكم فيديو للمنظومة يوضح طريقة عمله youtube.com/watch?v=UtfC48Dw2Ng&t=316s
    خالص الشكر على مجهودكم

    ردحذف
    الردود
    1. ميدانيا أشك بقدراتها خصوصا وأنها قادرة على تدمير الدوائر الإلكترونية للأهداف والأجهزة الصديقة، وهناك الأخطار التي تهدد صحة الأفراد المرافقين للعربة من تأثر الموجات الميكروية!!

      حذف