طــــــــلاء تجويــــــف سبطانــــــــــــــــات مدافــــــــــــــع الدبابـــــــــــات
من الناحية التاريخية سبطانات المدافع كانت من الفولاذ المنكشف حتى الحرب العالمية الثانية ، عندما قامت شركة أمريكية تدعى Battelle بأول عملية طلاء لسبطانة سلاح رشاش من عيار 12.7 ملم ، في شهر أغسطس من العام 1942 . وبعد الحرب وحتى العام 1965 تم تجاهل هذه التقنية اللازمة للحفاظ على سبطانات المدافع من الإهتراء والتآكل ، لتأتي الحرب الفيتنامية في منتصف الستينات لتعيد إحياء مشروع الطلاء الواقي ، خصوصاً بعد النتائج غير السارة للمدفع الأمريكي عيار 175 ملم . وفي الوقت الحاضر تلجأ الكثير من الدول المنتجة لسبطانات الأسلحة ، لكساء تجويفها الداخلي بطبقة سميكة نسبياً من عنصر الكروم عالي التقلص HC Chromium ، الذي يضفي طبقة مقاومة مهمة للسطوح الفولاذية ، بالإضافة لمعامل احتكاك منخفض وقسوة عالية لمقاومة التآكل corrosion . مدافع أمثال الأمريكي M256 والألماني L44 من عيار 120 ملم وغيرها ، تطلى بطبقة ثخينة نسبياً من عنصر الكروم يبلغ سمكها 0.01 بوصة ، لتمكينها من مواجهة التأثيرات الداخلية الناتجة عن غازات الدفع عالية السخونة ومقاومة قوى الإهتراء وكذلك التأثيرات الميكانيكية mechanical effects للمقذوف ، وبذلك تزيد من عمر سبطانة المدفع (مع تزايد إهتراء تجويف سبطانة السلاح فإن سرعة الفوهة يمكن أن تنخفض ، حيث أثبتت الاختبارات أنه مع نسبة إهتراء لنحو 3% من قطر المدفع المستخدم ، فإننا يمكن أن نخسر 5% من سرعة الفوهة) .
لقد جاء استخدام عنصر الكروم في الطلاء جاء بسبب درجة انصهاره الأعلى مقارنة بالفولاذ (1875 درجة مئوية مقابل 1425 درجة مئوية) وأيضاً مقاومته لأطوار التغير ، نتيجة الترتيب الذري الفريد في بلوراته ، أو ما يطلق عليه اصطلاحاً بالشبكة البلورية lattice structure . كما أن لعنصر الكروم ميزة إضافية تم ذكرها سابقاً ، تتمثل في مقاومة التآكل والإهتراء ، حيث يتولى الطلاء حماية طبقة الفولاذ السفلى من الهجوم الكيميائي الذي يعمل حال توفره ، على تخفيض ملكيات وخواص السطوح الفولاذية في تجويف السبطانة.
عملية التطبيق الطلاء بعنصر الكروم تتضمن عملية تمرير لتيار كهربائي خلال كهرل electrolyte (الكهرل هو مادة أو محلول يحتوي على أيونات حرة تشكل وسطاً مناسباً لنقل الكهرباء) متصل بسبطانة المدفع . وتتألف المكونات الضرورية لعملية الطلاء من سبطانة السلاح التي تمثل القطب الكهربائي الذي سيتم طلاءه ، وقطب موجب لإكمال الدائرة الكهربائية ، وكهرل يحتوي على أيونات عنصر الكروم التي سيتم ترسيبها على السبطانة ، وأخيراً مصدر مباشر للتيار الكهربائي . يتم تغطيس وغمر السبطانة والقطب الموجب في كهرل مشتمل على أيونات عنصر الكروم ، مع قطب موجب موصول بالطرف الموجب positive من مصدر الطاقة ، في حين توصل السبطانة بالطرف السلبي negative . بعدها يجري تشغيل تيار الطاقة الكهربائية والتحكم به تدرجاً من المستوى صفر ، وهكذا النقطة التي يتم الوصول لها أولاً من السبطانة يتم كساءها وطليها بطبقة الكروم .
https://www.4shared.com/photo/dxr1tgD6ca/SHL16943.html
ردحذفhttps://www.4shared.com/photo/VJF1zf9Rca/MyWi6IO.html
هل لديك تعليق على الصورتين
ما الغريب في الصورتين ؟؟ تقصد التروفي أم ماذا ؟؟
حذفأستاذنا ..
ردحذفمدافع الدبابات كانت في البداية محلزنة لحفظ استقرار القذيفة ووصولها لمداها المحدد، ولكن بعد استبدالها بالمدافع الملساء كيف تستطيع القذيفة اختراق الهواء للوصول إلى آخر مداها دون دوران، وما هي البدائل التي تم استخدامها للاستعاضة عن الحلزنة.
سؤال آخر هل يوجد لديك مراجع تتحدث عن حلزنة سبطانات الأسلحة بشكل عام سواء في اتجاهها أو أعدادها أو إمكانية زيادتها أو إنقاصها.
ودمتم بخير