الشحنــــــات المشكلــــــــة وفــــــــــــق مفهومهــــــــــا الحــــــــــديث
إن فيزياء عمل الشحنات المشكلة shaped charge معقدة جداً وحتى اليوم لم تفهم تماماً ، فقد أظهر العمل المبكر على هذه الشحنات ، تأثرها بالتراكيب البديلة ، بضمن ذلك تعديل زاوية المبطن أو تغيير سماكته ، فهذه يمكن أن تؤدي لتحصيل كتلة نفاث أسرع وأطول . جهود البحث والتطوير لمضاعفة قابليات الاختراق أخضعت بشكل كبير لاختبارات النجاح والفشل . وتبقى المشكلة الأبرز التي يواجهها هذا النوع من الشحنات ، والتي تتعلق باستقرار وتوازن القذيفة بواسطة دورانها حول محورها ، فهذا الدوران يسبب عملية طرد مركزي Centrifugal Force وتشتيت لسيل النفاث ، وبالتالي يزيد من قطره وبعثرته ، مما يقلل معه من قوة وفاعلية تركيزه (أظهرت الاختبارات الميدانية أن رؤوس الشحنات المشكلة عند إخضاعها للدوران المتسارع تحدث ثقوب بقطر أكبر لكن مع قابلية اختراق أقل لنحو 50%) . لهذا السبب يحرص مصممي المقذوفات والصواريخ المضادة للدروع على جعل عملية الموازنة أثناء الطيران تتم بواسطة زعانف خارجية صغيرة ، تضمن أقصى استقرار ممكن للمقذوف أثناء طيرانه .
الشحنة المشكلة في تركيبها البسيط تتضمن جسم أسطواني من الفولاذ أو الألمنيوم أو غيره ، مملوء بمادة شديدة الانفجار ، ويكون الجزء الأمامي للاسطوانة على شكل هندسي متناسق ، مثل تجويف مخروطي conical cavity أو نصف كروي hemispherical ، أو بيضوي ellipse أو هرمي pyramid أو مخروط ثنائي الزوايا dual angle cone ، أو أي شكل آخر مقوس مجهز ببطانة معدنية مثبته بإحكام خلال حيطان التجويف (عادة ما تكون هذه من النحاس أو أي معدن آخر) . ويتم وضع صاعق تفجير في مؤخرة الاسطوانة ، وعند تحفيز وإشعال المادة المتفجرة ، فإن جميع الطاقة الكيميائية المخزنة في المادة المتفجرة تتحول إلى موجة كروية خارجية متكاثرة وضغوط مرتفعة جداً ، تندفع على طول محور التناظر لتغمر بطانة التجويف (نموذجياً تتطلب موجة الإنفجار فقط 6 مايكرو/ثانية للوصول إلى قمة المبطن) . وتقود هذه الموجة نحو تحطيم وسحق البطانة المعدنية الداخلية في التجويف وعصرها لتبدو كمائدة سائلة لزجة viscid fluid (رغم إنها ليست كذلك) بتأثير ضغوط الغازات المتمددة ، ولحد أقل بتأثير درجة حرارة المتفجر . ولتوضيح هذه الجزئية تحديداً نقول أن النفاث في حقيقته يكون في حالة صلبة كما أظهرت صور الأشعة السينية X-ray وليس سائلة كما كان يعتقد من قبل . كما أن ألوان التوهج الحراري التي عرضتها الاختبارات ، افترضت قيمة متوسطة لحرارة سطح النفاث عند 400-500 درجة مئوية (مع بعض البقع الساخنة الموضعية) في حين أن النحاس يذوب عند حرارة 1083 درجة مئوية ، لذلك الثقب الناتج عن النفاث عالي السرعة في كتلة الدروع ليس له علاقة في الحقيقة بقضية الإنصهار أو الذوبان . هذه النتيجة تم الوصول لها باستخدام تقنيات أجهزة قياس الإشعاع تحت الأحمر ثنائي الألوان two-color infrared radiometry .
أثناء هذه العملية وخلال أجزاء من المليون من الثانية ، مادة المبطن تواجه حالة تشويه عنيف جداً تعرف باسم "الإنهيار" collapsing مع نسب إجهاد مرتفعة جدا . بعد مرحلة الانهيار بنحو 9 مايكرو/ثانية ، تبلغ مادة البطانة نقطة الخضوع yield point ، بحيث تبدأ مادتها تحت تأثير الإجهاد والضغط المتنامي بالتشوه لدائنياً لتشكيل النفاث والاندفاع نحو محورها المركزي . هذه العملية أو الظاهرة التي تدعى "التدفق الهايدروديناميكي" hydrodynamic flow (في الفيزياء ، ديناميكا الموائع هو العلم الذي يهتم بالملكيات الميكانيكية للسوائل ، مثل سرعة تدفقها ومدى لزوجتها وغير ذلك من المفاهيم المرتبطة) تؤدي لتشكيل وتكوين نفاث بصيغة محددة ، يتقدمه رأس النفاث jet tip الذي يتحرك بسرعة عالية جداً على طول محور المواجه لقاعدة المخروط ، حيث تكون أغلب المادة النفاثة ناشئه عن الطبقة الأعمق للمبطن ، أو نحو 15-20% من سماكته . ويؤدي التدفق اللدن الناتج إلى حدوث توسع وتمدد شعاعي radial expansion في مادة الهدف حول محور النفاث ، بحيث يثقب جسم الهدف ويعمل على توسعة الثغرة الناتجة (في الفيزياء ، حركة التدفق اللدن تحدث في المواد تحت الضغط المفرط والشديد ، حيث تتدفق المادة كهيئة لزجة جداً ولا ترجع إلى شكلها الأصلي بعد زوال الضغط) . في النهاية ، يتوقف النفاث اللدائني وينقطع بعد أن يحدث تجويف عميق بهيئة مخددة أو محززة furrowed cavity . هذا الناتج في الواقع يمثل أغلب طاقة النفاث المحولة والمنقولة إلى كتلة الهدف ، مع ملاحظة أن أي تزايد في حالة عدم الإستقرار للنفاث أو أنجرافه ستؤدي بالنتيجة إلى إختراق خارج المحور ، مما يعني قابلية إختراق محدودة .. وبسبب الاختلاف والتفاوت في سرعة انهيار البطانة على طول مادتها ، وهذه ناشئة عن تلقي واستقبال بعض أجزاء طبقة البطانة ضغوط انفجار أكبر من الأجزاء الأخرى ، فإن تشكيل النفاث الناتج سيكون له سرع متفاوتة على طول قطاعه . ونتيجة لوجود هذا التدرج الإنحداري في السرعة ، فإن النفاث سيتمدد ويستطيل stretch حتى يتمزق إلى عمود من الجزيئات . هذا التفتت لسيل النفاث أو التجزؤ هو من يتسبب في هدر وخسارة عمق الإختراق . فعندما يتجزء سيل النفاث ، فإن جزيئاته الفردية لن تصطف وتترتب بشكل مثالي وسوف تقوم عادة بالإصطدام في الحائط الجانبي للحفرة المشكلة مسبقاً ، ولن تتصرف هذه بالنتيجة لزيادة عمق الإختراق penetration depth . هكذا ، مجموع الطول الكلي للنفاث لن يساهم فعلياً في عملية الإختراق ، وجزيئات النفاث الخلفية أبداً لا تصل إلى قاع الحفرة . لهذا السبب ، فإن من المفيد عند تصميم الشحنات المشكلة مراعاة بقاء النفاث الناتج مستمراً ومتماسكاً طالما كان ذلك ممكناً وذلك بزيادة فاعلية مسافة المباعدة standoff performance (مسافة المباعدة هي المسافة بين قاعدة بطانة الشحنة المشكلة وسطح الهدف المستهدف) .
إن كتلة النفاث الرئيسة عند تشكلها تتحلل إلى جزءان منفصلان ، هما العنق ورأس النفاث . ولكي نفهم تشكيل هذه الأجزاء ، فمن الضروري بحث ودراسة العلاقة بين نسبة كتلة مادة البطانة إلى كتلة المادة المتفجرة ، أو بمعنى آخر نسبة المعدن لشحنة التفجير metal-to-charge ratio ، التي تأخذ الرمز M/C . حيث يشير الحرف C لكتلة المادة المتفجرة لكل وحدة طول من القذيفة ، والحرف M يشير لكتلة المعدن لكل وحدة طول من القذيفة . هذه النسبة عامل رئيس في تقرير السرعات المرتبطة بالنفاث ، حيث يفترض لتقرير نسبة M/C ، تناول وأخذ مواضيع هندسة المتفجرات explosive geometry وكذلك خواص المعادن بنظر الدراسة والاعتبار .. على سبيل المثال ، عند ملأ سبطانة معدنية بمادة متفجرة ، فإن الكتلة الكلية للمعدن المستخدم الذي يحتوي المادة المتفجرة سوف تقَارن وتضاهى بكتلة المادة المتفجرة . حيث سيلاحظ أن أي مقطعين من السبطانة لديهما نفس الطول سيمتلكان نفس كمية المعدن وكتلة الشحنة المتفجرة . وفي حال جرى تقسيم أو تنصيف halved أحد تلك المقاطع ، فإن كتلة المعدن وكتلة المادة المتفجرة ستكونان كلاهما منصفة أيضاً . لهذا السبب ، فإن نسبة M/C تكون مستقلة في الطول لكل مقطع .. إن هندسة المتفجرات والمعادن في الشحنة المشكلة shaped charge تكون مطبقة في المخروط المجوف المحاط بالمادة المتفجرة ، والذي يتم تغليفه من قبل الاسطوانة الحافظة . فعلى خلاف السبطانة المملوءة بالمادة المتفجرة سابقة الذكر ، فإن نسبة M/C لهذه الهندسة تعتمد على طول المقطع المقسم . هذا ينتج من حقيقة أن نسبة M/C تزداد من قمة طرف المبطن إلى قاعدته ، ولهذا السبب المبطن والمادة المتفجرة المحيطة به مقسمة ومفرقه إلى مقاطع أو أجزاء ، ونسبة M/C محددة ومحسوبة لكل مقطع . بشكل عام ، مع نسبة M/C أصغر وأقل ، فإننا نتحصل على سرعة نهائية أكبر وأعلى للعنصر الذي سيتولد وينتج . إن نسبة M/C للمبطن الداخلي المعدني ستكون أقل عند قمة رأس المخروط وتزداد صوب قاعدته . لذلك ، هو يظهر بأن المادة في قمة المبطن تنجز السرعة الأقصى maximum velocity للنفاث .. وفي حين أظهرت الاختبارات أن رأس النفاث قادر على بلوغ سرعة 7-10 كلم/ث أو أكثر في الهواء (نحو ثلاثون مرة ضعف سرعة الصوت) ، فإن عنق النفاث الذي يمثل أغلبية طول النفاث الملاحظ (منتج عن جزء المبطن بين نقطة الرأس وقاعدة المخروط) يتحرك بسرعة أكثر انخفاضا تبلغ نحو 2-3 كلم/ث ، بينما تتحرك الكتلة المعدنية اللاحقة slug بالسرعة الأكثر انخفاضاً ، أو نحو 0.5-2 كلم/ث ، حاملة معها نحو 80-85% من كتلة البطانة المعدنية . إن تحقيق السرعات المتطلبة والمرجوة يعتمد بشكل عام على نوع الشحنة المتفجرة المستخدمة وأسلوب حجزها ، المواد المستخدمة ، ونمط تلقين أو إيقاد الشحنة المتفجرة .
لقد أثبتت الاختبارات أيضاً أن رأس النفاث jet tip يستطيع بلوغ سرعته القصوى خلال نحو 40 مايكرو/ثانية فقط (40 جزء من مليون جزء من الثانية) بعد مرحلة الانفجار ، بحيث يوفر تعجيل لرأس المخروط يبلغ نحو 25 مليون G . هذا الاختلاف في السرعة يتسبب في تمدد وتوسع كتلة النفاث ، ويمكن أن يؤدي في النهاية إلى تفتيتها وتمزيقها إلى عمود من الجزيئات ، وبمرور الوقت تميل هذه الجزيئات إلى فقد اصطفافها وتماسكها alignment ، وهو ما يخفض من عمق الاختراق في مسافات المباعدة الطويلة (عندما يتمزق النفاث ، فإن جزيئاته الفردية لن تصطف بشكل مثالي ، وستعمل هذه على تحقيق ارتطامات جانبية بحائط الحفرة المشكلة سابقاً ولن تتصرف لزيادة عمق الاختراق) . وعندما يضرب رأس النفاث مادة الهدف فإن الضغط الذي يمارسه هذا الجزء في الحفرة المشكلة على جسم الهدف يمكن أن يبلغ 10,000,000 من الضغط الجوي لتبدأ عملية اختراق الهدف . كما أظهرت الاختبارات أن المادة في أقصى مقدمة النفاث تفرض عملية شبه تآكلية erosion-like ، بحيث يستمر تآكل الهدف حتى استهلاك واستنفاذ جميع مادة النفاث . وتجبر مادة الهدف المقساة للتدفق لدائنياً خارج طريق ومسار النفاث (أحد الأمور المدهشة هنا أن الحرارة لا تلعب أي دور تقريباً في الاختراق ، حيث أنه ببساطة لا وقت لانتقال الحرارة ، لأن العملية بكاملها من الإيقاد وحتى الاختراق تتم خلال 150 جزء من المليون من الثانية ، أو 150/1000,000 ثانية) .
فيديو للمشاهدة ..
اخي أنور .. هل يمكنك افادتي بتخيل لحجم ووزن عبوة جانبية مضادة للدروع ( خارق مشكل انفجاريا "slug" وليست نفاث "jet" ) بحيث تستطيع اختراق دروع الدبابات الرئيسية بسهولة ( اتكلم عن الاشد تدريعا كالابرامز والميركافا ) ؟
ردحذف.
.
لا تنسى الاخذ بعين الاعتبار ان الامكانيات ليست مثالية ، فمثلا الخارق سيكون بطبيعة الحال من الحديد وليس من المواد الاكثر كثافة ، وايضا المادة المتفجرة ليست مواد سريعة الانفجار لصعوبة توفرها ، بل هي بالتاكيد tnt
.
.
اشكرك مقدما استاذ انور
تعرض أسوأ الخيارات لتحصل على أفضل النتائج ربما تكون هذه المعادلة صعبة الإنجاز !! فمع بطانة من الحديد ومتفجرات TNT أنت لن تحصل على مبتغاك وتحقيق ثقب مثالي في دروع الهدف !! سرعة انفجار ال TNT تبلغ 6900 م/ث وهي سرعة منخفضة نسبيا عند مقارنتها على سبيل المثال مع ال RDX التي تبلغ 8750 م/ث .. كثافة الحديد تبلغ 7.800 غرام/سم3 مقابل 19.25 غرام/سم3 للتنغستن كمقارنة !! التوليفة التي تتحدث عنها يمكن أن تثمر عن تأثيرات جزئية مقارنة بالمواد الأكثر استخداما مع هذا النوع من الشحنات .
حذفوهل تطلب من حركات مقاومة تواجه صعوبة في توفير صفائح الرصاص بتوفير بطانة تنغستن ؟!
ردحذفوايضا TNT المتوفر لديها مصنوع في الحرب العالمية وتم استخراجه بشق الانفس من خقول الالغام وتم اعادة تدويره وتطالب بتوفير RDX بكميات تكفي لفتح خطوط انتاج لنوع من العبوات ! ( وحتى الRDX اصبح استعماله في هذا النوع من الحشوات بدائيا لو احبتت مقارنتنا مع اخر ما توصل اليه العالم في هذا المجال )
.
.
.
على أية حال ، لا زال السؤال مطروح ، ما توقعاتك في هذه الحالة ؟ وهل ممكن تحقيق مثل هذه نتائج ؟ الحدود القصوى للعبوات العملية ان لا يتجاوز وزنها 50- 55 كغم ، هل هذا ممكن برأيك ؟
أنا لم أطلب شيء أخي الكريم ، سؤالك كان مباشر وواضح عن أمر تقني ليس له علاقة بمن سيستخدم الشحنة أو يصنعها سواء كان حركة مقاومة أو جيش نظامي وعلى هذا الأساس أنا أجبت !! متفجرات RDX مفضلة عن غيرها نتيجة خصائصها المميزة مثل سرعة الإنفجار العالية وانخفاض حساسيتها وسهولة إعدادها . متفجرات أخرى شديدة القصم مثل HMX غير محبذة لحساسيتها المفرطة عند التداول وقائمة الأنواع تطول ولدي فكرة كاملة عن الأنواع المستخدمة ومواصفاتها الفنية .. شحنة الخارق المشكل انفجارياً EFP التي تسأل عنها أو كما يطلق عليها أحيانا أسم الشظية المشكلة ذاتياً self-forging fragment أو الشحنة الصفيحية Plate Charge وغيرها ، لديها كفاءة قاتلة تجاه الأهداف المدرعة لنحو 23% ، بينما الأنواع الأخرى من قنابل الطرق كان لديها كفاءة أقل لنحو 4% فقط .. الاختبارات الحديثة أظهرت أن سبيكة التنغستن/النحاس يمكن أن تزيد عمق الاختراق لهدف فولاذي متجانس من قبل عامل 1.3 مع زاوية مخروط للبطانة يتراوح بين 140 إلى 160 درجة . الاختبارات أظهرت أيضاً أن زاوية بطانة دون 140 درجة ستميل أكثر نحو التشكل بهيئة مخروط ، مما يترتب عليه خلل في تشكيل الكتلة المطلوبة (بشكل عام ، شحنات EFP تتطلب بطانة مقعرة غير عميقة ، نموذجياً أقل من 0.25 من قطرها ، في حين تتطلب بطانة الشحنة المشكلة التقليدية ذات النفاث مخروط الذي عمق تجويف المبطن فيه أعظم من 0.4 من قطرها) .. عموما حتى لا نبتعد عن السؤال ، عندما تتحدث عن زيادة كتلة الشحنة فأنت بالتأكيد تزيد من تأثيرها على الهدف لكن ليس لحد إختراق دروع الدبابة الثخينة !!! فهذا النوع من الشحنات مصمم في الأساس لمواجهة المناطق الأضعف والأقل سماكة مثل السقف والجوانب والبطن .. هذا النوع من الرؤوس الحربية يتسبب بحدوث ثقوب بقطر كبير في الصفائح المدرعة حال إصابتها ، وبالتالي أضرار وتشظية أكثر داخل الدبابة أو الهدف المدرع . هذه الثقوب لا تكون عميقة قياساً بما يحدثه نفاث الشحنات المشكلة التقليدية ، لذلك يحدد عادة لهذا النوع من الرؤوس مناطق عمل محددة في الأهداف المدرعة والدبابات ، كالمواضع خفيفة التدريع وهي كما ذكرت سابقاً ، البطن والسقف والجوانب والمؤخرة .. مهندسي القسام أنتبهوا لهذه الأمر وجعلوا شحنات "شواظ" في الغالب مع ناتج نفثي وليس قذيفة مشكلة .
حذفرابط للفيديو
ردحذفلن ادخل معك بجدال حول التفاصيل ، وساركز الحوار حول صلب الموضوع .
ردحذفبناء على كلامك هل يعتبر زيادة قطر الشحنة واستعمال كابح خلفي جيد بالاضافة لتصميم عبوة عصري وكل السبل المتاحة وفق الامكانيات المحدودة جزئيا ، سوف يكون بلا جدوى فعليا للخروج بعبوة قادرة على التاثير بالميركافا والمدرعاات الصهيونية ؟
لا تنسى امر مهم ... ان موضع الهجوم الوحيد لهذا النوع من العبوات سوف يكون جوانب الدبابة ذات التدريع الضعيف نسبيا
حذفذكرت سابقا أن هذا النوع من الشحنات أو العبوات معد لإنجاز الضرر الأكبر ليس عن طريق زيادة عمق الإختراق بل بزيادة قطر ثقب الإختراق !! عند ضرب المقطع الجانبي لهيكل الدبابة أنت ستواجه واقية الجنازير ثم عجلات الطريق ثم بعد ذلك سوف تبلغ الهيكل !! نعم زيدادة قطر الشحنة وحجم المادة المتفجرة سيزيد التأثير لكن ليس لحد ثقب دروع الدبابة الأمامية وسيبقى التأثير كما ذكرت سابقا محصور في اماكن محدده من جسم الدبابة بما في ذلك الجوانب كما تفضلت .. بالنسبة لمادة البطانة ، فيمكن استخدام النحاس الذي يعطي أفضلية في الاختراق لنحو 14% لنفس القطر عن بطانة الحديد (هناك تباين نسبي كبير للمواد المستخدمة من ناحية عمق الاختراق وقطره) . أما سماكة مادة البطانة فيمكن أن تبلغ نموذجياً 2-4% من قطر المخروط المستخدم ، وتكون هذه بشكل عام أكثر سماكة عن تلك المستخدمة مع الشحنات المشكلة التقليدية .
حذفملاحظة أخيرة .. هذه الشحنات مصممة في الأساس لثقب الدروع قليلة السماكة ، في الغالب التي لا تتجاوز سماكتها 200-250 ملم بالنسبة لأحجام الشحنات المتوسطة والكبيرة نسبياً ، وهي أسلحة مثالية لمهاجمة العربات المدرعة ولكن ليس دبابات المعركة الرئيسة .. لكن يوجد وسيلة أخرى لمهاجمة الدبابات بها وذلك عند استخدامها في الألغام الأرضية ، حيث تكون منطقة البطن عادة قليل السماكة .
حذفمشكور استاذ انور ، صراحة طرحت هذا التسائل بعد المشاكب التي سببها نزول التروفي على الساحة واستخدام الصهاينة بكثرة للشحنات الخطية لتطهير الاماكن المشتبه تواجد العبوات فيها
ردحذف.
.
.
سؤال تقني آخر ، على افتراض تصميم عبوة من النوع السابق واستطاعت تحقيق اختراق بحدود 400-450 ملم ، هل يؤهلها هذا لاختراق الدرع الجانبي من بدن الميركافا 4 ؟؟؟
450-400 ملم رقم جيد ولكن يحتاج لشحنة كبيرة جدا يسهل كشفها !!! فلو إفترضنا هنا أن قطر هذه الشحنة هو 350-450 ملم فإني أقترح في هذه الحالة اللجوء لشحنة مشكلة تقليدية لنتائج أفضل .
حذفعرضت لتوي محددات عبوات النفاث ، مسافة المباعدة تجبرك على وضعها في مكان قد يقع في نطاق عمل شحنة خطية قد تقذف لتطهير ممر عبور الاليات .
ردحذفبالنسبة ان الشحنة يمكن كشفها ، لاتنسى ان النوع السابق سيعطيك مدى جيد " 40 متر على اقل تقدير " سيساعدك على ايعادها عن خطر الشحنات الخطية ويعطيك مجال واسع لتمويهها على جانب الطريق او بين زقاق هنا او هناك .
.
.
استاذ انور ، هل يتوفر لديك وسيلة ممكن ان نتواصل بها بشكل مباشى ( موقع تواصل او ما شابه ) ؟ هناك الكثير من التساؤلات اود طرحها ونقاشها شويا
الشحنات الخطية تستخدم فقط عند مواجهة حقول ألغام ، وهذه الشحنات هي الأخرى لها نواقصها التي ندرسها في مدرسة الدروع !! لكن تبقى الشحنات المشكلة أكثر فاعلية عندما توضع في ممرات الطرق والأزقة الضيقة للمدينة بإنتظار فرائسها .. أنا متواجد دائما هنا أخي الكريم وأرحب بأي إستفسار طالما لا يتجاوز الخطوط الحمراء وأقصد بذلك المتفجرات وما يتعلق بها !! تحياتي .
حذفاستاذ انور .لو سمحت .بتوضيح كيفة عمل درع الابرامز المتواجد بالبرج تحديدآ .وماهية خصائصة.
ردحذفحياك الله أخي الكريم .. الدروع المركبة Composite armour المعروفة ابتداء باسم "شوبهام" Chobham اكتمل تطويرها في بريطانيا لدى مؤسسة التطوير وبحث العربات القتالية FVRDE في منتصف الستينات ، وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى المكان الذي أنتج فيه ، وهو قرية صغيرة قرب لندن يوجد فيها المركز المذكور . لقد أشتمل التدريع المذكور على تشكيلة من المواد المختلفة تتراوح بين السبائك المعدنية إلى المواد الخزفية ، رتبت على هيئة معينة وغطيت بصفائح الدرع الفولاذي . اسم شوبهام منذ ذلك الحين أصبح التعبير العام الشائع والمشترك لدرع الدبابة المركب الخزفي ، الذي يقدم حماية أعظم كثيراً تجاه أسلحة الشحنة المشكلة بالمقارنة مع صفائح التدريع الفولاذي التقليدي .. التحول الأمريكي الأبرز لهذا النوع من الدروع حدث في شهر يوليو العام 1973 ، عندما زار وفد دفاعي أمريكي موقع Chobham البريطاني ، وكان الهدف من الزيارة هو البحث عن صيغة تدريع مناسبة لمشروع دبابة المعركة الرئيسة XM815 التي بدأت دراسة تطويرها العام 1971 . الأمريكان بين الأعوام 1965 و1968 كانوا على دراية ومتابعة للمشروع البريطاني لبناء الدرع الجديد . لكن المعلومات الأكثر تفصيلا سلمت لهم في العام 1973 وذلك بموجب ترتيبات جعلت بين الحكومتين في العام 1950 لتبادل كامل وصريح للمعلومات العسكرية السرية لمصلحة كلا البلدين .. عموما وحتى لا تضيع أخي الكريم مع السرد التاريخي ، بالنسبة لتدريع الأبرامز وعلى الرغم من سرية التفاصيل الدقيقة لبناء الدروع ، إلا أن بناء التدريع المركب يشتمل بشكله العام وكفكرة عمل يشتمل على ثلاثة محطات دفاعية ، تختلف في تفاصيلها :
حذف• محطة الدفاع الأولى : الغرض منها إبطاء وتشويه/تخشين وربما حرف/تغيير اتجاه مقذوف الطاقة الحركية المهاجم ، أو امتصاص جزء من طاقة نفاث الشحنة المشكلة في حال كان الهجوم بمقذوف طاقة كيميائية . هذه الطبقة المقساة تتكون عادة من صفيحة ثخينة نسبياً ، في وضع مائل sloping plate ، بحيث تزيد هذه من المسافة العرضية الواجب على الرأس الحربية المعادية قطعها لثقب الصفيحة . تصنع الصفيحة الأولى من مواد عالية الكثافة ، وغالباً من الفولاذ المصلد وتلحق بها صفيحة أخرى من اليورانيوم المستنزف أو من سبائك التنغستن .
• محطة الدفاع الثانية : هذه الطبقة أكبر سمكا من سابقتها ، وتعني أكثر بتحطيم الخارق بالإضافة لاستيعاب وامتصاص تأثير طاقة الارتطام والموجات الصدمية Shock waves عالية السرعة (في الوقت ذاته الذي يكون فيه المقذوف تحت تأثير التباطؤ والتشويه) . إن القصد من وجود هذه المحطة ، هو توفير حماية أكثر من المقذوفات المتغلغلة والنافذة عن محطة الحماية الأولي ، حيث تقوم بتحطيم كتلتها وتوزيع وتشتيت التأثير على كافة أنحاء الطبقة .
• محطة الدفاع الثالثة : هذه الطبقة أقل سماكة نسبياً وتدعى صفيحة التدعيم والإسناد backing plate ، وهي عبارة عن لوح معدني شديد الصلابة ومن مادة مقساة تعمل لإسناد تراكيب كامل المصفوفة . كما يلقى على عاتق هذه الطبقة تزويد حماية بالستيه ممتازة ومنع الاختراق النهائي لمجموعة التركيب . يلحق هذه الطبقة عادة من الداخل وكتجهيز قياسي لدى بعض دبابات المعركة الحديثة ، بطانة مانعة للشظايا spall liners (عادة تشتمل على نسيج الكيفلار Kevlar أو مركب البولي يوريثان polyurethane) .
تحياتي وأعتذر عن الإطالة .
اشكرك الشكر الجزيل على هذا التوضيح.وعلى سعة صدرك مع و مع كل متابعينك.استاذ انور.
حذفاستاذ انور ما هي وظيفة الحجرة المتوضعة على ظهر سبطانة الدبابة ولماذا لا توجد في كل الانواع
ردحذفوهل لها اي علاقة بنوع السبطانة ملساء او حلزونية ؟ افدنا جزاك الله خيرا .