الصفحات

14‏/2‏/2017

نظـــام التلقيــم الآلــي في الدبابــة الفرنسية لوكلير .

نظـــــــام التلقيـــــــم الآلــــــي فـــــــي الدبابــــــــة الفرنسيـــــــة لوكليـــــــر

قصة الدبابة لوكلير وملقمها الآلي تعود إلى أواخر السبعينات عندما بدأ الفرنسيون يخططون لوريث يخلف دبابتهم المتقادمة AMX-30 . أعمال التصميم بوشرت في بداية الثمانينات ، ليبلغ العمل ذروته العام 1986 على مشروع الدبابة الجديدة التي حملت التعيين "لوكلير" Leclerc . في تلك السنة اختبرت النماذج الستة الأولى ، ليبدأ الإنتاج الشامل مع بداية التسعينات وتدخل الدبابة الخدمة في الجيش الفرنسي (ثم في مرحلة لاحقة في الجيش الإماراتي) . منذ بداية العمل وتحديد قائمة المواصفات ، مصممو الدبابة الفرنسية لوكلير أرادوا إعطائها صورة ظليه منخفضة قدر الإمكان . ومثل أي عربة معدة للحركة والسير على التضاريس الريفية ، الدبابة تحتاج لارتفاع ومسافة خلوص آمنة عن الأرض ground clearance . أضف لذلك ، معدل القوة للوزن المطلوب للدبابة وكما جرى تقديره ، يجب أن لا يقل من 25 حصان لكل طن ، مما يتطلب وجود محرك ضخم الحجم لتلبية احتياجات القوة والتعجيل . لقد أدرك مصممو الدبابة أن تأمين هذه المتطلبات لا يتوافق مع مبدأ تخفيض ارتفاع هيكل الدبابة ، فكان من الطبيعي التوجه نحو البرج ومراجعة جميع البدائل والحلول المقبولة التي ستؤمن في النهاية التخفيض المطلوب . من هذه البدائل وربما أبرزها ، كان خيار اللجوء لنظام التلقيم الآلي لصالح مدفع الدبابة الرئيس . ويدعي مصممو النظام أنه عمل على تخفيض حجم البرج في الدبابة لوكلير قياساً بالدبابات الغربية الأخرى ، حتى أن السطح أو المقطع الأمامي للبرج front surface لم تكن تتجاوز مساحته 1.6 م2 ، وهو بذلك أقل بنحو 0.5 م2 عن مثيله على الدبابة الألمانية Leopard 2 .. في التصاميم الكلاسيكية ، طاقم الدبابة عادة يتكون من أربعة أفراد . من هؤلاء ، نجد الفرد المختص بعملية تعبئة وتلقيم مدفع الدبابة يستغل عادة معظم الفراغ أو المساحة الداخلية لمقصورة القتال . هذا الرجل كان عليه حمل مقذوفات كبيرة الحجم وثقيلة الوزن من عيار 120 ملم (يتراوح وزنها ما بين 27 و35 كلغم) . ولإنجاز مهمته بالشكل المطلوب والحاسم ، كان عليه الوقوف منتصباً upright وتناول الذخائر من مخزنها ثم إقحامها بعد ذلك في مغلاق المدفع . لذلك كان من الضروري تكييف ارتفاع البرج لتسهيل عمل هذا الملقم البشري (من المثير بالفعل أن السوفييت كانوا يختارون أطقم دباباتهم بالنظر لمقاييس الطول والحجم ، وعملياً أي رجل يزيد طوله عن 1.65 م لم يكن ليحظى بأي فرصة للعمل ضمن الطاقم) .
نظام التلقيم الآلي في الدبابة الفرنسية لوكلير يغذي المدفع أملس الجوف نوع F1 عيار 120 ملم ، وهو يختلف تماماً في بناءه وتخطيطه عن مثيلاته في الدبابات الروسية ، وإن كان مماثلاً في مبدأ العمل لذلك الذي تستخدمه الدبابة اليابانية Type 90 من حيث استخدام نمط السلسلة وبعض العناصر المشتركة الأخرى . هذا النظام طور من قبل شركة Creusot-Loire ، في حين تتولى إنتاجه وتوزيعه شركة Giat Industries وهي المقاول الرئيس . الملقم مثبت في مؤخرة برج الدبابة حيث يمكن شحنه وتغذيته بالذخيرة من الخارج أو من داخل الدبابة ، ويتم التحكم بعمله بواسطة نظام إلكتروني متطور . لقد جرى عزل النظام عن الرامي وقائد الدبابة في مقصورة القتال بواسطة حاجز مدرع انزلاقي محكم الغلق . هو يسمح بمعدل نيران مرتفع ، يبلغ 10-12 طلقة/دقيقة اعتماداً على موقع الذخيرة المطلوبة (المعدل العام بدون تعيين أو توجيه يمكن أن يبلغ 15 طلقة/دقيقة) . مع ملاحظة أن الملقم الآلي في الدبابة لوكلير كغيره من أنظمة التلقيم الآلية ، لا يستطيع تغيير نوع القذيفة متى ما هي حملت وعبئت في مغلاق المدفع .. المخزن الخاص بالنظام يشحن بعدد 22 قذيفة عيار 120 ملم من خلال فتحة تحميل خاصة في مؤخرة جدار البرج . الذخيرة تكون محفوظة وجاهزة للاستخدام في خلايا نقل أفقية horizontal conveyor cells ، مع القدرة على الاختيار بين خمسة أنواع من القذائف ، بما في ذلك الأنواع النابذة للكعب المثبتة بزعانف APFSDS (سرعة فوهة حتى 1750 م/ث) ، وشديدة الانفجار المضادة للدبابات HEAT (سرعة فوهة حتى 1170 م/ث) . حيث يعمل معالج دقيق على قراءة الباركود barcode أو شفرة التعريف الخاصة بالذخيرة المطلوبة . 
قدرات النظام يعززها نظام رقمي للسيطرة على النيران D-FCS ، يسمح باختيار وانتخاب عدد 6 أهداف خلال 30 ثانية (تسمح وحدة التوجيه المستقرة بنسبة إصابة أثناء الحركة نظرياً تبلغ 95% ، وتستطيع الدبابة عموماً مهاجمة أهداف تبعد عنها مسافة 4000 م وهي تتحرك بسرعة 50 كلم/س) . يوجد في هيكل الدبابة مخزون إضافي من الذخيرة ، يبلغ عدده 18 قذيفة لغرض إعادة تزويد الملقم الآلي بالذخائر المستهلكة . حاويات الخراطيش cartridge cases في الملقم والتي تغذي المدفع أملس الجوف نوع F1 ، هي من النوع التي نصفها قابل للاحتراق semi-combustible ، وعند الحاجة لرمي قذيفة معينة ، فإن باب صغير يعمل كهربائياًً يفتح من خلال الحاجز المدرع ليسمح للذخيرة بالمرور من خلاله . وقد جرى تصميم برج الدبابة المشتمل على الملقم في حالة إصابته واختراقه من قبل قذيفة معادي ، بحيث يوجه وينفس القوة الرئيسة لموجة الانفجار نحو الأعلى من خلال أبواب خاصة ، بدل توجيه موجة الانفجار نحو غرفة الطاقم .
يشتمل الملقم الآلي في الدبابة على مكونين رئيسيين هما : ناقل الذخيرة ، والذي هو أيضاً مخزن طلقات الملقم من عيار 120 ملم ، وتكون القذائف هنا موجهة وأنوفها نحو مقدمة الدبابة . المكون الثاني هو مدك أو صادم تلسكوبي telescopic rammed ، مهمته نقل الذخيرة من مخزن الملقم للعقب المفتوح الخاص بالمدفعع الرئيس . الناقل يمكن أن يحمل بعدد 22 طلقة يدوياً loaded manually من داخل الدبابة أو من خارجها (فتحة في مؤخرة البرج) . ناقل الذخيرة يشتمل في بنائه الداخلي على سلسلة متصلة endless chain متوافقة مع تركيب من خليتين مفتوحتين ومفصولتين عن بعض ، تنزلقان على قضبان أو مسارات خاصة . أما المدكك التلسكوبي فيتضمن ذراع انزلاقي sliding الذي يعمل على دفع القذيفة المنقولة فيي عقب المدفع الرئيس F1 . ويمكن تحميل المدفع بالذخيرة عندما تكون الدبابة عند حدود ميلان وانحدار تتراوح ما بين -15 و+15 درجة . يبلغ طول الملقم 1400 ملم ،، وعرضه 2400 ملم ، وارتفاعه 500 ملم ، أما وزنه فيبلغ 500 كلغم .

فيديو للمشاهدة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق