الصفحات

8‏/7‏/2016

محركــات الدبابـات فــــي بداياتهــــا الأولـــى .

محركــــــــــات الدبابــــــــــات فـــــــــــــــــي بداياتهـــــــــــــا الأولـــــــــــــى


عندما بدأت أعمال تطوير دبابات المعركة في العام 1915 ، عملياً كان النوع الوحيد من المحركات المتوفر لدفع العربات آنذاك هو "محرك الاحتراق الداخلي" internal combustion engine . في هذا النوع من المحركات تتولى شرارة إيقاد كهربائية اشعال وإحراق الوقود (عادة ما يكون البنزين) والمادة المؤكسدة (عادة ما تكون الهواء) داخل حيز محدود يطلق عليه "حجرة الاحتراق" combustion chamber . ويطلق هذا التفاعل الطارد للحرارة غازات عند درجة عالية من الحرارة والضغط ، ويسمح لهذه الغازات بالتمدد والتوسع . الأمر الرئيس الذي يميز محرك الاحتراق الداخلي هو أن الشغل المفيد تبذله الغازات الحارة المتمددة التي تضغط مباشرة لتسبب حركة أجزاء المحرك الصلبة ، وذلك بالضغط على المكابس pistons أو الجزء الدوار أو حتى بتحريك المحرك بأكمله . في النتيجة هذا النوع من المحركات أستخدم لتشغيل دبابات الجيل الأول .. الدبابات آنذاك جرى تشغيلها وتسييرها بالنماذج المتاحة من هذا النوع من المحركات ، والتي كانت قَد طورت في الأصل للأغراض التجارية . الدبابات البريطانية الأولى شغلت من قبل محرك ذو ستة اسطوانات مبرد بالسائل بقوة 105 حصان ، الذي أنتج في وقت سابق من قبل شركة "ديملر" Daimler لصالح جرار زراعي ذو عجلات كبير large wheeled tractor . إن استخدام مثل هذا المحرك لتشغيل دبابات الجيل الأول كان بمثابة سابقة أتبعت فيما بعد ضمن مناسبات عديدة لاحقة . هكذا ، العديد من الدبابات دفعت وسيرت بالمحركات التي كانت قَد أنتجت في الأصل لدى مصانع السيارات automotive industries لاستخدامها في الأغراضِ الأخرى .


هذا التوجه وفر الوقت والمال الذي كان يمكن أن متطلب لتطوير ولبناء محركات خاصة . لكن الاستعمال الناجح لهذه المحركات المتوفرة حُصر وحدد في معظم الحالات لصالح الدبابات الخفيفة نسبياً ، ذلك لأن صناعة السيارات والمركبات التجارية لم تنتج المحركات الفاعلة التي تعطي الدبابات الأثقل وزنا نسب قوة عالية للوزن power-to-weight ratio بما فيه الكفاية . مثال مبكر لهذا الأمر كان استخدام محرك تجاري متاح ومتوفر آنذاك لصالح الدبابة البريطانية Mark I ، الذي أعطاها معدل قوة للوزن لنحو 4 حصان لكل طن ، هذا الضعف أدى إلى بالنتيجة إلى إدراك حقيقة الحاجة لمحركات أكثر قوة . بالنتيجة ، محركات أكثر قوة من أولئك المنتجة للأغراض المدنية بدأ تطويرها للدبابات الأثقل . أول هذه المحركات أنتج في العام 1918 لدبابات Mark V البريطانية . ومن الممتع فعلاً ملاحظة أن مصممه المهندس البريطاني H R Ricardo ، أصر على استخدام وتوظيف الرؤوس العابرة cross-heads لقيادة مكابسه الستة (في الهندسة الميكانيكية ، الرأس العابر هو عبارة عن تقنية تستخدم ذراع أو قضيب يوصل ذراع المكبس إلى الذراع الموصول بالمحرك الترددي لإزالة الضغط الجانبي على المكبس) ، كما في المكائن البخارية التي اشتقت ميكانيكية عملها من المحرك المكبسي الموقد بشرارة . المحرك قدر له أصلاً إنتاج قوة لنحو 150 حصان ، لكن اسطواناته ثقبت وتم برمها بعد ذلك ، واستطاع المحرك في النهاية إنتاج قوة حصانية لنحو 225 .


في العام 1918 مصدر بديل من المحركات الأكثر قوة powerful engines ظهر وبرز تأثيره . والفضل في ذلك يعود إلى صناعة الطائرات التي طورت في ذلك الوقت محركات خفيفة ومضغوطة نسبياً وبقوة تزيد عن 300 حصان . أحدهم كان محرك Liberty (وتعني الحرية) وكان بقوة 338 حصان . هذا المحرك الجوي طور في الولايات المتحدة وتم تبنيه في العام 1917 للدبابة الثقيلة الإنجليزية الأمريكية Mark VIII . هذه الدبابة من المفترض أن تكون أنتجت على نطاق واسع العام 1919 ، مهدت الطريق أمام استعمال محركات الطيران aero engines في الدبابات ، التي أصبحت ميزة رئيسة لعملية تطويرهم حتى بعد الحرب العالمية الثانية . علاوة على ذلك ، جرى تقديم محرك Liberty المبرد بالسائل V-12 ، الذي حمل ميزة مشتركة وشائعة لمحركات دبابات المعركة إلى يومنا هذا . نقصد بذلك الترتيب "V" الذي وفر تهيئة مشتركة لمحرك الاحتراق الداخلي . فالاسطوانات cylinders والمكابس pistons مصطفة في مستويين منفصلين ، لكي يبدوان على هيئة الحرف "V" عند النظر إليهما على طول محور عمود الساعد (يسمى كذلك العمود المرفقي crankshaft) . ميزة الترتيب هذه تكمن عموماً في تخفيض طول المحرك العام وكذلك الارتفاع والوزن بالمقارنة إلى تصاميم المحركات الأخرى مثل الترتيب inline أو الذي يكون على خط مستقيم .. محرك Liberty نفسه كان قد استعمل لتشغيل دبابات المصمم الأمريكي J W Christie's التجريبية السريعة في الأعوام 1928-1931. ثم بُعثت فكرة استخدامه من جديد في العام 1936 وجرى توصيفه على أنه المحرك الوحيد بالجيش البريطاني الذي يمكن انتاجه بالسرعة الكفاية لصالح دبابات الفرسان cruiser أو الدبابة السريعة الجديدة بنظام تعليق "كرستي" Christie suspension في السنوات 1939-1944 . قدرة خرج المحرك بلغت 340 حصان ، لكنها بعد التحسينات والإضافات النهائية بلغت 395 حصان . وعلى الرغم من أن هذا المحرك كان قوياً ضمن مقاييس ومعايير محركات الدبابة المعاصرة في ذلك الزمن ، إلا أن محرك طائرات مكبسي أكثر إلى حد كبير قوة دخل حيز الإنتاج والاستخدام كان قَد أنتج للدبابات في الإتحاد السوفيتي . المحرك السوفيتي كان Mikulin M-17 ذو 12 أسطوانة ، وهو بقوة جبارة نسبياً بلغت 500 حصان ، أتاحت له تشغيل دبابات مثل T-28 وT-35 وكذلك BT-7 . المحرك كان نسخة أرضية عن محرك جوي آخر ، تصميمه استند في الأساس على محرك طائرة BMW ذات ستة اسطوانات وبقوة 250 حصان ، واختبر في الإتحاد السوفيتي بين السنوات 1929-1932 .


هناك 3 تعليقات:

  1. اخ انور بما انه رجعت لحرب العالمية الاولى
    بالنسبة لدبابات مارك ١حتى ٤
    هل كان هنالك اسلحة مضادة للدروع وهل كانت مؤثرة وهل كانت متوفرة بكثرة ؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. في الحقيقة أخي الكريم كان لظهور الدبابات الأولى في ساحة المعركة ، أن ترك المشاة في حيرة وتردد لا يحسدون عليه ، وتعلق الأمر في بدايته في كيفية مواجهة وهزيمة ماكينة ضخمة مدرعة ، وهي محصنة ضد غالبية الأسلحة التي بحوزتهم ؟؟ لذا طورت الدول المتحاربة مقذوفات ومدافع الطاقة الحركية ، حيث العيار 37 ملم كان الأكثر شيوعا آنذاك .

      حذف
  2. لو تكرمت اسماء الاسلحة ؟؟

    ردحذف