كاشفـــــــــــــــات الألغــــــــــــــــام اليدويــــــــــــــــة
الألغام الأرضية يمكن تدفن تحت الرمال أو تطرح على سطح الأرض ، ويمكن وضعهم ونشرهم عند الحاجة من قبل تشكيلة من التقنيات ، بما في ذلك منظومات البعثرة من على سطح العربات أو المروحيات أو حتى المقذوفات التكتيكية . هكذا ، الألغام الأرضية يمكن أن تتواجد في الأنماط المنتظمة والمتناسقة regular patterns ، أو في التوزيعات الشاذة وغير النظامية irregular distributions . الظروف والشروط البيئية تؤدي دورها أيضاً ، فنتيجة تآكل التربة وتحركها بسبب الأمطار والرياح خلال عدة فصول ، الألغام الأرضية يمكن أن تنبش وتنقل إلى مواضع جديدة ، فكما هي عرضة للإخفاء فإنها أيضاً عرضة للانكشاف . وبشكل عام ، معظم الألغام الأرضية الحساسة للضغط لم تصمم للاشتغال والعمل عندما تكون مدفونة بشكل عميق buried deeply . في هذه الظروف ، ثقل وتحميل المادة الأرضية (رمل أو طين أو غيرها) تعمل كجسر ميكانيكي فوق قمة اللغم ، بحيث تمنع وتعيق تحفيز آلية التفجير detonator mechanism كما أنها تعمل على تخفيض طاقة الانفجار . هذه الحقيقة في أغلب الأحيان تؤخذ بالحسبان عند إعداد مواصفات الأداء الخاصة بنظام كشف الألغام .
أثناء الحرب العالمية الثانية ، كاشفات الألغام اليدوية كانت الوسيلة الرئيسة المستخدمة من قبل جميع الجيوش المتحاربة لاكتشاف حقول الألغام . هذه الكاشفات تتكون في شكلها البسيط من قضيب طويل مع مقبض يدوي في أحد أطرافه وفي الطرف الآخر يوجد ملف حلزوني في حاوية حلقية أو مسطحة ، حيث تحرك هذه الأخيرة من قبل المستخدم للأمام وللخلف فوق سطح الأرض بارتفاع يبلغ نحو 5-10 سم . هي في أنواعها الحديثة قادرة على اكتشاف وجود حتى غرام واحد من الحديد أو الفولاذ المطمور على عمق 10 سم تحت سطح التربة ، أو نحو 100 غرام علي عمق 45 سم . فكرة عمل هذه الكاشفات قائمة على أساس إنشاء حقل أو مجال كهرومغناطيسي electromagnetic field من خلال تيار متدفق الذي يشوش ويقاطع من قبل جسم اللغم المعدني . هذا التقاطع يصل إلى الفرد الذي يشغل الأداة ، في أكثر الحالات من خلال صوت صفير في سماعاته الموصولة بالأداة أو وميض مرئي (قابلية الكشف تجاه الألغام المطمورة تحت الرمال يمكن أن تبلغ نحو 50 سم أو أكثر من ذلك ، أو في المياه الضحلة حتى عمق متر واحد) . ولمزيد من التوضيح نقول أن الشكل الأسهل لكاشف المعادن يشتمل على مولد ذبذبة إلكتروني electronic oscillator ينتج تيار متردد الذي يمر من خلال ملف حلزوني الذي بدوره يحدث حقل مغناطيسي متعاقب . إذا قطعة معدن قابلة للتوصيل الكهربائي كانت قريبه من الملف الحلزوني ، فإن تيارات دوامية Eddy currents ستكون مستحثة في المعدن (تيار كهربائي ينشأ عن تغير التدفق المغناطيسي الذي يخترق جسم موصل) وهذه تنتج حقل أو مجال مغناطيسي خاص بها . إن الملف الحلزوني يستخدم لقياس الحقل المغناطيسي (يعمل كجهاز قياس كثافة الفيض المغناطيسي magnetometer) فإن التغيير والتبدل في الحقل المغناطيسي بسبب الجسم المعدني يمكن أن يكتشف ويرصد .
كاشفات المعادن اليدوية فعالة في أداءها ، لكن يؤخذ عليها أنها خلال العمل تكتشف أي جسم معدني في الأرض . إن ساحة المعركة السابقة عادة ما تكون مشتملة على كم هائل من جميع أنواع الحطام المعدني metallic debris ، مثل الشظايا ، حاويات الخراطيش ، الرصاص ، مخازن الذخيرة المنبوذة ، التي تؤدي إلى تقديم ما بين 300 إلى 1000 إنذار كاذب لكل لغم معدني مكتشف . مع ملاحظة أن كل إنذار يجب أن يخضع للتقصي والتثبت لتقرير سواء هو لغم حقيقي أم إنذار كاذب false alarm . المعضلة الأخرى تتعلق بعامل الوقت والزمن ، فشخص واحد يمكن أن يطهر فقط من 20 إلى 50 متر مربع باليوم ، اعتماداً على عدد الإنذارات الكاذبة . في ظل هذا المعدل ومع اعتماد نفس آلية الكشف والتطهير ، الخبراء يعتقدون أننا سنحتاج لنحو 4000 سنة لإزالة جميع الألغام في أراضي أفغانستان والتي زرعت أثناء النزاع مع الإتحاد السوفيتي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق