تسخير الدروع القفصية في العمليات الإنغماسية
مقاتلــــــوا الدولــــــة الإسلاميـــــة يطــــورون تكتيكاتهــــم الهجوميــــة
مقاتلــــــوا الدولــــــة الإسلاميـــــة يطــــورون تكتيكاتهــــم الهجوميــــة
صور من ساحة المعركة لأحدث عمليات الدولة الإسلامية في العراق تظهر مقاتلوها وهم يختبرون تكتيكات هجومية جديدة ، تقوم على تجهيز عربة مدرعة بشحنة كبيرة من المتفجرات الشديدة وبدروع خارجية قفصية Cage armor ، وتوجيهها بعد ذلك نحو معاقل البيشمركة المحصنة !!! ففي صور حديثة تعكس تفاصيل عملية هجومية تجاه أحد مواقع البيشمركة واستحكاماته في منطقة تل الريم "الكوير" ، نشرت مواقع مرتبطة بالدولة ما يبدو أنها عربة MT-LB محورة ومجهزة بدروع قفصية ملحومة على الأجزاء الأكثر استهدافاً من هيكلها . هذه العربة وجهت بعد تجهيزها وتفخيخها نحو موقع يسيطر عليه مقاتلوا البيشمركة ، وقبل ذلك تم استهداف هذا الموقع ومشاغلته بنيران صواريخ غراد ومدافع الهاون من عيار 120 ملم لتشتيت الدفاعات على محيط الموضع المحصن . الأكراد المدافعون بشدة عن الموقع بدأوا في مشاغلة العربة بمجرد إقترابها من مواقعهم وأخذوا في أطلاق رشقات من نيران مدافعهم الرشاشة الثقيلة وقذائف كتفية من نوع RPG على أمل إيقاف العربة أو تدميرها قبل بلوغها الهدف ، لكنهم أخفقوا في إنجاز مهمتهم . حيث إستمرت هذه الأخيرة في تقدمها وإندفاعها قبل أن يتولى قائدها تفجيرها وفي النقطة المحدده له من قبل قيادته !! الفكرة العلمية لإستخدام الدروع القفصية تعود بالإضافة إلى أهميتها في مضاعفة إحتمالية تحطيم الرأس الحربي نتيجة الإرتطام العنيف بحاجز السياج المعدني ، فإن هذه الدروع من جانب آخر تساهم بشكل فاعل في زيادة مسافة المباعدة stand-off distance للرأس الحربي . مسافة المباعدة هي المنطقة أو المسافة الفاصلة بين حافة قاعدة المبطن المخروطي في الرأس الحربي وبين حافة سطح الهدف . هذا الفضاء ضروري جداً للسماح بتشكيل النفاث الخارق للرأس الحربي ، وأي إعاقة جوهرية وملموسة في هذا الفضاء ستخفض بالتالي من قابلية الاختراق لدرجة كبيرة . فهذه المسافة على قدر كبير من الأهمية ، حيث أنه من الثابت علمياً أن هناك حاجة لمسافة مباعدة قصوى وممتدة لتحقيق الاختراق الأعمق ، تبلغ هذه نحو 2-6 من قطر الشحنة المستخدمة ، ويمكن أن تزيد عن هذا الرقم . إلا أنه مع مسافة مباعدة أكثر طولاً من اللازم (وهذا ما يفعله الدرع القفصي) فإن النفاث سوف يتشتت ويتجزأ particulate ويفقد تركيزه ، مما ينتج عنه انحراف وجنوح عن خط المحور ، وبتالي تفرق طاقة النفاث على منطقة أكبر من الهدف (يؤدي ذلك لتوسيع الثقب المحدث على جسم الهدف بدل تعميقه) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق