الصفحات

19‏/1‏/2017

منظومـــــة القتـــــل الصعــــــب الروسيــــــة ARENA .

ربما نشاهدها قريباً في سوريا ومن باب إختبار القدرات !!
منظومـــــــــــــة القتـــــــــــل الصعـــــــــــب الروسيــــــــــــة ARENA 

أعمال تطوير نظام الحماية الروسي النشط من الجيل الثاني المدعو "أرينا" ARENA (النسخة التصديرية ARENA-E) بوشرت من قبل مكتب التصميم الهندسي KBM في كولومنا Kolomna (المطور الرئيس للنظام) سوية مع مكتب تصميم الآلات KBP في تولا Tula ، وذلك أواخر الثمانينات وتحت إشراف رئيس المصممين "نيكولاي غوشين" Nikolai Gushchin (مصمم أسلحة روسي حاصل على العديد من الجوائز الرسمية السوفييتية ، يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم التقنية ولديه أكثر من 200 منشور ودراسة علمية) ليختبر النظام أولاً في أرض الاختبار "كوبينكا" Kubinka بداية العام 1995 وذلك تجاه صاروخ موجه مضاد للدبابات ، علماً أن وجود النظام لم يكشف عنه رسميا إلا في أواخر العام 1997 عندما عرض أولاً على الجمهور في Omsk على دبابة T-80UM-1 .. في الحقيقة العمل على النظام علق أوائل التسعينيات ، لينشط بعد ذلك ويفعل أثر هجوم الجيش الروسي المطول على العاصمة الشيشانية غروزني من ديسمبر 1994 وحتى مارس 1995 ، وما تبع ذلك من خسائر كبيرة نسبياً في القوات البشرية والآلية التي لحقت بالطرف المهاجم ، وبشكل خاص في سلاح الدبابات . يومها وزير الدفاع الروسي الجنرال "بافل غراشيف" Pavel Grachev عقد مؤتمره الخاص في كوبينكا وتحديداً في 20 فبراير العام  1995، وتحدث عن خسائر الدبابات المرتفعة خلال المعركة والأداء العام المنخفض لعنصر الحماية في هذه المعدات .. قدرات النظام أرينا تندرج تحت مسمى منظومة القتل الصعب hard-kill system ، حيث قصد من تطويره توفير حماية من المقذوفات الكتفية والصواريخ الموجهة المضادة للدروع التي تطلق من قبل المشاة ، بما في ذلك الصواريخ التي تهاجم من الأعلى top-attack وكذلك الصواريخ المطلقة من المروحيات .. إذ أثبتت الدراسات الإختبارية الحديثة أنه لتخفيض مستويات التأثير للرؤوس الحربية ذات الشحنة المشكلة (عملياً لمستوى الصفر) ، فإننا نحتاج لاعتراضها وتدميرها عند مسافة مباعدة تزيد عن 40 ضعف قطر الرأس الحربي للمقذوف المهاجم . هذه المسافة يمكن تقديرها جزئياً بنحو 6-8 م عن جسم الدبابة . ومع الأخذ بنظر الاعتبار أن الغالبية العظمى من منظومات الصواريخ المضادة للدروع تمتلك سرعة عالية تقدر بنحو 300 م/ث ، لذلك تأكد أن عملية التعامل الآمن يجب أن تتم عند مسافة لا تقل عن 20 م من العربة حاملة النظام .
يتراوح وزن النظام أرينا ما بين 1100-1300 كلغم وذلك اعتماداً على مستوى التغطية والترتيب ، ويستهلك نحو 1 كيلو وات من الطاقة الكهربائية . النظام قادر على العمل كما يؤكد مصمموه على مدار الساعة وفي أي ظروف جوية لاكتشاف وشغل الأهداف المعادية مع احتمالية قتل تصل إلى 85% . كما يؤكد هؤلاء أن مجسات نظامهم غير قابلة للتفاعل مع الأهداف الوهمية ، كالأجسام بطيئة الحركة slow-moving objects مثل الطيور والصخور المتطايرة قريباً من العربة وكذلك الأمر بالنسبة للشظايا الناتجة عن انفجار القذائف حول الدبابة (الذخيرة الفرعية ذاتها محمية من الانفجار الناتج عن تأثير الإطلاقات الصغيرة وحتى العيار 7.62 ملم) ، فهو لا يتعامل إلا مع الأجسام ذات الحجم والسرعة المؤكدة . كما أنه لا يتأثر بالأهداف التي لا تشكل تهديدا مباشراً immediate threat ، مثل المقذوفات التي تطير على مسافة تتجاوز 50 م عن الدبابة ، وهذه تبدو ميزة مهمة خلال القتال في التضاريس الحضرية urban warfare .
يعمل النظام بنمط آلي متكامل automatic operating mode بالاعتماد على رادار مليمتري جرى تثبيته على صارية في مؤخرة قمة البرج . هوائيات الرادار الموضوعة في حاويات متعددة الأضلاع polygonal casing توفر قطاع تغطية عمودي لنحو 75 درجة ، وفي زاوية السمت لنحو 220-270 درجة حسب نوع النظام المستخدم ، وهي كافية لتأمين مقدمة وجانبي الدبابة لكنها تترك منطقة ميتة إلى الخلف منها . أما بالنسبة لزوايا الاعتراض التي يغطيها النظام ، فهي ±140 في السمت ، و-5/+20 في الارتفاع . تسلسل عملية الاشتباك الآلي تبدأ مع اكتشاف ورصد الرادار للتهديد المقترب من العربة بسرعة طيران تتراوح ما بين 70-700 م/ث وضمن مدى قدر بنحو 40-50 م عن العربة ، ليبدأ بعد ذلك مرحلة التعقب والمتابعة الآلية Auto-track mode وذلك ضمن مدى 20-25 م . في هذه المرحلة ، جميع بيانات الهدف من حيث سرعته وزاوية وروده تنقل للحاسوب البالستي الذي بدوره يختار عدد الذخائر الوقائية المتطلبة وزمن الاستجابة أو ردة الفعل response time ، لتطلق بعد ذلك الذخيرة باتجاه الهدف القادم .. ابتداء يقوم النظام بتحذير الطاقم بوجود خطر يهدد الدبابة ، وفي ذات الوقت يقوم الرادار بالإطباق على الهدف بعد دخوله منطقة القتل المقدرة بنحو 8-10 م عن العربة ، يتبع ذلك إدخال بيانات الهدف بشكل تلقائي إلى حاسوب النظام . الحاسوب البالستي ballistic computer يمتلك زمن ردة فعل واستجابة مقدر بنحو 0.05 ثانية ، يحدد بعدها الوحدة المناسبة من عدد 22-26 ذخيرة وقائية للقيام بعملية الاشتباك والاعتراض (حسب موقعها بالنسبة لمسار التهديد) . 
على مدى مقدر بنحو 8-10 م إلى الهدف أو حتى أقل من ذلك ، الحاسوب المركزي يقرر إطلاق الذخيرة المتشظية التي تم اختيارها وعلى أساس البيانات البالستية المكتسبة . وبعد إطلاقها بواسطة مولد غاز gas generator وبزاوية إطلاق من 20-40 درجة ، فإن هذه الذخيرة سوف لن تنفجر مباشرة وذلك لأنها موصولة إلى حاسوب النظام بواسطة سلك اتصال wire connection ، الذي يقرر اللحظ المناسبة للانفجار وتكون هذه غالباً على ارتفاع يتراوح ما بين 1.3-3.9 م عن سقف العربة وعلى مسافة مقدرة بنحو 5-7 م عنها . وطبقا لإدعاء شركة KBM ، فإن الوقت المطلوب من كشف الهدف إلى تدميره يبلغ فقط 0.07 ثانية أو ما يعادل 70 جزء من الألف من الثانية . كما يستطيع النظام بعد تصديه للهجوم الأول الاستعداد لهجوم ثاني خلال فتره زمنيه تتراوح ما بين 0.2-0.4 ثانيه . 
النظام أرينا لم يقبل في الخدمة حتى الآن بشكله الحالي ، وذلك لأسباب تتعلق بانخفاض زمن الاستجابة للتهديدات الخارجية slow response وتحديدا القريبة من النظام والتي يمكن مواجهتها خلال القتال في التضاريس والبيئات الحضرية . أيضاً النظام واجه ضعف أداء ملحوظ تجاه الهجمات السقفية وذلك نتيجة توزيع شظايا ذخيرته الوقائية وتوجيهها بشكل مخروطي نحو الأسفل ، مما جعلها عديمة الفائدة تقريبا (الشظايا) تجاه المقذوفات المضادة للدروع التي تواجه من الأعلى ، كما هو حال الأمريكي FGM-148 Javelin . لقد تم الحديث عن انكشاف هوائيات الرادار للشظايا وطلقات الأسلحة مخفضة العيار والتي بالتأكيد ستلحق الضرر الكبير بقدراته عند الإصابة . علاوة على ذلك ، دمار المقذوفات القادمة لم يضمن والخبراء الروس يتحدثون فقط عن نسبة 55% ، وفي حالة العطب الميكانيكي للمقذوف القادم فإنه لا يزال هناك خطر الضربة والضرر . وأخيرا خطورة شظايا القذائف الوقائية على المشاة المرافق للعربة حاملة النظام .
نتيجة نقائص النظام في نسخته الأولى ، نسخة متقدمة من نظام الحماية النشط Arena-E عمل عليها خبراء مكتب التصميم الهندسي KBM وعرضت في معرض Expo 2013 للأسلحة الروسية على برج T-72B وذلك ضمن برنامج تطوير الدبابة . المنظومة الجديدة التي حملت التعيين Arena-3 تعمل بنمط آلي وتوفر تغطية أفقية حتى 360 درجة في أربعة اتجاهات مقطعية وذلك من خلال أربعة وحدات موزعة على كل من جانبي البرج ، والتي اثنان منها عبارة عن مجسات sensors والأخرى هي عبارة عن مستجيبات رادارية effectors . المنظومة الجديدة قادرة حسب رأي مصمميها على اعتراض هدفين من اتجاهين مختلفين خلال 0.3 ثانية (النظام قادر على اعتراض ثمانيات تهديدات قبل أن يحتاج لإعادة التحميل) .

فيديو للمشاهدة

هناك 7 تعليقات:

  1. السلام عليكم أستاذ أنور.
    أستاذي هل النظام في بنسخته الحديثة حلت مشكلة الهوائي السهل الاستهداف بالقناصات،لأنه في اعتقادي لن ينجو مع قناص 23 ملم مثلا...وبالمناسبة وجدت أن اغلب الافلام الدعائية للقناصات وخاصة ذات الاعيرة الكبيرة،رمياتها تحاكي تحييد سلاح المدرعات عبر إستهداف معدات الرئية الكهروبصرية أو الليلية!! وهذا ما يعني ان تطوير المعدات وفي مقابله تطوير وابتكار التكتيكات المضادة له يجري على قدم وساق

    ردحذف
    الردود
    1. نعم في هذه الجزئية لكن النظام لا يزال يواجه بعض النواقص والتي دعت الهند لإستبعاد شراءه لصالح دباباتها الجديدة T-90MS !! أهمها ، أن النظام يواجه ضعف أداء ملحوظ تجاه الهجمات السقفية وذلك نتيجة توزيع شظايا ذخيرته الوقائية وتوجيهها بشكل مخروطي نحو الأسفل ، مما جعلها عديمة الفائدة تقريبا (الشظايا) تجاه المقذوفات المضادة للدروع التي تواجه من الأعلى ، كما هو حال الأمريكي FGM-148 Javelin . علاوة على ذلك ، دمار المقذوفات القادمة لم يضمن بالقدر الكافي والخبراء الروس يتحدثون فقط عن نسبة 55% ، وفي حالة العطب الميكانيكي للمقذوف القادم فإنه لا يزال هناك خطر الضربة والضرر . وأخيرا خطورة شظايا القذائف الوقائية على المشاة المرافق للعربة حاملة النظام .. عموما التروفي الإسرائيلي يتفوق عليه في الكثير من الخصائص والقدرات .

      حذف
  2. أستاذي وبمناسبة ذكر الهند..هل هذا البلد يصنع الفولاذ الذي يدخل في صناعة الدبابات؟

    ردحذف
    الردود
    1. صناعة الصلب قديمة لدى الهنود ولديهم خبرات متوارثة في الصناعات العسكرية ، والروسية على وجه التحديد .. مع ذلك هم فشلوا في إنتاج دبابتهم الوطنية ، ذلك لأن هناك فرق كبير بين صناعة الصلب وبين صناعة التكنولوجيا الدقيقة !! الكثير يعتقدون أن إنتاج دبابة وطنية يحتاج لقاعدة واسعة في صناعة الصلب وهذا غير دقيق ، إذ تبقى القاعدة العلمية والتقنية في مجالات أخرى لا تقل أهمية عن صناعة سبائك الصلب .. ربما نكتب في يوم ما عن تقنيات تصنيع الدبابات وكم هي معقدة !!

      حذف
  3. كم أتمنى هذا أستاذي...وانا شخصيا كان سائد عندي هذا الاعتقاد،خاصة وان بلدي يصنع محركات المانية لابأس بها..سواء التي تبريدها بالزيت أو التي تبريدها بالماء...والصراحة الموضوع الذي قرأته عن دروع الكونتاكت5 الخاص بدبابة t90 والبرج الملحوم في المدونة هو الذي جعلني اعتقد أن عقد تصنيع دبابات t90 الجزائرية و في الجزائر والذي تناقلته أكثر من وسيلة إعلام ..هو أمر وبالتأكيد سيعطي أفضلية لسلاح الدروع الجزائري خاصة في إمكانية قيام هياكل الصيانة بمستواها الثالث بالقيام بعمليات إسناد مباشر وميداني للعتاد المتظرر حتى يبقى على جاهزيته ويعود بسرعة للمعكرة...بخلاف الجيوش التي تقتني سلاح دروعها مجمعا وجاهزا للاستعمال ويكون مصيره دائما بعد التظرر مقابر الاسلحة أو محاشر الصيانة التي تتطلب شهورا أو سنوات حتى يتم صيانتها أو تنسيقها

    ردحذف
  4. جديد الروس ارينا-ام

    http://www.armyrecognition.com/weapons_defence_industry_military_technology_uk/russia_tests_new_reactive_armor_arena-m_for_t-72_and_t-90_main_battle_tanks_tass_12001173.html

    ردحذف
    الردود
    1. مع تزود دبابات المعركة بهذه الأنظمة فإننا على الأرجح سنشهد مرحلة من جديدة من مراحل الصراع بين الرمح والترس !! ربما تكون الغلبة هذه المرة للدبابات .

      حذف